احبابنا في الله.... موضوعنا الذي اثرناه من فترة عن تزييف التاريخ كأهم عامل للسيطرة على الشعوب ما زلنا سنواصله معا في اجزاء متعددة...وكنت من فترة قد نشرت مختصر عن الهدف من حرق جميع المكتبات القديمة عبر التاريخ... واواصل في موضوعي تدمير السجلات والادلة التي وثقتها الحضارات القديمة عن علومها وثقافتها وآدابها وأصولها.... وبهذا يسهل تزييف الاحداث وسرقة اصول العلوم ومدى تطورها.. بل حتى سرقة اصول هذه الحضارات نفسها...
كان تدمير السجلات المطبوعة والمخطوطات القديمة أعظم بكثير مما هو متوقع... فمكتبة الإسكندرية الأولى احتوت يوماً على مليون مخطوط يتضمن مواضيع عن العلوم والفلسفة وأسرار العالم القديم (متضمنة أيضاً فهرس كامل للمؤلفين في 120 نسخة مع سيرة ذاتية مختصرة لكل مؤلف) ...وفي إحدى أحداث التخريب المقصود، دمر يوليوس قيصر 700000 مخطوطة نادرة في هذه المكتبة!!!!!.... هل تعلم أن مكتبة الإسكندرية استخدمت في إحدى الفترات كمصدر للوقود لـ 400 حمام عام من حمامات المدينة حيث استمرّ حرق الكتب لمدة ستة أشهر؟؟؟؟؟ هل تستطيع تصور تلك الجريمة!!!! وهذا الدمار الكلي طال أوراق البردي في مكتبة ممفيس Memphisأيضاً؟؟؟؟
هل تعلم.. او تتخيل... أنه لم يصل إلينا من الأدب اليوناني والروماني سوى أقل من واحد بالمائة؟؟؟؟؟ ربما لهذا السبب لازلنا جاهلين عن ما كان يجري بالضبط في العالم القديم.... نحن لسنا على إطلاع بتراثنا الإنساني القديم...ولم يعد باستطاعتنا... يقول الباحث أندرو توماس Andrew Tomasبأنه علينا أن نعتمد على الأجزاء غير المترابطة والعبارات والمقاطع الهزيلة في سبيل بناء صورة عن الماضي....
إن ماضينا البعيد هو عبارة عن فراغ مملوء عشوائيا بلوحات تذكارية وتماثيل ورسومات وعدة أدوات ومصنوعات أثرية معظمها سخيفة.. ولا تبرر المنهج المنطقي لشواهد تلك الحضارات... لو أن مكتبة الاسكندرية صمدت حتى اليوم، لكان التاريخ العلمي مختلفاً تماماً، ولكنا تعرفنا على عظمة أسلافنا القدماء ورقيهم.... وإليكم بعض الأحداث الموثّقة التي ذكرتها السجلات التاريخية التي تروي تفاصيل مملّة عن المجازر التي تعرّضت لها المكتبات لتعلموا حجم الجريمة المنظمة:
ـ في عام 335 ق.م أحرق الإسكندر الأكبر مكتبة برسيبولس، ويقال أنه كان فيها عشرة آلاف مخطوط...
ـ في عام 270 ق.م ، قام الإمبراطور الصيني " تسي شن هوانغ " بإحراق جميع الكتب العلمية والتاريخيّة الصينيّة، ويقال أنّ عددها كان مئة ألف مخطوط؟؟؟؟
ـ وفي الصين أيضاً، نشر الإمبراطور شي هوانغ تي إعلاناً عام 213 ق .م. يقضي بتدمير عددا لا يحصى من الكتب.
ـ وقد دمرت مكتبة قرطاج والتي كانت تضم 500.000 مخطوط بنار أشعلها الرومان مدة سبع عشر يوما وذلك في عام 146 ق.م وهذا ما حصل كذلك لمكتبة بيرغاموس Pergamos في آسيا الصغرى والتي تحتوي على 200000 نسخة.
ـ في عام 48 ق.م، أحرقت جميع الكتب الملحقة بمعبد أبولو في اليونان...
ـ في عام 48 ق.م، قام يوليوس قيصر بإحراق مكتبة الإسكندريّة.
ـ وفي مدينة أوتن الفرنسية Autun، طمست العديد من المخطوطات المذهلة في مجالات الفلسفة والطب وعلم الفلك وعلوم أخرى وذلك على يد يوليوس قيصر. هذا ولم تنجوا أية مخطوطة منها.
ـ في السنة الأولى بعد الميلاد، أحرق الإمبراطور الروماني أغسطس كل الكتب الغريبة على الرومانيين، ومصدرها الهند والتبت ومصر الفرعونية، وكان عددها ألفي كتاب؟؟؟؟؟
ـ في سنة 54م، أمر القدّيس بولس بإحراق جميع الكتب الموجودة في مدينة افسوس.
ـ في سنة 296م، أمر الإمبراطور دقليانوس بحرق جميع الكتب والمخطوطات الإغريقيّة والفرعونيّة الموجودة في البلاد.
ـ في نهاية القرن الثالث، احرقت مكتبات افسوس مرة ثانية، والتي احتوت على الآلاف من الكتب والمراجع النّادرة.
ـ في عام 389م، أحرق الإمبراطور تيودوسيوس جميع المكتبات المعروفة في عصره، وكانت أعدادها هائلة جداً.
ـ في العام 490م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثانية؟؟؟؟
ـ في عام 510م، هاجمت الجماهير مكتبة روما وأتلفوا كل ما احتوته من كتب ومخطوطات مهمّة تعد بعشرات الآلاف.
ـ في عام 641م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثالثة.
ـ في عام 728م ، أحرق ليون ايزوري مكتبة بيزنطة، وكان فيها ما يزيد على نصف مليون كتاب.
ـ في عام 789م، أحرق الملك شارلمان جميع المخطوطات والمراجع الوثنيّة المضادة للكنيسة.
ـ وقد دمر القسم الأكبر من الأدب الأوروبي الكلاسيكي بسبب التدمير المنظم من قبل الكنيسة البابوية في سبيل القضاء على الوثنية.... طالت هذه العملية جميع أنحاء أوروبا... والشيء المفاجئ هو نجاة كتابات هوميروس رغم إتلاف مجموعة معروفة لبيزيسترتوس في أثينا بنفس الوقت، وذلك في القرن السادس؟؟؟؟
ـ أحرق ليو إزاروس Leo isaurusفي القرن الثامن 300000 كتاب في القسطنطينية.
ـ وفي عام 1221م، أحرق هولاكو مكتبات العراق.
ـ في القرن الثالث عشر كان الكهنة قد انتهوا من إحراق كل المكتبات في جميع أنحاء أوروبا.
ـ في القرن الرابع عشر، قامت محاكم التفتيش بحرق جميع الكتب والمراجع خوفاً من تأثيرها السلبي على الشعب.
ـ في القرن السادس عشر، قام الأرشيدوق "دييغو دي لاندا" بحرق كل مكتبات المكسيك القديمة.
ـ بحث الغزاة الأسبان عن كل الآداب المتعلقة بحضارة المايا وقاموا بتدميرها دماراً كاملاً بصفتها علوم وثنية (باستثناء أربع وثائق فقط! موجودة الآن في متاحف أوروبية). وقد تحدث الكثير من الشهود عن الصرخات المعذبة التي أطلقها علماء المايا خلال رؤيتهم أعمالهم وأعمال أسلافهم تحترق أمام أعينهم وتتتطاير مع اللهب مما أدى إلى انتحار البعض منهم.
ـ في عام 1566م، أمر نائب ملك البيرو، كان اسمه "فرانشيسكو الطليدي"، بحرق كل الرسوم والنقوش الموجودة على اللّوحات وجدران المعابد القديمة، والتي تحدثت جميعها عن حضارات أمريكا الجنوبية التي لازالت غامضة حتى الآن.
ـ أقر مجلس ليما في العام 1583م، بحرق الحبال المعقودة quipasالتي كتب شعب الإنكا تاريخهم وتاريخ أسلافهم عليها!.... يا لها من مذبحة..! فقدت فيها أعظم مخازن المعرفة في العالم القديم.. وإلى الأبد..
ـ في القرن الثامن عشر، هبط الكاهن سيكار إلى مصر، وراح يجوب البلاد ويشتري المخطوطات النادرة من الأهالي ثم يحرقها! بقصد القضاء تماماً على العلوم الوثنية المعادية للدين.
ـ في عام 1790م، قامت محاكم التفتيش بإحراق جميع أعمال العبقري البرتغالي "جيسماو" الذي توصل إلى صنع أول طائرة في التّاريخ الإنساني المكتوب؟؟؟؟؟... بالإضافة إلى علوم الكيمياء الغريبة التي أبدع بها.
ـ في الحروب النابليونيّة، تم تدمير أو نهب الكثير من المكتبات الكبيرة في أوروبا.
ـ في الحرب العالمية الأولى، دمرت مكتبات أو حرقت أو نهبت على مستوى اوروبا.
ـ الحرب العالمية الثانية، تم تدمير مكتبات كثيرة تحتوي على مخطوطات ومراجع نادرة لا يمكن استعاضتها أبداً. وفقد الإنسان علوم كثيرة تم التوصل إليها حديثاً، لكنّها اختفت من الذاكرة الإنسانية بعد هذا التاريخ.. و ربما إلى الأبد.
يجب أن نتذكر أمراً مهماً هو أنَّ كلَّ معركة، كلّ غزوة، كلّ ثورة أو انقلاب جماهيري عبر التاريخ الإنساني الطويل، لا بدّ من أن يتمّ فيها حرق وتدمير ونهب الكتب والمراجع والمخطوطات والتّماثيل والرّسومات والنّقوش وغيرها من أشياء تمثّل فكر معيّن شاء القدر أنء يمحوه تماماً من الوجود....
يمكننا تكوين فكرة بسيطة عن مدى التدمير الذي كان يجري في الماضي للثقافات، من خلال الاقتباس المُختصر المأخوذ من كتاب "بصمات الآلهة"Fingerprints of the Gods للكاتب "غراهام هانكوك"Graham Hancock خلال تصويره لما كان يجري للثقافات المحلية في أمريكا اللاتينية بعد الفتح الأسباني للبلاد.... يقول "هانكوك" في الفصل 13 من كتابه (واصفاً موقع شولولا التاريخي في المكسيك):
".. الماضي، رغم أنه غالباً ما يكون جافاً ومغبراً، نادراً ما يكون أبكماً... فأحياناً يمكنه الكلام بعاطفة وشغف. يبدو لي بأنه يفعل ذلك هنا في هذا الموقع، حيث شهد على عملية التذليل النفسي والجسدي الذي عانته الشعوب المحلية في المكسيك عندما قام الفاتح الأسباني هيرناندو كورتيز بقلع ثقافة كاملة من جذورها كما يقطف عابر سبيل زهرة عباد الشمس..
.. في شولولا، التي كانت مركزاً للحجّ وعدد سكانها يفوق 100.000 نسمة في فترة الغزو، لا بدّ من الأمر تطلّب الكثير من القمع والإذلال من أجل النجاح في مسح الثقافة المزدهرة التي شهدتها في تلك الفترة... فما كان أفضل من إذلال معبد كويتزالكوتل Quetzalcoatl، أجمل جبل صناعي شيّده الإنسان، حيث تم تحطيم وانتهاك قدسية المعبد الذي وقف يوماً على قمة هرم مدرّج عملاق، واستبداله بكنيسة..
.. كان كورتيز وأتباعه قليلو العدد بالمقارنة مع الشولوليين. عندما دخل مع فرقته العسكرية إلى المدينة، لم يدركوا مدى الحظ الذي كان يحالفهم. لقد ظنّ السكان المحليون بأن النبوءة قد تحققت!!!! فالأسبان، ذوات البشرة البيضاء، والذين كانوا يرتدون دروع معدنية براقة، مثّلوا بالنسبة للمحليين عودة النبي كويتزالكوتل وأتباعه من عبر البحار الشرقية..
.. بسبب هذا التوقّع المُنتظر، ما كان على الشولوليين الساذجين والواثقين سوى السماح للأسبان بأن يصعدوا المدرج المؤدّي إلى الفناء الشاسع التابع للمعبد القابع في قمة الهرم العظيم. وراحت مجموعات من الفتيات المزيّنة تستقبلهم بالرقص والغناء والعزف على آلات موسيقية متنوعة، بينما راح الخدم يتقدمون نحوهم ويقدمون لهم أطباق مُعرّمة من الخبز واللحم المطبوخ بطريقة تليق بالملوك.".
اسباب تجاهل هذه النظرية في زمننا هذا....هناك اسباب كثيرة تجعل الكثير يصرفون النظر عن حقيقة تطور القدماء و الحضارات السابقة...
1 ـ معظم الآثار المادية قد أزيلت وتلاشت وطمرت
تقبع العديد من المدن القديمة اليوم تحت مستوى الأرض ومعظمها مغطى برمال الصحراء وابتلعتها أحراش كثيفة بينما لا تزال بعضها سالمة على عمق ميل تحت جليد القطب الجنوبي... ومن جهة أخرى فالآثار المكشوفة يمكن لها أن تختفي بسرعة كبيرة... خذ على سبيل المثال آثار تياهواناكو في بوليفيا التي عمرها 4000 عام، فحتى القرن السادس عشر كان معروف أنه لا تزال هناك جدران ضخمة ذات مسامير هائلة من الفضة في المبنى الحجري بالإضافة إلى تماثيل الرجال والنساء المتخذة آلاف الوضعيات. وحتى في القرن الماضي كان المسافرين يذكرون هذه التماثيل في مذكراتهم ويعبرون عن إعجابهم بالأعمدة الجليلة وحتى أنهم رسموها وصنعوا مخططا للوقع بأكمله. أما اليوم فليس ثمة أي أثر لما ذكره الرحالة في القرن الماضي!!! فقد سلبها الأسبان، والحكومة البوليفية مؤخراً، واستخدموها كمواد أولية للبناء. وقد أتلفت العديد من النسخ طبق الأصل للأجهزة والآلات القديمة على يد الفاتحون الأسبان في القرون الماضية .. حيث قاموا بصهر كل القطع والمصنوعات الذهبية التي وجدوها في وسط وجنوب أمريكا. أما حجم الدمار الذي سببه الفتح الأسباني على مر العصور، فلا يمكن إحصاء ضخامته!..
2 ـ حتى إن صمدت بعض الآثار والبقايا، لكن الكثير منها لا زال يمثل لغزاً
لا تزال الكتابات في جزيرة إيستر Easter Island واللوائح في موهنجوـ دارو في الباكستان ومخطوطات المايا، وبرديات الفلك والرياضيات ..وبطارية بغداد...غامضة وغير مفهومة... ستبقى الكثير من الاكتشافات غير مجهولة المغزى.. ربما إلى الأبد... وليس هنالك أية نقوش ومخطوطات تنتظرنا في تيهواناكو وماشوبيشو، فجميعها أزيلت ودمّرت. وهناك العديد من آثار المتاحف وأقبيتها لا يمكن فهم واستيعاب دلالاتها. لكن إعادة النظر والمراجعة المنظمة للقطع الأثرية المصنفة كقطع فنية، وأدوات عبادة، وقطع مجهولة الهوية، ستنتج عن ذلك استخلاص الكثير من المعلومات القيّمة، وكذلك الحال مع إعادة البحث المنتظم في أقبية المتاحف.
من المعروف جيداً أن من عادة المتاحف طمس وإخفاء المواضيع التي لا تتوافق مع النظريات السائدة في العالم الأكاديمي الرسمي, والتي لا تبدو جميلة عند الناظر أليها. أما أقبية معهد سمثوسونيان ومتحف سنت جيرمان لاي لأثار ما قبل التاريخ Germain-en-Laye، مليئة بصناديق تحتوي على قطع وعناصر غامضة لا يدرسها أحد. هل يعقل أن الكثير من القطع التي اكتشفناها لها غايات لم نفهمها ونستوعبها بعد؟؟؟ ربما وصل القدماء إلى ما توصلنا إليه لكن قد يكون تقدم من نوع آخر .. ونتائج مشابهة لنتائجنا لكن بعمليات ووسائل مختلفة تماماً ( التكنولوجيا الألمانية مثلاً , برزت وتشعبت على نحو هائل قياسا بدول أخرى وذلك خلال 12 عام فقط! أي من عام 1933 حتى عام1945، حيث كانت ألمانيا معزولة بشكل كبير عن باقي العالم). وبطريقة أخرى نقول, ربما لا نستطيع فهم واستيعاب المغزى الحقيقي من القطع الأثرية المكتشفة لأنها بكل بساطة أكثر تقدماً من تقنيتنا الحالية. هل هذا ممكن؟
هناك حقيقة معروفة تقول انه كلما تقدمت التكنولوجيا وتطوّرت فإن وسائلها ومعدّاتها لا تصبح أكثر تعقيدا بل تصبح مبسطة (خذ على سبيل المثال الدوائر الإلكترونية المطبوعة وأشكال وأحجام رقاقات السيليكون) إن معدات كهذه لا يمكن أن تدرك من قبل حضارة ذات معرفة متواضعة. ففي الحقيقة، إننا قد ننظر إلى الأشياء، ويمكن أن تثيرنا، لكن دون أن ندرك حقيقتها والمغزى من صناعتها. ومن كان يتوقع أن قطع أثرية موجودة في متحف بغداد والمصنفة لفترة طويلة تحت اسم "مواد شعائر دينية"هي في الحقيقة عبارة عن بطاريات لتوليد الطاقة الكهربائية؟!!!!
3 ـ آثار أخرى لا تزال تنتظر الاكتشاف
هنا تكمن فكرة معذبة ومخيّبة للآمال! فبعض المستندات المهمة والموثقة مقفل عليها بأمان وربما لن نراها أبداً! إن هذه الكنوز المعرفية المحرّمة مخفية في أربع أماكن مختلفة هي:
ـ مدافن تحت البوتالا في لهاسا في التيبت
ـ أقبية في مكتبة الفاتيكان والتي ممنوع الوصول إليها حتى على البابا نفسه
ـ المغرب، والتي عارض الزعماء الروحيون بشراسة فكرة جعلها عامة
ـ مكان سري معروف لبعض المعلمين الأوائل ( يعتقد أنه موجود في اسبانيا)
- مخطوطات ووثائق هامة في حجيرات خاصة تحت الهرم الاكبر اشار له هيرودوت..
لكن هذا ليس كل شيء، لا بد أن هنالك العديد من المدن الغير مكتشفة بعد... قد تظن بأن هذا شيء مبالغ فيه أليس كذلك؟ قد تصدق بوجود موقع وموقعين أثريين لم يتم اكتشافهما بعد، لكن العديد من المدن المفقودة؟... فثمة العديد من المناطق الغير مكتشفة والمتروكة والمهملة، وهنالك العديد من الأشياء التي تحصل في مناطق متعددة من العالم ولا يسمع بها أحد.
فهناك مناطق غير مكتشفة حتى الآن في جنوب ووسط أمريكا, نيوغينيا, وآسيا وأستراليا وغيرها. رغم أن الأوربيون قد عاشوا وعملوا في الهند لعدة قرون, بنوا خلالها الجسور ومدوا السكك الحديدية وبنوا مدنا جديدة متحضرة, إلا أن الغابات نادرا ما اكتشفت. وهنالك العديد من القرى البعيدة والتي لم ترى رجلا أبيضاً قط. وفي صحراء أستراليا الوسطى التي تبدو عذراء تماماً، اكتشفت آثارا لحضارة غير معروفة، وكان ذلك بالصدفة حيث كانوا يقيمون اختباراً ذرياً في المنطقة.
جميع الآثار القديمة حول العالم تتحدث عن قصة مخالفة لما نتعلمه الآن. جميعها تقول بأنه في فترة ما قبل 5000 عام (حيث كان من المفروض أن أسلافنا يقطنون الكهوف ويعيشون في مستوطنات بدائية) سادت ثقافة متقدمة ذات مستوى عالي في كل أرجاء العالم، من سيبيريا إلى القطب المتجمد الجنوبي ومن جرين لاندا إلى إفريقيا... بل اكثر من هذا.. فقد اكتشفت حضارات تمتد ل 15 الف عام قبل التاريخ تقبع تحت المحيطات... لقد زال هذا العالم الخارق بشكل كامل لدرجة أننا اعتقدنا بأنه لم يكن موجود أساساً. لكن الغريب في الأمر هو أن رغم الإزالة الكاملة لهذه الحضارات، إلا أن آلاف الأجزاء والقطع قد نجت من هذا الزوال. مثل بقية من الرقع المكتوبة والموروثات الشعبية، والأساطير والملاحم الأدبية والآثار المادية والملموسة. جميعها تشير إلى هذا العالم الغامض العجيب المذهل والسحيق في القدم...
4-لم يثبت وجود انسان الكهف المتوحش
الانسان الذي يقولون عنه بدائي و سكن الكهوف هم في الحقيقة جماعات ناجية من كارثة انسانية حدثت على الارض
هل تعلم أن علماء الآثار أعادوا النظر مؤخراً حول جميع الحقائق المتعلقة بسكان الكهوف الأوائل، حيث لم يجدوا شيئاً يشير إلى إنسان متوحّش، بل وجدوا إنسان متمدّن جداً؟! هذا ما توصل إليه المؤتمر الأخير لعلماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان). لكن هل يمكن لهذه النتيجة أن تنشر وتدرّس رسمياً؟.. لا أعتقد ذلك...
والآن، دعونا نتعلم شيئاً عن رجل الكهف هذا، حيث هناك إثباتات كثيرة تشير إلى سلوكه المتحضّر. ففي لازاريتو جروتوس Lazzaretto Grottoes بالقرب من نيس في فرنسا، حيث وجدت في إحدى الكهوف قطعة عظمية تعود لغزال صغير، هي عبارة عن مقبض مصنوع بمهارة كبيرة، إنّها موس حلاقة تعود إلى ما قبل التّاريخ! هذا دليل على أناس يدركون خلفيتهم المتحضّرة جيداً، ومجبرين على استخدام كلّ مهاراتهم التّقنية المتقدمة في بيئة بدائية ومتوحّشة. أناس كانوا في فترة من الفترات على اتصال بأشخاص آخرين متحضرين، ولكنهّم بعد ذلك أصبحوا مقيّدين ومجبرين على استخدام المعدّات الأوّلية من أجل البقاء...
القصّة هي نفسها على الجانب الآخر من العالم. ففي جبال سوبيس Subis Mountains في غرب بورنيو، تمّ الكشف عن شبكة من ألمغارات تحتوي على كهوفاً ضخمة ومبنيّة على شكل صالات واسعة مزيّنة بمنتهى الجمال والدقّة. هذا دليل إضافيّ على الخلفيّة الحضاريّة. لاحظ تشارلز بيرليتزCharles Berlitz أنّ كثيراً من التّحف والمصنوعات الموجودة هناك توحي باهتمام إنسان الكهف بالمراسم والفن والزّخارف، "كما لو أنّهم كانوا يحاولون مزج الفنّ الراقي الذي كان مألوفاً لديهم سابقاً بتقنية تناسب حالتهم الحالية حيث الصراع للبقاء". ما الذي يثبت حقيقة أن إنسان الكهف لم يكن عبارة عن كائن متوحش يتقدم تدريجياً في عملية التطوّر؟.. الجواب هو: "لقد أخبرونا بأنفسهم"... وهذا ما يمكن استخلاصه من فنونهم. فهي تشير إلى أنّ خلفيتهم كانت بنفس المستوى المتقدم الذي تتصف به خلفيتنا الحضارية اليوم.
نوعيّة الفن التي استخدمها إنسان الكهف الأوّل
هناك ستة نقاط وجب ملاحظتها:
1 – رسومات الحيوانات على الصّخور في الكهوف في ألتاميرا Altamira، لاسكوس Lascaux، ريباداسيلا Ribadasella ، وغيرها هي عبارة عن روائع فنّية مهما كانت الفترة الزمنيّة. الواقعية والجمال لهذه الرّسومات تكشف عن موهبة فنيّة متطوّرة هي أرقى بكثير من رسومات الحيوانات في بابل واليونان مثلا....
2 – تعتبر الرّسومات في كهف ألتاميرا (بالقرب من سان تاندر، إسبانيا) من النّاحية الجمالية، هي بنفس جودة الرّسومات الحديثة.
3 – تشهد الرّسومات في كلّ من الجزائر، وليبيا، ولاسكوس على الحضارة المتقدّمة التي استخدمت الرّسم المنظوريّ والشّكل الحر، وهذا يعتبر فنّ متطوّر جداً. فالرّسم المنظوريّ لم يستخدم حتى القرن الخامس عشر الميلادي.
4 – واتّبعت رسومات الكهوف طريقة منظّمة في التّرتيب الرّمزي، بحيث هي منتشرة في كافة أرجاء أوربا الغربية؟ كانت الكهوف المزخرفة تقسّم تبعاً لما يبدو أنها أنظمة ميتافيزيقية لازلنا نجهلها.
5 – ليس هذا فحسب، بل إنّ رّسومات الكهوف – بالنّسبة لمواضيعها - لها نمط موحّد شائع في جميع أنحاء العالم. وكأنّها جاءت من مدرسة واحدة.
6 – الكهوف الرّائعة في مونتيناك، في لاسكوس Montignac-Lascaux (والتي أُقفلت الآن أمام العموم) سمّيت بـ "سيستين شابل" لعصور ما قبل التّاريخ Sistine Chapel of prehistory بسبب جمال رسوماتها. (سيستين شابل هي القاعة الرئيسية في الفاتيكان ومرسوم على سقفها لوحة مايكل أنجيلو المشهورة)....
أشار روبير تشاروRobert Charroux إلى أنّ تصنيع أقلام من أكسيدالحديد أو المنغنيز المستخدم في الرّسم يتطلّب تقنية معقّدة ومتطوّرة. وهذا يجعلنا نستنتج السؤال التالي: هل تعتقد أنّ هؤلاء الناس كانواأغبياء عاجزين عن تركيب حجرين فوق بعضهما لبناء حائط؟... كانت ثقافتهم الفنيّة أكثر تطوّراً بالمقارنة مع مستواهم الفكري الذي وصفه العلم الرسمي... يبدو هذا غريباً، أليس كذلك؟ ولكن لاحظوا الحقائق التالية:
1 – لم يعش فنانو لاسكوس في كهوفهم ولكنّهم حوّلوها إلى معارض للفنون. هل تعلمون كيف تمكّنوا من رسم هذه الصّور على ارتفاع 12 قدماً عن الأرض؟.. الجواب هو أنّهم استخدموا منصّة، والفتحات في الصخور، حيث وضعوا العوارض من أجل تثبيت الأخشاب، وهي ما تزال هناك. والآن، إنّ المنصّة لا يمكن أن تسبق معرفة البناء، إنّها تنتج عن تطوّر صناعة البناء. ولذلك يمكننا الجزم هنا بأنّ إنسان الكهف عرف كيف يبني المنازل.
2 – وماذا نفعل بشأن فرن من العصر الحجريّ عثر عليه في نوايّيل، في فرنسا؟! كان مبنياً من حجارة على شكل طوب ومثبّت بالإسمنت؟؟؟؟
3 – في تشارو Charrouxوالتي تعتبر مركزاً كبيراً لمعدّات ما قبل التّاريخ، يمكنك حتى الآن إيجاد فؤوس حجريّة، هناك كهوف عمقها 3 أميال، ولم تجد الحفريّات الأثرية أي دليل على أنّها كانت مسكونة من قبل.
4 – في تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا، اكتشفت منازل تعود إلى العصر الحجريّ. تكشف عن تقنيات بناء معقّدة وإلمام كبير في مجال الرّياضيّات والهندسة.
إذاً، يمكننا استنتاج أنّ إنسان الكهف لم يعش في الكهوف (ما عدا في حالات نادرة كما هي ظاهرة اليوم). معظم مواقع الأدوات الحجريّة (وتشمل الموقع الأكبر في العالم وهو على مساحة 10 آلاف هكتار) لم تكن بمكان قرب الكهوف. لقد عاش إنسان الكهف في منازل.
ملابس إنسان الكهف المتطوّرة
1 – تصوّر رسومات إنسان ما قبل التّاريخ في صحراء كلاهاري – جنوب غرب أفريقيا، رجالاً ذوي بشرة فاتحة في ملابس ضيّقة. ورجالاً لهم لحى شقراء وشعر مصفّف يرتدون أحذية وسراويل أنيقة، قمصان مزخرشة بالألوان، ومعاطف وقفّازات. بينما ترتدي المرأة كنزة صوفيّة قصيرة ذات أكمام، وسروالاً قصيراً، وجوارب لها أربطة وخفّ.
2 – تم اكتشاف حجارة منقوشة من (العصر الحجري) في كهف في لوساك – فرنسا، تبيّن أناساً بمظهر حديث بوضعيّات طبيعيّة يرتدون أثواباً وأحزمة وأحذية ومعاطف وقبّعات. وامرأة شابة ترتدي بنطالاً وبذلة ومعطفاً قصيراً له أكمام، وزوجاً من الأحذية، وقبّعة مزخرفة تميل فوق أذنها اليمنى إلى الكتف. وفي حضنها شيء مربع ومسطّح له لسان مطويّ إلى الأمام، يشبه المحفظة الحديثة. ويرتدي الرّجال سروالاً مخاطاً ببراعة، وأحزمة عريضة لها مشابك، مع لحى وشوارب مشذّبة جيداً... هل تعلم شيئاً آخر، هذه الكهوف مغلقة بوجه الزوّار! فهي غير متاحة للزيارات العامّة... لكن هذا طبيعيّ... فالذي في داخل تلك الكهوف يدحض كلّ ما طلب منّا تصديقه والاعتقاد به!
"لم يكن العصر الحجريّ القديم والعصر الحجريّ الحديث موجوداً إلاّ في مخيّلة المؤرخين الأكاديميين"
والسؤال المهم... لو كان الإنسان قد تطوّر من مخلوق بدائي متوحّش، لماذاً إذاً يوجد بين جميع شعوب العالم موروثات شعبية تتحدّث عن عصر ذهبي عاش فيه أسلافنا المتطوّرين بدلاً من الحديث عن ماضي متخلّف؟.
وبأختصار بوجهة نظري ان سبب دمار تاريخنا و خاصة العرب يعود لحرق مكتبة الاسكندرية مرتين و مكتبة بغداد و كتب كانت في الاندلس والمخطوطات الاصلية حتى لعلماء المسلمين.. ومن قبلها مخطوطات مصرية قديمة تعود لحضارة مصر قام بشرائها احد الباباوات الاوروبين و جمعها في مكان واحد وحرقها بدون لااطلاع عليها حتى . و عندما سألوه لماذا فعلت هذا قال لهم ( انها تحتوي على معلومات يجب ان لا يعرفها الانسان)؟؟؟؟؟
إرسال تعليق Blogger Facebook