5/05/2013 -
 
احبابي في الله.. نوهت من قبل عما يسمى علوم السايبورجولوجي Cyborgology او البيولوجية الألكترونية... او دمج الكائنات الحية بالتقنيات وامكانية السيطرة عليها عن بعد او بواسطة الفضاء السيبري.. وهذا المجال شائك جدا قد لا يتصوره أي عاقل الى اي مدى قد وصلت تجاربه بالفعل..وبخاصة انشاء ما يسمى "الانسان السايبورج" A Cyborg او ذو الأعضاء السيبرية cybernetic organism او التدخلات التكنولوجية التي تغير مسار الوجود البيولوجي... حتى ولو كان التدخل في الأدمغة نفسها وغزوها تقنيا بهدف ما يسمى تعزيز قدرات الانسان وتنمية معرفته والتغلب على سلبياته... ومصطلح ان يكون الانسان سايبورج تم اطلاقه من عام 1960 بهدف ان تنمية الانسان ليواكب عصر الفضاء وينفتح ويبني ذلك الجسر بين العقل والمادة!!!!
وبدأت بداية خلق مفهوم الانسان السايبورج عندما بدأت التكنولوجيا المحوسبة HCI (human-computer interaction) أوالتفاعل بين الإنسان والكمبيوتر..ثم تطور الى تحكم وتوظيف الكمبيوتر والآلة في وظائف الإنسان...والجمع بين الأجزاء العضوية والاصطناعية وبالطبع دون اعتبارات للأخلاق، وحرية الإرادة، والتعاطف... بل تم الترويج له في افلام ومسلسلات هوليوود بشكل كبير... حتى ان مسلسل الرجل البيونيك القديم استند على سلسلة رواية مارتن كيدين بعنوان "سايبورج"... وغالبا ما يصور السيبورج مع قدراتهم البدنية أو العقلية انه يتجاوز بكثير جدا قدرات نظيره الإنسان العادي..بل قد يكون جسمه محمل باشكال من الأسلحة العسكرية المتطورة!!!!

مشروع السايبورج

مشروع السايبورج من اهم تلك المشاريع التي يجب ان يطلع عليها الجميع.. ويعتبر رائده الأساسي كيفن وارويك Kevin Warwick وهو العالم البريطاني وأستاذ علم التحكم الآلي في جامعة ريدينغ Reading في بريطانيا... والمعروف بابحاثه المميزة على الواجهات المباشرة بين أنظمة الكمبيوتر والنظام العصبي البشري بالاضافة لعدة بحوث هامة في مجال الروبوتات... ولارويك وجهات نظر غريبة جدا عن المستقبل ولا سيما فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على الجنس البشري.. ويدعم تماما أننا سوف نحتاج إلى استخدام التكنولوجيا لتعزيز أنفسنا من أجل التفوق المطلوب والتغلب على تلك القيود التي تفرضها قدراتنا الحسية المحدودة بواسطة التعاون مع الآلات...
ومن اشهر تجارب وارويك التي فتحت الباب لهذا المجال تجاربه المسماه بمشروع سايبورج.. حيث قام بنفسه بزراعة رقاقة RFID في ذراعه ومثلما صرح بنفسه.. "بهدف ان تصبح سايبورج"!!!!
المرحلة الأولى من هذا المشروع والتي بدأت يوم 24 مايو عام 1998 كانت بزرع الرقاقة RFID تحت الجلد والقابلة للارسال والاستقبال.. وتستخدم للسيطرة على الأبواب، والأضواء، وسخانات وأجهزة الكمبيوتر التي بالقرب منه.. وقيل إن الغرض الرئيسي من هذه التجربة لاختبار حدود قابلية الجسم لها والتعامل مع الاشارات... حيث خضع كيفن وارويك لعملية زرع رقاقة السيليكون في ذراعه... والتي قام بها الدكتور جورج بولس George Boulous في تيلهارست باستخدام مخدر موضعي فقط... وتم في هذه التجربة مراقبة كيفن وارويك بالكمبيوتر، وهو يتحرك من خلال القاعات والمكاتب التابعة لإدارة علم التحكم الآلي في جامعة ريدينج، وذلك باستخدام إشارات التحديد المنبعثة من الرقاقة المزروعة.. وتلك الرقاقة يمكن أن تحمل جميع أنواع المعلومات حول شخص ما، من تفاصيل رقمه الوطني للتأمين، فصيلة الدم، والسجلات الطبية وما إلى ذلك، مع البيانات التي يتم تحديثها عند الضرورة كذلك وتنقل اليها سايبريا...

تضمنت المرحلة الثانية استخدام واجهة عصبية أكثر تعقيدا والتي تم تصميمها وتنفيذها خصيصا لهذه التجربة من قبل الدكتور مارك جيسون Mark Gasson وفريقه في جامعة ريدينج... يتألف هذا الجهاز من مجموعة من الأقطاب الداخلية متصلة بشبه قفاز خارجي الذي يضم شبكات الالكترونيات الداعمة... تم زرع ذلك في 14 مارس عام 2002 وربطه مباشرة في الجهاز العصبي لارويك... وتلك الأقطاب الداخلية تتكون من 100 قطب... منها 25 قطب يمكن الوصول إليها في نفس الوقت ونفس اللحظة، في حين أن العصب الأوسط الذي يتم رصده ومتابعته يحمل أضعاف هذا العدد من الإشارات... وأثبتت التجربة نجاحها.. وكانت الاشارات تعمل بكفاءة على تشغيل ذراع الروبوت وتقليد تصرفات ذراع وارويك الأساسية بدقة... وقد نفذت العملية في مستشفى رادكليف في أكسفورد Radcliffe Infirmary Oxford ، من خلال فريق طبي واستغرقت ما يزيد قليلا على الساعتين، وتم إدخال أنبوب التوجيه من شق اثنين بوصة تحت مفصل الكوع، وإدراج مجموعة الياف مكروية في أنبوب وإطلاقها لألياف العصب المتوسط فوق المعصم... واستخدمت لتنفيذ عدد من التجارب. مثل السيطرة على كرسي متحرك كهربائي ويد اصطناعية ذكية، بالإضافة إلى كونها قادرة على قياس الاشارات العصبية التي تنتقل على طول الألياف العصبية في الذراع الأيسر...

وكان لهذه التجربة نتائج اخرى مثل خلق شكل من أشكال التخاطر مع الإنترنت لإيصال إشارة من بعيد، وتوالت تجارب اخرى لتطبيق أول اتصال مباشر بطريقة إلكترونية بحتة بين الجهاز العصبي لاثنين من البشر...والتعامل مع الاطراف الصناعية باشارات المخ وامكانية تعزيزها بالكمبيوتر...وواصل وارويك وزملاؤه الادعاء بأن بحوث مشروع سايبورج يمكن أن تؤدي لعلاج المرضى الذين يعانون من تلف في الجهاز العصبي، وكذلك فتح الطريق للتحسينات للتحول البشري transhumanists وحتى العمل على تقنيات يمكن استخدامها للتخاطر مباشرة مع كل التقنيات وجهاز الحاسوب وشبكة الانترنت... وارويك نفسه يؤكد أن عمله مهم جدا لأنه يختبر مباشرة حدود ما هو معروف عن قدرة الإنسان على الاندماج مع النظم المحوسبة ومع الآلة... حتى تصريحه انه في السنوات المقبلة سنشهد مع دمج الآلات ذكاء أقوى من نظيره لدى البشر...وحتى تخطي ال 3 أبعاد المحدودة لدى البشر ورفع مستوى البشر بصورة لا محدودة وحتى استخدام الفكر كوحدة واحدة!!!!
واصبح مشروع سايبورج الآن متاحا للمراكز البحثية والجامعات وللخدمات مثل النمذجة، والمحاكاة، والتصميم الأمثل باستخدام شبكة الإنترنت...وحتى تصنيع أجزاء واجهزة بشرية وليس اطراف صناعية فقط مثل الكلية وغيرها...

وبالطبع تناولنا من قبل مشاريع البشر المتحولون بأوجهه المختلفة القائمة عليه وكالة داربا للمشاريع..كما تناولنا تفاصيل مشروع افاتار وزغيره مما سنواصل التحدث عنه.. حتى يعلم الجميع ان عصر الدجال الشيطاني ليس قائما على القوة العسكرية والتقنيات المتقدمة.. لكنه قائم بالأساس على هدم الانسان واستبداله تقنيا لاحكام السيطرة كما أكد رائد السايبورج كيفين وارويك...العمل كفكر واحد..وبالطبع يعلم جميعنا ما طبيعة هذا الفكر الشيطاني..فالحرب اذا هي حرب على الارادة وعلى الوجود الانساني وقدرته على المقاومة والوعي بزعم تعزيز قدراته والتغلب على سلبياته والوصول للخوارق حتى ولو بالقضاء على مفهوم الانسان بالأساس!!!!

إرسال تعليق Blogger

 
Top