وسط كل ما يحدث وما هو متوقع لن تمنع ابدا قدر الله ومشيئته لكن ما عليك باختصار هواليقين بأن العاقبة للمتقين..وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين.. وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا.. وأن دوام الحال من المحال... وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي.. وأن الحق لابد أن يظهر.. لذا جاء النهي عن الانهزام واليأس والقنوط: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون )[يوسف:87]... (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) [الطلاق:1].. ولا تنس ابدا وعد الله (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [المجادلة:21]... وقد قال سبحانه: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [(141) سورة النساء]...
والمؤمنون المعني بهم الخطاب هم المخلصون لله الثابتون على عبادته ووحدانيته واساسيات دينه..الواعون للحقائق والمقاومون للزيف والضلال وايقاعهم كفرائس سائغة..المدافعون عن الله والمستنصرين له حتى يحق وعده بنصرتهم...ومع وجود هذه الطامات التي تنخر جسم الأمة وتلك الكوارث والفتن المتصاعدة بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه بأعظم المبشرات والتي تثلج صدر المؤمن إذا سمعها والتي تزيده طمأنينة وثقة بهذا الدين حيث يقول: (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى)... فكما ذكرت من قبل ومهما حدث من مظاهر غربة الدين من البلاء والافتراق والقتال وفساد الحكام وضياع معالم الدين عند الكثير من الفئات والطوائف حتى يلحق بعضها بالمشركين في الأفكار والمبادئ والمعتقدات والولاءات حتى يعبد بعضها الأصنام الحسية والمعنوية وحتى تتداعى علينا الامم...فإنه ستزال طائفة من هذه الأمة لا يضرهم من خالفهم ولو خالفهم أهل الأرض كلهم حتى أمر الله تعالى...واولئك من استحقوا نصر الله وحفظه...
أسأل الله عز وجل بأسمائه أن يجعلنا من هذه الطائفة.. وأن يثبتنا على ديننا ووعينا وأن يختم بالصالحات أعمالنا ويقينا شر الفتن صغيرها وكبيرها...
إرسال تعليق Blogger Facebook