5/24/2013 -


كلام حذرنا منه مرارا وتكرارا..لم يعد أمامنا إلا اللعب على المكشوف ، لكشف الحقيقة ، وكشف المتأمرين ضد "مصر" ، وهذه الرسالة أوجهها أولا إلى الجيش المصرى للإسراع بإنقاذ مصر من براثن مؤامرة كبرى خططت لها ، والأن ينفذ السيناريو ، بكل وقاحة وفجور .. كما هى رسالة أوجهها للإعلام المقروء والمرئى بكل أشكاله ، ليعلموا هل الثمن الذى قبضوه فى بيع الوطن ، يساوى حفنة من تراب هذا الوطن .. كما أرسل هذه الرسالة الهامة إلى كل طوائف الشعب ، المسلمين والأقباط ، للخروج على قلب رجل واحد للقبض على هؤلاء المنحرفين ، وتدارك المنحنى الخطير ، الذى تذهب إليه "مصر" لإسقاطها ، والذى بدأ تنفيذه منذ 25 يناير
** إبان حرب الخليج الثانية ، أى بعد تحرير الكويت من غزو صدام .. فى هذه الفترة ظهرت أفكار متناقضة ، ما بين ضرورة إعادة تقسيم الشرق الأوسط ، وتفجير أوضاع الأقليات ، وإعادة تقسيم الدول على أساس عرقى أو دينى ..
** فيما بعد حرب الخليج الثالثة ، أى بعد الغزو الأمريكى المدعوم بتحالف دولى غربى فى الأساس للعراق ، ظهرت فى العلن خطط جديدة ، هدفها الواضح فى التصريحات ، ليس فقط تبديل الأنظمة ، ولكن أيضا إعلان تصورات جديدة للتقسيم ، والتفتت ، خصوصا فى الدول الكبيرة التى وقفت حجر عثرة فى مواجهة الخطة البوشوية المعروفة ، لتصدير الديمقراطية المعلبة ، نسبة إلى جورج بوش .. فى ذلك الوقت خرجت تصريحات محددة على ألسنة مسئولين أمريكيين ، ترى أنه بعد العراق ، لا بد أن تسقط سوريا والسعودية ، وأن "مصر" سوف تكون الجائزة الكبرى .. وأن عملية واسعة لإعادة ترتيب الأوضاع كانت تجرى على قدم وساق ، وأن هذه البرامج قد مولت فعليا بأموال طائلة ، وساندت منظمات المجتمع المدنى التى تروج أجندات خارجية للتمهيد لمثل تلك السيناريوهات .. وبغض النظر عن أن الغزو الأمريكى للعراق ، نجح فى إسقاط دولة صدام الهشة ، فإن أول ما فعلته إدارة الإحتلال هو تفتيت مؤسسة الجيش فى البلد ، لكى تهدم أهم مقومات الدولة فى العراق ..
** وبالعودة للأحداث التى جرت فى "مصر" ، منذ 28 يناير من هجوم على جميع الأقسام ، وحرقها ، وسرقة السلاح ، وتهريب المساجين ، ثم الهجوم على السجون ، وتهريب السجناء السياسيين والجنائيين ، وقتل ضباط وجنود الشرطة ، وإحداث حالة ذعر فى البلاد ، لإسقاط وزارة الداخلية ...
** لقد تم التلويح فى كل الصحف ووسائل الإعلام المصرية ، ومن خلال أحاديث النخبة الممولة أمريكيا ، بسيناريوهات مماثلة لما جرى فى "أوكرانيا" ، وثورتها البرتقالية ، و"جورجيا" ، وثورتها البنفسجية ... وأن هذا سوف يتكرر فى دول عربية على رأسها "مصر" ، وأنه لن يكون هناك غزو جديد ، ولكن تنويرا شعبيا ، يؤدى إلى الإنقلاب على الدولة ، وإعادة بنائها وفق مقتضيات المعايير الأمريكية المعلنة .. (وهذا يفسر علاقة أحد المنظمات الصربية ، بمنظمات 6 إبريل ، والتى سافر بعض أعضائها ، وعلى رأسهم "أحمد ماهر" إلى صربيا لدراسة كيف تسقط نظام الدولة) .. ورغم أنه أعلن عن ذلك من خلال الصحف ، إلا أن الجميع فى حالة غيبوبة غريبة جدا ..
** كانت مصر هى المشكلة الكبيرة ، فى تطبيق تلك البرامج ، ليس فقط لأنها تتبنى خطابا مناوئا لأفكار الفوضى وخطط التقسيم ، ولكن لأن "مبدأ دولة المؤسسات قد كشف عن فائدته العظمى فى إثبات ثبات الدولة المصرية" .. ثم بعد ذلك صار السيناريو وفق البنود المقررة كالأتى : ..
- إفقاد المواطن فى "مصر" ثقته فى الدولة التى أمن بها ، وإلتف حولها منذ عصر مينا موحد القطرين .. وإظهارها بأنها دولة فاشلة ، لا تلبى له طموحاته ، ولا تحقق أهدافه ، وإفقاده إنتمائه للبلد ، من خلال تضخيم المشكلات ، وتكبير المعاناة ..
** راجعوا الأحداث التى دارت منذ أحداث شارع "محمد محمود" ، وشارع "مجلس الوزراء" ، ومنع السيد رئيس الوزراء من ممارسة عمله ، والتحريض على عدم الإعتراف بالحكومة المؤقتة والإصرار على تشكيل حكومة ثورية من داخل ميدان التحرير ..وقريبا احداث العباسية والهجوم على وزارة الدفاع ..والان اسقاط هيبة القضاء واحكامه القانونية
- التلويح المستمر بأن الأوضاع ليست مستقرة حتى لو بإستخدام سيناريو الفوضى ..
** وهو ما يحدث الأن على أرض الواقع .. وهذا هو دور المتواجدين بالتحرير الأن .. والتلويح الدائم بتسليم السلطة فورا لحكومة مدنية ، وعمل مجلس رئاسى يتم الموافقة عليه من خلال المعتصمين بالتحرير ...والمجلس الموازي والرئيس الائتلافي وتنصيب الرئيس في التحرير؟؟
- الطعن المستمر ، والمتواصل ، والدائم ، بكل الأشكال المتنوعة فى سمعة ودور وقيمة مؤسسات الدولة المصرية ، التى ثبت أنها الدعائم الأساسية ، ومنها مؤسسة القضاء والعدل والمؤسسات الدستورية والحكومية ، ومؤسسة الرئاسة ومؤسسة الأمن ، وغير ذلك ..
** نعم ، ينفذ السيناريو بكل بنوده .. راجعوا الأحداث التى إندلعت عقب الهجوم على مبنى "المجمع العلمى" وحرقه ، والتمثيلية التى قادتها فتاة بتعرية جسدها عندما سقطت أمام أحد جنود الجيش ، وقد إستغلت هذه الواقعة فى التشهير بالمؤسسات الأمنية والجيش المصرى .. وخرجت بعض الدعاوى والمقالات تهدد المجلس العسكرى وتطالبه بالرحيل الأمن والعودة إلى ثكناته وتسليم السلطة فورا للجماعات الثورية ..
** ولا ننسى الحملة الشرسة التى قادها محامى الإخوان "منتصر الزيات" ، ضد نادى القضاة ، أثناء إنعقادهم ، وكيف جمع مجموعات من المحاميين التابعين لجماعة الإخوان والبلطجية ، وقاموا بمحاصرة مبنى المحكمة ، لمنع القضاة من الخروج ، مما دعا بعض القضاة إلى إطلاق أعيرة نارية فى الهواء حتى يستطيعوا الخروج من المبنى .. وكان الهدف من كل ذلك هو إخراج المؤسسة العريقة من تقاليدها وإخضاعها إلى معايير أخرى ، بقصد تسييسها وإظهارها على إنها فى مواجهة مع الدولة ، وليس بإعتبارها عنصرا فى المنظمة الدستورية للسلطات ، ومع الخلط المتعمد والمنظم الدائر فى المفاهيم بين معنى الدولة ومعنى النظام ومعنى الحكومة ، وهو ما يكشف سر هذا الهجوم الذى نظمه الإخوانى "منتصر الزيات" ، بحيث يبدو القضاء ، كما لو أنه مؤسسة منفصلة عن الدولة ، فى حين أنه من أهم أركان مقوماتها ..وحاليا تحتدم هذه الازمة بين المحكمة الدستورية والاخوان وما يدعون بالثوار من الحركات المدربة ونعتهم بانهم تابعين للنظام القديم او خاضعين لاوامر العسكري وغيره من التنكيل.
** أما عن المؤسسات التشريعية ، فقد تعرضت لحملة مطولة ، ومستمرة ، ترغب فى ترسيخ صورتها على أنها مؤسسة الزيف التى تخضع لا لدستور ، ولا لقانون ، وأنها تقوم على مجموعة من المصفقين والمزورين الذين أتى بهم تزوير إنتخابى ، وأن تلك المؤسسة التشريعية سقطت بسقوط النظام ، ومن ثم لا يجب الوثوق فيها أو الإستناد إليها ، والأهم ترسيخ قناعة الرفض الدائم فى ذهن المواطن ، لما تنتجه من قوانين وإجراءات ، وبحيث يفقد إحساسه بنفاذ هذا القانون ، وهو ما يفسر إطلاق كلمة "الفلول" ، ومحاولة تمرير قانون الغدر او المحاكم الدستورية، بكل الطرق الممكنة ، والذى إبتدعه الإستشارى "ممدوح حمزة" ، وظل يجوب البلاد بطولها وعرضها لتنفيذه على كل العاملين بالدولة فى النظام السابق ، لخلق حالة فراغ سياسى ، وفراغ أمنى !!! ..
** أما مؤسسة الرئاسة ، فإنها تعرضت لحملة تشويه متعمدة ، حتى بعد سقوط النظام ، رغم وجود عناصر وطنية كثيرة ، إلا أنهم تعمدوا تشويه صور الجميع ، مستغلين تواطؤ الإعلام والصحافة لتنفيذ هذا السيناريو .. لاحظوا الحملة الشعواء التى قادها بعض المرشحين ضد الفريق "أحمد شفيق" ، وكان على رأسهم السيد "محمد البرادعى" الذى لم يترك منفذ إعلامى إلا وطعن فى ترشيح الفريق "أحمد شفيق" ...ودور الاخوان المسلمين الذي فاق كل حدود للمعقول من الصاق التهم المتعمده مرارا وتكرارا به. وفى سياق أخر ، وفى حالة المؤسسة العسكرية ، فإن المكلفين بالخطط الممولة ، راحوا يهددون المؤسسة العسكرية ، ويطالبون بالتخلى عن دورها الدستورى المرسوم ، وإخراجها من مواصفاتها القانونية وواجباتها الوطنية المعروفة ، وإذا نجحوا فى ذلك ، فماذا يتبقى من مقومات الدولة ..
** بعد إسقاط المؤسسة الأمنية ، أو الشرطة بالتحديد ، بإعتبارها الضمانة الأولى فى مواجهة دعاوى الفوضى ، وبالتالى تعرضت لتشويه على أوسع نطاق بعد إسقاطها .. وبعد أن بدأت تلملم قياداتها وتعود لحفظ الأمن فى الشارع المصرى مرة أخرى .. بدأت عمليات أخرى ضد قيادات الشرطة لتنفيذ هذا السيناريو فى هذه النقاط : ..
- إبتزاز الشرطة .. لكى تبقى مقيدة فى تعاملها مع تفاعلات الحراك اليومية ..
- تشويه صورتها ، وإفقاد المواطن الثقة فيها ..
- إفقاد ضباط الشرطة الثقة فى أنفسهم ، وتحويلهم من أبطال إلى متهمين بين الرأى العام ، وتحميل أخطاء أفراد على الجهاز برمته ..
- تحريض المواطن على الشرطة ، وجعلها عدوا له ، بحيث يجد نفسه فى مواجهتها ، وتبرير تحديها ، ومحاولة إستخدام عبارة "إستخدام القوة المفرطة" ، لتحجيم دور الشرطة فى التعامل مع البلطجية ، وإرهاب وزارة الداخلية ..
- التأثير على نفاذ القانون ، وبالتالى خلق بيئة الفوضى ، وجعل جهاز الأمن فى موضع المساءلة المستمرة والتشويه الدائم ، للضغط عليه ، لكى يتوقف عن مواصلة حفظ الأمن ، وبقصد إعاقته عن أن يؤدى واجبه ، وبهدف تحريض المجرمين الذين يلاحقهم على أن يواصلوا المواجهة معه ، حتى نصل إلى النتيجة الأخيرة التى وصلت مصر إليها بالفعل ، وهى خلق الفوضى الهدامة ، وتوطينها فى مصر ...
*** اما اهم خطوات المخطط ..والذي ذكرناه تفصيليا منذ بداية الثورة...هو الدعم الكامل ماليا وسياسيا واعلاميا لصعود الاخوان المسلمين..والذين كان تنظيمهم العالمي لعقود صنيعة المخابرات الامريكية والبريطانية كما كان الكارت الملعوب به دائما في التلاعب مع الانظمة السابقة والذي خرج من رحمه جميع الجماعات المتطرفة التي اتخذت كذريعة للغرب للحرب على الارهاب الاسلامي..ونعلم تماما حجم ما تم من دمار وتفتيت دول بسبب هذه الذريعة..ولكن اكبر استخدامات هذا الكارت هو ما يحدث حاليا باتفاقات مسبقة لتمرير مخطط التقسيم الطائفي وهو ما ارتأته الجماعة حلا لاحلامها في الخلافة القادمة.

** هذا هو السيناريو الذى تم تنفيذ جزء كبير منه ، والأن الدور على الجيش المصرى لإسقاطه ... فقد ظهر للإخوان أنياب ، بعد أن تمكنوا من برلمان مجلس الشعب ويرفضون الان قرار اسقاطه قانونا بالرغم من علمهم بحقيقة القانون الدستوري ، وبدأت أصواتهم تعلو لتطالب المجلس العسكرى ، بسرعة تسليم السلطة ضمانا للخروج الأمن دون مساءلة ..والآن تتعالى بحشد الحشود للصدام مع الجيش المصري... وهنا يبدو أن الجيش المصرى يتعرض لنفس السيناريو الذى تعرض له رئيس الدولة وهم يطالبونه بالخروج الأمن ثم تقديمه للمحاكمة ، لتخرج لنا السيدات وأسر الشهداء تطالب بالإعدام والقصاص ، ويتحول ملف الشهداء إلى أحد ركائز الفوضى لإسقاط مصر .. والإعلام يقوم بدوره على أكمل وجه ، المرسوم والمخطط له ...
** والمهزلة الكبرى التي نشهدها حاليا هو اعلان مرشح اخواني فوزه قبل اتمام الفرز لتزداد حدة الاشتعال داخليا اذا نقضت النتيجة وتزداد حدة الصدام بينما الجيش الاسرائيلي مستعد على الحدود...خاصة في ظل الهجمات المتكررة في سيناء وما اعلنته جماعة الاخوان عبر مرشحها بشأن القدس عاصمة مصر والزحف المقدس للاقصى؟؟؟ استغلت اسرائيل ذلك تماما في الترويج عالميا للتهديدات الموجهة لامن اسرائيل من الجانب المصري ومن تدهور الامن في سيناء وهاهي تنفذ تماما المخطط الذي نشرناه منذ شهور لتهديد الحدود المصرية والقيام بغزو سيناء كما وضعت خطواته من قبل؟؟؟

** وهكذا يستمر المسلسل ، حتى تسقط مصر .. هذا بجانب بعض الإخوة المتنطعين بالخارج ، وهم يرسلون رسائل تدين القوات المسلحة والقضاء المصري وهم لا يعلمون أن أخر خطوط المواجهة ضد ما تسعى إليه "واشنطن" ... نقول لهم نرجو أن تكفوا عن التدخل ى الشأن المصرى ، ومن أراد أن يتكلم عن مصر فعليه أن يعلم أن الجيش المصرى هو خطوط حمراء لا يستطيع أى إنسان أيا كان أن يتعرض لها وأن يتحدث بإسم شعب مصر .. فهذا مرفوض جملة وتفصيلا ... حماك الله يا مصرنا الغالية ، وحمى شعبك العظيم ، من كل هذه الغربان ، وخفافيش الظلام واعداء الامة العربية والاسلامية

إرسال تعليق Blogger

 
Top