يظن السفهاء من الناس بأن شعار العين الواحدة هو شعار علماني لا يحمل بعدا دينيا ولو تأملوا جيدا لإتضح لهم العكس فقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإصحابه ( سأصف لكم الدجال وصفا لم يصفه نبي قبلي إنه يرى بعين واحدة ) ونحن الآن نرى هذا الشعار في الكثير من الأفلام والمجلات والدعايات والقنوات الغنائية و الإخبارية . إنه شعار معبود الماسونية المسيح الدجال الذي سيدعي الألوهية بقدراته التي حذر جميع الأنبياء من الإفتتان بها . وربما تسمع صوتا يهمس في أذنك قائلا إنك لن تفتن بقدراته لأنك بمجرد رؤية عينه العوراء سيتضح لك بأنه الدجال فما الداعي من التحذير من شخص من السهولة إكتشاف أمره طالما صفاته واضحة لنا . ردي على ذلك الصوت الذي يهمس في اذنك ربما يكون مفاجئا وهو ربما لن يكون الدجال بعين واحدة بالمعنى الحرفي إنما سيكون بعين واحدة بالمعنى المجازي . فالمعنى الحرفي للعين الواحدة للدجال هو أن عينه الأخرى معيبة أما المعنى المجازي للعين الواحدة للدجال هو أنه يرى بعينيه ولا يرى بقلبه . الإنسان المؤمن لديه عينان الأولى هي عين البصر والثانية هي عين البصيرة ولن تكون لك عين البصيرة إلا إذا كنت مؤمنا . فنحن المؤمنين بكلام الله نؤمن بأن الله لا يخطىء فإذا كان العلم يقول بأن القلب لا دخل له بالفهم وأن الفهم مقصور على العقل سنضرب كلام العلم عرض الحائط ونؤمن بكلام الله الذي ينص بأن القلب يفهم كما يفهم العقل فالله سبحانه وتعالى يستنكر على المشركين الذين لديهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها . ومن هذا الإستنكار يتضح لنا بأن بعض البشر لديهم أعين وعينيهم ليس بها عمى ولو فحص عينيه عند أفضل مستشفى سيقولون له بأن عينيك سليمة إذا لماذا لا يبصرون بها ؟ الجواب هو لأنهم لا يشاهدون الشيء إلا من الخارج ولا يستطيعون مشاهدة جوهر الشيء وعدم إستطاعتهم مشاهدة جوهر الشيء يرجع لفقدانهم عين البصيرة التي لن يحصلوا عليها إلا من خلال الإيمان بالله تعالى . ولكي لا نقع فريسة سهلة لفتنة الدجال علينا الحكم على الأشياء بجوهرها لا بمظهرها . ويعلمنا الله تبارك وتعالى كيفية الحكم على الشيء بجوهره لا بمظهره في سورة الكهف لذلك قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها تعصم من فتنة الدجال وذلك في قصة موسى عليه السلام فقد بعث الله رجلا صاحب علم كبير لموسى ليعلمه بالكيفية على الحكم على الجوهر من خلال مراحل قام بها الرجل وقد كان موسى عليه السلام في كل مرة ينظر للمظهر وينسى الجوهر وبعد انتهاء المراحل إكتشف موسى بأنه لم ينظر للجوهر إلا من بعد أن وضح له الرجل تفسير المراحل على حقيقتها . إقرأوا سورة الكهف فهي قصيرة جدا وستلاحظون الكيفية . فإذا إعتقدت بأنك تملك عين البصيرة عندها فقط سيكون من السهل إكتشاف حقيقة المسيح الدجال صاحب أعظم فتنة على وجه الأرض
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق Blogger Facebook