تعرضنا في موضوع سابق هنا في مجلة الصحة والعلاج عن العلاج النهائي لمرض سرطان القولون يمكنكم الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط .
أما اليوم فموضوعنا يتحدث عن سرطان القولون بشكل عام .
التعريف:Colon Cancer
سرطان القولون هو سرطان الأمعاء الغليظة (القولون ) والتي تمثل الجزء السفلي من الجهاز الهضمي للإنسان .
وهناك نوع آخر يعرف بسرطان المستقيم وهو السرطان الذي يصيب آخر القولون .وعند اجتماع هذين النوعين
معاً فأنه يطلق عليهما سرطان القولون والمستقيم .
إن معظم حالات سرطان القولون تبدأ بمجموعه من الخلايا الصغيرة الحميدة على شكل زوائد يطلق عليها الزوائد اللحمية.
ولكن مع مرور الوقت تتحول بعضاً من هذه الزوائد اللحمية إلى أورام سرطانيه.
الزوائد اللحمية قد تكون صغيرة الحجم مسببة بعضاً من الأعراض المرضية .ولذلك فوجود الفحوصات الطبية المنظمة
يساعد كثيراً على اكتشاف هذه الزوائد في مرحلة مبكرة ويمنع تحولها إلى أورام سرطانية خبيثة والتي بدورها تتمثل
في أعراض مختلفة مثل التغيرات في حركة الأمعاء كالإمساك أو الإسهال أو بوجود الدم مع البراز ,أو بالتشنج الدائم
أو بوجود الغازات في الأمعاء أو قد تظهر على شكل الآم في البطن فقط .
الأعراض:
في المراحل المبكرة من المرض قد لايشتكي المريض من أية أعراض , ولكن إذا ظهرت الأعراض
فإنها تختلف في طبيعتها على حسب حجم الورم وموقعه في الأمعاء الغليظة وتتضمن هذه الأعراض مايلي :
- أي تغير في عادة الأمعاء سواء كانت إسهالاً أم إمساك أو تغير في طبيعة البراز لأكثر من أسبوعين .
- نزيف من فتحة الشرج أو وجود دم مع البراز .
- الشعور بأي اضطرابات في البطن كتشنجات أو غازات أو الآم لفترة طويلة .
- الشعور بأن البطن لم تفرغ بالكامل باستمرار .
- الضعف والإجهاد وقلة الشهية للطعام وتدهور الصحة .
- نقص الوزن الغير معروف سببه .
أن وجود الدم مع البراز يعتبر أشارة مبكرة إلى سرطان القولون لكنه قد يحتمل أسباباً أخرى أيضاً , فعلى سبيل المثال وجود
الدم على مناديل الحمامات بعد الانتهاء يكون في معظم الأحيان نتيجة للبواسير أو التشققات على جانبي فتحة الشرج .
بالإضافة إلى ذلك فإن بعض أنواع المأكولات كالبنجر أو عرق السوس الأحمر قد يجعلان لون البراز أحمراً وكذلك بعض الأدوية
المسهلة وأيضاً الحديد قد يجعلان البراز أسوداً.لذلك فإنه عند مشاهدة أي تغير في لون البراز يفضل زيارة طبيبك للتأكد من
عدم وجود أي أمراض خطيرة لاسمح الله .
الأسباب :
على وجه العموم أي تغير في طبيعة الخلايا السليمة قد يجعلها عرضه للتحول إلى خلايا سرطانية حيث تستمر في
الانقسام والتكاثر بدون توقف. حيث انه في مراحل متقدمه من المرض فإن هذه الخلايا السرطانية تنتقل إلى الغدد
اللمفاوية والأعضاء المجاورة .وكما هو الحال مع معظم أنواع السرطانات فإن السبب الحقيقي لسرطان القولون غير معروف.
نمو الخلايا ما قبل السرطانية في القولون :
قبل أن تتحول الخلايا السليمة إلى سرطانية فإنه يطرأ عليها تغيرات تحولها إلى خلايا ما قبل سرطانية والتي من الممكن أن
تظهر في أي مكان من أمعائك الغليظة . القولون يمثل أول منطقة من أمعائك الغليظة في حين أن المستقيم يمثل آخر جزء
من الأمعاء الغليظة ولذلك فإنه في معظم الأحيان تنمو الخلايا الما قبل سرطانية على هيئه زوائد لحمية تمتد من جدران
الأمعاء إلى وسط تجويف الأمعاء. هذه الزوائد اللحمية قد تكون على شكل مشروم أو قد تكون مسطحة الشكل أو قد تكون
ملتصقة بجدران الأمعاء غير ممتدة إلى التجويف. بالرغم من صعوبة اكتشاف الخلايا الما قبل سرطانية والتي لاتكون على
هيئة زوائد لحمية (ملتصقة بجدار الأمعاء) الا أن نسبة انتشارها قليله مقارنة بالأشكال الأخرى .
هناك عدة أنواع من الزوائد اللحمية أشهرها مايلي :
1. الأورام الغدية : هذه الزوائد اللحمية لها الإمكانية أن تصبح سرطانية ولكن عادة تزال أثناء فحوص الكشف الطبية
بمثل منظار القولون الملتوي ومنظار القولون المرن .
2. الزوائد اللحمية hyperplastic polyp يندر وجودها ولكنها إذا وجدت فإنها أكثر عرضة لأن تصبح أوراماً سرطانية .
3. الزوائد اللحمية الملتهبة inflammatory polyp هذه الزوائد قد تلي نوبة الالتهاب القولوني التقرحي وقد تتحول
إلى أورام سرطانية . إن وجود التهاب القولون التقرحي يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بلا شك .
عوامل الخطر :
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون :
· العمر: حوالي 90% من الحالات كانت لأشخاص فوق الخمسين من عمرهم قد يظهر سرطان القولون في الأشخاص
الأصغر عمراً ولكنة أقل حدوثاً.
· التاريخ المرضي الشخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو بالزوائد اللحمية: من لديهم هاتين الحالتين
أو احدهما فإن احتماليه إصابتهم بسرطان القولون وتزداد في المستقبل .
· حالات التهاب الأمعاء: التهاب الأمعاء لفترة طويلة كما في حالة مرض كرونز أو مرض التهاب الأمعاء التقرحي يزيد
من احتمالية الإصابة السرطان أيضاً .
· المشاكل الوراثية التي تؤثر على القولون: بعض المتلازمات الجينية قد تنتقل من جيل لآخر وتزيد من احتمالية الإصابة
بالسرطان وتمثل تقريباً 5% من جميع حالات سرطان القولون. احد هذه المتلازمات يدعى بـ المتلازمة اللحمية الوراثية
familial adenomatous polyposis ويعتبر مرضاً نادراً ويسبب في تكوين آلاف الزوائد اللحمية التي تبطن جدران الأمعاء الغليظة.
الأشخاص المصابين الذين لم يعالجوا تصل احتمالية إصابتهم بسرطان القولون إلى 90% بوصولهم إلى عمر 46 سنه.وكذلك
الحال بالنسبة لمتلازمة جينية تعرف بـ hereditary non polyposis colorectal cancer وتعتبر أكثر انتشاراً من سابقتها,
حيث تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون في مراحل عمرية مبكرة. كلا المتلازمتين السابق ذكرهما نستطيع أن
نكشفهما مبكراً عن طريق الفحوصات الجينية. لذلك تحدث مع طبيبك عن التاريخ المرضي للعائلة لتعلم عن احتمالية
الإصابة بهذا المرض لاسمح الله .
· التاريخ المرضي للعائلة عن حالات سرطان القولون والزوائد اللحمية: هناك احتمالية اكبر للإصابة بسرطان القولون إذا كان
احد والديك أو أحد أبنائك مصابين بهذا الروم. وإذا كان هناك أكثر من شخص مصاب فإن احتمالية الإصابة تزداد أكثر. في
بعض الحالات هذا الاتصال قد لايكون مرجعه إلى الجينات أو الوراثة وإنما قد يكون بسبب أن العائلة قد تعرضت لعامل مسرطن
مشترك نتيجة لغذائها أو لنمط حياتها .
· التغذية: يرتبط سرطان القولون والمستقيم بالأغذية قليله الألياف كثيرة الدهون والسعرات الحرارية. هناك بعض الأبحاث
تنص على أن ازدياد الإصابة بسرطان القولون للأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء أو المعالجة . الأشخاص الذين
يتناولون أغذية مشابهة لتلك الأغذية السريعة المليئة بالدهون والزيوت الموجودة في الدول الغربية لديهم العرضه
للإصابة بسرطان القولون بشكل أوضح من أولئك الذين يتناولون الأغذية المحلية والتقليدية ولازالت الدراسات تحاول
البحث وراء السبب وأي نوع من الأغذية أكثر خطراً على الصحة عموماً ويسبب الأورام .
· الحياة الاجتماعية الخاملة : الأشخاص الخاملون تزداد قابليتهم للإصابة بسرطان القولون. وقد يعزى ذلك إلى بقاء
الفضلات مدة أطول في الأمعاء الغليظة عندما يكون الشخص خاملاً. لذلك فإن الأنشطة الرياضية المنتظمة قد تحد من
تعرضك للإصابة بإذن الله .
· مرض السكري : الأشخاص المصابون بداء السكري وخصوصاً الذين لديهم مقاومه لهرمون الأنسولين تزداد احتمالية
إصابتهم عن غيرهم .
· السمنة : تزيد من احتمالية الإصابة ومن احتمالية الوفاة نتيجة للإصابة بالسرطان أو بمشاكل السمنة الأخرى
لاسمح الله .
· التدخين : تزيد من احتمالية الإصابة ومن احتمالية الوفاة نتيجة للإصابة بالسرطان في أماكن أخرى من الجسم
وخاصة الرئة .
· الكحول : إدمان شرب الكحول قد يزيد من عرضة الإصابة بالسرطان في أجزاء عديدة من الجسم وبالذات الكبد والقولون .
· أمراض هرمون النمو : ازدياد هرمون النمو في الجسم قد يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان والزوائد اللحمية .
· العلاج الإشعاعي لسرطان القولون لفترة طويلة قد يكون أيضاً مهيجاً لزيادته.
متى ينصح بالاستشارة الطبية ؟
إذا لاحظت أية أعراض لسرطان القولون اطلب مقابلة طبيبك في أقرب فرصة تجدها. وتذكر أن سرطان القولون قد يصيب
الأصغر سناً كما أنه يصيب الكبار. إذا كانت لديك أي من عوامل الخطر فبادر بزيارة طبيبك ولا تنتظر ظهور الأعراض فالوقاية
خير من العلاج . ناقش مع طبيبك أوقات الفحص الطبي الكشفي لسرطان القولون. أكثر الدراسات تشير إلى أن العمر
المناسب لبدء هذه الفحوصات هو الخمسين فما فوق. لكن إذا كانت لديك أي واحدة من عوامل الخطر فقد يرى طبيبك
أن عليك الخضوع إلى هذه الفحوصات الكشفية في عمر مبكر .
إعداد الدكتور عبدالقادر هود العيدروس
الصحة والعلاج http://health-sihha.blogspot.com
إرسال تعليق Blogger Facebook