إن نشاهد الطبيعة الحية تجذبنا إليها، إن رؤية الأشجار والأراضى الخضراء من نوافذ منزلنا يشعرنا بالسعادة والسرور، غن المشهد الذى نراه من النافذة يؤثر على نفسية الإنسان، لان منظر الاشجار والحدائق عامل مهم للاحساس بالعلاقة مع الطبيعة الحية.
تعتبر النوافذ بمثابة عيون للمنزل، ينظر من خلالها إلى العالم الخارجى، فهناك قول يؤكد على أن عيون الانسانتعكس جوهره وهى مراة نفسه،هذا القول ينطبق الى حد كبير على النوافذ فمنظرها يبوح بأشياء كثيرة عن سكان المنزل.
فعندما يمر الانسان بالقرب من منزل خال من النوافذ أو درفاتها مغلقة باحكام،عندما سيتبادر للذهن فورا،يا ترى ماذا يوجد وراءها؟
و سيبدو المكان منفرا وكثيبا.
ان عالمة الاجتماع "جين جيكوبس " تقول بأن المنازل المجردة من عيون على الشارع هى أماكن غير أمنة للسكن،كانت الجدات اليقظات يجلسن بالقرب من النوافذ وكن يساعدن على حفظ النظام فى شقق المدينة،ولكن عندما تبدلت البيوت القرميدية القديمة وشيدت عوضا عنها بنايات متعددة الطوابق خسر الشارع حراسة المتقاعدين.
الان أصبح الناس يسكنون فى مبان عالية،أعلى من مستوى الشارع،وبذلك فقدوا حراس النظام لأنهم أصبحوا خارج حدود المجال البصرى والسمعى.
ان النوافذ تريطنا بالعالم المحيط بنا أثناء وجودنا فى داخل المنزل،فعندما أعمل فى المنزل لا ينتابنى شعور بالوحدة لأننى أجلس أمام نافذة كبيرة، فالسيارات تعبر بالقرب من المنزل ،و الناس يتنزهون،هذا يساعد على التواصل مع الحياة فى الوقت .
اذا كان لا يوجد نوافذ فى الغرفة
ان عدم وجود نوافذ فى الغرفة يجردنا من الاحساس بالهمة والنشاط و يفقدنا المحفزات الضرورية للسعادة والسلامة،فالأشخاص الذين يعملون فى أماكن بدون نوافذ معرضون أكثر من غيرهم للاصابة بنوبات الشدة، بسبب فقدانهم للاتصال مع الايقاع الطبيعى لنهارهم وليلهم،ان القاعدة السائدة فى مثل تلك الأمكنة هى اضاءتها، بغض النظر عن ساعات النهار أو فصول السنة،ففى هذه الحالة لا نراعى الحقيقة التى تؤكد على أن الضوء الاصطناعى لا يتناسب مع الايقاع البيولوجى لجسم الانسان.
اذا كان لا يوجد امكانية لتركيب نوافذ، عندها يجب تعويض هذا النقص ببديل قوى التأثير يخدم كمصدر لبعث الاحساس الاخبارى، فالسجناء الموجودون فى زنزانة واحدة، يقضون جل أوقاتهم بالأنشغال بنشاطات مختلفة، بدءا من التمارين الرياضية وانتهاء بدراسة القانون الجنائى،هذا يساعدهم على تجاوز مشاعر الشدة والضيق التى تحل بهم جراء فقدانهم الصلة مع العالم الخارجى.
ضعوا فى الغرفة الخالية من النوافذ مصادر ضوئية ،علقوا لوحة كبيرة أو صورة لمنظر طبيعى أو حوض ماء دوار،ويمكن زيادة تأثير هذة الأشياء بواسطة مراة تعكس هذه المواد.
اذا كان يوجد فى الغرفة أكثر من ثلاث نوافذ وباب واحد فقط..
ان علم الفينج شوى القديم، يحذر من وجود أطفال فى غرفة متعددة النوافذ،لأنهم سيصبحون ميالين أكثر للتمرد وعدم الاحترام، لقد فكرت مليا فى هذة المعلومة وتساءلت عن وجه الصحة فيها.لاحقا تذكرت المدرسة الابتدائية،فعندما كان المدرس يوجه لى ملاحظة حين كنت أتهامس مع زميلاتى كنت التفت نحو النافذة وأنظر الى الشارع، كما لو أن شيئا لم يحدث،فكان حفيف أوراق الشجر ورؤية السناجب أو الأرقام الموجودة على موقف السيارات،كانت جميعا تغطى على اهتمامى و انتباهى،و هكذا كان تأنيب المدرس لا أهمية له ويذهب هباء منثورا.
"لقد فكرت.هذا يعنى أن هذه القاعدة تؤكد على أن وجود نوافذ كثيرة، تشغل الانسان,فى بعض الحالات،عن عمله".
نحن نحب النوافذ،والنوافذ الحديثة ليست باهظة الثمن،وتقوم بوظيفتها أفضل مما كان عليه الحال فى الصين القديمة، فلذا تفضل غالبية الناس السكن فى غرف نوافذها واسعة وجميلة.
ومع ذلك علينا أن نستفيد من هذه القاعدة القديمة وأن نتذكر بأن المنظر يجذب اهتمامنا فى الوقت الذى لا يوجد ضرورة لذلك،وهناك مسألة هامة جدا،فعندما نتحدث مع طفل صعب المراس علينا أن نجلسه فى مكان بعيد عن النافذة لكى يركز على حديثنا ولا يتلهى عنه بالنظر الى الشارع ،ان الفينغ.شوى عبارة عن فن يساعد على توزيع وتنظيم الأشياء والأمتعة، فاذا كان من الصعب تغيير وضعية النافذة،عندها يمكن تغيير مكان جلوس الانسان.
اذا كانت النافذة مقابل باب المدخل
عندما ندخل الغرفة، ينصب اهتمامنا على المكان، لكن وجود نافذة مقابل الباب مباشرة يصرف نظرنا عن الاهتمام بالغرفة نفسها، يجب أن يكون تركيزنا منصبا على الأماكن المخصصة اما للراحة أوللعمل_يجب أن تكون طاولة العمل مركز الاهتمام والسرير فى غرفة النوم هو المركز باختصار علينا أن لا نبدد اهتمامنا بأشياء أخرى جانبية.
ان وضع ستائر خفيفة شفافة تتمايل أمام النافذة المفتوحة تساعد على حل المشكلة، مثل أى شىء اخر على الأرض موضوع بين النافذة والمدخل الى الغرفة، فكلما ساهمت حواسنا بالاحساس بالأشياء، كلما كان أفضل لبلوغ أهدافنا، ان وجود حوض من الماء أو سماع خرير نافورة جميعها تشغل نظرنا و بصرنا و تؤثر رائحة الأعواد العطرية على حاسة الشم لدينا.
اذا كانت احدى النوافذ لا تنفتح
ان مصطلح بنايات مريضة أصبح مرادفا للمنازل ذات النوافذ الصماء أو المغلقة باحكام، ان الأجواء تتلوث بالدخان والجراثيم بدون وجود مجرى هواء نقى،ويغطى الغبار الأمتعة وتتعفن.
اضافة للأخطاء الواضحة التى تهدد الصحة، فان غياب الهواء النقى يؤدى الى عواقب نفسية وخيمة،فنحن نصاب بالعياء بسرعة ونفقد القدرة على تركيز ونصبح عصبيين،ان دماغ الانسان بحاجة الى اوكسجين من أجل القيام بالأعمال بشكل أفضل ،ان تتشق الهواء الراكد يحد من قوة التفكير.
ضعوا نافورة داخلية أو جهاز تهوية فالماء يجدد الهواء الراكد فى الغرفة.
حاولوا أن تبتدعوا أساليبا للتغيير، ألجؤوا إلى أستحضار مناظر طبيعية وأصوات وروائح أو حركات تساعد على رفع معنوياتكم.
إرسال تعليق Blogger Facebook