5/18/2013 -
 
تدار على مصر اكثر من حرب خلال حالة الفوضى والارتباك الحالية..وبالطبع نعلم حرب المياه التي تقودها اسرائيل وامريكا من دول منابع النيل.. ولكن من جهة اخرى مصر هي اكبر مستورد للقمح وهو العنصر الاساسي في غذاء الشعب المصري... لكن الحقيقة ان مصر تواجه الآن ازمة سيولة للعملة الاجنبية تمنعها من استيراد القمح وتهدد دعم الخبز... وحذرت الولايات المتحدة مصر من انها تبالغ في تقدير حجم محصول القمح المحلي في اشارة الى ان الضغوط سوف تتزايد على احتياطي العملة الاجنبية الآخذة بالنضوب!!!!

وفي تقرير كتبه الملحق الزراعي الامريكي في القاهرة حذرت الولايات المتحدة من ان الحكومة المصرية تبالغ في تقدير انتاج المحاصيل هذا العام... حيث اعلن توقع ان الحصاد سيأتي بحوالي 9.5 طن متري من القمح هذا العام. والتقرير الامريكي يقول ان الناتج سيكون بأقل من ذلك ، بحدود 6-7 طن متري... وكتب الملحق الزراعي الأمريكي في تقريره "الحكومة تضع خطة الاستيراد وسياسات خزين القمح على مبالغات في تقدير الناتج المحلي" وقال أن الفشل في شراء القمح الكافي لن يتسبب في قلاقل اجتماعية في البلاد فقط وانما سوف يدفع الحكومة لصرف ما تملكه من احتياطي عملة اجنبية ضئيل لشراء القمح... كما حذر التقرير الحكومة المصرية من انها تفشل ايضا في الاخذ بعين الاعتبار مشكلة نقص الوقود الناشئة من ازمة العملة والتي يمكن ان تؤثر على الحصاد... فنقص الديزل يمكن ان يعيق توزيع القمح بعد الحصاد و"قد يتسبب بالوصول الى عنق الزجاجة حين يكون الخزين في اقل درجاته".. ويمضي التقرير قائلا "في الماضي، كانت السلطات المصرية تنقل حوالي 200 الف -250 الف طن من القمح المحلي شهريا من الريف الى المطاحن في المدن، وعليها هذا العام ان تنقل 3 اضعاف تلك الكمية او حوالي 600 الف - 700 الف طن... لذا سيكون على مصر الاعتماد على نقل كمية اكبر من المعتاد من المحصول المحلي من الريف الى المطاحن في المدن" وإذا فشلت في ذلك بسبب نقص الوقود فسوف يكون ذلك ضربة شديدة الضرر للحكومة المصرية.. او بمعنى اخر ..الشعب المصري..

تأتي هذه المخاوف في حين ان القواعد العلمية تشير إلي أن جميع أراضي شمال سيناء والتي تقع في زمام ترعة الشيخ جابر بمساحة 400 ألف فدان هي أراضي قمح من الطراز الأول نظرا لمناخها البارد الممطر شتاء والذي يوفر الكثير من مياه الري وتربتها المتماسكة التي تحتوي علي نسب محسوسة من الجير تزيد من ملائمتها لهذا المحصول... إضافة إلي الاحتياجات المائية القليلة لمحصول القمح والتي تقل عن 3000 متر مكعب للفدان طوال الموسم أو ألفي متر مكعب فقط تحت نظم الري الحديث المحوري يستمد معظمها من الأمطار الهاطلة علي شمال سيناء والتي تزيد عن 2 مليار متر مكعب سنويا لا يستفاد منها حاليا إلا بثلث هذا الرقم نظرا لعدم وجود زراعات مستديمة أو تعمير لشمال سيناء!!! علاوة علي أن نبات القمح يصنف علي أنه من الحاصلات المتحملة لملوحة التربة وملوحة مياه الري ويلي محصول الشعير مباشرة في هذا التحمل لذلك يصنف علي أنه محصول استصلاح يعطي عائدا اقتصاديا مجزيا... وإذا ما أضفنا إلي مساحة شمال سيناء أراضي الساحل الشمالي الغربي التي تتمتع بنفس هذه المواصفات والتي تقارب مساحتها المليون فدان وتتمتع بنفس القدر من الهطول الغزير للأمطار طوال موسم نمو محصول القمح فإن الأمر يصل بنا إلي زيادة المساحة المنزرعة بالقمح بما يقرب من 1.5 مليون فدان تصل باكتفائنا الذاتي منه إلي ما يقرب من 80% تؤمن الشعب المصري من الأخطار القادمة...

إرسال تعليق Blogger

 
Top