قال أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أبريل: إن مظاهرات ذكرى ثورة 25 يناير أثبتت أن مئات الآلاف الذين خرجوا فى الميادين هم «شعب مصر» الذى يبحث عن مطالب ثورته ويملك الإصرار على تحقيقها، بعيداً عن «التسييس».
وشدد فى حوار مع «الوطن» على أن صمت مؤسسة الرئاسة على عمليات القتل والعنف خلال التظاهرات يؤكد أن العلاقة مع الرئيس محمد مرسى باتت فى طريق اللاعودة، مشيراً إلى أن هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، لا يعنى بالضرورة رحيل مرسى لكنه رسالة إنذار بأن نظامه «حكومة ومجلساً نيابياً» سقطت شرعيته.
■ ما تعليقك على نتائج مظاهرات الذكرى الثانية للثورة خصوصاً فى ظل سقوط 9 قتلى؟
- مظاهرات الذكرى الثانية للثورة أثبتت أن من يتحدث عن أن فصيلا سياسيا يتحكم فى التظاهرات المعارضة للرئيس هو «كاذب»، فالملايين الذين خرجوا فى جميع أنحاء الجمهورية لا ينتمون لأى فصيل سياسى فهم خرجوا ليقولوا لا نريد نظاماً يقتل المصريين سواء كان عمداً أو إهمالاً ويهدر مطالب ثورتهم، وللتأكيد على أنهم سيواصلون الإصرار على تحقيق مطالب الثورة جميعاً، أما عن سقوط قتلى فى الاشتباكات فيتحمل مسئوليتها الرئيس مرسى ونظامه الذى ينتهج نهج الرئيس السابق حسنى مبارك فى قمع المتظاهرين ومنعهم من التعبير السلمى عن مطالبهم، فكل شهيد يسقط يعلن بوضوح أن «شرعية النظام تتآكل».
■ لكن الحركة قالت قبل التظاهرات إن هدفها ليس إسقاط النظام فى الوقت الذى كان فيه هتاف الآلاف فى الميادين «الشعب يريد إسقاط النظام»، فهل ذلك يعنى أن «6 أبريل» أخفقت فى التواصل مع الشارع؟
- مطلقاً، هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» لا يعنى بالضرورة فى الوقت الحالى هو رحيل الرئيس، بل هذا الشعار يريد من مؤسسة الرئاسة أن تنسف النظام الإخوانى الحالى الذى يسعى لترسيخ نظام استبدادى يؤسس لمصالحه الخاصة بعيداً عن مطالب الشعب، فهنا رسالة للرئيس أن نظامك الذى فشل فى إدارة البلاد سواء حكومة الدكتور هشام قنديل أو مجلساً نيابياً متمثلاً فى «الشورى» عليه أن يتوقف الآن.
■ هل تعتقد استمرار التظاهرات وتطور الموقف أم أن الأمر يتجه نحو العودة للهدوء مجدداً؟
- التظاهرات ستستمر لحين تحقيق المطالب المرفوعة، وسقوط مزيد من القتلى سيدفع الجماهير للاستمرار فى الميادين والاعتصام لحين وضوح الموقف، فضلاً عن باقى المطالب كإقالة حكومة قنديل وتشكيل لجنة لتعديل الدستور الساقط «شعبياً وقانونياً»، ومن يتحدث عن أن المظاهرات كانت فقط مرتبطة بحكم قضية مذبحة بورسعيد فهو مخطئ لأن مطالب الثورة لا تتجزأ، ومن ينحاز لمطالبها يكمل المشوار حتى النهاية، وأرى إصراراً واضحاً على المطالب، لأن جماعة الإخوان فشلت فى إدارة البلاد بشكل واضح.
■ رد فعل الرئيس مرسى حول الأحداث جاء متخبطاً، بين صمت تام ثم الإعلان عن سفره لحضور القمة الأفريقية بإثيوبيا، وتدوينات للتعزية حول سقوط الشهداء على حسابه على «تويتر»، ما تعليقك؟
- نفس ردود الفعل التى قدمها «مبارك» قبل عامين، يكررها مرسى الآن، فالاشتباكات المندلعة منذ صباح الجمعة لم يصدر بشأنها تعليق وحتى فى ظل تطورات الأحداث خرج بيان رئاسى يتحدث عن أن الرئيس سيغادر البلاد لحضور القمة الأفريقية، فمن الواضح أن رأس السلطة لا يشعر بحرج الموقف ولا يريد تقديم أى تنازلات، وبتلك الطريقة أرى أن علاقة النظام بالشارع وقوى المعارضة باتت فى «طريق اللاعودة».
■ لكن البعض يتحدث عن أن موجة العنف بدأت من قِبل عناصر تنتمى لصفوف المتظاهرين، ألا يقلقك تزايد وتيرة الأحداث؟
- بالتأكيد ندين جميع سبل العنف، لكن علينا الحديث أكثر عن فشل وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم الذى فشل فى إدارة التظاهرات وعادت الشرطة مجدداً لعمليات العنف الممنهجة ضد المتظاهرين وتسببت فى سقوط قتلى، فكان من الأولى على النظام أن يلبى المطالب ولا ينتظر ليوم التظاهرات، وأجدد الإدانة حول العنف بكل وسائله.
■ ماذا عن إيجابيات تظاهرات ذكرى الثورة فيما يتعلق بالمعركة القائمة بين المعارضة والسلطة؟
- المعارضة اكتسبت أرضية جديدة فأثبتت أنها قادرة على حشد الجماهير فى الميادين تحت راية مطالب واضحة، فضلاً عن الظهور بموقف المتماسك أمام الرأى العام بعيداً عن شائعات الانقسام.
إرسال تعليق Blogger Facebook