4/13/2013 -
من خلال حروب الفوضى الحالية والخطر القادم من احتمال متوقع من قطع شبكة الانترنت وعواقب ذلك بعد الدفع بالاعتمادية التامة من المؤسسات والافراد وحكومات العالم على تلك الشبكة..واعتماد المصارف المالية والبورصات والمضاربات عليها حول العالم...بل الادمان عليها وعلى عالمها الافتراضي من قبل الاشخاص.. وبعدما تغيرت قوانين الحروب الحالية لتشمل الحروب السايبرية وفعاليتها.. يحق لنا ان نتساءل عن الدور الحقيقي لما يتم الترويج له حول العالم..وهل هو كما نراه ونسمعه حقا؟؟؟؟

انومينس مصطلح تردد كثيرا في الفترة السابقة..وكانت بداية تلك المجموعة وتأسيسها من البداية على يد مخترق "قرصان" صيني وثلاثة من القراصنة العرب...اخذت تنمو شيئا فشيئا حتى وصلت لقرابة ال 50 الف عضو..والمثير في "أنونيموس" هو أنها ليست مؤسسة قائمة على فكرة الهرم التنظيمي، وإنما هي بمثابة فكرة ومجموعة قيم عامة منتشرة ليس لها قادة أو رموز، وغالب أعضائها ليسوا مترابطين أو على اتصال.. هي فكرة بلا وجوه.. تم تسريب انباء عن اختراق و تجنيد احد مؤسسيها من قبل المخابرات الامريكية لقيادة حروب مضادة من الداخل ومحاولة تسيير الاحداث..
أصبحت إحدى سمات النظام العالمي أنه يمر كل عقد بتحول جديد يشكل التوجه الغالب على السياسة الدولية... وإذا كان العقد الماضي منذ 2001 وحتى 2011 وسم بفكرة "الحرب على الإرهاب" فإننا نشهد في المقابل اليوم تحولاً نحو سمة جديدة آخذة بالتشكل بسرعة كبيرة وهي ظهور النشاط السياسي الإلكتروني في الإنترنت... من زاوية النظر هذه يمكن القول إن الربيع العربي هو أحد تجليات هذه الظاهرة من أحد أوجهها وخاصة فيما يتعلق بكون جزء كبير من حركة الربيع العربي انطلق في الأساس من النشاط الشبابي في الإنترنت، ولكن على صعيد دولي تبرز هذه الظاهرة في بعدها الأمني والفكري.. ولعل أبرز مثال هو مجموعة القراصنة الناشطين "الهاكرز" "أنونيمس" (Anonymous) وهي كلمة تعني مجهول أو غير معرّف، حيث قامت هذه المجموعة بعدة ضربات مؤخرا أثارت انتباه العالم نحو ما يمكن أن يتحول إلى ظاهرة ستشكل ماهية العقد القادم على مستوى العالم...
هذه الظاهرة أبرزت مصطلحا جديدا وهو "هاكتيفيست" (Hacktivist) الذي يدمج كلمتي "هاكر" (Hacker) و"ناشط" (Activist). هذا المصطلح هو الأقرب تعبيرا عن طبيعة هذه الظاهرة من حيث أنها توضح البعد النشاطي لهؤلاء، سواء كان سياسيا أو اجتماعيا، وبعد الأداة ومجال عملهم وهو الإنترنت من خلال عمليات اختراق المواقع الإلكترونية... ومجموعة أنونيمس هذه هي من قامت مؤخرا باختراق موقع الدراسات الإستراتيجية والأمنية "ستراتفور" في نهاية عام 2011 ونشرت عن طريق موقع "ويكيليكس" آلاف الرسائل الخاصة بالمركز في آخر فضيحة من فضائح "ويكيليكس" كما اعلنت مؤخرا نجاحها في اختراق العديد من المواقع العسكرية والحكومية والمالية والشخصية لاسرائيل....والتي اعلن من نتائجها انهيار شبه تام لشبكة الأنترنت والاستولاء على آلاف المواقع المفصلية والحسابات المصرفية وقنص موقع الموساد والحصول على تشفيرات عسكرية خطيرة...
بالاضافة للاستيلاء على مئات الآلاف من الصفحات الشبكية الرسمية والعامّة وحسابات هامّة في مواقع التواصل الاجتماعي... ووصلت الهجمة إلى البنوك والحسابات المصرفية و العديد من المواقع الخدمية الصهيونية كوزارة البنية التحتية ومحطّة المواصلات ومواقع الشرطة ومواقع الصناعات العسكرية وموقع المحاكم الصهيونية ووزارة التعليم. وتم بث رسائل عن حصولهم على "تشفيرات هامّة جدا" لتحريك صواريخ وعمل مفاعلات نووية ليطالبوا بمساعدة خبراء عسكريين عرب لحلّها والاستفادة منها و أبرز المواقع التي تمّ إختراقها و تدميرها و رفع شعار المجموعة فيها هي مواقع الموساد و البورصة و وزارة التعليم العالي و 20 ألف حساب في الفايسبوك و 500 حساب في تويتر مع نسخ المعلومات الموجودة فيها و هذه العملية حضر لها منذ شهر.

وبالعودة لأنونيمس حيث بدأت كفكرة عامة في بعض المنتديات عام 2003 وقام عدد من المخترقين "الهاكرز" المتبنين لأفكارها باختراق مواقع اجتماعية وغيرها في عمليات احتجاج على أمور تتعلق بعالم الإنترنت... وأول ظهور لهم على الساحة كان في 2008 عندما قاموا بعملية واسعة ضد "كنيسة الساينتولوجي" احتجاجا على محاولة منها على قمع حرية النشر في الإنترنت، فظهر مقطع على "يوتيوب" يدعو لمواجهة هذه الكنيسة على إثره حدثت عمليات اختراق للموقع كما حدثت تظاهرات أمام عدة فروع للكنيسة في 70 دولة تقريبا، ارتدى خلالها المتظاهرون قناع "Guy Fawkes" الشهير والذي ظهر في فيلم "V for Vendetta" وأصبح القناع أحد رموز الشباب المتظاهر حول العالم كما في حركة "احتلوا وال ستريت" التي بلغت ذروتها مع إطلاقها يوم تظاهر عالمي في 15 أكتوبر 2011 شهدته 80 دولة حول العالم...

في ديسمبر 2010 شهد نشاط أنونيمس تحولا نوعيا عندما هاجم المخترقون مواقع شبكتي فيزا وماستر كارد احتجاجا على قطع الشبكتين لسبل التبرع لموقع ويكيليكس، هذا التضامن مع ويكيليكس يمثل تحولا في الرؤية الفكرية لدورهم السياسي/الأخلاقي... لا كفوضويين كما تجنح الرؤية العامة الإعلامية تجاهم وإنما "كأناركيين" (Anarchists) حيث يمثل الفكر الأناركي فلسفة سياسية قائمة على مفهوم "اللاسلطوية" أو هدم سلطة الحكومة في مقابل إنشاء مجتمعات بدون دول... فالأناركية كفكرة تحاول ان ترسخ لا تعني الفوضى وإنما تعني شكلا جديدا من أشكال النظام غير القائم على وجود سلطة هرمية للدولة أو الحاكم مع توسيع لمفهوم الحرية. وشعار أنونيمس نفسه يعبر عن ذلك، حيث يُظهر رجلا بلا رأس مكانه علامة استفهام على خلفية شعار الأمم المتحدة، حيث الكرة الأرضية تحيطها سعفتا الزيتون ولكن بدون ظهور الدول على الخريطة، وهو ما يشير لعالمية المجتمع والفرد كرمز دون تحديد، فرسائل أنونيمس على الإنترنت تبدأ بجملة المخاطبة: "إلى مواطني العالم" (citizens of the world)...وهذه بالطبع فكرة خاطئة.. اذ لا يوجد دول يحكمها شعب..لكن الدول منظومة تحكمها مؤسسات من المفترض ان يختارها الشعب ذاته..

تعددت ضربات أنونيمس منذ 2011 لتشمل إضافة لستراتفور، موقع وزارة العدل الأميركية وموقع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وكذلك موقع اللوبي اليهودي في أميركا (آيباك) في 2012 تضامنا مع حركة "احتلوا آيباك". ولكن المثير في أنونيمس كما ذكرنا هي فكرة بلا وجوه... فأفكار أنونيمس على الإنترنت عامة يطلقها أشخاص غير معروفين وتأخذ بعدها من خلال مسار التطور الطبيعي للأفكار من تناضح وتكرار وقبول، هو "نادي عام بأعضاء سريين" على حد تعبير أحدهم في مقطع تعريفي على الإنترنت...

طريقة عمل أنونيمس شبيهة بوصف سابق لمؤسسة راند الأميركية (RAND) لعمل تنظيم القاعدة حيث وصفته بأنه أشبه بسحابة أفكار عامة ليس لها تنظيم هرمي، وإنما تقوم على بث أفكار تتبناها خلايا مستقلة تعمل باستقلالية، ومع انحسار فكر القاعدة وما نشهده من تحول بعد الربيع العربي أبلغ مثال عليه هو انتقال قيادات جماعات إرهابية مثل التكفير والهجرة إلى العمل السياسي بإنشاء أحزاب وعضوية برلمانات... وهذا يقود لمفهوم ان يشهد هذا العقد صعودا لتعريف جديد لمصطلح الإرهاب العالمي تتحول معه أنونيمس لتنظيم "القاعدة الجديد" ممثلة المظلة الفكرية الجامعة "للهاكتيفيست" حول العالم... حيث يتمحور العقد القادم حول صراع لا بين الدول وإنما بينها وبين الأفراد.. وليس من المستبعد مع الوقت أن يظهر لهذا الأمر زعماء فكريون إما بسبب القبض عليهم أو بسبب ظهور نشاطهم... وجوليان أسانج – مؤسس ويكيليكس – مثال بارز على هذا...حيث يدل تحليل الخبراء انه صنيعة المخابرات الامريكية بالاساس لخلق نوع من الحروب المضادة الزائفة الاعلامية لتفتيت الوعي وتسيير الاحداث بزيف المعلومات المسربة وحقيقتها واهميتها..

في بداية مارس 2012 تحركت السلطات القضائية الأميركية وقبضت على عدد ممن اتهمتهم بأنهم أعضاء في أنونيمس، وكذلك خرج مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) روبرت مولر بتصريح خطير قال فيه إنه في المستقبل القريب سيصبح التهديد الإلكتروني عبر الإنترنت هو الخطر الأول على أميركا متجاوزا تهديد الإرهاب، وإنه يجب أخذ الدروس من التعامل مع الإرهاب وتطبيقها على هذا التهديد الجديد. هذا التصريح يدعو حقيقة للتفكر حول ما إذا كانت أميركا تبحث عن عدو جديد.. ام انها من صنعت هذا العدو كما صنعت كل الاشباح السابقة؟؟؟؟ وحول ما إذا كان هذا التهديد الجديد سيشكل الظاهرة العامة للعقد الثاني من هذا القرن... والأهم من هذا...هل هو بالفعل تهديد أم نتاج طبيعي لتطور فكر الشباب في ظل كل المتغيرات العالمية الحادثة من حولنا يتم اختراقه واستخدامه؟؟؟؟ أنونيمس كفكرة وعمل لا تزال ترسخ في عدة اهداف بعضها حقيقي وبعضها زائف..فهل من المنطقي مع استهداف الدول المعادية وتحقيق ما ذكر من انجازات ان يتم استضافة احد قادتهم على قناة الجزيرة؟؟؟ ام انها احد الاشباح التي يتم تغذيتها وتنميتها لاستخدامها ولو من خلال التضحية ببعض الخسائر امام العامة....هل بالفعل تضحي امريكا واسرائيل صاحبتي اكبر الشركات الامنية المهيمنه على عالم القرصنة بتلك التضحيات المعلنة دون حساب؟؟؟؟ خاصة اذا علمنا خديعة شخصية فانديتا التي تم الترويج لها اعلاميا بينما هذا ال "ماسك" الشهير هو ماسك "المرسخ" للفوضى الدجالية التي تسبق اقامة نظامه العالمي؟؟؟؟... اما آن لنا ان نتساءل الآن عما يربط هذا بالقانون الذي وقعه "اوباما" باحقيته في قطع النت في "الحالات الحرجة"..فكما كانت الذريعة في السابق تحت مسمى "الارهاب الاسلامي" هل يتم المخطط الآن تحت مسمى "الارهاب الألكتروني العربي"...سؤال يستحق التأمل والمناقشة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 صورة: ‏الأنونيموس والنظام العالمي الجديد؟؟؟؟؟  من خلال حروب الفوضى الحالية والخطر القادم من احتمال متوقع من قطع شبكة الانترنت وعواقب ذلك بعد الدفع بالاعتمادية التامة من المؤسسات والافراد وحكومات العالم على تلك الشبكة..واعتماد المصارف المالية والبورصات والمضاربات عليها حول العالم...بل الادمان عليها وعلى عالمها الافتراضي من قبل الاشخاص.. وبعدما تغيرت قوانين الحروب الحالية لتشمل الحروب السايبرية وفعاليتها.. يحق لنا ان نتساءل عن الدور الحقيقي لما يتم الترويج له حول العالم..وهل هو كما نراه ونسمعه حقا؟؟؟؟  انومينس مصطلح تردد كثيرا في الفترة السابقة..وكانت بداية تلك المجموعة وتأسيسها من البداية على يد مخترق "قرصان" صيني وثلاثة من القراصنة العرب...اخذت تنمو شيئا فشيئا حتى وصلت لقرابة ال 50 الف عضو..والمثير في "أنونيموس" هو أنها ليست مؤسسة قائمة على فكرة الهرم التنظيمي، وإنما هي بمثابة فكرة ومجموعة قيم عامة منتشرة ليس لها قادة أو رموز، وغالب أعضائها ليسوا مترابطين أو على اتصال.. هي فكرة بلا وجوه.. تم تسريب انباء عن اختراق و تجنيد احد مؤسسيها من قبل المخابرات الامريكية لقيادة حروب مضادة من الداخل ومحاولة تسيير الاحداث.. أصبحت إحدى سمات النظام العالمي أنه يمر كل عقد بتحول جديد يشكل التوجه الغالب على السياسة الدولية... وإذا كان العقد الماضي منذ 2001 وحتى 2011 وسم بفكرة "الحرب على الإرهاب" فإننا نشهد في المقابل اليوم تحولاً نحو سمة جديدة آخذة بالتشكل بسرعة كبيرة وهي ظهور النشاط السياسي الإلكتروني في الإنترنت... من زاوية النظر هذه يمكن القول إن الربيع العربي هو أحد تجليات هذه الظاهرة من أحد أوجهها وخاصة فيما يتعلق بكون جزء كبير من حركة الربيع العربي انطلق في الأساس من النشاط الشبابي في الإنترنت، ولكن على صعيد دولي تبرز هذه الظاهرة في بعدها الأمني والفكري.. ولعل أبرز مثال هو مجموعة القراصنة الناشطين "الهاكرز" "أنونيمس" (Anonymous) وهي كلمة تعني مجهول أو غير معرّف، حيث قامت هذه المجموعة بعدة ضربات مؤخرا أثارت انتباه العالم نحو ما يمكن أن يتحول إلى ظاهرة ستشكل ماهية العقد القادم على مستوى العالم... هذه الظاهرة أبرزت مصطلحا جديدا وهو "هاكتيفيست" (Hacktivist) الذي يدمج كلمتي "هاكر" (Hacker) و"ناشط" (Activist). هذا المصطلح هو الأقرب تعبيرا عن طبيعة هذه الظاهرة من حيث أنها توضح البعد النشاطي لهؤلاء، سواء كان سياسيا أو اجتماعيا، وبعد الأداة ومجال عملهم وهو الإنترنت من خلال عمليات اختراق المواقع الإلكترونية... ومجموعة أنونيمس هذه هي من قامت مؤخرا باختراق موقع الدراسات الإستراتيجية والأمنية "ستراتفور" في نهاية عام 2011 ونشرت عن طريق موقع "ويكيليكس" آلاف الرسائل الخاصة بالمركز في آخر فضيحة من فضائح "ويكيليكس" كما اعلنت مؤخرا نجاحها في اختراق العديد من المواقع العسكرية والحكومية والمالية والشخصية لاسرائيل....والتي اعلن من نتائجها انهيار شبه تام لشبكة الأنترنت والاستولاء على آلاف المواقع المفصلية والحسابات المصرفية وقنص موقع الموساد والحصول على تشفيرات عسكرية خطيرة... بالاضافة للاستيلاء على مئات الآلاف من الصفحات الشبكية الرسمية والعامّة وحسابات هامّة في مواقع التواصل الاجتماعي... ووصلت الهجمة إلى البنوك والحسابات المصرفية و العديد من المواقع الخدمية الصهيونية كوزارة البنية التحتية ومحطّة المواصلات ومواقع الشرطة ومواقع الصناعات العسكرية وموقع المحاكم الصهيونية ووزارة التعليم. وتم بث رسائل عن حصولهم على "تشفيرات هامّة جدا" لتحريك صواريخ وعمل مفاعلات نووية ليطالبوا بمساعدة خبراء عسكريين عرب لحلّها والاستفادة منها و أبرز المواقع التي تمّ إختراقها و تدميرها و رفع شعار المجموعة فيها هي مواقع الموساد و البورصة و وزارة التعليم العالي و 20 ألف حساب في الفايسبوك و 500 حساب في تويتر مع نسخ المعلومات الموجودة فيها و هذه العملية حضر لها منذ شهر.  وبالعودة لأنونيمس حيث بدأت كفكرة عامة في بعض المنتديات عام 2003 وقام عدد من المخترقين "الهاكرز" المتبنين لأفكارها باختراق مواقع اجتماعية وغيرها في عمليات احتجاج على أمور تتعلق بعالم الإنترنت... وأول ظهور لهم على الساحة كان في 2008 عندما قاموا بعملية واسعة ضد "كنيسة الساينتولوجي" احتجاجا على محاولة منها على قمع حرية النشر في الإنترنت، فظهر مقطع على "يوتيوب" يدعو لمواجهة هذه الكنيسة على إثره حدثت عمليات اختراق للموقع كما حدثت تظاهرات أمام عدة فروع للكنيسة في 70 دولة تقريبا، ارتدى خلالها المتظاهرون قناع "Guy Fawkes" الشهير والذي ظهر في فيلم "V for Vendetta" وأصبح القناع أحد رموز الشباب المتظاهر حول العالم كما في حركة "احتلوا وال ستريت" التي بلغت ذروتها مع إطلاقها يوم تظاهر عالمي في 15 أكتوبر 2011 شهدته 80 دولة حول العالم...  في ديسمبر 2010 شهد نشاط أنونيمس تحولا نوعيا عندما هاجم المخترقون مواقع شبكتي فيزا وماستر كارد احتجاجا على قطع الشبكتين لسبل التبرع لموقع ويكيليكس، هذا التضامن مع ويكيليكس يمثل تحولا في الرؤية الفكرية لدورهم السياسي/الأخلاقي... لا كفوضويين كما تجنح الرؤية العامة الإعلامية تجاهم وإنما "كأناركيين" (Anarchists) حيث يمثل الفكر الأناركي فلسفة سياسية قائمة على مفهوم "اللاسلطوية" أو هدم سلطة الحكومة في مقابل إنشاء مجتمعات بدون دول... فالأناركية كفكرة تحاول ان ترسخ لا تعني الفوضى وإنما تعني شكلا جديدا من أشكال النظام غير القائم على وجود سلطة هرمية للدولة أو الحاكم مع توسيع لمفهوم الحرية. وشعار أنونيمس نفسه يعبر عن ذلك، حيث يُظهر رجلا بلا رأس مكانه علامة استفهام على خلفية شعار الأمم المتحدة، حيث الكرة الأرضية تحيطها سعفتا الزيتون ولكن بدون ظهور الدول على الخريطة، وهو ما يشير لعالمية المجتمع والفرد كرمز دون تحديد، فرسائل أنونيمس على الإنترنت تبدأ بجملة المخاطبة: "إلى مواطني العالم" (citizens of the world)...وهذه بالطبع فكرة خاطئة.. اذ لا يوجد دول يحكمها شعب..لكن الدول منظومة تحكمها مؤسسات من المفترض ان يختارها الشعب ذاته..   تعددت ضربات أنونيمس منذ 2011 لتشمل إضافة لستراتفور، موقع وزارة العدل الأميركية وموقع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وكذلك موقع اللوبي اليهودي في أميركا (آيباك) في 2012 تضامنا مع حركة "احتلوا آيباك". ولكن المثير في أنونيمس كما ذكرنا هي فكرة بلا وجوه... فأفكار أنونيمس على الإنترنت عامة يطلقها أشخاص غير معروفين وتأخذ بعدها من خلال مسار التطور الطبيعي للأفكار من تناضح وتكرار وقبول، هو "نادي عام بأعضاء سريين" على حد تعبير أحدهم في مقطع تعريفي على الإنترنت...   طريقة عمل أنونيمس شبيهة بوصف سابق لمؤسسة راند الأميركية (RAND) لعمل تنظيم القاعدة حيث وصفته بأنه أشبه بسحابة أفكار عامة ليس لها تنظيم هرمي، وإنما تقوم على بث أفكار تتبناها خلايا مستقلة تعمل باستقلالية، ومع انحسار فكر القاعدة وما نشهده من تحول بعد الربيع العربي أبلغ مثال عليه هو انتقال قيادات جماعات إرهابية مثل التكفير والهجرة إلى العمل السياسي بإنشاء أحزاب وعضوية برلمانات... وهذا يقود لمفهوم ان يشهد هذا العقد صعودا لتعريف جديد لمصطلح الإرهاب العالمي تتحول معه أنونيمس لتنظيم "القاعدة الجديد" ممثلة المظلة الفكرية الجامعة "للهاكتيفيست" حول العالم... حيث يتمحور العقد القادم حول صراع لا بين الدول وإنما بينها وبين الأفراد.. وليس من المستبعد مع الوقت أن يظهر لهذا الأمر زعماء فكريون إما بسبب القبض عليهم أو بسبب ظهور نشاطهم... وجوليان أسانج – مؤسس ويكيليكس – مثال بارز على هذا...حيث يدل تحليل الخبراء انه صنيعة المخابرات الامريكية بالاساس لخلق نوع من الحروب المضادة الزائفة الاعلامية لتفتيت الوعي وتسيير الاحداث بزيف المعلومات المسربة وحقيقتها واهميتها..  في بداية مارس 2012 تحركت السلطات القضائية الأميركية وقبضت على عدد ممن اتهمتهم بأنهم أعضاء في أنونيمس، وكذلك خرج مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) روبرت مولر بتصريح خطير قال فيه إنه في المستقبل القريب سيصبح التهديد الإلكتروني عبر الإنترنت هو الخطر الأول على أميركا متجاوزا تهديد الإرهاب، وإنه يجب أخذ الدروس من التعامل مع الإرهاب وتطبيقها على هذا التهديد الجديد. هذا التصريح يدعو حقيقة للتفكر حول ما إذا كانت أميركا تبحث عن عدو جديد.. ام انها من صنعت هذا العدو كما صنعت كل الاشباح السابقة؟؟؟؟  وحول ما إذا كان هذا التهديد الجديد سيشكل الظاهرة العامة للعقد الثاني من هذا القرن... والأهم من هذا...هل هو بالفعل تهديد أم نتاج طبيعي لتطور فكر الشباب في ظل كل المتغيرات العالمية الحادثة من حولنا يتم اختراقه واستخدامه؟؟؟؟ أنونيمس كفكرة وعمل لا تزال ترسخ في عدة اهداف بعضها حقيقي وبعضها زائف..فهل من المنطقي مع استهداف الدول المعادية وتحقيق ما ذكر من انجازات ان يتم استضافة احد قادتهم على قناة الجزيرة؟؟؟ ام انها احد الاشباح التي يتم تغذيتها وتنميتها لاستخدامها ولو من خلال التضحية ببعض الخسائر امام العامة....هل بالفعل تضحي امريكا واسرائيل صاحبتي اكبر الشركات الامنية المهيمنه على عالم القرصنة بتلك التضحيات المعلنة دون حساب؟؟؟؟ خاصة اذا علمنا خديعة شخصية فانديتا التي تم الترويج لها اعلاميا بينما هذا ال "ماسك" الشهير هو ماسك "المرسخ" للفوضى الدجالية التي تسبق اقامة نظامه العالمي؟؟؟؟... اما آن لنا ان نتساءل الآن عما يربط هذا بالقانون الذي وقعه "اوباما" باحقيته في قطع النت في "الحالات الحرجة"..فكما كانت الذريعة في السابق تحت مسمى "الارهاب الاسلامي" هل يتم المخطط الآن تحت مسمى "الارهاب الألكتروني العربي"...سؤال يستحق التأمل والمناقشة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‏

إرسال تعليق Blogger

 
Top