عبر إعادة التدوير والخضروات التي زرعوها بأنفسهم، يسعى الناشطون إلى إحداث تغيير في بلدة ألمانية صغيرة. ويتمثل الهدف في الاستغناء عن الوقود الأحفوري والتوجه نحو اقتصاد مستدام وحياة أفضل من أجل الأجيال المقبلة.
الفواكه الطازجة والخضروات التي تم التخلص منها وألقيت في حاويات النفايات في محال المنتجات العضوية، تختلط ببعضها البعض ومنها يتم إعداد العصير أو شراب الفاكهة. فاكهة من القمامة؟ هذا ليس أمرا مثيرا للامتعاض، فكما يقال: "ربع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، تنجم عن الأسلوب الذي نعتمد عليه في طعامنا." الغذاء له بعد سياسي – أو على الأقل هذا ما يبدو عليه الحال هنا. مجموعة مختلطة من النساء والرجال، تقوم بنزهة، يفترشون غطاء ملونا على الأرض، بعضهم يرتدي القبعات الرياضية، وكلهم يرتدي سروايل فضفاضة من الجينز وقمصانا من الكتان.حول شبينه والناشطون الآخرون وعددهم 20 ناشطا مدينة فيتسنهاوزن، وهي مدينة صغيرة في وسط ألمانيا، إلى"مدينة متحولة". تأسست الحركة في المملكة المتحدة عام 2004، وهي موجودة الآن في 30 بلدا، ويسعى المنتمون إليها إلى تجنب استخدام الوقود الأحفوري، فهم على قناعة تامة بأن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو أعلى مما ينبغي، وهناك أيضا الكثير من الموارد والطاقات المهدورة.
خضروات وأعشاب للجميع
لا يعيش في فيتسنهاوزن سوى 15 ألف نسمة فقط-وفيهم ما يقرب من ألف طالب جامعي يدرسون "الزراعة الايكولوجية" في فرع جامعة كاسل في البلدة. ولكنهم أكثر من مجرد شباب مثاليين تجمعوا للقيام بنزهة. هنا يجلس أيضا متقاعدون كان يمكن لهم أن يقضوا فترة تقاعدهم باسترخاء على مقعد مريح في الحديقة. شارك هانز شبينه على مدى سنوات في الاحتجاجات ضد محطات الطاقة النووية ووسائل نقل النفايات النووية، وكان ستيفان فولنر دائما بجانبه وهو كان ناشطا في حركة السلام، وقد تظاهر في الثمانينيات ضد الصواريخ والتسلح. أما الآن فهما ينشطان في مجال "المدن المتحولة".
"لا أريد أن أعيش كطفيلي"
بين التعاطف والتحفظات
من يسأل عن هذا المشروع في السوق يلاحظ الكثير من التعاطف، ولكن هناك أيضا بعض التحفظات أو كما يعبر البائع في محل الألعاب والهدايا التذكارية بأن النشطاء في الحركة يعكسون " فوضى جميلة "، ويصف هانز بأنه كثير الكلام بعض الشئ. رد الفعل هذا لا يبدو سيئا، ولكنه ينم عن التشكك، أما أمين الأرشيف على الرصيف المقابل، فيرى أن ما يقوم به الناشطون، بعيدا جدا عن الواقع. ولكنه يضيف، أن البلدة اكتسبت شهرة عبر نشاطهم هذا، وذلك أمر جميل، من وجهة نظره.
خاض هانز الانتخابات البلدية الأخيرة وحصل على سبعة في المئة – منذ البداية ودون التحضير للحملات الانتخابية. وكان ذلك الفوز بمثابة التأكيد بالنسبة له، بأن حركته وأهدافها تلقى قبولا متزايدا ورواجا أكثر مع مرور الوقت.
إرسال تعليق Blogger Facebook