4/13/2013 -
 
احبابي في الله... رجاء القراءة للنهاية.. فكما ذكرت من قبل..في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون جاء التالي "علينا أن نلهي الجماهير بشتى الوسائل، و حينها يفقد الشعب تدريجيا نعمة التفكير المستقل بنفسه، سيهتف جميعا معنا لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلا لتقديم خطوط تفكير جديدة‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟".. وفي حلقة بثت على قناة روسيا اليوم حول موقع ويكليكس قال المحلل الروسي إيغور بانارين ( إن موقع ويكليكس وغيره كان بمثابة بداية للحرب الإعلاميه العالميه الثانية التي تقودها أمريكا وبريطانيا واسرائيل ..فالإولى كانت لتقسيم الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة والأن تجري الحرب الإعلاميه الثانيه لتقسيم الشرق الاوسط كافة )...

إن السيطرة الإعلامية اثناء الازمات الساخنة والحروب تشبه السيطرة الجوية وتدمير مركز القيادة والتوجيه لدى أي جيش في الحرب العسكرية ...لانها تجرد الضحية المستهدفة من القدرة على ايضاح رأيها في جو سادته الاكاذيب او القصص وخلط الحقائق بالاكاذيب حولها التي تجعل الضحية مشيطنة ومكروهة من قطاعات كبيرة فيصبح الرأي العام ضدالضحية ومع الهجوم عليها ، او على الاقل تتخذ موقف اللامبالاة تجاه حرب مدمرة .. بالاضافة لاثارة القلق واضعاف المعنويات لدى الشعب المستهدف ورموزه وقياداته وقواته المسلحة.. وجعله كالريشة في مهب الريح.. غير قادر على التحليل واتخاذ قرار واعي سليم..ويصبح ضحية لحشد الغضب واستخدامه كسلاح موجه وتزييف قضيته الاساسية....

والسيطرة الاعلامية بعد انتهاء الحرب الباردة اصبحت هي والمخابرات اهم كثيرا من العمل العسكري ضد الهدف ..والمهم هنا هو ما يلي : حينما يطلق الاعلام الامريكي والغربي والصهيوني والعربي التابع للغرب اكاذيب ، بعضها ذكية جدا وبعضها الاخر فجة ، فان هدفه بعيد.. أي اقناع الناس الان او قسما منهم بصحة تلك الاكاذيب لاجل تحشيد الناس ضد المستهدف وعزله ، والعزل والتعتيم والتضليل يجب ان يتم مسبقا عند الاعداد للحرب والدمار والفوضى والخراب و اثناءه وليس بعد انتهاء الحرب او تحقيق الهدف الرئيس..فعندما يتحقق الغزو مثلاً وينجح ويحقق هدفه الرئيس والمباشر لايهم أن تكشف تلك الأكاذيب..ولذا تم منذ عقود دعم شركات ومراكز بحثية متخصصة لخلق "البروباجاندا" وتفعيل ترسيخ الهجوم الاعلامي وغالبيتها تابع لوكالات المخابرات الغربية...

ففي حالة العراق على سبيل المثال : جاء الإعلام الموجه ليهيىء للغزو طريقه ومساره حيث رأينا أن بداية عملية غزو العراق وتدميره ماكانت لتبداء إلا بعد إطلاق الأكاذيب الإعلامية وشيطنة النظام البعثي وصدام حسين وتشويه كل من يدافع عنه , وكذا لاننسى ان أكبر كذبة كانت إعلامية خالصة , وهي إمتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل , وبعدها فاجئة امريكا واوربا العالم بعد ذلك وقلبت صفحة الاكاذيب وكانها لم تحدث ..لأن الأمر الواقع تحقق وهو الغزو.. رغم الكوارث البشرية والمادية والنفسية التي حلت بالعراق وشعبه نتيجة تلك التهيئة الإعلامية التي أختلقت العديد من القصص والأكاذيب التي روجت لها القنوات الأمريكية والصحف العميلة ومنها قناة الجزيرة ممن جعلوا الغزو الأمريكي يبدو في صورة المنقذ للعراق من صدام...لم يذكر احد مشاريع الفاو العسكرية..ولا مدفع بابل واغتيال منفذيه والطمس عليه.. ولا قصف العراق باليورانيوم المخصب..ولا اطلاق الاشارات الخضراء للحروب الاهلية وحرب العصابات..ولا سرقة كنوز واثار العراق ومخطوطاتها الاثرية وتدمير بصمات تلك السرقات...ولا تفكيك شعب باكمله وتدمير علماؤه...
وفي نفس الحرب استخدمت ايضا نظم المعلومات التقليدية كالطباعة و المذياع والتي مازالت ضمن قائمة وسائل الحرب المعلوماتية ... فتم استخدام وسائل تقليدية حيث أسقطت القوات المشتركة ما يقرب من 30 مليون نشرة داخل الأراضي العراقية بالإضافة إلى بث إذاعي موجه ..كان الهدف من ذلك كله إقناع أفراد الجيش العراقي بالاستسلام و أنهم لن ينالهم أذى من ذلك،وتشير تقارير منظمة الصليب الأحمر الأمريكي إلى أن حوالي 90 ألف جندي عراقي قاموا بتسليم أنفسهم يحمل معظمهم بعض النشرات التي تم إسقاطها أو قصاصات منها مخفية في ملابسهم...

ولا يعي احد ان اكثر من هذه الاساليب استخدمت في ثوراتنا..ولم يقرأ احد ما ذكر في مخططات المتنورين عن صناعة "ديكتاتوريات" الشرق الاوسط لاستخدامها كطعم واشعال نار الفوضى باستخدام المواطنين انفسهم ومطالبهم التي بالفعل هي عادلة..من الذي صنع تلك الديكتاتوريات وعمل على تنمية فسادها ومارس سياسات الافقار والكمائن المتوالية لشعوبنا؟؟؟..
وفي اطار هذه الحقائق المعاشة والتي مازلنا نرى اثارها الكارثية فان الاعلام هو حالة تمهد الطريق للغزو ثم تحافظ عليه بسلسلة اكاذيب وتزويرات جديدة.... فبعد خلق الديكتاتوريات وعمليات الافساد ببراعة وتدريب خلايا مجهزة لتفعيل الخطوات القادمة.. تأتي اهم شروط نشر الفوضى والسيطرة عليها في ان واحد.. شرط عزل النظام اعلاميا والتعتيم عليه وعلى بياناته وجعل فضائيات أخرى محددة تتولى نشر الصور والمعلومات التي يريد نشرها من اطلق الفوضى الخلاقة ومن يديرها ويسيطر عليها ..فعبر ذلك فقط يمكن توسيع عزلة النظام وزج اكبر عدد ممكن من الجماهير الغاضبة وتشجيع تسرب الغوغاء و إندساسها في صفوفها في عمليات الهجوم على النظام لاجل اسقاطه .... إن عملية عزل النظام اعلاميا والسماح لرأي من يسيطر على الانتفاضة اعلاميا بنشر ما يريد هو فقط أو على الاقل جعل قنواته المصدر الاساسي للاخبار هو احد اهم شروط التمهيد لاسقاط النظام ويكمل وظيفة شيطنته ... ان هذه الخطة تفتت النظام من خلال تقطيع اوصاله ومنعه من التواصل مع انصاره او تنبيه الراي العام للحقائق التي تخفى في عز ازمته الشخصية ، ولذلك يلعب الزمن دورا حاسما في تنفيذ هذه الخطة وهو زمن قصير جدا ويتحدد بأيام وليس باسابيع لان اخفاء المعلومات غير ممكن لعدة اسابيع ..واذا كشفت الحقائق بعد انتهاء عملية اسقاط النظام خلال زمن قصير فان ما كشف لن تكون له قيمة لان الهدف تحقق واوجد امر واقع جديد...

وهذه الخطة وان كانت تطبق على كل نظام مستهدف فان نظاما وطنيا قدم للشعب انجازات كثيرة ويخلو من الفساد المنظم قادر على احباطها بالفعل .. لكن نظاما عميلا وفاسدا ومعزولا ..ولو حتى جزئيا.. فيما إذا استهدف فانه يتعرض للسقوط بفضل عدم وجود من يدافع عنه بقناعة.. ولا استعداد الجماهير لتقبل المخاطر المواجهة له....لأن الشعوب العربية شعوب تحكم بالعاطفة...بالأبيض والأسود.. لا بمنطق التحليل والتدبر وبعد النظر..

إن دور الاعلام الموجه يأتي بصورة حديدية ليكمل تثبيت ما انتجته عوامل الانتفاضة من مشاعر متناقضة واوهام حول امكانية تحقيق التغيير والوصول الى اهدافه بلا إستراتيجة وطنية واضحة وبلا قدرة جماهيرية منظمة ..فالفضائيات التي تم تخصيصها مثل الجزيرة تم تهيئتهاإعداداً وترتيباً وتنسيقاً وتخطيطاً لتصبح المصدر الاول للمعلومات الموضوعية في الوطن العربي .. حيث قامت في السنوات الاولى لتأسيسها ...فعليا بأيدي صهيونية.. بتقديم افضل البرامج واسقطت الصورة النمطية للاعلام العربي الحكومي البائس وفتحت الابواب امام نقد الانظمة بل ونقد امريكا بحرية .. ولذلك نجحت في استقطاب الكثير من الناس لدرجة انهم اخذوا يتجنبون طرح سؤال محدد واساسي وهو من يملك ويقود هذه الفضائية؟؟؟ بالطبع رأينا إعلاما عربيا حديثا ومختلفا عما تعودنا عليه خصوصا انه اعلام شرع بفضح الانظمة العربية كلها باستثناء نظام البلد الذي يمول الفضائية (قطر) ..كما هي حال قناة الجزيرة ، وهذا ما كان يحلم به كل عربي لذلك تغاضى عن هوية مالكها ، وبعد ان تركزت فكرة ان قناة الجزيرة محايدة وموضوعية وتستحق الاعتماد عليها في نقل الاخبار وتغطية الاحداث حان وقت قطاف ثمار هذا الزرع فبرزت الجزيرة بكل طبيعتها المخابراتية الموجهة منذ احداث تونس الى احداث ليبيا ومصر، تروج اكاذيب بعد ان تمزجها بحقائق وتحرض الجماهير على التدمير والفوضى تحت شعار ( اسقاط النظام )!!! ان اليأس وفساد وعمالة وديكتاتورية اغلب الانظمة العربية استغل بقوة في الترويج للفوضى والحرب الاهلية وليس لاسقاط الانظمة .. وبما ان النظم العربية المستهدفة بغالبيتها جاهلة اعلاميا وفاسدة ومستبدة فانها عجزت عن مواجهة تفوق الجزيرة على اعلامها خصوصا وان من يخطط للجزيرة اعلاميا ونفسيا هو المخابرات الامريكية بحسب ما وثقه الكثيرون منهم الباحث الفلسطيني ماجد كيالي في كتاب له عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهكذا وبهذا العمل الأمريكي الذكي حسمت السيطرة الاعلامية لصالح الجزيرة اي لصالح مشروع التقسيم الذي اطلقته امريكا واسرائيل كما هو معروف وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد...

في انتفاضات مصر وتونس لم يلاحظ كثيرون امورا غيرعادية بشكل فج في تغطية الجزيرة.. لأن الاعداد كان جيدا ومحكوما ولان النظامين فيهما راجت مشاكلهما ومفاسد بطانتهما واستغل التطبيع مع اسرائيل في الترويج لحشد الغضب... ولكن صورة الجزيرة ودورها في تنفيذ المخطط الامريكي الاسرائيلي اتضح في احداث اليمن وليبيا ..وفي احداث العراق وايران ..ففي اليمن وليبيا تعمدت الجزيرة المبالغة فيما يجري وحجب معلومات وتزوير معلومات ونشر اكاذيب من اجل زيادة التوتر فيهما وتصعيد الازمة لتصل الى طريق اللاعودة وعندها يكون المخرج الوحيد هو تقسيم اليمن وليبيا وليس اسقاط النظام ..لان بقايا النظام سيبقى وسيكون مقابله انصار المعارضة يتقاتلون كما لم تتقاتل اليمن في فترة قبل ...ولأن قوة القبائل والجيش تتفوق كثيراً على القوة التي كانت من قبل سنوات الثورة ..كما ان التدخل الخارجي الامريكي والعربي والايراني في اليمن يغذي حربا اهلية لن تنتهي بانتصار احد بل بتدمير اليمن وتقسيمه الى ثلاثة او اربعة دويلات.. اما ليبيا فان ما جرى ويجري خطير جدا وهو سوف يفضي اذا استمر الوضع الى تقسيم ليبيا وهو ما تريده اسرائيل وامريكا...هذا بالطبع غير الاستيلاء على حسابات سرية بمليارات الدولارات كانت مودعة لصك العملة الذهبية.. والاستيلاء على عقود النفط..وتدمير البنية التحتية وابادة مئات العزل وخطف الاطفال وقصف بعض مناطق ليبيا باليورانيوم المخصب ايضا والذي يدوم تأثيره لعقود... لكن الأهم.. اقامة القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية واستخدام الحدود الليبية لنقل الأسلحة والمرتزقة عبرها الى الدول المجاورة...

ان دور قطر ، وهي ليست التابعة لامريكا فقط بل هي قاعدة امريكية خالصة ..في تأمين السيطرة الاعلامية على الاحداث في الوطن العربي وتسخيرها لخدمة الهدف الامريكي- الاسرائيلي الاهم وهو تقسيم الاقطار العربية يقدم لنا صورة بالغة الوضوح لحقيقة ما يجري الان من احداث خطيرة تهدد الوحدة الوطنية لكافة الاقطار العربية ، ولولا هذه السيطرة الاعلامية لما نجحت امريكا في تحويل المطالب الشعبية المشروعة في اسقاط النظم الى فوضى عارمة لن تسقط الانظمة بل ستعزز وجودها بصور اخرى كما يحصل في تونس ومصر ..او الاخطر انها ستقود الى تقسيم الاقطار العربية كما هي حال اليمن وليبيا...كما تم في السودان في غياب الدور العربي ..او كما سيتم في سوريا ...فهل هذا هدف اي وطني عربي ؟ وهل يصان شرف اي وطني بتطابق موقفه مع الموقفين الامريكي والأوروبي؟؟؟؟

وسؤال منطقي.. ألم يلاحظ أحدكم كيف أن الشعور المتولد لدى الشباب العربي المنتفض بات كمن ينتظر الدعم من قناة الجزيرة مثلا ًوهي حقيقة لاننكرها ...ولكن لماذا لم نسأل أنفسنا أو حتى يسأل نفسة ذلك الشاب ماالحاجة من تغطية الجزيرة وقد عرف الناس بأنه وأصدقائة يعتصمون او يتخذون موقفا وطنيا؟؟؟ الإجابة المؤلمة لا محالة هو أن الشباب الذي يطلبون القنوات بتغطية الأحداث المزعومة إنما هو يدل على إن الحاجة فقط هو للدعم الدولي الاوربي والامريكي لهذة الانتفاضات فهل هذا عمل وطني أم مخابراتي؟؟؟؟ حسناً لنقنع أنفسنا بأنهم شباب يفتقرون للخبره السياسيه , ولكن ماذا لو لم يكن الإعلام مسلط على الثورة الشبابية ..هل كان سيتسمر الشباب في عملهم؟؟؟ وما هي اسباب ايقاد الفتن تلو الفتن والاستخدام الفعلي للاتجاهات الاسلامية التي حادت عن مفاهيم الاسلام في جميع دول الثورات؟؟؟ وما هو السبب وراء ان تلك الحركات الشبابية المدربة بعينها كانت من اول من عقد الصفقات مع تلك الاتجاهات المتأسلمة ثم استمرت في الانقلاب وايقاد الفتن بمزاعم معارضتهم بينما تسقط الوطن..هل هو اتجاه وطني حقيقي؟؟؟؟

الإجابة احتمال ضعيف ..فهل هذة ثورة وطنية حقيقية ام استغلال لمشاكل الشعوب وحاجاتهم أم مغامره وطنيه أم فوضى خلاقة توجهها أمريكا وتدعمها؟؟؟؟ بالفعل هناك طابور خامس يحرك هذه الثورات إعلامياً ولكن بدون علم الناس الوطنيين والشباب الاحرار الذين يريدون التغيير فعلاً وقاموا بالثورات الغاضبة الحقيقية..وهم من قتل منهم شهداء لا من هذا الطابور الفاعل... لأنه محال أن يصان شرف أي عربي طلب حريته على حساب بيع حقوق أمته وشعبه وأخيه المواطن مهما تجاوزت أخطائه وايقاد الفتن والازمات في وطنه المنهك ... ولكن الغزو الفكري دمرنا ودمر عادتنا وأخلاقنا وهذا مالا نحسه ولا ندركه حتى في نهاية الأمر ... فالعفوية ونقص التجربة الثورية محال أن تصنع ثورة ولكن من يدعم هذه الثورة العفوية هو بالفعل من خطط لها ويستخدمها ويحرك اطرافها ويضرب الشعب ببعضه لابتلاع تلك الاوطان وقهر مقاومتها...بأهم مباديء الحرب الاعلامية..الفعل ورد الفعل والسيطرة على كلاهما...
إن ما نشهده نحن اليوم ماهو إلا في صدد الحرب الإعلامية العالمية الثانية لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات عديدة وماكان ويكيلكس والقنوات والصحف والمواقع وصفحات الفيس بوك التي تم انشائها إلا بداية المشروع ..لجر البلاد في الحبال الدولية الغربية العدو الأول والأخر للأمة العربية....
مازال الأمر في ايدينا..فكما يمكرون ويمكر الله خير الماكرين..علينا سرعة التدارك حتى تأخذ تلك الثورات المنحى الوطني السليم..ولا يتم ذلك الا بتقوى الله ووضع مصلحة الوطن فوق الرؤوس..

إرسال تعليق Blogger

 
Top