, 1/14/2013 -

صورة: ‏الغنوصية وفلسفة تأليه الانسان وازدواجية الاله؟؟؟  تساءل الاصدقاء في الصفحة عن معنى الغنوصية والتي ارتبطت ايما ارتباط بنشأة فكر المتنورين وخاصة بعض اهم حركاتهم مثل حركة العصر الجديد ومبدأ ازدواج الالهة وان الانسان بذاته اله والعياذ بالله... فالغنوصية مصطلح اطلق من الكلمة اليونانية «جنوصيص gnosis»، ومعناها «علم» أو «معرفة» أو «حكمة» أو «عرفان».....وهي حركة فلسفية وتعاليم دينية متنافرة أخذت شكل أنساق أسطورية في ظاهرها جميلة وفي غاية التنوع وعدم التجانس.. انتشرت في الشرق الأدنى القديم في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.. ورغم عدم تجانس أساطيرها وتعاليمها وأفكارها، بل تنافرها، فيمكن القول بأن كل الأنساق الغنوصية تدور في إطار الحلولية الكمونية. وتنطلق الحلولية الغنوصية عادةً من رؤية دينية ازدواجية صارمة ترى أن هناك إلهين وليس إلهاً واحداً: إلهاً خفياً خيِّراً (إله العهد الجديد) وإلهاً ظاهراً شريراً (إله العهد القديم)... والإله الظاهر هو أيضاً الإله الصانع الذي خلق هذا العالم المادي...وتعتبر بداية ممهدة لخدعة وجود الملاك الساقط..الذي هو في الاصل الشيطان لوسيفر والملقب بحامل الضياء في مقابل الاله ادوناي اله الظلام..بالرغم من ان ادوناي احد اسماء الله الحسنى في التوراة...  والغُنُوصيَّة وجدت في الكثير من الاساطير والمقالات مثل المقالات المبكرة للـCorpus Hermeticum "المجموعة الهرمسية"، والكتابات العبرية الخاصة بالرؤى.. وخاصة الفلسفة الأفلاطونية والكتب اليهودية المقدسة نفسها... ويُفرِّق الغنوصيون بين الجسم والنفس (سيكي) والروح (نيوما)... هذه النيوما هي الذات داخل الذات وهي ليست من مخلوقات الإله، فهي سابقة على الخلق، قديمة قدم الكون والإله، بل هي جزء من العالم النوراني، عالم الإله الخفي. وهذا هو الجوهر الأصلي لفكرة آدم في المنظومات الغنوصية، فهو ليـس بمخلـوق وإنما هو قديم قـدم الكون والإله، لا يحكمه الزمن ولا يدركه الموت... وهذا هو جـوهر فكـرة أصحاب الغـنوص من النورانيين في خلق بعد روحاني لهم.. هذه النخبة من البشر الذين قد يبدون للعوام (من البشر العاديين الجسمانيين الذين لا نفس لهم ولا روح فيهم أو النفسانيين الذين لا روح نورانية فيهم) كما لو كانوا مثلهم مع أنهم في واقع الأمر ينتمون إلى عالم الخلود النوراني...وهو طريق لتأليه الذات..   ولكن هؤلاء النورانيين، رغم طبيعتهم الإلهية، قُذف بهم في هذا العالم المادي الشرير وهذا الزمان الردىء لا لذنب اقترفوه أو لشر متأصل فيهم وإنما بسـبب خلل كوني. وهم يعيشون في هذا العالم ولكنهم ليسوا منه، يعرفون تمام المعرفة أنه عالم مخلوق زائف وأن الموت نفسه زائف فهم من أصحاب الخلود يتذكرون دائماً طبيعتهم الإلهية، وأن الخلاص لن يتم ولن يبلغ الإنسان الكمال (الذي هو اسم آخر للنجاة والخلاص) إلا من خلال معرفة خفية باطنية (غنوص) فيما يتصل بالحقيقة الكلية الشاملة والمبدأ الواحد المطلق الذي يحكم الكون بأسره ويعبِّر عن الواحدية الكـونية... وهي معرفة أو عرفــان بالإنسان، معرفـة الروح (نيوما) لنفسها، تُفضي إلى معرفة بالإله لأن الإله هو في نهاية الأمر الإنسان والإنسان هو الإله، أو على الأقل ينتميان كلاهما لعالم واحد وقد صيغا من نفس المادة أو الجوهر، ولذا فإن الخلاص والكمال هو اتحاد الذات الإنسانية مع الألوهية اتحاداً جوهرياً (ومن ثم سُمِّيت فلسفة هيجل «فلسـفة غنوصية»). وهكـذا تتحوَّل الاثنينية الصارمة إلى واحدية صارمـة. هذه المعرفة ستحرِّر الإنسان الإلهي من قيود الوجود المادي ومن الـزمن والطبيعـة ومن كل الأنفـس المخلوقة الأخرى ومن العـالم المخلـوق...   والغنوصية ذات أصول يهودية، وأصبحت بُعداً أساسياً في اليهودية الحاخامية وفي تراث القبَّالاه... ولكننا نذهب إلى أنها، في واقع الأمر، هي النموذج المتكرر والكامن وراء معظم (إن لم يكن كل) الفلسفات والأنساق الحلولية الكمونية الواحدية (الروحية والمادية) عبر التاريخ...بمعنى احلال الاله في الجسد المادي وازدواجية وتعدد الالهة، ومن ذلك العلمانية الشاملة... ولذا أصبحت كلمة «غنوصية» في اللغات الغربية عَلماً على المذاهب الباطنية وعلى الهرطقات الجـوهرية التي تقف على الطرف النقيض التااام من العقائد السـماوية التوحيدية...‏
تساءل الاصدقاء في الصفحة عن معنى الغنوصية والتي ارتبطت ايما ارتباط بنشأة فكر المتنورين وخاصة بعض اهم حركاتهم مثل حركة العصر الجديد ومبدأ ازدواج الالهة وان الانسان بذاته اله والعياذ بالله... فالغنوصية مصطلح اطلق من الكلمة اليونانية «جنوصيص gnosis»، ومعناها «علم» أو «معرفة» أو «حكمة» أو «عرفان».....وهي حركة فلسفية وتعاليم دينية متنافرة أخذت شكل أنساق أسطورية في ظاهرها جميلة وفي غاية التنوع وعدم التجانس.. انتشرت في الشرق الأدنى القديم في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.. ورغم عدم تجانس أساطيرها وتعاليمها وأفكارها، بل تنافرها، فيمكن القول بأن كل الأنساق الغنوصية تدور في إطار الحلولية الكمونية. وتنطلق الحلولية الغنوصية عادةً من رؤية دينية ازدواجية صارمة ترى أن هناك إلهين وليس إلهاً واحداً: إلهاً خفياً خيِّراً (إله العهد الجديد) وإلهاً ظاهراً شريراً (إله العهد القديم)... والإله الظاهر هو أيضاً الإله الصانع الذي خلق هذا العالم المادي...وتعتبر بداية ممهدة لخدعة وجود الملاك الساقط..الذي هو في الاصل الشيطان لوسيفر والملقب بحامل الضياء في مقابل الاله ادوناي اله الظلام..بالرغم من ان ادوناي احد اسماء الله الحسنى في التوراة...

والغُنُوصيَّة وجدت في الكثير من الاساطير والمقالات مثل المقالات المبكرة للـCorpus Hermeticum "المجموعة الهرمسية"، والكتابات العبرية الخاصة بالرؤى.. وخاصة الفلسفة الأفلاطونية والكتب اليهودية المقدسة نفسها... ويُفرِّق الغنوصيون بين الجسم والنفس (سيكي) والروح (نيوما)... هذه النيوما هي الذات داخل الذات وهي ليست من مخلوقات الإله، فهي سابقة على الخلق، قديمة قدم الكون والإله، بل هي جزء من العالم النوراني، عالم الإله الخفي. وهذا هو الجوهر الأصلي لفكرة آدم في المنظومات الغنوصية، فهو ليـس بمخلـوق وإنما هو قديم قـدم الكون والإله، لا يحكمه الزمن ولا يدركه الموت... وهذا هو جـوهر فكـرة أصحاب الغـنوص من النورانيين في خلق بعد روحاني لهم.. هذه النخبة من البشر الذين قد يبدون للعوام (من البشر العاديين الجسمانيين الذين لا نفس لهم ولا روح فيهم أو النفسانيين الذين لا روح نورانية فيهم) كما لو كانوا مثلهم مع أنهم في واقع الأمر ينتمون إلى عالم الخلود النوراني...وهو طريق لتأليه الذات..

ولكن هؤلاء النورانيين، رغم طبيعتهم الإلهية، قُذف بهم في هذا العالم المادي الشرير وهذا الزمان الردىء لا لذنب اقترفوه أو لشر متأصل فيهم وإنما بسـبب خلل كوني. وهم يعيشون في هذا العالم ولكنهم ليسوا منه، يعرفون تمام المعرفة أنه عالم مخلوق زائف وأن الموت نفسه زائف فهم من أصحاب الخلود يتذكرون دائماً طبيعتهم الإلهية، وأن الخلاص لن يتم ولن يبلغ الإنسان الكمال (الذي هو اسم آخر للنجاة والخلاص) إلا من خلال معرفة خفية باطنية (غنوص) فيما يتصل بالحقيقة الكلية الشاملة والمبدأ الواحد المطلق الذي يحكم الكون بأسره ويعبِّر عن الواحدية الكـونية... وهي معرفة أو عرفــان بالإنسان، معرفـة الروح (نيوما) لنفسها، تُفضي إلى معرفة بالإله لأن الإله هو في نهاية الأمر الإنسان والإنسان هو الإله، أو على الأقل ينتميان كلاهما لعالم واحد وقد صيغا من نفس المادة أو الجوهر، ولذا فإن الخلاص والكمال هو اتحاد الذات الإنسانية مع الألوهية اتحاداً جوهرياً (ومن ثم سُمِّيت فلسفة هيجل «فلسـفة غنوصية»). وهكـذا تتحوَّل الاثنينية الصارمة إلى واحدية صارمـة. هذه المعرفة ستحرِّر الإنسان الإلهي من قيود الوجود المادي ومن الـزمن والطبيعـة ومن كل الأنفـس المخلوقة الأخرى ومن العـالم المخلـوق...

والغنوصية ذات أصول يهودية، وأصبحت بُعداً أساسياً في اليهودية الحاخامية وفي تراث القبَّالاه... ولكننا نذهب إلى أنها، في واقع الأمر، هي النموذج المتكرر والكامن وراء معظم (إن لم يكن كل) الفلسفات والأنساق الحلولية الكمونية الواحدية (الروحية والمادية) عبر التاريخ...بمعنى احلال الاله في الجسد المادي وازدواجية وتعدد الالهة، ومن ذلك العلمانية الشاملة... ولذا أصبحت كلمة «غنوصية» في اللغات الغربية عَلماً على المذاهب الباطنية وعلى الهرطقات الجـوهرية التي تقف على الطرف النقيض التااام من العقائد السـماوية التوحيدية...
,

إرسال تعليق Blogger

 
Top