4/20/2013 -
 
 ملايين الضحايا في العراق وأفغانستان.. مئات الآلاف في فلسطين.. تفتيت السودان بالانفصال بعد حرب أهلية هي الأطول في القارة الإفريقية.. السيطرة على اليمن والسيطرة علي بحر العرب...غزو ليبيا ومحاصرة دول المغرب العربي بعصابات الإرهاب.. ومحاولات مستمرة لابتلاع مصر من الداخل، البلد القاعدة في الشرق الأوسط..واخيرا تصعيد العمليات العسكرية في سوريا؟؟

هكذا يواصل مشروع القرن الأمريكي مخططه الرهيب لاحتلال البلاد العربية لصناعة ولايات متحدة أمريكية جديدة من صناعة التيار اليميني المحافظ المتحالف مع اللوبي الصهيوني..لارساء قواعد النظام العالمي الجديد...
فبعد وضع هذا التيار مشروع القرن الأمريكي في منتصف التسعينيات في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على خلفية مخطط برنارد لويس الذي اعيد احياؤه في عصر جيمي كارتر، ونفذه في عهد المتطرف اليميني جورج بوش في العراق وأفغانستان وصياغة ما يسمي مشروع الشرق الأوسط الكبير، تلقي ضربات عسكرية واقتصادية لم يتوقعها هؤلاء القادمون من وسط التيار اليساري المتطرف قبل أن يتحالف علنا مع الماسونية الصهيونية العالمية.. فخرجوا ظاهريا من اللعبة بانتخاب الرئيس الحالي باراك أوباما والذي تم خداع العالم بسياسته المتعقلة المتزنة، وفي منتصف فترته الرئاسية، عادوا من جديد بعد تقسيم العراق عمليا إلي ثلاثة كيانات ينفذون على ارض الواقع ما تم تخطيطه والتدريب عليه لسنوات..يطلون إلي بلاد العرب وأهم بلد عربي في محاولة لتحجيمه والسيطرة عليه عبر ما يسمي الديمقراطية والشفافية والاحتياجات العادلة ومراقبة الانتخابات التشريعية..ثم متابعة مسار الرئيس الجديد الذي صعدوا تياره الى السلطة سلفا، وكونوا تحالفا جديدا من بقايا عصر بوش ومن الجدد في عصر أوباما لتصبح مصر حالة قابلة للنظر، وكأنها إحدي جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينة، أو كأنها شركة كما أرادها المبشرون بالأمركة علي مدي العقود الماضية..
وكان هذا التيار المشبوه عالميا قد جعل الولايات المتحدة تطالب مصر بالسماح لما أسموه بالتجمعات السياسية السلمية وبالتغطية الإعلامية الحرة والمراقبين الدوليين لمراقبة كل ما يدور في مصر..
ولأن مصر كانت دولة قبل أن تصبح مستعمرة جيمس تاون " نواة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية" رفضت الوصاية الرومانية الجديدة، تم وضع مصر كحالة في وسائل الإعلام الأمريكية تذكرنا باللعبة الإعلامية حول العراق في نهاية التسعينيات، ورغم الفارق الشاسع، فإن المبشرين بالأسرلة والأمركة من إعلاميين ومثقفين وجدوا وظيفة جديدة يلعبون فيها دور المعارضة العراقية، ورمزيا يصبح الدكتور سعد الدين إبراهيم أحمد الجلبي، ويعود إلي خشبة المسرح إليوت إبرامز وروبرت ساتلوف، ومراكز الأبحاث الأمريكية، وإدارة حلقات نقاش حول مصر وكأنها سوف تغرق غدا في البحر، ومرة أخري يقود المحافظون الجدد القطار الأمريكي لصالح إسرائيل والتيار الصهيوني في العالم لصناعة كارثة أخري تصبح معها كارثة العراق مجرد عرض، ولعلهم هذه المرة يقعون في شر أعمالهم حين يفكرون في زلزلة مصر بجماعات مارقة تريد أن تحتل المقاعد الأولي في السلطة لتكون هذه الجماعات هي الذريعة لتكوين تحالف دولي لتحرير مصر من الإرهاب، وهو سيناريو يداعب خيال هؤلاء القادمين من أساطير روما الجديدة..

ونظرة سريعة إلي دور فرانك جانفي، رئيس "مركز السياسة الأمنية" الأمريكي حول ضرورة مواصلة الغزو الأمريكي من أجل سيطرة أمريكا علي العالم دون أي قوي أخري، سنعرف أن الضغط من خلال ما يسمي الديمقراطية هو الطريق لتنفيذ هذا السيناريو الخطير، ولنا أن نعرف أن جانفي هو أحد مؤسسي "مشروع القرن الأمريكي الجديد" وهو مع ثلاثة هيأوا للحرب علي العراق وقادوها، وهم "تشيني" و"رامسفيلد" و"وولفوفيتز". ويدعو الآن إلي "الحرب العالمية الثالثة" لإنهاء كل معارضة أو مقاومة للولايات المتحدة في العالم، مع استمرار كلي في دعم إسرائيل وحمايتها حتي من أعدائها في الولايات المتحدة ذاتها. ويعلن "جانفي" نمط العلاقة التي تربط بين الولايات المتحدة و(إسرائيل)، فيري أن هاتين تمثلان وجهين اثنين لبنية واحدة. ويتهم أولئك الساعين إلي تدمير تلك العلاقة بأنهم "يعملون علي تدميرنا، حين يرغبون في تدمير إسرائيل".
و "مشروع القرن الأمريكي الجديد" من وجهة نظره سيبقي أمريكياً، بقدر ما سيكون "إسرائيلياً- يهودياً- صهيونياً".
أما وليم بريستول، فبرر الحرب الأمريكية علي العراق بـ : " أن الحرب قامت من أجل تغيير الثقافة السياسية للمنطقة لبناء شرق أوسط جديد " .
ويعتبر المشروع قارتي آسيا وإفريقيا هما المجال الحيوي لتنفيذه، نظرا لثرواتهما وموقعهما الجغرافي، فضلا عن أن نجاح الولايات المتحدة في هاتين القارتين، يمنحها النجاح في المناطق الأخري من العالم ، والشرق الأوسط يشكل الحد الفاصل بين القارتين ، وفيه من الدول - العراق وسوريا ومصر والسعودية وإيران - التي قد تملك قدرات عسكرية متجددة تهدد المصالح الأمريكية مستقبلا، لذا لابد من إخضاعها، ومنعها من إنتاج أو حيازة الأسلحة النووية باستثناء إسرائيل التي يجب أن تبقي لديها القدرة علي التدخل في الأوقات الحاسمة لصالح الولايات المتحدة..
وإذا كان المشروع قد عد العراق قاعدة الانطلاق في التنفيذ، وهو ما تم بالفعل ، فإن سوريا الآن هي المستهدفة عسكريا مباشرة بعد ليبيا والعراق ؛ لأنها تمثل مفتاحا للمتوسط ، وحلقة وصل تبدأ من إيران والعراق ثم مصر ، ومنها إلي ليبيا والجزائر، فموريتانيا والسودان، ثم باقي دول القارة الإفريقية .
وعلينا من الآن أن نحذر من أمثال ريتشارد بيرل، المستشار الأمريكي المخضرم في هيئة الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية السابق، وبيرل كريستول، محرر مجلة الويكلي ستاندرد، وإليوت إبرامز، مستشار الرئيس للأمن القومي السابق في منطقة الشرق الأوسط. وجميعهم يدعمون إسرائيل ويضعونها فوق الاعتبارات العالمية.
وبعد تحالف تحرير العراق وغياب دوجلاس فيث وأمراء الظلام قليلا أمثال وولفوفيتز ورامسفيلد وكوندوليزا رايس جاء التحالف الجديد ليضم إليوت إبرامز، وروبرت كاجان وسكوت كاربينتر وروبرت ساتلوف وإدوارد ووكر، وأندرو ألبرتسون وبريان كاتوليس وتوم مالينجوسكي، ودانيال كالينجرات وإلين بورك وميشيل دان وتوماس كاروذرس، ودينيس روس ودان شابيرو، وسامانثا باور وجايلي سميث. ..وبالطبع السيدة كلينتون مبعوثة الصهيونية..
ويقف إليوت إبرامز في الصف المتطرف حتي النهاية ويري ضرورة الضغط المستمرعلي مصر حتى لا تقوم لها قومة في احداث الشرق الاوسط، وكان كذلك أثناء فترة عمله مع بوش..
ويقول هذا الرجل، حين سئل: لماذا توترت العلاقات مع مصر فرد بصلافة :لقد هوجمت الولايات المتحدة بجماعات إرهابية من العالم الإسلامي في 11 سبتمبر بسبب قلة الحرية والديمقراطية في تلك الدول، وهو ما أدي إلي إحباط وتوتر في هذه الدول. وهي إجابة كاذبة فالهجوم علي أمريكا ـإن كان تم حسب الرواية الأمريكية التي اثبت العالم كذبها ـ جاء بسبب انحيازها الكامل ضد المصالح العربية وليس لقلة الحرية.. الغريب أنه في نفس السياق لم يستطع تبرير أن تصل حماس إلي السلطة في فلسطين تحت رقابة أمريكا بقيادة جيمي كارتر، وكأننا حقل تجارب لمزرعة أمريكا الديمقراطية.. المصبوغة بالدم والضحاياتتلاعب امريكا بأعدائها الصوريين اكثر مما تتلاعب بحلفائها..
أما الذين بشروا بأمريكا طويلا من الباحثين والصحافيين والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني في مصر والعالم العربي، فيجب سرعة التحقيق الصارم معهم واتخاذ العقوبة اللازمة .. فمصر ليست جمهورية موز في أمريكا اللاتينية..

إرسال تعليق Blogger

 
Top