مع الزيادة المنقطعة النظير من اعتماد العالم بأجمعه على الانترنت والعوالم الافتراضية...الهجمات لم تعد تقتصر على أجهزة الكمبيوتر المكتبية والشبكات... بل يمكن أن يكون لها تأثير مادي خطر الآن في العالم الحقيقي وامن الدول مما قد يشكل صورة اخرى من حرب بكل المقاييس.. ومنها اختراق مشاريع البنية التحتية بأكملها.. حيث ان خطوط مد الكهرباء الرئيسية تعتمد بالأساس على منظومة اتصالات تحكمها بروتوكولات (كبروتوكول سكادا مثلا) ويمكن لمحترفي القرصنة اختراقها.. حتى اجهزة التشغيل والتحكم في محطات توليد الكهرباء وشبكات الربط ومحطات المياه تعتمد على اجهزة ملحق بها ما يشبه الصندوق الأسود وهو موصول بشبكات الانترنت حتى ولو تلف الجهاز.. ويتم التحكم به ايضا وفق برتوكول سري اكواده خاصة بالشركة المصنعة... ولا ننسى المطارات وامكانية اختراق منظومة التحكم والمراقبة الجوية والاجهزة الخاصة بالطائرة ذاتها.. ناهينا عن المنظومات الامنية والتسليح العسكري وغيرها وغيرها من الاماكن الحكومية والمالية التي تم تصنيع منظومتها بما يتيح اختراقها وامكانية التحكم بها عن بعد..
اضافة لذلك..ظهر في الآونة الاخيرة كم كبير من المخاطر التي آن للعالم ان ينتبه لها كما اوضح خبراء أمن المعلومات ك "ستيف دوربين" نائب رئيس منتدى أمن المعلومات العالمي (ISF) عندما صرح "لقد شهدنا هجمات ناجحة على أجهزة ضبط نبضات القلب ..والسيارات... بل بات الآن من الممكن مهاجمة الثلاجات الذكية وكافة الأجهزة المنزلية ومنها التلفزيون بعد دمجها بالشرائح الذكية، وفتح أبواب السجن، وتحويل الطابعات لقنبلة نارية، أو التدفئة ..والسيطرة على الإضاءة عن بعد ".. فلن تقتصر الهجمات على الأنظمة الرقمية.. بل يمكن اضافة كل ما هو خاص بالدولة والأفراد... مما يلقي الضوء على ان كل هذا كان مخططا له بالأساس ولم يأتي عبثاً...
فالقرصنة قد تصبح اكبر أداة للقتل المفضل.. يمكن تدمير سيارة عن بعد بالتداخل مع كروت التحكم واجهزتها الداخلية.. ونظام GPS يمكن اعادة صياغته بحيث يؤدي بالضحية أسفل الطريق او حتى لموقع محدد... مضخة الدواء يمكن التحكم بها لاعطاء جرعة قاتلة أو ما يؤدي بجهاز تنظيم ضربات القلب للانفجار في حين انه جزء لا يتجزأ في صدر الإنسان... الاحتمالات لا حصر لها عمليا بل لا تعيها قصص الخيال العلمي.. فالآن اصبح تقريبا كل ما تتصور انه لا يمكن اختراقه مخترق.. من اي جهاز يرسل او يستقبل معلومات وحتى ال biohackers والتمكن من تغيير طبيعة فايرس مخلق بتقنية النانو كانواع الانفلونزا الحديثة والفايروسات والدقائق المعتمده على الروبوتات النانوية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.. باختصار.. وليس افراط في نظرية المؤامرة.. العالم بأكمله اصبح شبه hackable.... وكأمثلة لبعض معالم ذلك مما لا ينتبه له الغالبية:
- مضخات الأنسولين وغيرها من الأجهزة اللاسلكية لعلاج السكري (يشمل ايضا أي جهاز طبي مع ميزة اللاسلكية بدءا من أجهزة ضبط نبضات القلب إلى الأطراف الصناعية) يمكن أن يكون هدف للاخترق عن بعد، بل اختراق أجهزة المستشفيات والمعامل والتي تكشف عن طن من المعلومات الخاصة عن المريض والمناطق المحيط بها المريض، مما يجعلها أجهزة تجسس ممتازة...كما انها اداة للاصابة او للقتل...
-التلفزيونات الذكية والأجهزة المنزلية الذكية كالثلاجة والغسالة!!!!! وقد صرّح منذ سنوات الجنرال ديفيد باتريوس - مدير وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" - أن وكالته ستصبح قادرة على قراءة الأجهزة "الشبكية" وكأنها كتاب مفتوح.. ويقصد بهذا ان يكون التلفزيون والهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي ومشغل الألعاب والمذياع وغيرها تحت سيطرة الوكالة، فما أن تشغِّل التلفزيون أو مذياع الإنترنت على سبيل المثال حتى تفتح الباب لوحدة خاصة في "سي آي إيه" لا تكتفي بمتابعة خطواتك الواحدة وراء الأخرى، وإنما التحكم أيضًا - إذا أرادت - في كيفية عمل هذه الأشياء.
ويقول باتريوس في تقرير أورده موقع "وايرد" الإلكتروني: إن ارتباط الأجهزة الحديثة بشبكة الإنترنت على نحو أو آخر سيسمح لـ"سي آي إيه" - وغيرها من جهات التجسس - بما كان يستدعي في الماضي اقتحام مكان سرًّا لزرع أجهزة التنصت والمراقبة فيه... وقالت الصحافة البريطانية: إن باتريوس كان يدلي بحديثه هذا أمام نخبة من القائمين على شؤون شركة "آرم" التي تسعى إلى إضافة شرائح الاتصالات الإلكترونية إلى أجهزة ظلت تُعتبر "صمَّاء"، مثل الثلاجة والغسالة وأنظمة التكييف والإضاءة...حتى انها يمكن استخدامها مستقبلا كمفرقعات!!!!
و يحذر مايكل كارسون.. كبير استشاري مؤسسة الأمنية لشركة TELOS واستشاري وزارة الدفاع الامريكية لحلول الشبكات الآمنة "هناك إمكانية لمهاجمة شبكات Wi-Fi الفردية ايضا ومواقع الفيديو ومحاولات نسخ أشرطة الفيديو والشبكات المصرفية الرئيسية ومواقع التسوق.. وحتى ان خبراء القرصنة قد يستخدموا هذه الثغرات الأمنية لتغيير ما يراه المشاهدون... او أن يتم حقن محتويات أخرى لأسباب سياسية أو اجتماعية أو غيرها، أو حتى لمجرد "المتعة" !!!
--السيطرة على محطات الطاقة الكهربية والنووية
عندما قال سكوت ونسفورد، وهو باحث لأنظمة أمن الإنترنت في آي بي إم، ان محطات الطاقة النووية الأمريكية يمكن أن تقتحم منظومتها من خلال شبكة الإنترنت..لم يصدقه احد..لكنه تمكن بنفسه من اختراق أنظمتها.. استغرق الأمر من فريقه أقل من يوم واحد إلى التسلل وأقل من أسبوع لاتخاذ السيطرة الكاملة على محطة للطاقة النووية... وصرح أنه كان "واحدا من أسهل الاختبارات للاختراق عن أي وقت مضى".. وكان يمكن أن يقوم ببعض الأضرار الكبيرة داخل النظام... لكنه قام ببساطة ب"إغلاق الصمام الرئيسي" وقام بالسيطرة على منظومة سكادا للتحكم والاتصالات SCADA ...وللعلم فان SCADA يسيطر على امور هامة مثل محطات تنقية المياه وشبكات مترو الانفاق في جميع أنحاء البلاد كما في بلداننا العربية كمصر وغيرها...
-العدادات الذكية التي تعلق على منزلك تصبح أجهزة التجسس ممتازة..اضافة أنها توفر معلومات عن عادات المستهلك..
-سيارتك يمكن أن تكون هدفا سهلا للاختراق ليس من خلال الكروت وأجهزة الكمبيوتر في السيارات فقط والتي تتحكم حتى في الفرامل والمحرك وحتى اغلاق المحرك تماما.. لكن كما يقول "كيفن براون" المدير الأمني لمختبرات ICSA وهي قسم من مؤسسة فيريزون مسؤول عن تقديم شهادة الأمن الخاصة بمنتجات تكنولوجيا المعلومات، ييقول"وقد يتم اختراق السيارة من خلال وسائل متعددة بما في ذلك استخدام أقراص الموسيقى المدمجة المصابة وايضا الرسائل النصية في بعض الانواع المخصصة لإرسالها إلى نظام الأمن..حيث تحتوي اي سيارة حديثة في أي مكان من 30 إلى أكثر من 100 وحدات كمبيوترية ووحدات التحكم الإلكتروني...وترتبط بعض هذه الأجهزة بشبكة الإنترنت بمعنى أنها أهداف محتملة للقرصنة"..وسرقة السيارات وبيعها للصوص السيارات احد اهداف القرصنة..عن طريق تزويدهم بموقع ال GPS للسيارة، ثم فتح الباب وبدء تشغيل المحرك عن بعد والسيطرة عليها..واحد النقاط الممكنة لدخول القراصنة للسيارة ايضا هي عن طريق البلوتوث والشبكة الخلوية ونقط مراقبة ضغط الاطارات وكما قلنا ملفات الموسيقى..
-باب المرآب الخاص بك، فابواب المرآب هي hackable... حيث انها عبارة عن مرسل ومستقبل رموز..
- انظمة ري الحدائق ومرشات العشب الخاص بك أيضا! وبالطبع كاميرات المراقبة المنزلية..
-اجهزة الماك بوك حيث تحتوي على بطاريات مع رقائق رصد صغيرة مثبتة... فالبرنامج يستخدم كلمة المرور الافتراضية، والتي هي نفسها في كل ماك بوك واحدة... وعن طريق الهندسة العكسية للبرامج الثابتة.. يمكن أن تجعل البطارية عديمة الفائدة أو حقن البرمجيات الخبيثة في النظام من خلال تلك الرقاقة او حتى تفجير الجهاز (وأنت لا تستطيع حتى مسح القرص الصلب وإعادة تهيئة النظام للتخلص منه، لأنه لا يتحقق ان البطارية مصدر للفيروس)...
-بالطبع كاميرات الويب والهاتف المحمول وامور عديدة ساقتها لنا التكنولوجيا الجديدة التي انتشرت في العالم بأقل الأسعار وتم تدمير كل تلك الوسائل القديمة دون وعي كافي من الاهداف من وراء ذلك...
إرسال تعليق Blogger Facebook