الاغراق بالمهالك احد الظواهر الغير عشوائية على الاطلاق في ما سمي دول الربيع العربي او دول الثورات...وجاهل هو من لا يلحظ الهدف من وراء انتشار العنف بأنواعه والتحرش الجنسي واطنان السلاح والمخدرات التي باتت تغزو اوطاننا وتفتك بشبابنا..ويظن انه امر طبيعي نتيجة لانتشار حالات الفوضى العارمة والضعف الأمني.. فلا يوجد اي شيء بمحض الصدفة..وكل ما يحدث لهدف واحد..اهلاكنا من الداخل..وترسيخ الطاقات السلبية..ليعم الضعف والجهل والخداع والفقر والصراعات والفتن بانواعها..والأهم..الانهزام من الداخل.. وحديثا ظهر خطر جديد ينتشر حديثا كبديل للترامادول..والذي اصبح يهرب بالأطنان خاصة بعد الثورات العربية.. لكن في صورة جيل سائل اسرع فتكا بمواطنينا بعد حالة الاغراق الواضحة بالمواد المخدرة.. وهو ترامادول هيدروكلورايد جيل المعروف على الساحة باسم تموني جيل ..لكن اخطاره كارثية ويسبب الادمان السريع.. فإنه يؤدي الى حالات ادمان سريعة اضعاف الترامادول العادي..والى تلف خلايا الدماغ وزيادة معدل الازمات القلبية الخطيرة وأحيانا قاتلة ومشاكل الأوعية الدموية (مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية)...ناهينا عن الهلوسة وفقد الوعي والذاكرة... ولا ننسى ان الترامادول انتشر في مصر كمثال بنسبة83% وبفارق واسع عن الحشيش الذي أتي في المرتبة الثانية بنسبة8 % وفقا لأحدث تقارير صندوق مكافحة وعلاج الادمان... وهناك قرابة المليون مدمن جديد سنويا.. حيث تشكل نسبة حدوث الجرعة الزائدة1/1000 من إجمالي عدد المدمنين.. ووراء هذه الأرقام تفاصيل أكثر خطورة كظهور الفتيات والسيدات كمدمنات عكس المعتاد بقصرها علي الرجال.. فقد كانت نسبة حالات الجرعة الزائدة بين الذكور إلي الإناث هي3:1 وكانت أكثر الأعمار شيوعا هي العشرينيات والثلاثينيات...وكتبت من فترة عن لماذا يتم اغراق مجتمعاتنا بالمخدرات... وما هو عقار ال LSD وعواقبه في البوست التالي..
http://greenzoneregypt.blogspot.com/2013/06/lsd.html
ولعل السؤال الأكثر طرحا هو ما الذي يجعل شخصا وقورا أو حتي عاديا يغامر باستخدام حبة ترامادول.. والإجابة كما كشفها رصد مركز السموم أن أكثر من90% من المرضي يدمنون هذا العقار للاعتقاد الخاطيء بالتنشيط الجسماني أو النشاط الجنسي بالإضافة لتحسن الحالة المزاجية أو كعلاج مسكن.. وهو ما يعكس ثقافة جديدة أصبح فيها الترامادول مثل علبة السجائر بمعني إذا رغب شخص في الترحيب بصديق.. كما في الأفراح الشعبية أو قضاء مصلحة حكومية يتطوع بأن يعرض عليه حبة ترامادول!!!
ويعتبره المدمنون مخدرا قويا بديلا للهيروين.. فمن الناحية العلمية يحتفظ الترامادول بتأثير مشابه للافيونات كالهيروين والمورفين والكوادين فضلا عن قلة الثمن وصعوبة كشفه بتحاليل السمية المعتادة.. وله أسماء كثيرة دارجة شعبيا كالأمادول والترامادول وتراماكس.. كما تشيع خلطات للترامادول مع كثير من المهدئات والمنومات للتغلب علي آثاره الجانبية كالرعشة والتوتر والقلق وارتجاف العضلات وسرعة دقات القلب..وتبقي الخلطة الأكثر رواجا وسحرا دمجه بالفياجرا بهدف تحسين الأداء الجنسي, وهو ما يلاقي انتشارا في الأماكن الشعبية وعادة ما تكون أيضا نصيحة من أصحاب الصيدليات عديمي الضمير والباحثين عن الربح السريع..بينما ينتشر بين أوساط المنحرفين وقائمة البلطجية ما يعرف ببرشام الفراولة نظرا للونه الأحمر.. وهو أحد فصائل الترامادول...
وبالنسبة لمدمني الهيرويين والأفيونات تعتبر أقراصه ملجأهم للحصول علي التأثير نفسه عند ضيق ذات اليد من سعر الهيرويين المرتفع.. وباختلافه عن باقي الافيونات لا يتم الكشف عن الترامادول إلا من خلال تحليل خاص بمراكز السموم.. وهو ما يستغله البعض للهروب من الفحوصات عند التقدم للوظائف أو بالنسبة للسائقين...
وهناك آثار جانبية رئيسية لعقار الترامادول قد يكون اهمها الغثيان, الدوار, آلام المعدة
اٍرتفاع مستوى السكر في الدم, القلق, تنميل في العضو الذكرى, الاٍكتئاب (على المدى الطويل).. والجرعة الزائدة من الترامادول يمكن أن تسبب اٍنهيارا متبوعا بتقلصات عضلية كبيرة تشبه عرضيا الصرع...
اضافة لمزيد من الاعراض كاٍرتفاع ضغط الدم، التعرق، الأرق، الأهوال الليلية، القلق، رهاب الخلاء من الأرض الفضاء، أزمات في التركيز، تقلصات عضلية، حركات بسيطة لا اٍرادية، عدوانية، تهيج، فقدان الذاكرة ... الفشل الكلوي وهشاشة العظام ويعمل علي المدي البعيد علي أرتخاء العضو الذكري عند الرجل ويعمل علي تدمير الاجهزه العصبية باعتباره أفيون صناعي!!!!!
كما تم تسجيل حالات من فرط جرعة ترامادول بما في ذلك حالات قاتلة، منها ما هو بقصد أو بدون قصد وتشمل النتائج الخطيرة التي قد تنتج عن فرط جرعة ترامادول حدوث قصور تنفسي، نوم، استرخاء العضلات الهيكلية، غيبوبة، تشنجات، بطء ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم، توقف القلب والموت بالإضافة إلى آثار أخرى تتمثل في ضيق حدقة العين والقيء وبرودة الجلد!!!..
كما يمكن لإدمان الترامادول ان يحطم الجسم كله وليس المخ فقط!!!.. فالتأثير على الدماغ يأتي من عمل الترامادول على تفعيل مستقبلات المواد الأفيونية الموجودة في الدماغ... عندما يعمل الترامادول ينتج الاندورفين فتعمل هذه المستقبلات التي تؤدي إلى كل هذه الأحاسيس والمتعة وتخفيف الآلام...المشاعر الممتعة المرتبطة باستخدام الترامادول غالبا ما تكون حافزا الإدمان لإعادة تجربته الممتعة والهزيان المؤقت والذى يكسبه سعادة كاذبة والتي هى فى الاصلل علامة على تلف في الدماغ!!!!
وسبب ذلك انه عند استخدام جرعة زائدة من دواء الترامادول فإنه يسبب اغلاق بعض المستقبلات في الدماغ أو خفض كبير في كمية الاندورفين التي تم إنشاؤها... كما ينتج عن هذا الاكتئاب، ولكي تواجه الهلوسة او المتعة في كل مرة لابد ان تأخذ المزيد والمزيد من الترامادول ..
فالترامادول ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع وصحة أبنائه حيث تفشي في الآونة الأخيرة مخدر الترامادول الصيني الذي يقوم بتهريبه بكميات كبيرة بعض معدومي الضمير وأصبح يباع بالصيدليات والأكشاك والمحال التجارية بحرية مثيرة للدهشة بعد ترسيخ فكرة إطالته العملية الجنسية في أذهان المواطنين دون التحذير من مخاطره التي قد تؤدي الي الإصابة بالإدمان والعديد من الأمراض التناسلية.. ان خطورة الترامادول الصيني ان الحبة الواحدة منه بتركيز200 ملي اي ضعف الترامادول العادي وعليه وبسب بعض السلوكيات الخاطئة التي يلجأ اليها البعض قد يتعاطي الشاب قرصين او3 اقراص وبالتالي يتعود علي الجرعات الكبيرة فقد يحدث ويتناول5 اقراص علي مدي اليوم وعليه يجد الشاب نفسه علي حافة الادمان وقد يتعرض للاصابة بالصرع...
ان قضية الترامادول تمثل كارثة صحية واجتماعية ذات أبعاد خطيرة جدا على الجميع مواجهتها في محيطه وبقدر استطاعته.. وخاصة بعد تطوره في صورة جيل سائل يدمر خلايا الدماغ ويفتك بمواطنينا... حفظنا الله واياكم من كل مكروه!!!
إرسال تعليق Blogger Facebook