2/10/2013 -
"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" ( سورة إبراهيم : 27 ) ...

ان القلب يصدأ بالذنوب التي لا يتوب العبد عنها ويصير متخما بالمرض ...فإذا احتاج إلى محاربة العدو لم يجد معه من قوة ذاته شيئا ...والعبد إنما يحارب ويصاول ويقدم بقلبه بالاساس.. والجوارح تبع للقلب .. وكذلك النفس فإنها تخبث بالشهوات والمعاصي وتضعف...فإذا لم يكن عند ملكها قوة يدفع بها... واذا وقع مكروه واحتاج إلى التخلص منه.. خانه قلبه ونفسه وجوارحه ، وكان بمنزلة رجل معه سيف قد غشيه الصدأ ولزم قرابه.... بحيث لا ينجذب مع صاحبه إذا جذبه..او سلاح قد فسد ..فيتعرض له عدو يريد الفتك به..فلا يجد ما يصد به ولا ملكة المقاومة ..فيدهمه العدو ويظفر به ....فالمعاصي تخون العبد... وتحجبه الذنوب عن هلاك ملكاته.. وعن الاشتغال بما هو أولى به.. وأنفع له في الدارين .. وربما ماتت نفسه المطمئنة موتا لا يرتجى معه حياة ينتفع بها.. بل حياته حياة يدرك بها الألم فقط... وهذا كله أثر الذنوب والمعاصي كمن له جند يدفع عنه الأعداء ..فأهمل جنده.. وضيعهم... ليس هذا فقط... بل من عقابه ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي ..فلا تراه إلا خائفا مرعوبا.. ووقعت الوحشة بينه وبين ربه ..وبين الخلق وبين نفسه... فإن الطاعة حصن الله الأعظم ..من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ..ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب... فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا ..ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف ..فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر .. يحسب أن كل صيحة عليه ..وكل مكروه قاصد إليه.. فمن خاف الله آمنه من كل شيء ..ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء...وصدق الله العظيم القائل في الحديث القدسي "فسِر في طاعتي يطعك كل شيء"...
صورة: ‏"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" ( سورة إبراهيم : 27 ) ...  ان القلب يصدأ بالذنوب التي لا يتوب العبد عنها ويصير متخما بالمرض ...فإذا احتاج إلى محاربة العدو لم يجد معه من قوة ذاته شيئا ...والعبد إنما يحارب ويصاول ويقدم بقلبه بالاساس.. والجوارح تبع للقلب .. وكذلك النفس فإنها تخبث بالشهوات والمعاصي وتضعف...فإذا لم يكن عند ملكها قوة يدفع بها... واذا وقع مكروه واحتاج إلى التخلص منه.. خانه قلبه ونفسه وجوارحه ، وكان بمنزلة رجل معه سيف قد غشيه الصدأ ولزم قرابه.... بحيث لا ينجذب مع صاحبه إذا جذبه..او سلاح قد فسد ..فيتعرض له عدو يريد الفتك به..فلا يجد ما يصد به ولا ملكة المقاومة ..فيدهمه العدو ويظفر به ....فالمعاصي تخون العبد... وتحجبه الذنوب عن هلاك ملكاته.. وعن الاشتغال بما هو أولى به.. وأنفع له في الدارين .. وربما ماتت نفسه المطمئنة موتا لا يرتجى معه حياة ينتفع بها.. بل حياته حياة يدرك بها الألم فقط... وهذا كله أثر الذنوب والمعاصي كمن له جند يدفع عنه الأعداء ..فأهمل جنده.. وضيعهم... ليس هذا فقط... بل من عقابه ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي ..فلا تراه إلا خائفا مرعوبا.. ووقعت الوحشة بينه وبين ربه ..وبين الخلق وبين نفسه... فإن الطاعة حصن الله الأعظم ..من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ..ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب... فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا ..ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف ..فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر .. يحسب أن كل صيحة عليه ..وكل مكروه قاصد إليه.. فمن خاف الله آمنه من كل شيء ..ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء...وصدق الله العظيم القائل في الحديث القدسي "فسِر في طاعتي يطعك كل شيء"...‏

إرسال تعليق Blogger

 
Top