وتقويس الملاعق هو من أنواع السحر الاستعراضي غير المباشر في أحيان كثيرة، بهدف بيان القدرات والمواهب بعيدا عن مسمى السحر، حتى يستطيعوا النفوذ داخل المجتمعات المحافظة، حيث يستعرض الساحر بعض مهاراته السحرية بهدف إبهار الناس واستقطابهم نحوه، وبالتالي فهي في جملتها تستهدف فتنة الناس. ونستطيع تقسيم السحرة على ثلاثة أقسام متباينة، نوضحها فيما يلي:
القسم الأول:
سحرة استعراضيين: وهم طائفة من السحرة يجري الشيطان على أيديهم قدرات فائقة، بهدف الترويج للسحر، والسيطرة على المشاهدين والمتابعين والتسلط عليهم بسحره. وهم متفاوتون في مهاراتهم وقدراتهم، ومنهم سحرة معمدين من قبل الشيطان، ولهم شهرة واسعة جدا.
القسم الثاني:
سحرة مرتزقين: وهؤلاء يتكسبون عيشهم من مزاولة السحر والكهانة والعرافة، وهم من يندفع إليهم الناس لتنفيذ بعض الأسحار في مقابل مادي، وأحيانا يشترط عليهم الجن عدم قبض أي أموال، أو تبديد ما يحصلون عليه من أموال طائلة، وهذا بغرض إذلالهم وترغيم أنوفهم. وهؤلاء منتشرون بين الناس، موفورون في كل مكان وزمان، وكثيرا ما يخذلهم معبودهم من الجن فيقعون فريسة بين أيدي رجال الأمن، فيتم فضحهم والتخلص منهم حينما يستغني الشيطان عن خدماتهم. ومهمتهم نشر السحر بين الناس والترويج له، وجذب أكبرعدد من الرواد، واستقطاب المريدين للسحر للإفساد بين في الأرض والوقيعة بين الناس،وهذا القسم من السحرة يدخل فيهم طائفة المستعينون بالجن ويدعون أنهم رقاة ومعالجين.
المستعينون بالجن:
فهم في الأصل كانوا ولا يزالون مرضى، سواء عليهم علموا هذه الحقيقة أم لم يعلموا، فإنهم يرون الجن ويسمعونهم، وهذا يحسم مسألة أنهم مرضى بغير مخالف في هذا بين جميع المعالجين قاطبة. وقد يعالج أحدهم الناس وهو لايدري أنه مصاب، فينطق جني على لسان المريض، فيزعم له أنه أسلم على يديه، ثم يعرض عليه مساعدته في علاج المرضى، كل هذا يتم وهو لا يرى الجن ولا يسمعهم، وبعد موافقة المعالج يبدأ يراهم ويسمعهم، فينكشف حينها حقيقة أنه كان مصابا من قبل وهو لا يدري،لأن الكشف البصري والسمعي لا يكون إلا مع إصابة بالمس، فالكشف لا يتم إلا بالاعتداءعلى جسم المريض، وهذا لا يفعله الجن المسلم، لأن الاعتداء على جسم الإنس محرم عليهم باعترافهم هم على أنفسهم. ولكن الشياطين تستدرج هؤلاء الرقاة بخطوات خبيثة، إلى أن تحين الفرصة المناسبة فيتم الكشف السمعي والبصري برضا الراقي وموافقته، فيراهم ويسمعهم ويبدأ يستعين بهم في علاج الناس، وفي بعض الحالات يكون الاتصال قاصرا على المنامات أو بالإيحاء والوسوسة، وهذا يتم باتفاق بينهما. وهذا يبهره ما يراه من الجن وما يسمع، فيتمسك بما هو عليه من استعانة وشرك، ويزاول السحر بمعناه الحقيقي لأن الاستعانة بالجن في حد ذاتها هي أساس السحر وممارسة له. وعلى هذا ينقسم المستعينين بالجن إلى قسمين:
القسم الأول: مخدوع من شياطين الجن، ويظنون أنهم جن مسلم صالحون، وزادهم تمسكا ما هم فيه من ضلال تلك الفتاوى الباطلة التي لاسند لها من كتاب أو سنة، والتي تجيز الاستعانة بالجن. وهؤلاء تخدعهم الجن وتضللهم،وراجع عليهم كذب شياطين الجن وتدليسهم، وهذا بسبب ضحالة علمهم وسذاجتهم، فأعرف واحد منهم لا يحفظ إلا فاتحة الكتاب والمعوذات، ويرقي بهم مع بعض الآيات من كتاب اللهم ما حفظها سماعا، فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، وكان معه طبيب من الجن، فاستعان به أحد مرضاي بدون علمي وبغير إذن مني، وكانت حالته المرضية تحمل أسحارا غزيرة ويحتاج لسنوات لعلاجه، ولكنه تعجل الشفاء طمعا فيما لدى المستعين من قدرات لم يجربها من قبل، فلما قام بعلاجه خطفت الشياطين الذين على جسد المريض أعوان المعالج، وأسرتهم داخل جسده، فاستشاط غيظا، وأقسم على أن لا يذهب إلى المريض مرة أخرى، فجاء المريض وقص علي الواقعة. فهذا القسم نسأل الله تعالى لهم الهداية.
القسم الثاني: متواطئون مع الشياطين، ويعلمون حقيقة ما هم فيه من ضلال مبين، ولكن يدفع بعضهم حب المال، والشهرة، والجاه، فالشيطان يحسن استغلال هذه الثغرات فيهم، فأحكم قبضته عليهم وتمكن منهم، بهدف تضييق الطريق على المعالجين الشرعيين، وصرف الناس عنهم،وبهذا يضمن الشيطان استمرار الأسحار مسلطة على الناس، فلا يجدون من يعمل على إبطالها إلا المستعينون بالجن، ويا ليت يتحقق على أيديهم شفاء! وإن تم الشفاء ظاهريا فقط، فبسحر (حبس للسحر) الأول تمارسه الجن على المرضى لخداعهم، ومن أجل الترويج للساحر، والحقيقة أن الأعراض تتوقف زمنا قد يطول، لكن المريض اكتسب سحرا جديدا خلاف السحر الأول، فصار بحاجة إلى علاجه من سحرين لا سحر واحد فقط. فهؤلاء لاعذر لهم بالجهل. وشرهم أشد سوءا من السحرة الاستعراضيين، وأقل شدة من السحرةالمتسترين، فهم في منزلة وسط بينهما، وتمكنهم من السحر أكثر وأشد قوة منالاستعراضيين.
القسم الثالث:
سحرة متسترين: وهم أخطر التقسيمات الثلاثة،فهم متخفين بين الناس، فتجدهم متغلغلين داخل جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، حكام وعلماء ورجال أعمال وسياسيين وعسكرين وفنانين ورجال دين .. إلخ لا يعلم أحد شيئا عن حقيقتهم، ومهمتهم داخل عالم الإنس تطبيق المخططات الشيطانية لتدمير البشرية ومحاربة الأديان. ولا يظهرون طقوس السحر العلنية المتعارف عليها بين السحرة، فهم يرون الجن ويسمعونهم، ويتعاملون معهم تعامل مباشر، فيؤدون طقوس السحر داخل عالم الجن وليس في عالم الإنس، بأدوات ومواد جنية وليست إنسية.
استخارة الشياطين واستشارتهم:
فالشيطان يهدف من دعمه مثل هؤلاء السحرة الاستعراضيين إلى الترويج للسحر، وجذب انتباه الناس إليه باعتباره قوة خفية مرهوبة الجانب، حتى ظهرت في الأسواق ألعاب سحرية زهيدة الثمن، وفي متناول جميع المستويات الاقتصادية،يقتنيها الأطفال والكبار على حد سواء، تتفاعل فيها شياطين الجن مع الإنس. ومنهااللعبة ذائعة الصيت تسمى الويجا Ouija، لدرجة أن صيغ عدة أفلام سينمائية تحمل نفس اسم اللعبة، مما روج لها ووسع من انتشارها أكثر من أن يحد من الولع بها، فالناس شغوفة بالمجهول ولا تتعظ من أفلام السينما.
وهذه اللعبة يسأل فيها اللاعب اللعبة شفاهة مسألته، فتتحرك اللعبة تلقائيا تحت يد السائل، وينتقل المؤشر من حرف إلى الآخر إلى أن تكتمل الإجابة على سؤال السائل. فهي تعد لعبة سحرية من (سحر العرافة والتنجيم)، حيث تدخل في استخارة الجن واستشارتهم من دون الله تبارك وتعالى، فهي تعد واحدة من أساليب التنبؤ والعرافة والكهانة، وهذا باب من السحر لانريد الإسهاب في شرحه وبيانه، فيكفي أن يعلم الجميع أنها لعبة تعتمد على شيطان يلقب (ويجا Ouija)، ويرسل نائبا من سراياه مع كل لعبة لتفعيلها، ولا بد من شكر الشيطان في نهاية اللعبة فيقال؛ Ouija Goodbye.
إرسال تعليق Blogger Facebook