أجسامنا تتحدث إلينا.. فكيف تفهم لغتها؟
الإضطرابات النفسية هي في الأساس انعكاس خارجي لآلامنا الداخلية .. ففي كثير من الأحيان ما تتحدث إلينا أجسامنا وخاصة عندما نشعر بآلام غير محتملة فينعكس ذلك بدوره على أفعالنا وحياتنا العامة والشخصية في صورة إضطرابات نفسية .
فالصداع على سبيل المثال هو اشارة لحاجة الجسم لتخفيف المجهود الذهني وإعطاء الحدس مساحتة لكي يقوم بدوره في التفكير وغيرها من الأمور الذهنية الأخرى بدون إرهاق جسدي , وغالباً ما يعاني آلام الصداع الأشخاص الكثيري التفكير وعادة ما يتسم تفكيرهم بجدية وعقلانية مفرطة لايستطيعون التخلى عنها .
وإن كان الشخص يعاني من إضطرابات الجهاز الهضمي كإلتهابات وحرقان المعدة فهو في الغالب لديه العديد من المشكلات والعقبات والتي تتكرر بشكل دائم وذلك النوع من الأشخاص عادة ما يميلون إلى اخفاء انزعاجهم واستايئهم من تلك الامور مما يؤثر سلبا على حالتهم الصحية .
إذن علينا دائما أن نجد طريقة لائقة للتعبير عن الغضب والاسيتاء الذي نشعر به واطلاق العنان للمشاعر لكي تعبر عن نفسها لأن المعدة يصعب عليها كثيراً هضم مثل هذه الأمور وعلينا أيضاً أن نتَبع تجاه أنفسنا فلسفة حياتية أفضل وأقل تعقيداً بعيداً عن كبت المشاعر وتقييدها .
أما الأشخاص الذين يعانون من ظهور البثور , كالإكزيما وغيرها من الامراض الجلدية والتي لا نعلم الأسباب الحقيقة وراء ظهورها، فهم عادةً ما يعانون من صعوبات في وضع حدود لحايتهم الشخصية وبالتالي هم يفضلون الابتعاد عن اللآخرين كوسيلة للدفاع عن النفس .ومن هنا نجد أن معاناة شخص ما من أى مرض جلدي لا يعني فقط أنه في حاجة إلى العزلة عن العالم الخارجي، بل على العكس هو يعني أيضاً حاجته القوية للإ ختلاط بالآخرين وبناء حياة اجتماعية صحية ومعتدلة ’ترضي حاجته في التقرب من الآخر ووضع حدود مناسبة تمنع ذلك الآخر من التطفل على شؤون حياته الخاصة .
وهناك أيضاَ من من الأشخاص من يعاني أعراض الإمساك بشكل دائم. وهم في الغالب إما يميلون إلى التعلق بالمادة أو لديهم خوف دائم من التعبير عن بعض المشاعر الداخلية التي لا يستطيعون التخلص منها .
أما إذا كنت تعاني من آلام القولون العصبي، فأنت بالتأكيد شخص لا يستطيع السيطرة على غضبه مما يتسبب لك في بعض المشكلات أو في احراج الآخرين فتشعر بتلك الآلام كنوع من الإستياء والندم على ما صدر منك دون وعي.
ولكى نتجنب تلك الأنواع من الاضطرابات، فعلينا دائماً أن نحب أنفسنا ونرضى عنها ونوليها مزيداً من الاهتمام وأن نجد أسلوبا للتحاور معها والاستماع إليها والتعبير عنها وعما يدور بداخلها من خوف أو غضب أو استياء أو حزن . وعلينا أيضاً أن نختر لها ما تحب فلا نجبرها على قول أو فعل لا ترضاه وعلينا أن نحب الحياة ونعيشها ببساطة وتلقائية فهي ليست فى حاجة إلى مزيد من التعقيد .
إرسال تعليق Blogger Facebook