قال ابن تيمية "إذا أراد الله إسقاط حاكم..أسقط هيبته من القلوب أولاً".. فللحاكم الذي خان الأمانة.. وحدث فكذب.. ووعد فأخلف..عقوبتان..لعل أقلهما الخزي في الحياة الدنيا.. ولقد آن الأوان لاقتلاع تلك الشجرة الخبيثة التي نبتت على أرضها واستهانت بقيمة مصر وشعبها..
ومصرنا ليست بلدًا هيناً وليست اسماً تافهاً...إنها تاريخ عريق ..لم تكن طيا منسيا قبل ان تشرّف بالاسلام فعُرفت انما أرض ذكرها الله وأرض ووطأها الانبياء و أرض تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل فتحها و أرض أخرجت أعلاماً أبطالاً و قواداً... أرض ينبغى ان نجمع عليها بقلوبنا لا بأعيننا.. أرض عريقة وعظيمة ..والا لما قال فيها صلى الله عليه وسلم:
"انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما"
إن هذا بوحى من السماء ...فأرض استحقت وحىٌ يُنزل قبل أن تُفتح ليست أرضاً هينا بل هى غالية بكل المقاييس!!!.. بل إنها الأرض التى سيأوي إليها أخر زمرة مؤمنة فى أخر الزمان حين ينزل عيسى عليه السلام فى أخر الزمان و هذا معتقد أهل السنة و الجماعة.. فبعد ان يقتل مسيح الحق مسيح الضلالة الذى يملأ الأرض ظُلماً وجورا.. وإذ يأذن الله سبحانه وتعالى بخروج يأجوج ومأجوج أقواماً لا قبل لإحد بقتالهم على الإطلاق ، حين إذ يوحى الله سبحانه وتعالى إلى عيسي عليه السلام أن حَرِّز عبادى إلى الطور بأرض مصر ، أى خُذهم و إمنعهم من أن تلقوا هؤلاء القوم فإنه لا قِبَلَ لأحدٍ بقتالِهم كما فى حديث النوَّاس بن سمعان عند مسلم : "فيُوحى الله عز وجل إلى عيسى ان حَرِّز عبادى إلى الطُّور فإنه قد خرج عبادٌ لى لايزال أى (لا يقوى) لأحد بقتالهم ، فيُحَرٍّز عيسى عليه السلام العِصَابَةُ المؤمنة و الطائفة المنصورة و الفرقة الناجية إلى الطُور...
أرض مصر ، أرض فى أول الزمان وفى أخر الزمان أرض مباركة....
ولن ننسى أن مصر مقبرة الغزاة و أن مصر رافعة جبين الإسلام و جبين المسلمين وجبين المنطقة بأسرها.. ألا تستحق مصر منا أن نبقى لها عزتها وكرامتها وكيانها؟؟؟؟...إن مصر ليست ملكًا يُتنافسُ عليه وليست مغنم يُتقاتل من أجلِها ..إننا لا نريد لمصرإلا ما أراده الله عز وجل لها ...نُريد لها ريادة سياسية واقتصادية وعلمية ودينية ايضا ... نريد لها قيادةً واعية مسؤولة ليست لها اجنداتها الخاصة ..قيادة تجمع الشعب على الإنتماء والبناء والنهوض من الأزمة لا الإغراق في التمزق والعداء واسقاط الوطن وتشويهه...
فلم يحدث في كل ما مر بمصر من مفاسد كل هذا الكم من الانتهاكات لحقوق الانسان ولسيادة الدولة.. من تكفير.. لضرب المؤسسات الوطنية.. للتعذيب والقتل والترويع.. للاقصاء ووصم الناس علنا والتحريض امام العالم ضد المواطنين.. لانتهاك الأمن القومي المصري.. لاشعال الفتن واغراق البلد في المشاكل والديون... لاستخدام كلام الله وبيوت الله بالباطل..
لقد تم خداع الناس بالمشروع الاسلامي ممن هم صنيعة الطواغيت.. وغفل أتباعهم أن المشروع الاسلامي ونصرة الاسلام لن تتأتى إلا بدولة قوية يقوم قوامها على مبدأ الجسد الواحد والقلب الواحد والدين السوي الواضح من الله المحب لخلقه والباعث رسوله عليه الصلاة والسلام بالحق رحمة للعالمين...
ولذا أدعو الجميع للنزول بسلمية لاسترداد مصر الحبيبة من هذا المصير المظلم الذي تقاد له..وهذا الصدام المخزي الذي يدفع الشعب له دفعا... فهناك كما اكرر فارق كبير جدا بين مخططات تحاك وتمول وتدعم ويحشد لها حشدا.. وبين قدر بيد الله القاهر فوق عباده والناصر لمن عمل على الانتصار للحق.. والحق فوق الباطل الى يوم الدين.. ولن يكون الامر بالسهل.. لكن الشعب اذا توحدت عزيمته لن تستطيع اي فئة قمعه أو صده..وبخاصة اذا كانت فئة آثمة ظهرت حقيقتها ووجهها القبيح أمام الجميع..
فمصر بحاجة لأن نستيقظ الآن ونقف بقوة أمام ما يحاك لها.. وسرعة الانقاذ من هذه السقطات المشينة.. فمصر تمتلك الكثير لتنطلق..وعلينا ان نستوعب ما حبانا الله به من موارد طبيعية وموقع جغرافي مميز...نستطيع ان نستخدم الكثير للخروج بالبلد الى بر الامان وننطلق للصعود... فلدينا كل مقومات النجاح اذا احسنا توظيفها...فاذا اهلنا ثروتنا البشرية بالمعرفة والمهارة والخبرة والكفاءة والادارة السليمة يمكننا ببساطة ان نقوم بنهضتنا الانتاجية وما يتبعها من تقدم ومن ثم تقفز مصر لمكانها الذي تستحقه بين دول العالم برغم انف الجميع ...فالانسان المصري هو عملتنا الصعبة والنادرة..وهو بالاصل الذي يخشى اعدائنا من قيامه من عثراته فيقوى ويتوحد...واذا اتيحت له الظروف الملائمة لكشف عن قدرات كامنة لا يستطيعها احد..ولعلا ببلده الى اعلى مكانه...
ولمن يقلل من قيمة مصر اقليميا ودوليا... قالها نابليون من قبل: قل لي من يحكم مصر اقل لك من يحكم العالم.... حقيقه اجبرنا الآخرون ان نستخف بها.. فقف مع مصر الآن لنخرج من هذا النفق المظلم ونعيد وطننا لما يستحقه من كرامة وريادة ونعيد لشعبنا لحمته ورباطه!!!!
إرسال تعليق Blogger Facebook