2/13/2013 -
كل إنسان تحيط بجسمه هالة على شكل بيضاوي يحيط بالجسد وتختلف مساحتها بإختلاف الإنسان وتصل أبعادها من عشرين إلى ثلاثين سنتمترا من جسم الإنسان... هذا الجسم البيوبلازماتيكيBioplasmatic أو الأتيري، الهالة(أورا) والذي يتكون من موجات وذبذبات من الطاقة تحيط بالجسم الفيزيائي يتكون من جزئين، الهالة الداخلية وهي تحيط بالجسم ولا تبعد عنه أكثر من سنتمترات والهالة الخارجية والتي تحيط بالداخلية وتبعد عن الجسم حوالي ثلاثين سنتمترا وقد تصل إلى متر. وظيفة الهالة الخارجية هي حماية الداخلية ومنع تسرب الطاقة منها وتقوم بمقام الخزان الإضافي للطاقة لسد حاجة الهالة الداخلية.

ليس من الصعب أن نرى بالعين المجردة هالة الآخرين أو حتى هالتنا، وكثير من الناس لهم القدرة على ذلك ولكن الغالبية العظمى منا لا يراها ولا يحس بها لأنه لا يفهمها ولا ينتبه إليها. أما الأطفال فإنهم يروها بسهولة وإن لا يفهموا ماهيتها... وكل إنسان له هالة ذات ذبذبات خاصة بها تختلف عن هالة غيرة ولا يوجد هالة مطابقة لأخرى، وهي مثل بصمة الأصابع التي تختلف بإختلاف صاحبها. تتغير قوة ذبذبات و شكل هالة الإنسان وألوانها بفعل التأثيرات الخارجية المحيطة بالإنسان و بتغير الوضع النفسي والصحي له.

كلما كانت الهالة أكثر وضوحا وألوانها ناصعة وشكلها بيضاويا كان ذلك دلالة على كمال صحة الإنسان وتناغمه مع من حوله ومع نفسه... أما إذا كانت الهالة ضعيفة الذبذبات، باهتة الألوان ومتعرجة الحدود فإن ذلك يدل على إصابة الإنسان بالمرض وعلى عدم تناغمة مع بيئته ومع نفسه. أؤلئك الذين يستطيعون رؤية الهالة يمكنهم تحديد الحالة الصحية والنفسية لصاحب الهالة وذلك بناءا على شكل ولون الهالة كما يمكن لذوي الخبرة منهم معالجة المريض بتجديد طاقته وتقوية هالته ... والهالة تتبع قانون الجذب الكوني... فتتأثر بغيرها إيجابا وسلبا.... هناك أشخاص يشع منهم موجات من الطاقة الإيجابية يتقبلها الآخرون عند الإقتراب منهم والمكوث معهم وتقوي هالتهم وتدعم طاقتهم ويشعرون بعدها بالنشاط والبهجة... كما يوجد أشخاص عندهم القدرة على إمتصاص الطاقة الإيجابية من الآخرين مما يسبب ضعف هالة من يجالسهم أو يرافقهم ويشعرهم بالتعب والكآبة... وفالحقيقة ان الاماكن تمتص و "تبصم" بهالة الاشخاص الذاتية ممن عاشروها..

وباختصار...الهالة هي دليل على صحة الإنسان ووضعه النفسي، فالهالة ذات الذبذبات القوية والشكل البيضاوي الغير متعرج والألوان الواضحة هي ضمانة لحماية الجسم من الأمراض ومن التأثيرات النفسية السلبية، لذلك على الإنسان عمل كل ما يلزم من أجل تقوية هالته والحفاظ عليها من التأثيرات السلبية لان الهالة اهم تحصين للانسان بالأساس...و الايمانيات الراسخة والعبادات والاحساس بالرضى تقوى هذه الهالة بالتأكيد... وقام بالفعل سيمون كيرليان Semyon Kirlian بتصوير "الهالة النورانية" في آلته الفوتوجرافية سنة 1939، أثناء عملية تصوير قام بها بالاشتراك مع زوجته وسط مجال كهربائي عالي، ويُعتبر كيرليان أول إنسان يلتقط صورة الهالة واطلق اسمه على آلات التصوير التي عمل على تطويرها بعد ذلك وسجل منها أربع عشرة براءة اختراع، ويتسابق العلماء في تطوير أجهزة تصوير الهالات التي أصبحت تشكل أحدث تقنيات الكشف المبكر عن الأمراض في المراكز الصحية المتقدمة حول العالم.

وإننا لنجد أنوار الهالة مذكورة في الرسالات السماوية التي أكدت وجود النور المحيط بالمؤمنين، بل وأكدت أن كل المخلوقات والكائنات تشترك في هذا النور وأنها جميعًا في حالة حياة من نوع خاص لكل منها، وإليكم الدليل:

أولاً: من القـرآن الكـريم

أثبت القرآن الكريم أنَّ "هالة الرُّسُل" أقوى من ضَوْءِ الشمس، فالنَّبي مُحمد صلى الله عليه وسلم لم يُرَ له ظلٌ وقع على الأرض قط، ونفهم ذلك من قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)، (سورة الأحزاب، الآيتان 45،46)، وعن كونه سراجًا مُنيرًا ما تناقلته كتب السِّيرة: (أنه لم يقع ظله على الأرض ولا رُؤىَ له ظِلٌ في شمس ولا قمر).

وتلك الهالات تكون أشد لدى المُؤمنين بالرسالات السماوية في كُلِّ زمانٍ، وهو قوله عن القرآن الكريم: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، (سورة إبراهـيم، الآية رقم: 1).

ووصف القرآن الكريم حال الأنوار التي تكتنف من يتبع الرسل بالمقارنة مع من ينقلب على عقبيه، في قوله تعالى: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)، (سورة الأنعام، من الآية 122).

فإذا اجتمع الناس ليوم القيامة تمايزوا بالنور، ونتأمل قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا)، (سورة الحديد، من الآية 13).

ولقد أثبت القرآن الكريم أن تلك الهالة تتلون تبعا لحالة صاحبهَا من إيمان وكفْر، قوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرقًا)، (سورة طـه، الآية 102)، فأشـار بذلك إلى حقيقة حرمان المجرمين من نورهم لسوء سلوكهم في الحياة الدنيا.

كما أثبت أن النور حسي حقيقي، وليس نورًا معنويًا، وهو لا يفارق الرُّوح أبدًا في مراحلها كافة، قوله تعالى: (يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (سورة التحريم، الآية

ثانيا: من الأحَـاديث الشريفة

نور المؤمنين الذين صبروا على البلاء في الدنيا كنور الشمس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ r يَوْمًا حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: "سَيَأْتِي أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورُهُمْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ، قُلْنَا: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، فَقَالَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 6363).

أعرفهم بنورهم، عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: "إِنِّي لأَعْرِفُ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأُُمَمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟، قَالَ: أَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ" (مسند الإمام أحمد، برقم: 20745)

ثالثا: من العـهد القـديم

في نص صريح يُعبر عن نورانية نفوس أهل الخير، بينما يَموج الظالمون في ظلام دامس: "نور الصديقين يفرح، وَسِرَاجُ الأَشرار ينطفئ"، (الأمثال 13 : 9).

وفي نص آخر دليل على أن الناس جميعًا كان لديهم ذات النور، فمنهم من يزداد نورهم، ومنهم من يخبو حتى يصبحون بلا نور: "ويمنع عن الأشرار نورهم، وتنكسر الذراع المرتفعة"، (أيوب 38 : 15).

أنوار الصالحين والدعاة كأنوار السَّماء، أو الكواكب الدريَّة فيها: "والفَاهِمُونَ يُضِيئونَ كضياءِ الجلدِ، والذين رَدُّوا كثيرينَ إلى البر كالكواكبِ إلى أبد الدهور"، (دانيال بالتتمة 12 : 3) الجلد: السماء Expanse of heaven، ترجمةNAS.

نزلت الرسالات السماوية لتقويم أخلاق الأمم، وإصلاح نفوس البشر: "هكذا من سبَّ أباهُ أو أمهُ ينطفئ سراجه في حَدقة الظلام" (الأمثال 20 : 20).

وهذا نص صريح بأن أهل الباطل والفجور يعيشون في ظلام الدنيا، ويذهبون إلى الهاوية في ظلام، ويُبعثون يوم القيامة في ظلام: "لأنه في الباطل يجيء، وفي الظلام يذهب، واسمه يغطى بالظلام"، (الجامعة 6 : 4).

رابعا: من العـهد الجـديد

أنوار الشريعة لا تعطى إلاَّ للمؤمنين أتباع الرسل: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة"، (يوحنا 8 : 12).

وفي نص يشجع الإنسان على العمل: "انظر إذا لئِلا يكون النور الذي فيك ظلمة"، (لوقا 11 : 35).

الإيمان والعمل بمكارم الأخلاق هما النبع الصافي لهالة الروح: "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتيا إلى العالم"، (يوحنا 1 : 9).

-وفي خطاب واضح تمامًا للمؤمنين أصحاب الهالات النورانية: "ما دام لكم النور، آمنوا بالنور؛ لتصيروا أبناء النور"، (يوحنا 12 : 36).

وفي إنجيل لوقا تعدت النصيحة إلى النتيجة التي لابد أن يصل إليها المخالفون للشريعة: "سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا، ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما"، (لوقا 11 : 34).

إرسال تعليق Blogger

 
Top