مازالت الغالبية منا تقع في كمين الكيل بمكيال الأبيض والأسود.. او اذا كان هناك طرف يمثل الشر..فالطرف الذي يبدو مقابلا له حتى ولو بصورة خادعة لابد ان يمثل الشر.. وفي عالم السياسة وعالم النخبة الحاكمة يعتبر هذا الكمين من احد الوسائل السائغة جدا للاستخدام وحشد غضب الجماهير واستخدامه كسلاح موجه بحسب ما تم تخطيطه.. ففي الواقع لا يوجد لدى النخبة الحاكمة مفهوم حليف او عدو فيمن تستخدمهم كالدمي على مسرح الاحداث.. فالحليف صديق بقدر ما يقدم من مصالح..ويتم الاطاحة به لتحقيق مصلحة اكبر من خلال حلفاء اخرين وعدة صفوف من الطوابير الخامسة المجندة والمدربة المتراكبة ذات المستويات المحددة سلفا.. يتم حرق كروتهم وقتما يلزم.. يدعمهم عملاء من وراء الستار.. وكذا هو العدو.. كما يتم استخدام العنصر النسائي في صورة زوجات القادة ولعل جميعنا لاحظ ذلك خلال احداث دولنا العربية...
فكما شرحت من البداية ان احد المفاهيم الاساسية "للهرم" الذي هو شعار المتنورين.. او الفرجار "البرجل" الذي هو الشعار العام للماسون..هو انه لكي تبقي قاعدتك ثابته وتحقق مخططك لابد لك من اللعب بالطرف والطرف المضاد له..لا بطرف واحد..وبذلك تضمن الصراع والتطاحن الذي يحقق اهدافك وبقاءك انت في النهاية.. ويضمن تمويلك من خلال تجارة السلاح وجميع مصادر التمويل الاسود.. ويمرر جميع مصالحك ويقضي على عقباتك..
ولذا..بات من المهم جدا لمن مازال يقع في نفس الكمين بسؤاله... كيف تكون الماسونية ووكالات مخابراتها هي من وراء صناعة الحركات الاسلامية المتطرفة او المرتدية لعباءة الاسلام وتحركها وتمولها وتدعمها وفق مخطط موضوع.. بينما في نفس الوقت تمول وتدعم وتدرب فصائل تبدو على السطح مقاومة لها ومعارضة؟؟؟؟ امثال بعض الجماعات الموصوفة بالعلمانية..او البرادعي صنيعة الصهيوني سورس ومدير ادارة ازماته او حركات مثل 6 ابريل وغيرها ممن اعتلوا المشهد قصرا عن الغالبية المنتمية المعتدلة؟؟؟؟ بينما عمل الجميع على تقسيم الشعب وفق مسميات ومصطلحات تم وضعها سلفا.. مثل اسلاميين وعلمانيين وفلول وثوريين وعسكر و..و..و...وقريبا.. سنة وشيعة واقباط!!!!
والاجابة بكل بساطه انها اصول اللعبة منذ القدم..منذ القدم جدا.. لكن الهدف في الوقت الحالي.. هو تفتيت الشرق الأوسط..وبخاصة الدول العربية.. ودفعها لحالة من الصراعات والفوضى والانهاك والتمزق الداخلي والتقسيم.. وفي نفس الوقت خلق صراعات وحروب اقليمية متعددة تؤدي في النهاية لنتائج مضمونة جدا... السقوط داخليا وخارجيا وحالة "موزاييك" الدويلات والابادات بأيدينا وقبولنا ان نكون دمي لمسرحهم... تلك مرحلة معدة بحرفية كمرحلة اساسية من مراحل اقامة النظام العالمي الجديد.. بدعوى اقناع العالم بعد تلك الحالة وتلك الحروب ان التقسيمات الطائفية الدينية والعرقية لم تؤدي بالانسان الا الى تدمير ذاته.. ولذا عليك ولابد من الرضوخ لفكرة عالم واحد وحكومة واحدة ودين واحد لمعبود النور!!!
فلكي ينجح المسيطرون في السيطرة علينا.. لا بدّ من أن يشركونا في هذه اللعبة حيث نحن اللاعبون الأساسيون فيها...وإذا امتنعنا عن المساهمة في هذه اللعبة، فسوف تتعطل مجرياتها وتتوقف مباشرة.. لهذا السبب نراهم يمعنون في تظليلنا وخداعنا وإلهائنا بأمور جانبية (مهما كنت مهمة بالنسبة لنا...فهي ثانوية بالمقارنة مع ما يحصل بالضبط دون علم منا).. وبحروب اعلامية تحشد التضاد والصراع وتسيطر على الامخاخ.. كل هذه الإجراءات التي يتخذونها تهدف لاسقاطنا ولإبعادنا عن المسألة الأهم..وتتمثل بتكريس الجهل عن وجود أي لعبة من أي نوع...وأن كل ما نراه يجري من حولنا هو عبارة عن أحداث متفرقة وعفوية وشرعية ليس لها أي صلة ببعضها البعض وليس وراءها أي عقل مدبّر ينظم حصولها في المكان المناسب والوقت المناسب...وبأكثر من خطة وجدول زمني بحسب معطيات الواقع وكفاءة أداء الدمي اللاعبة المخدوعة...
ذلك يتم ايضا في اللعب بكل الحلفاء الكاذبين والمموهين في كل دول الشرق الاوسط.. من ايران لتركيا لغيرها وغيرها..
لكن لابد ان نفهم انهم ليسوا بهذه القوة ابدا.. وانما اكرر..قوتهم مستمده من ضعفنا وجهلنا وغباءنا ورضوخنا للسيناريوهات الموضوعة دون افاقة او تفكير او تدارك...
لن يواجه اللعبة سوى داخل عربي قوي حتى يكون هناك خارج عربي قوي..والكف عن جلد الذات والانهزامية.. فبكل منا محارب..ومجموعنا على هدف سوي صالح يكون طاقة قادرة على صنع المعجزات.. ولك يا عبد الأخذ بالأسباب بقدر استطاعتك..ولك رب يخرق الأسباب اذا انتصرت له ولدينك ولوطنك ولكل ما هو صالح.. فلا تنسى ابدا ان "النمرود" الذي غزا العالم قديما وروعه وادعى الالوهية.. عذب وقتل بذبابة!!!.. ولا تنسى ان جالوت الذي ارعب بني اسرائيل عن الجهاد في سبيل الله.. قتل بحجر صغير من انشوطة داود عليه السلام.. فلك النية والعزم والسعي..ولك اله ينصرك ويثبت اقدامك بخرق كل الأسباب.. ألا ان نصر الله قريب بإذن المولى جل في علاه!!!!
إرسال تعليق Blogger Facebook