تمكن باحثون من تطوير أجهزة طباعة مجسمة من تصميم نسخ ثلاثية الأبعاد مصنوعة من الخرسانة أوالمعدن أوالبلاستيك. هذه الطابعات، المستلهمة من الخيال العلمي، بإمكانها إنتاج نسخ من نماذج هندسية وقطع غيار وكذلك بعض أعضاء الجسم.
هل تريد أن تكون نسختك المطبوعة مصنوعة من البلاستيك أم المعدن أم الخرسانة؟ هذا الأمر ليس بالمستحيل، فجهاز الطباعة المجسمة يستطيع إنتاج نسخ حقيقية ثلاثية الأبعاد مصنوعة من هذه الخامات. تقنية الطباعة المجسمة هذه خرجت من عالم الخيال العلمي إلى الإنتاج الفعلي، حتى أن بعض هذه الطابعات وصلت بالفعل إلى أيدي المستخدمين، وإن كان الخبراء يقولون إن هذه الطابعات لن تحقق انتشارا كبيرا في الفترة الحالية على الأرجح.
ولكن الحقيقة الراسخة هي أن هذه الطابعات تعمل حاليا وتنتج نسخا من قطع غيار السيارات والنماذج الهندسية بل وبعض أدوات المائدة. ويقول هارتموت شفاندت رئيس مختبر الأجسام ثلاثية الأبعاد بجامعة التكنولوجيا في برلين "سوف يكون بإمكانك أيضا طباعة بعض أعضاء الجسم باستخدام مواد حية"، لافتا إلى أن هذه التقنية تنطوي على فائدة كبيرة لاسيما في حالات كسور العظام. وأوضح شفاندت قائلا: "لو انكسر جزء من العظم، يستطيع المصاب إجراء فحص بالأشعة المقطعية على موضع الكسر، وسوف يظهر على الفور على شاشة الطابعة شكل الجزء البديل الذي سيتم يتم تركيبه لتعويض الجزء المكسور".
من الخيال العملي إلى الإنتاج الفعلي
ويقول شفاندت إن هذه التقنية يفضل استخدامها لصناعة التصميمات المعمارية والنماذج الأولية للسيارات باستخدام البلاستيك أو الخرسانة. ويوضح قائلا: "حتى وقتنا هذا، مازلنا ننظر إلى الأشكال المجسمة على شاشة الكمبيوتر، ولكننا نحتاج إلى شيء نستطيع أن نلمسه وهذه العملية يمكن تنفيذها بسهولة أكبر باستخدام الطابعة المجسمة".
صنع نماذج من السيارات والقطع الفنية
وتتراوح أسعار أجهزة الطباعة المجسمة شبه المهنية ما بين 40 ألف إلى 100 ألف يورو. وبالرغم أنها تحقق نتائج طيبة، إلا أنها لا توفر مجال اختيار واسع فيما يتعلق بالخامات التي تستخدم في الطباعة. وبدأت بعض الشركات بالفعل تنتج أجهزة طباعة مجسمة للمستخدم العادي، وتعرض شركة "ديسكتوب فاكتوري" الأمريكية طابعات من هذا النوع بأسعار تصل إلى 3600 يورو. وتقول الشركة على موقعها الالكتروني إن "هدفنا هو أن يشيع تواجد هذه الطابعات في المكاتب والمصانع والمدارس والمنازل مثل طابعات الليزر في وقتنا هذا". ولكن شفاندت يبدي شكوكه في إمكانية تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب ويقول "أعتقد أن أجهزة الطباعة المجسمة لن تحقق انتشارا واسعا في الفترة المقبلة، ولكنها تظل لعبة ممتعة".
إرسال تعليق Blogger Facebook