بعد أسابيع من الجدل حول سياسات الضمان المتهمة بالتمييز وتفرضها أبل على مستخدمي منتجاتها في السوق الصينية، اضطرت الشركة الأميركية للرضوخ إلى مطالب الصين والاعتذار لها رسميا عبر أعلى مسؤول فيها إضافة إلى تغيير تلك السياسات.
رسالة الاعتذار جاءت عبر الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوم، عبر فيها عن احترامه للمستخدم الصيني وأعربت الصين عن قبولها هذا الاعتذار الذي تلقته كنصر تحققه الدولة الآسيوية الكبرى على الشركة الأميركية.اعتذار أبل جاء بعد أسابيع من النقد للممارسات التي كانت تفرضها أبل حول ضمان منتجاتها في الصين، وفرض سياسات تميز بها مستخدمي أوروبا وأميركا عن المستخدمين في الصين وفقا لما ناقشته مرارا وسائل الإعلام الصينية.
واتهمت قناة الصين الرسمية الرئيسية CCTV أبل المصنعة لأجهزة آيفون وآيباد وآيبود بإصلاح منتجات المستخدمين المعطلة أو تبديل أجزاء فيها وإعادتها لهم دون استبدالها بأجهزة جديدة كما تفعل في دول أخرى.
وما زاد الطين بلة في الصين أن كبار التنفيذيين في أبل رفضوا مرارا التعليق على الموضوع في مقابلات مع وسائل الإعلام الصينية، الأمر الذي اعتبرته الأخيرة "تكبّرا وتعاليا على المستخدمين الصينيين".
أثار الموضوع حنق الصين إلى درجة رفعت معها أعلى هيئة حكومية صينية لمراقبة القطاع الصناعي SAIC إلى مراقبتها للسياسات التي تعامل بها أبل مستخدميها في الصين وقاد لحملات دعمتها الحكومة لمقاطعة منتجات أبل ما دفع الشركة إلى التحرك فورا تفاديا لخسارة مليارات الدولارات كل عام من السوق الصينية.
تداركت أبل الأمر مع اعتذار كوك الذي عبّر فيه عن أسفه لما سماه "ضعف الاتصال" فيما يخص مسألة الضمان وأعلن أن شركته ستقوم بتحسينات فورية على تلك السياسات، وتحسين استجابة خدمة العملاء لطلبات الزبائن.
سياسة الضمان الجديدة لأبل أصبحت توفر بدائل جديدة لأجهزة الشركة التي تتوقف عن العمل كما في الأسواق الغربية بدلا من إصلاحها فقط وإعادتها للمستخدم.
يذكر أن سوق الصين اكتسبت أهمية كبرى لأبل في الأعوام الأخيرة، إذ شكلت مبيعاتها في تلك السوق 15 بالمئة من إجمالي مبيعاتها في العام المالي 2012 في زيادة قدرها 40 بالمئة عن العام الذي سبقه حققت للشركة ما قيمته 6.8 مليار دولار.
إرسال تعليق Blogger Facebook