تدخل المركبة الأوروبية غير المأهولة "روزيتا" اعتباراً من الخميس في حال تأهب على أمل التقاط أي إشارة من الروبوت "فايلاي" الذي هبط من متنها إلى سطح المذنب "تشوري" في نوفمبر الماضي.

فبعدما أمضى الروبوت 10 سنوات على متن المركبة التي كانت تتعقب المذنب تشوري، انفضل عنها وهبط على سطحه في الـ12 من نوفمبر الماضي، في عملية بالغة التعقيد جرت على بعد 510 ملايين كيلومتر عن الأرض.

لكن الروبوت، وبسبب ضعف جاذبية المذنب الذي يوازي حجمه حجم جبل صغير على كوكب الأرض، ارتطم مرارا بسطح المذنب ثم استقر في هوة لا تصلها أشعة الشمس، فدخل في "سبات" بعدما نفدت بطارياته ولم يتمكن من شحنها بالطاقة الشمسية.

لكن المذنب سيكون في الشهر الجاري في أقرب مسافة له من الشمس، ولذا يأمل العلماء أن تسطع أشعة الشمس أكثر على سطحه، فيتمكن الروبوت من شحن بطارياته والعودة إلى العمل.

وقال دانيال سكوكا، المتحدث باسم المركز الأوروبي للعمليات الفضائية لوكالة فرانس برس "سنشغل أجهزة الالتقاط الموجودة في المركبة روزيتا غداً على الموجة التي يبث عليها الروبوت فايلاي".

وأضاف "لسنا متأكدين من شيء، ولكن العلماء يظنون أن المذنب الآن في مسافة من الشمس تكفي لأن تكون أشعتها على سطحه ضعف ما كانت عليه حين حط الروبوت في شهر نوفمبر".

ويبدي العلماء منذ سنوات اهتماماً بالغاً بالمذنبات، وهي أجرام صغيرة ذات نواة صلبة يكسوها الجليد والغبار، فهم يشبهونها بالأسطوانات الشاهدة على نشأة النظام الشمسي الذي يقع فيه كوكبنا.

وعلى ذلك، فإن الاطلاع على ما فيها من جليد ومواد أخرى، يزود العلم الحديث بمؤشرات ذات أهمية قصوى حول أصل المجموعة الشمسية، وربما عن أصل الحياة في الكون كذلك، إذ إنها تحتوي على جزيئات عضوية.

وتتألف نواة المذنب من الجليد ومواد معدنية وعضوية، ولدى اقترابه من الشمس يفقد غطاءه ويذوب جزء من جليده وينبعث منه الغبار والغازات، مشكلة ما يظهر على شكل ذنب.