الإجابة على هذا السؤال تقود الكثيرين إلى تلك الصورة التي تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة، صورة المعالج بالطاقة الذي يلمس بيديه العضو المريض فيشفى على الفور، المعالج الذي يحتوي جسمه على طاقة عجيبة غريبة تنطلق بالملامسة إلى جسم المريض فتدب فيه الحياة والصحة، وهي الصور والمشاهد التي أثارت كثيرا من الجدل وتعرضت لهجوم ساحق من الأطباء والعلماء، وتراوحت الاتهامات الموجهة لأبطالها بين الدجل والنصب وبين الاحتيال والغش التجاري الطبي ... فهل هذا هو المقصود بطب الطاقة الحيوية ؟.....
الإجابة على هذا التساؤل هي النفي القاطع طبعا ، فطب الطاقة الحيوية تخصص طبي قديم & جديد، يمارسه أطباء متخصصون في الطب البشري دارسون لعلومه عارفون بأسراره ....
الطاقة الكامنة:
تى نفهم آلية وفكرة العلاج باستخدام تقنيات الطاقة الحيوية، لابد أن نعرف أولا ما هو المقصود بالطاقة الحيوية، وكيف يمكن أن نستفيد منها في إطلاق قدرات الشفاء الذاتي والانتصار على اخطر أمراض العصر بأقل قدر ممكن من المعاناة والمتاعب.
الطاقة الحيوية باختصار شديد، هي هبة من الله ، هي سر الحياة، وهي معيار الصحة والمرض، فكل إنسان يولد بميراث من الطاقة، وعلى امتداد عمره يستطيع أن يستثمر طاقته الحيوية الطبيعية في المحافظة على صحته وحماية جسمه من الأمراض، وقد يتسبب أيضا في إهدار طاقته الحيوية وإضعاف تأثيرها.
الخلل بداية المرض:
والمرض ـ أي مرض ـ هو في بدايته خلل في الطاقة الحيوية، وإذا لم يتم تدارك هذا الخلل في وقت مبكر يتحول إلى خلل كيمائي، يؤدي بدوره إلى خلل وظيفي، ومن ثم يظهر المرض في صورته الإكلينيكية أو السريريه المعروفة
وعادة ما يكون ظهور المرض أو أعراضه متركزا في اضعف منطقة طاقة في الجسم، فإذا كانت اضعف منطقة طاقة في الجسم هي الكبد أصبح هذا العضو المهم من أعضاء الجسم معرضا للمرض، فتتمكن منه على سبيل المثال الفيروسات الكبدية متى ما توفرت وسيلة العدوى بأي منها، وهكذا يصاب أشخاص بأمراض القلب وآخرون بأمراض الكلى وغيرهم بأمراض الجهاز الهضمي.
وأيضا إذا لم تتم إعادة التوازن إلى الطاقة الحيوية في أجزاء الجسم المختلفة، يستمر ظهور أعراض هذا الخلل تباعا، وتزداد مضاعفات المرض، وهو ما نلاحظه عادة على شكل تتابع ظهور المضاعفات في معظم الأمراض بعد التشخيص المبدئي لها وحتى بعد بداية العلاج باستخدام الأدوية الكيميائية، فنحن كثيرا ما نلاحظ أن حالة بعض المرضى تزداد سوءا برغم البدء في تناول العلاج الموصوف لهم، لان العلاج لا يتعامل مع أساس المشكلة أو مع الخلل في الطاقة الحيوية .
أسباب اختلال الطاقة:
في الواقع أسباب اختلال الطاقة الحيوية في الجسم كثيرة ويمكن بشكل عام تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية، الأولى تشمل الأسباب الخارجية، والثانية تشمل العوامل الداخلية، والثالثة تشمل البكتريا والطفيليات والفطريات والفيروسات أو ما يعرف بالأحياء الدقيقة، والمشكلة أننا نتحدث دائما عن العوامل والأسباب الخارجية ونركز عليها ونتجاهل العوامل الداخلية الأكثر أهمية.
وتشمل العوامل الخارجية كل ما يتعلق بالبيئة ومشاكلها، هناك تلوث الهواء بالعوادم الصناعية، وتلوث الماء والتربة بالمخلفات الصناعية، هناك المبيدات والكيماويات، هناك المجالات الكهرومغناطيسية التي أصبحت تحيط بنا والتي أصبحنا نتعرض لها باختيارنا، وليس أدل على ذلك من الاستخدامات غير الرشيدة للهواتف المحمولة وأجهزة أفران الميكروويف وأجهزة التليفزيون والسيشوار والموبايل وصولا إلى المحولات الكهربائية وكابلات الضغط العالي وغيرها الكثير، وكما أشرنا من قبل فأن هذه النوعية من المؤثرات البيئية تحظى بالاهتمام الإعلامي رغم صعوبة مواجهتها أو التغلب عليها.
مرحلة التدمير الذاتي:
وفي المقابل لا أحد يهتم بما هو أهم وأدق واخطر، وهي الأسباب المتعلقة بالبيئة الداخلية لجسم الإنسان، والتي يتم تدميرها بالسلوكيات المهلكة والمسرفة في التغذية على وجه الخصوص، الحقيقة المؤلمة والغريبة أيضا هي أن الغذاء أصبح الآن عبئا كبيرا على جميع أجهزة الجسم، سواء من حيث الهضم أو الامتصاص أو التمثيل الغذائي، ثم محاولة الجسم التخلص من الفضلات والسموم الناتجة عن كل هذه العمليات الحيوية.
الكثيرون يعتقدون أن أضرار التغذية الخاطئة سواء الناجمة عن تناول كميات من الطعام تزيد على الحاجة أو عن تناول طعام غير صحي، تقتصر على البدانة وأمراض تصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول في الدم، ولكن الحقيقة اخطر من ذلك بكثير ، فالسموم الناتجة عن التمثيل الغذائي تساهم في تدمير جميع أجهزة الجسم ببطء وتساعد على إعطاب قدرات الشفاء الذاتي وتقلل من الاستجابة العلاجية.
العامل الثالث من عوامل تدمير الطاقة الحيوية الطبيعية في خلايا الجسم هو الإصابة بالميكروبات المختلفة، البكتريا، الطفيليات، الفطريات، والفيروسات، والتي تنتشر في كل الأجواء المحيطة بنا، في الهواء والماء والتربة والغذاء، والتي تتسرب إلى أجسامنا بطرق شتى.
التلوث: العدو الأول الإنسان
التلوث إذن هو سر شقاء الإنسان وجميع الكائنات الحية على الأرض، التلوث الخارجي البيئي، التلوث الداخلي الغذائي، الميكروبات والأحياء الدقيقة، التلوث بالمواد الكيمائية والمبيدات أو المذيبات العضوية مثل الزيلين والتولوين، التي انتشرت حولنا في كل شيء يحيط بنا، سواء أغذية أو مشروبات معلبة أو منظفات صناعية أو شامبوهات أو مستحضرات تجميل أو وسائل الدهانات وغيرها الكثير.
كل هذه الملوثات غيرت من طبيعة ومسيرة الطاقة في خلايانا ومن ثم من طريقة تعاملها مع مسببات المرض وعلى رأسها الأحياء الدقيقة وغيرت من سلوك الميكروبات داخل أجسامنا، فتغيرت مسارات هذه الميكروبات إلى أعضاء لم تكن تستطيع أن تصل إليها لولا مساعدة التسمم المستمر بالمذيبات العضوية، وأدى ذلك بدوره إلى تغيير طبيعة الإصابة الميكروبية ونوعية المضاعفات وبدأت تظهر صور مرضية غير مألوفة، وهذا هو السبب في ظهور أطوار مرضية مختلفة لم تكن معروفة من قبل وتقاوم العلاج بالأساليب المتعارف عليها.
ولهذا فإن طب الطاقة الحيوية يهدف بشكل أساسي إلى إعادة التوازن لطاقة الخلايا من خلال تخليص الجسم من السموم المتراكمة، وهذا من شأنه علاج الأمراض الناتجة بشكل مباشر عن هذا التسمم، وزيادة فاعلية علاج الأمراض الأخرى، وإعادة الحيوية والنشاط إلى جميع أجهزة الجسم، ويتم ذلك عن طريق إتباع حمية غذائية معينة مع استخدام مستحضرات طبيعية خاصة تساعد على تخليص الجسم من السموم الفتاكة التي تتراكم على امتداد سنوات العمر .......
إعداد: ماجدة تامر
إرسال تعليق Blogger Facebook