4/22/2013 -
 


 
بعد تزايد الاهتمام العالمي بالبيئة ، وفي محاولة للحد من التلوث وتدمير البيئة اللذين يهددان مستقبل البشرية ، أُعْلِنَ أن تاريخ 22 أبريل / نيسان من كل عام ، يُخصص للنشاطات البيئية للفت الانتباه إلى مشاكل البيئة التي تُعاني الكرة الأرضية ، بهدف معالجة أسباب ونتائج تلك المشاكل ... وقد أطلق على ذلك اليوم اسم يوم الأرض العالمي .

ويوم الأرض العالمي هو يوم اتفقت عليه معظم دول العالم ، لينظروا في مشاكل الكرة الأرضية التي تحملنا في ظهرها ، وفي بطنها قد جاء كنتاج لتطور وعي بيئي عالمي وتم الاحتفاء به لأول مرة عام 1970 حيث أشاد صاحب الفكرة "السناتور جاي لورد نيلسون" عن الهدف من مناسبة يوم الأرض وهو جذب اهتمام الرأي العام لأهمية البيئة والحفاظ عليها ، وإبراز قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم ، وقد نجح هذا حيثُ عدا يوم الأرض العالمي هو الفرصة التي أُعطيت للشعوب ، ليهتم الفادة السياسيون بقضية البيئة .
 
"لقد حقق يوم الأرض ما كنت أرجوه منه ، فقد كان الهدف إثبات وجود قلق عميق لدى البلد ككل على البيئة ، يكون من الضخامة بحيث يحدث هذه على الساحة السياسية ، وكان ذلك رهاناً غير مضمون النتائج ، ولكنه نجح .

فقد شارك حوالي 20 مليون شخص في تظاهرة سلمية في جميع أنحاء البلد وشاركت في النشاط عشرة آلاف مدرسة ابتدائية وثانوية وألفا جامعة وألف مجتمع سكاني محلي ... وكان ذلك هو الحدث الملفت الذي أصبح يوم الأرض ."

 

وأخيراً فإن مراعاة الفرد المحافظة على صحة البيئة من خلال ممارساته اليومية تشكل اعترافاً منه بأحقية كثيرين آخرين يشاركونه الحياة على هذا الكوكب . كما أن إتباعه نهجاً حياتياً تكون من أولوياته الحفاظ على البيئة ، قد يهم في التخفيف من الأضرار التي ارتبطت بالعديد من الأنشطة البشرية التي أثقلت كاهل الأرض بمخاطرها .

هل تكفي ساعة لحماية الأرض ؟؟
 



تم الاتفاق عالمياً على أن يكون الثامن والعشرين من آذار من كل عام يوماً يتضامن فيه سكان الأرض خلال ساعة واحدة ، تطفأ فيها الأضواء في أماكن كثيرة كالمنازل والشوارع والمؤسسات الحكومية والخاصة ، والميادين للحفاظ على البيئة وتوفير الطاقة وزيادة وعي الناس بمخاطر تلوث الجو خاصة بمليارات الأطنان من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان ومركبات الكربون والفلور والكلور ، حيث تسهم الولايات المتحدة  وحدها في انبعاث مليار طن من هذه الغازات من مصانعها وسياراتها ومختلف أوجه النشاط الإنساني فيها .

 

وعلى العالم أن يتذكر في هذا اليوم وفي كل يوم أن جليد القطبين يزداد ذوباناً عاماً بعد عام لارتفاع حرارة الأرض ، منذراً العالم بكوارث طبيعية تتهدد الحياة على هذا الكوكب الذي يدمره أهله بأنفسهم ، وتأتي هذه الساعة للتقليل من خطر الانبعاثات الغازية . وما يهُمنا في هذا المجال هو تأثير ظاهرة الانحباس الحراري الناتجة عن هذه الانبعاثات الهائلة إلى طبقة الجو المحيطة بالأرض ، وخاصة تأثيرها على البلدان والبيئة العربية بالذات ، لأن هذا العالم اليوم يُدرك أن قضية البيئة أصبحت مسألة تفرض التعامل معها بأكبر قدر من الجدية ، ووضعها على رأس الاهتمامات الدولية ، حيث تبين أن التنمية المتسارعة التي سعى إليها العالم في العقوم السابقة (قبل التسعينات) تحمل مخاطر أكيدة يُمكن أن تتسبب بتدميرنا للحياة على كوكبنا .



وقد عبرت مجلة (تايم) الأمريكية في العدد السنوي الذي اعتادت تخصيصه لشخص أو موضوع بعيد الأثر ، عن اهتمامها بهذا الموضوع ، وحذرت من الكوارث البيئية التي تواجه الأرض والتغيرات المناخية الناتجة عن تراكم النفايات السامة والكيميائية والمشمعة ، وتسميم احتياطي المياه ، وفقدان خصوبة التربة وانقراض آلاف الكائنات ، بسبب الأمطار الحمضية المدمرة للنباتات والتربة والغابات . ويؤدي تراكم هذه الغازات إلى تشكيل ما يُسمى بظاهرة "الانحباس الحراري" أو "البيت الزجاجي" أو "الصوبة" أو "الدفيئة" لأنها تسمح بدخول الأشعة الضوئية إلى الأرض ، وتمنع ارتداد "الأشعة دون الحمراء" إلى الجو ، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض ، وذوبان الجليد القطبي ، وتعديل مستويات المياه في البحار ، والجفاف، والتصحر .

 

وتحتاج المشكلات الخاصة بالدول العربية إلى جهد نظراً لغياب الاهتمام الجدّي والمنظم بموضوع البيئة ، وخاصة بعد أن سعت الدول الصناعية الكبرى المسؤولة إلى حد بعيد عن تلوث البيئة وعن الأزمات التي تُهدد الأرض إلى تحميل العالم الثالث جزءاً من هذه المسؤولية .

 

وقد اختلفت تقديرات العلماء في تصوير السيناريو الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة المتوقع مستقبلاً على المنطقة العربية ، ففي الوقت الذي لا يتوقع فيه بعض العلماء أن يكون لهذا الارتفاع أثر هام بسبب درجات الحرارة العالية أصلاً في المنطقة العربية ، يرى فريق ثان أن ارتفاع الحرارة سوف يدفع الكائنات الحية إلى أقصى حدود قدرتها على التحمل ، وأن أي ارتفاع مستمر في درجات الحرارة سيؤدي إلى استنفاد قدرة هذه الكائنات على التحمل .  

ويعتقد الدكتور فخري البزاز بأن توزع الأمطار وكميتها في البلدان العربية ، يمكن أن يتأثر أكثر من أي شيء آخر بتغير المناخ العالمي . وهو يركز على تأثير تغير المناخ على البيئة الحية . ونظراً لخطورة ظاهرة الانحباس الحراري المرتبط عضوياً بسوء استخدام الانسان للتربة وما عليها ، فإن ساعة في العالم لا تكفي لمعالجة المشكلة المتفاقمة بسبب التقدم الصناعي وبوجود ملايين الحيوانات التي تشكل الغازات المنبعثة من خلفاتها أيضاً خطورة في تغير المناخ وتدمير البيئة .

إرسال تعليق Blogger

 
Top