احبابي في الله... نتحدث يوميا في كشف الكثير من المخططات التي تمارس علينا من عقود طويلة للوصول للمرحلة الحالية والتي كما نعتقد انها "الهدوء الذي يسبق العاصفة"... لكن يحتاج الجميع بالحاح اجابات محددة في أمور غيبية ضل من يعتقد ان تلك الاجابات ومواقيتها محددة.. فهناك من يجنح للانهزام الداخلي وجلد الذات.. وهناك من يخوض ويخوض في امور المهدي واسمه ووقت خروجه.. وهناك من يرسم ما سيدور على الساحة مستقبلا وتوقيتاته... لكن الحقيقة اننا نبتعد عن الثوابت وحقيقة المطلوب من كل منا.. فلن يوقف احدنا حربا نووية اذا شاء الله ان تحدث... لن يوقف احد كارثة يمكن ان يتم تفعيلها واعاذنا الله من شرها.. لكننا ننسى ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. وان لكل اجل كتاب.. وان نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها... وأن عباد الله المخلصين ليس للشيطان ولا لأتباعه عليهم سلطان.. وأن مراد الله من خلقه في كل هذه الحياة بكبدها واطماعها هو الابتلاء... وأن الله الهنا نهانا عن الخوف بقوله في الحديث القدسي "يا ابن آدم لا تخف من ذي سلطان مادام سلطاني وملكي لا يزول, لا تخف من فوات الرزق فان خزائني مملوءة لا تنفذ, خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي, فسر في طاعتي يطعك كل شيء".... وأن الله إلهنا رب السماوات السبع والارضين وعد ووعده الحق أن ينصر من ينصره ويثبت أقدامه... فماذا فعلت لتستحق نصر الله وعونه وحفظه؟؟؟؟ هذا هو السؤال الواجب...
فمن علم حقارة الدنيا وفتنتها وفنائها لم يأسف عليها, ومن علم حقيقة الآخرة وبقاء نعيمها حرص على أن يغنم الفرص للفوز بها.. وقال المولى جل وعلى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا في سَبِيلِهِ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ "... وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ " ... فلا بد من الثبات على الايمان والصبر والمصابرة والمرابطة واتقان العمل والاحسان والمجاهدة...وبذل الجهد الجهيد وتقوى الله ليرزقك من معيته قوته وهديه..ولترى بنور البصيرة وليحفظك بحفظه ولتكن في معيته... " إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ ".. " وَالَّذِينَ جَاهَدُوافِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ "..
فلا تبحث عن النصرة بعيدا عن وعد الحق وعلام الغيوب القادر وحده على كن فيكون.. وسنته في ذلك واضحة : " وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ " وقال جل وعلى : " وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ " ذلك لمن التزم بنصرة الحق والتزم بالاخلاص لله وحده والثبات ثم الثبات على دينه: " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"..
فعباد الله المخلصين هم الأعلون لا يذلوا ولا يداهنوا... لا يخافوا ولا يحزنوا...ولا ينهزموا امام اي عدو.. ولا أي قوة مادية باهرة او تقدم حضاري زائف او دعايات اعلامية مضللة هدامة... وبشراهم بالنصر في الحياة الدنيا وبعظم الجزاء في الآخرة قال الله جلّ في علاه: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " .
وقال تعالى في الحديث القدسي : " مَن عَادَى لي وَلِيًّا فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ ممَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بها وَرِجلَهُ الَّتي يَمشِي بها ، وَإِن سَأَلني لأُعطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ استَعَاذَني لأُعِيذَنَّهُ "
فلا عزة الا بالله ولا نصر الا من عنده.. وعزته بخشيته وحده وتقواه..والتعلق به قلبا وقالباً.. وتحقيق العبودية الكاملة له وحده... فلا نصر للأمة ولا غلبة ولا تمكين الا بانتصار افرادها على اعدائهم الداخليين وعلى نفوسهم الأمارة بالسوء..وشياطين الانس والجن الذين لا يألونكم خبالاً... فلنسارع لنعض على عقيدتنا وثوابتنا بالنواجذ ولنتبتعد عن اشعال الفتن واتباع الاهواء.. ولنتق الله حتى يجعل لنا مخرجاً.. " أم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصرُاللهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللهِ قَرِيبٌ"... فنصر الله آت لا محالة لمن استحقه فقط وعمل له باخلاص ولو كره المشركون ومهما امتلكوا من تقنيات او سلطان زائف... فكن على يقين بالله واحسن الظن به ولا تيأس ولا تقنط فان الله ناصر عباده واولياؤه لا محالة.. والعاقبة للمتقين.. والحق منصور وممتحن وهذه سنة الرحمن.. وكيد الشيطان وحزبه ضعيف.. ومكر الله خير من مكرهم.. والله غالب على امره ورفعت الاقلام وجفت الصحف قبل ان نأتي الى هذه الدنيا... كن مع الله يحفظك.. كن مع الله يكن في قلبك.. كن مع الله لتستحق نصره...
إرسال تعليق Blogger Facebook