احبتي في الله... ونحن نمر الآن بمرحلة تشتتت بها العقول والأهواء والأهداف.. واصبح جليا لنا كم الأيادي التي تطال اوطاننا من الداخل بصورة أو بأخرى لتدفعنا دفعا للتمزق والإنهزام الداخلي والبعد عن الرؤية بنور البصيرة حتى نغفل عما يحيق بنا من مخاطر تستوجب التوحد والثبات والإيمان الخالص والعزيمة لمواجهة ما هو أت.. ما أحوجنا للتذكرة وللإلتزام بما أمرنا وأوصانا به الحق جل وعلى وجعله من عزم الأمور التي يجازى بها فاعلها في دنياه بتقلباتها وكبدها وفي آخرته وحسابها.. ألا وهو الصبر.. وصلاح القلب (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) [الشعراء] ..فالقلب هو بيت الله تعالى فى الإنسان .. كما أن المساجد بيوته في الأرض.. والصبر يلازم ابن آدم في جميع أحواله ويرافقه في كل تقلباته.. فهو ضرورة وفريضة في الوقت الحالي.. بل به بلوغ الآمال وإنجاح الأعمال والقوة والنصر بمشيئة الله وما يعد الله الا حقاً.. فلولا الصبر ما انتصر حق ولا نهضت أمة ولا تحقق مسعى ..ولولا صبر المجاهد في سبيل الله ما انتصر.. ونحن الآن في وقت الجهاد الحق.. فمن صبر ظفر.. ومن ثبت نجح بإذن القوي العزيز مالك الملك.. وكما جاء فى الحديث القدسى (لا تسعنى السموات ولا الارض ولكن يسعنى قلب عبدى المؤمن) او كما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم عن رب العزة.. ولكي يكون الله في قلبك ويثبت اقدامك ويشفي ما في صدرك وينير بصيرتك وتنال البشارة.. التزم بعزم الأمور كلها...
فالصبر ـ في المعنى العام ـ حبس النفس على طاعة الله تعالى وكفها عن المعاصي.. والرضى بقضاء الله وقدره.. والعزم على نصرته بقوة واخلاص.. والانتهاء عن التسخط.. وامساك اللسان عن التشكي.. وحبس الجوارح عن التردي...
والصبر على بلاء الدنيا بما فيها من آلام نفسية وأسقام بدنية.. وأقدار قد تظن انها خارج وسعك.. وفقدان الأصحاب.. وخسران الثروات.. وإيذاء الناس ومتاعب العيش ومشاق الحياة.. وهذه الأمور: يتساوى فيها الناس جميعا فلا يسلم منها بر ولا فاجر، ولا يُعصم منها مؤمن ولا كافر.. قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ [البقرة] .. وتحدثت جميع الكتب السماوية وتحدث القرآن الكريم عن أخلاق كثيرة.. وتفاوت ذكر ذلك حسب أهميتها ..ومن أجل تلك الخلال الرفيعة خلق "الصبر" الذي هو أعظم أخلاق ديننا.. بل إن أغلب خصال الخير مردها إليه.. وبرهان ذلك: أن هذه الكلمة المباركة كررت بمشتقاتها في كتاب الله تعالى المحفوظ بأمره أكثر من مائة مرة.. مما يدل على أهميته وعلو مكانته.. لذا رتب الله على خلق "الصبر" كل خير في الدنيا والآخرة ...و"إن الله ـ سبحانه ـ جعل الصبر جوادا لا يكبو، وجندا غالبا لا يهزم، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يلثم، فهو والنصر أخوان شقيقان" («عدة الصابرين» لابن القيم )...
وقد ذكر الله تعالى الوانا من الصبر.. وسمى الكل صبرا..فقال سبحانه: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]... فالبأساء: المصائب.. والضراء: الفقر والمرض.. والبأس: الحرب المادية والمعنوية...
إنها تلك البشارة التي يخبرنا بها المولى تبارك وتعالى في قوله: {وَبَشِّرِ} [البقرة: ١٥٥]، ليس في ذلك الموضع فقط، بل يذكر الله عز وجل الصابرين في تسعين موضعًا من كتابه.. ومن عظمة تلك الصفة أن الله عز وجل يقرنها بعمود هذا الدين وأساسه المتين.. ألا وهو الصلاة.. فيقول تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥]... حتى ان الصبر يرفع العبد لمرتبة تقارب الأنبياء والمرسلين الذين هم اكثر الخلق ابتلاءاً كما قال رب العزة: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: ٣٥]... ولو أن عظيمًا من عظماء الدنيا أخبرك بأنه يُحبك ويُقدِّرك لكانت تلك شهادة ووسام على صدرك.. فكيف إن كان أعظم العظماء قيوم السماوات والأرضين يعلن عن هذه المحبة في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فيقول جل شأنه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]... ومن احبه الله كان في سمعه وبصره وقلبه وكان يده التي يبطش بها... بل عظم من قيمة الصبر حتى ترتبط بالفلاح والنصر فيقول جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: ٢٠٠].. وفي موضع آخر يربط الله النصر بالصبر، فيقول تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤]...
بل ان الصابرين يجازون بغير حساب.. وكفى بتلك الثمرة جائزة من المولى جل وعلا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠]... وأنه خير ما رزق العبد.. قال تعالى: ﴿وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[النساء: 25] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا رُزِقَ عَبْدٌ خَيْرًا لَهُ، وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".. رواه الحاكم عن أبي هريرة [صحيح الجامع (5626)]... واستحقاق الصابر لمعية الله تعالى.. قال سبحانه: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾[الأنفال: 46]...
فاعلموا احبائي في الله أن الصبر وبخاصة في الوقت الحالي فريضة رفعها الله ان تكون من عزم الأمور جميعها... وانه في قمة الجهاد لله.. واستبشروا خيراً وأحسنوا الظن بالله.. أكثروا من ذكر الله تحيا وتطمئن قلوبكم وتذكروا قوله سبحانه "إن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسراً" فلم يقل الله بعد العسر يأتي اليسر.. لكنه مصاحب له.. ففي عز المحن تأتي المنح.. وفي ذروة الكرب يأتي الفرج.. و"لن يغلب عسر يسرين".. ومن وعدنا بهذا هو خالقنا أرحم الراحمين مالك الملك بما فيه والقادر عليه.. وهو أرحم الراحمين... الذي لا حول ولا قوة الا به ولا ملجأ ولا منجى منه الا اليه..
فلا تحسبن المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فالصبر ـ في المعنى العام ـ حبس النفس على طاعة الله تعالى وكفها عن المعاصي.. والرضى بقضاء الله وقدره.. والعزم على نصرته بقوة واخلاص.. والانتهاء عن التسخط.. وامساك اللسان عن التشكي.. وحبس الجوارح عن التردي...
والصبر على بلاء الدنيا بما فيها من آلام نفسية وأسقام بدنية.. وأقدار قد تظن انها خارج وسعك.. وفقدان الأصحاب.. وخسران الثروات.. وإيذاء الناس ومتاعب العيش ومشاق الحياة.. وهذه الأمور: يتساوى فيها الناس جميعا فلا يسلم منها بر ولا فاجر، ولا يُعصم منها مؤمن ولا كافر.. قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ [البقرة] .. وتحدثت جميع الكتب السماوية وتحدث القرآن الكريم عن أخلاق كثيرة.. وتفاوت ذكر ذلك حسب أهميتها ..ومن أجل تلك الخلال الرفيعة خلق "الصبر" الذي هو أعظم أخلاق ديننا.. بل إن أغلب خصال الخير مردها إليه.. وبرهان ذلك: أن هذه الكلمة المباركة كررت بمشتقاتها في كتاب الله تعالى المحفوظ بأمره أكثر من مائة مرة.. مما يدل على أهميته وعلو مكانته.. لذا رتب الله على خلق "الصبر" كل خير في الدنيا والآخرة ...و"إن الله ـ سبحانه ـ جعل الصبر جوادا لا يكبو، وجندا غالبا لا يهزم، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يلثم، فهو والنصر أخوان شقيقان" («عدة الصابرين» لابن القيم )...
وقد ذكر الله تعالى الوانا من الصبر.. وسمى الكل صبرا..فقال سبحانه: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]... فالبأساء: المصائب.. والضراء: الفقر والمرض.. والبأس: الحرب المادية والمعنوية...
إنها تلك البشارة التي يخبرنا بها المولى تبارك وتعالى في قوله: {وَبَشِّرِ} [البقرة: ١٥٥]، ليس في ذلك الموضع فقط، بل يذكر الله عز وجل الصابرين في تسعين موضعًا من كتابه.. ومن عظمة تلك الصفة أن الله عز وجل يقرنها بعمود هذا الدين وأساسه المتين.. ألا وهو الصلاة.. فيقول تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥]... حتى ان الصبر يرفع العبد لمرتبة تقارب الأنبياء والمرسلين الذين هم اكثر الخلق ابتلاءاً كما قال رب العزة: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: ٣٥]... ولو أن عظيمًا من عظماء الدنيا أخبرك بأنه يُحبك ويُقدِّرك لكانت تلك شهادة ووسام على صدرك.. فكيف إن كان أعظم العظماء قيوم السماوات والأرضين يعلن عن هذه المحبة في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فيقول جل شأنه: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]... ومن احبه الله كان في سمعه وبصره وقلبه وكان يده التي يبطش بها... بل عظم من قيمة الصبر حتى ترتبط بالفلاح والنصر فيقول جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: ٢٠٠].. وفي موضع آخر يربط الله النصر بالصبر، فيقول تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤]...
بل ان الصابرين يجازون بغير حساب.. وكفى بتلك الثمرة جائزة من المولى جل وعلا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠]... وأنه خير ما رزق العبد.. قال تعالى: ﴿وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[النساء: 25] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا رُزِقَ عَبْدٌ خَيْرًا لَهُ، وَلاَ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".. رواه الحاكم عن أبي هريرة [صحيح الجامع (5626)]... واستحقاق الصابر لمعية الله تعالى.. قال سبحانه: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾[الأنفال: 46]...
فاعلموا احبائي في الله أن الصبر وبخاصة في الوقت الحالي فريضة رفعها الله ان تكون من عزم الأمور جميعها... وانه في قمة الجهاد لله.. واستبشروا خيراً وأحسنوا الظن بالله.. أكثروا من ذكر الله تحيا وتطمئن قلوبكم وتذكروا قوله سبحانه "إن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسراً" فلم يقل الله بعد العسر يأتي اليسر.. لكنه مصاحب له.. ففي عز المحن تأتي المنح.. وفي ذروة الكرب يأتي الفرج.. و"لن يغلب عسر يسرين".. ومن وعدنا بهذا هو خالقنا أرحم الراحمين مالك الملك بما فيه والقادر عليه.. وهو أرحم الراحمين... الذي لا حول ولا قوة الا به ولا ملجأ ولا منجى منه الا اليه..
فلا تحسبن المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
إرسال تعليق Blogger Facebook