إن الزوج بالنسبة للمرأة هو السند الأساسى فى رحلة الحياة، إنه هو الذى سيمكنها من أن ترضى تلك الغريزة الجارفة ...غريزة الامومة، وفى حمايته سيمكنها أن ترعى الصغار حتى يشبوا، وإلى جانبه تشعر بالثقة أمام الناس والأطمئنان فى المعاش.
والشعور الطبيعى للمرأة هو أن تشعر بضعفها أمام قوة الرجل، ورقتها أمام شدته، ونعومتها أمام خشونته، وبطاعتها أمام أوامره، وأن تكون سعيدة بذلك.
والزوجة تتوقع أن يكون الزوج القائد دائما، وتعرف أن موقعها الأساسى هو خلفه دائما، تشجعه وترعى احتياجاته، وتوفر له الراحة.
وعلى مدى التاريخ كان المعتاد أن يكون وراء الرجل العظيم أمرأة متفانية تتميز بالصفات التى تمكنها من أن تجعل جبهة زوجها الداخلية هادئة، فيجول ويصول فى الجبهة الخارجية، محققا لنفسه ولأسرته نجاحا بعد نجاح.
وبعض الزوجات لديهن الموهبة، سواء بالسلب أو الإيجاب التى تدفع الزوج إلى الأمام فى الحياة الأقتصادية أو السياسيةأو الفنية والأدبية، وفى ذات الوقت هناك من يوقف الرجل محلك سرأو من يدفعن به ألى الوراء.
وهناك نموذج آخر من النساء صحيح أنه نادر ولكنه نموذج صارخ وذلك هو نموذج المرأة التى تعشق ذاتها إلى درجة الجنون" النرجسية" ، وهؤلاء يتميزن بملبس وتسريحة يعتمدان على الإبهار، ويسعين للحصول على إعجاب الرجال وغيرة النساء، وفى هذا السبيل يدخلن مداخل مرهقة لمن حولهن، والعجيب أن ميولهن الجنسية خاملة، ويستعضن عنها بالميول الأستعراضية، وهن يضنين بأنفسهن وأجسادهن أن يخضعن، كما أنهن زوجات متعبات.
وأحيانا تميل الزوجة إلى أن تكون فى موقع القيادة، إما عن استعداد فى شخصيتها وإما لأنها اعتادت هذا النموذج فى البيت الذى نشأت فيه واعتبرته الوضع الطبيعى، وهى على أستعداد للدخول فى معارك عدة منذ اليوم الأول للزواج لكى تتمكن من الوقوف فى الموقع الذى يتيح لها القيادة، والنساء عادة أطول نفسا، وأكثر أصرارا فى هذه المعارك، والزوج المسكين يتخلى عن موقع بعد موقع، حتى يصل ألى الحال الذى يتردد فيه كثيرا عند أتخاذ قرار فى أبسط الأمور دون العودة إلى زوجته.
والمثير أن الزوج المستسلم لقيادة زوجته فى البيت لا يتحتم أن يكون ضعيفا قلى مجال عمله، فقد يكون رئيسا ناجحا، وأحيانا يكون قاسيا مع مرؤوسيه إلى درجة لا تتناسب مع قلقه من نظرة غير راضية فى عينى زوجته.
وأغلب هؤلاء الزوجات يحافظن على المظهر الخارجى أمام المجتمع بل واظهاره فى صورة الزوج المسيطر صاحب الرأى الأخير، وبذلك يضمن هو الجزء المهم، أما داخل البيت فهو المطيع، وكثير من الأزواج راضون عن هذا الدور،.
ولكل أمرأة طريقتها فى أقناع زوجها بما تريد طبقا لمعرفتها الطويلة بطباعه وكيفية الدخول إليه، والمشكلة تقوم عندما تجد الزوجة نفسها أمام زوج ممن لا يمكن أخضاعهم لانه لا يتصور التخلى عن موقعه الطبيعى، فتحتدم بينهما معارك كبرى قد تنتهى بالأنفصال، أو بقبول تقسيم مناطق النفوذ إلى أن يضعف أحد الطرفين فيتراجع.
والسحر الحقيقى فى الزواج هو المودة والحب واللذين يتولدان بين الزوجين بعد فترة تطول أو تقصر من بدء الزواج ثم ينموان مع مضى السنين يكون كل منهما قد تكيف وتعايش مع عيوب الآخر بعدما أصلح منها ما أمكنه واكتشف أيضا الجوانب الطيبة، فتصبح العلاقة بينهما لا أنفصام لها بإرادتها وعندما تتوالى السنين، وبتأثير الأعتياد والحب يتحمل كل طرف شخير الآخر فضلا عن عاداته الآخرى التى كانت تبدو غير مقبولة فى أول الأمر.
إرسال تعليق Blogger Facebook