أهمية الوعي في تحديد كل شيء بالكون
لطالما نُسبت فزياء الكم إلى شيء نظري ، وهي حقا كذلك ، لكن لا يمكن أن نجزم أن كل ما هو نظري غلط فقط لأنه لم يتجسد في صورة مادية ملموسة بعد . فقط لأن إدراكنا محدود ، أو هذا ما تبرمجنا عليه ، وإذا تم إثبات صحة ميكانيكا الكم سوف تضرم النار في الفزياء الكلاسيكية حرفيا .
إحدى تجارب الكم تفضي أنك حاليا توجد في عدة احتمالات ، بمعنى أنك توجد هنا وفي لندن والصين وفي كل مكان ، لكن من حدد وجودك حاليا هو عملية الرصد ، نعني بالرصد الادراك ، وكي أقرب هذه العبارة الغريبة سوف أشرح نظرية الشق المزدوج المعروفة : لدينا لوح يتوسطة شق طولي ، إذا تخيلنا أننا نضرب هذا اللوح بمجموعة من الكريات الصغيرة سيتشكل على الشاشة التي توجد وراء اللوح حزمة من الكريات حسب شكل الشق الطولي
الآن إذا اضفنا شقا طوليا تانيا سوف نتوقع طبعا تشكل حزمة ثانية وهذا ما يحدث فعلا ، وبما أن الكريات عبارة عن اجسام ذرية هذا يعني أن هذا هو التصرف الطبيعي للجسيمات المادية
نأخذ الآن صفيحة الشق الطولي الواحد ونغمس نصفها في حوض صغير من الماء ، ونضع أمامه شاسة لنعاين تصرف الموجة ، نجدها تخرج م الشق على شكل موجي صغير ويزداد طوله مع المسافة حتى يصل للشاسة.. الآن لنضف شقا طوليا ثانيا ، سنلاحظ أنه عند التقاء قمة الموجة مع قاع موجة اخرى سوف يلغيان بعضهما البعض وكنتيجة ستتداخل الموجات مع بعض لتعطي حزما كثيرة على الشاشة
الآن سوف نقوم بنفس التجارب "كميا" أي باستخدام الكترونات
وبما أن الإلكترونات عبارة عن أجسام مادية صغيرة جدا ، سوف نتوقع أنه عندما سنقوم بتسليط حزمة من الالكترونات على صفيحة الشق سنلاحظ تكون حزمة واحدة على الشاشة وهذا ما حصل فعلا
الآن عندما نضيف شقا ثانيا سنتوقع تشكل حزمتين ، وهذا ما لم يحصل ، فقد تكونت حزم كثيرة على الشاشة بدل من تكون حزمتين ! لكن كيف؟ كيف تتصرف جسيمات مادية بشكل موجي ؟
لم يصدق العلماء ما شاهدوا ، واعتقدوا أن تشكل الحزم ربما نتج عن اصطدام الالكترونات مع بعض مما ادى الى اتردادها عن مسارها ، لذا قرروا أن يضربوا كل الكترون وحده كي لا يحدث أي اصطدام ، وبعد ساعة من التجربة ، كانت نفس النتيجة ؛ مجموعة من الحزم على الشاشة ، وكان استنتاجهم أن الالكترون يخرج كجسيم ويتصرف كموجة فيدخل الشقين معا ، لكن رياضيا الالكترون يدخل من كلا الشقين ولا يخرج من أي منهما ! ويخرج من الشق الأول ، ثم يخرج من الشق الثاني
ثم قرروا أن يضعوا جهازا أمام لوحة الشقين ليتأكدوا من أي شق خرج الإلكترون ، لكن الصدمة أنهم لاحظوا تشكل حزمتين على الشاشة ، أي أن الإلكترون تصرف كجسيم بعدما خضع للمراقبة
أي عندما تتم مراقبة الإلكرتون تتهدم دالته الموجية تماما فيتصرف كجسيم ، كأنه يعرف أنك تراقبه ، إذن ما الذي يمنع أن القاعدة لا تُطبق علينا بما أننا أجسام مادية تتكون من ذرات ؟ الحقيقة حسب ميكانيكا الكم أننا نوجد في جميع الإحتمالات حتى يأتي الوعي الذي يعتبر المراقب ويجعلنا نتجسد في احتمال واحد ، لكن ، ماذا لو استطعنا أن نتحكم فالوعي ؟ ماذا لو استطعنا التواجد في كل الإحتمالات واختيار ما نريد ؟ ماذا لو صرنا موجة تدور العالم في ثوان ؟
هنا والآن ، الزمن يوجد بجميع احتمالاته ، الماضي والحاضر والمستقبل موجودون ، وأنت توجد في احتمالاتك أي أنك ميت وحي في نفس الوقت !
لكن يبقى كل هذا نظري ، لكنك صرت تعرف بعضا من أسرار اصغر اجزاء الكون ، فما بالك الكون بأكمله ؟
إرسال تعليق Blogger Facebook