للاسف وكما ارددها دائما..اننا شعوب تحكمها العاطفة...لا اعمال العقل والتحليل بناء على وقائع موثقة...فكم تعودنا التهليل لكل من يعتلي المشهد وينكل باسرائيل..او بالمعنى الدارج "يظهر لها العين الحمراء" دون ان نراجع التاريخ ولا الواقع الموثق...فالامر ليس سوى لعبة المصالح..وطالما دخلت اللعبة يجب عليك ان تكون مستعدا للتلون والتشكل..واظهار التحالف تارة والعداء تارة...لكن تبقى عجلة المصالح دائرة لا تتوقف...وفي الفترة السابقة عرضنا حقيقة ايران بتفاصيل متعددة مرارا وتكرارا اصحاب الابواق الصارخة في العدو الصهيوني بينمما الحقيقة انها احد ايادي اللعبة الصهيونية في المنطقة...وعجبت كثيرا من التهليل لاردوجان..والذي هو بالفعل يستحق الاعجاب...بصفته قدوة للعالم الاسلامي ونصير المظلومين في غزة وغيره وغيره...دون ان نسأل انفسنا هل هذه هي الحقيقة؟؟؟؟
فهذا نفس "الاردوغان" الذي لم يتحرك عند قصف اسرائيل للبنان... وهو نفس "الاردوغان" الذي ينشر الدرع الصاروخي الامريكي على اراضيه...وهو نفس "الاردوغان" الذي توقع مدنه التركية اتفاقيات "توأمة" مع تل ابيب..وهو من يقتل ايضا العزل من الاكراد دون محاسبة دولية..وبصرف النظر عن المعترض على هذا...تعالوا نستعرض بعض العلاقات الحميمة بين تركيا واسرائيل..وكلامي هذا ليس معاديا لتركيا...ولكن للافاقة بأن كل ما يتم لعبة مصالح فقط لا غير؟؟؟
الاستثمارات الاسرائيلية التركية
العلاقات الإسرائيلية التركية، هي العلاقات التي تأسست في آذار/مارس 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، تعترف بدولة إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا. وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، كما يتفق البلدان حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، يعاني الحوار الدبلوماسي بين البلدين الكثير من التوترات، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان الهجوم على غزة 2009. وصرح السفير الإسرائيلي گابي ليڤي بأن العلاقات بين البلدين سوف تعود إلى مسارها الطبيعي في أقصر وقت.
ترتبط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية. وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب. وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء. وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري. وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير Çevik Bir على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، منها تدريب عروس البحر المعتمد عليها، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية. وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية.
ومنذ 1 يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية.
وكما شهدت العلاقات التركية ـ الإسرائيلية تراجعاً ملموساً خلال الفترة الماضية، بسبب الأزمة الكبيرة التي أثارها العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية 2 الذي راح ضحيتها تسعة شهداء من تركيا، خاصة بعد رفض الحكومة الإسرائيلية طلب نظيرتها التركي بتقديم اعتذار رسمي عن الحادث، إلا أنه رغم التوترات التي شهدتها العلاقات السياسية، لم تتأثر العلاقات الاقتصادية كثيراً، إذ قام وفد عسكري تركي بزيارة إسرائيل عقب الحادثة للتدريب على استخدام طائرات تعمل من دون طيار، كما حرصت الدولتان على الإبقاء على اتفاقية قيمتها 190 مليون دولار لشراء طائرات بدون طيار، كما لم تلغ التعاملات التجارية المدنية بين البلدين، امتدادا من قطاع المنسوجات ووصولا إلى نظم الري، التي كانت تمثل قرابة 3 مليارات دولار خلال العام الماضي.
كما يبلغ حجم التجارة العسكرية بين البلدين قرابة 1.8 مليار دولار عام م2007، إذ تلي إسرائيل الولايات المتحدة كمصدر للتقنية العسكرية لتركيا.
اتفاقات عديدة
إن العلاقات والاتفاقات الاقتصادية ما بين تركيا وإسرائيل عديدة ومتشعبة، إذ حرص البلدان منذ فترة ليست بالقصيرة على تنويع وتطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية، وهدفا من خلال تطوير تلك العلاقات، خاصة أيام الرئيس السابق سليمان ديميرل الذي قام بأول زيارة لتركيا إلى تحقيق العديد من الأمور أهمها:
1- إزالة الحواجز الجمركية بين الجانبين .
2- أن يصل حجم التبادل التجاري بين الجانبــين إلى مليـــاري دولار خلال عام 2000 بدلاً من " 363 " مليون دولار قيمة التبادل التجاري السابق .
3- تمنح إسرائيل تركيا جزءاً من حصتها في أسواق الولايات المتحدة في مجال صناعة النسيج بنسبة 35 % ، بعد أن تقوم الشركات الإسرائيلية بتصنيع الأنسجة في تركيا بهدف تصديرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
4- السماح لإسرائيل باستخدام الأجواء والأراضي والمطارات التركية في عمليات تدريبية .
5- التنسيق الاستخباري بين الجانبين في جمع المعلومات .
6- الاستفادة التركية من الخبرة والخبراء الإسرائيليين في مكافحة حزب العمال الكردستاني وخاصة عملياته في المدن .
7- تقدم إسرائيل إلى تركيا خبراتها في مجال الصناعة العسكرية والتكنولوجية الإلكترونية المتطورة لتحديث الطائرات التركية المقاتلة .
وقد تحقق العديد من البنود السابقة، حيث أصبحت تركيا الشريك رقم 10 لإسرائيل من الناحية الاقتصادية ،وارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 658 في المائة و شكلت الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا ما نسبته 1.6% من مجمل الصادرات الإسرائيلية التي تصل إلى 5. 67مليار دولار مع نهاية عام 2008 .
وتجاوزت واردات إسرائيل من تركيا الصادرات حيث تشكل نسبة الصادرات التركية لإسرائيل 2.2% من مجمل الصادرات التركية التي تصل إلى 109.7 مليار دولار ، وتشكل المعادن الأساسية و المنسوجات والبلاستيك و معادن السيارات الجانب الأكبر من الصادرات التركية لإسرائيل فى حين تمثل المنتجات الكيميائية ومنتجات البلاستيك والأجهزة الكهربائية الجانب الأكبر من الصادرات الإسرائيلية لتركيا.
وقد وصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 38ر3 مليار دولار فى عام 2008 ، إلا ان قيمة التبادل التجاري بين البلدين تراجعت بنسبة 30% إلى 5ر2 مليار دولار في عام 2009 مع بدء الأزمة الأولي والمشادة بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز فى منتدى دافوس مطلع عام 2009 بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وإعلان "أردوغان "في خطاب أمام اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد في تركيا والعالم العربي عن خطط لتشكيل منطقة تجارة حرة مع ثلاث دول عربية هي الأردن ولبنان وسوريا..مما أثار مخاوف الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل من تحول تركيا نحو الشرق .
بالإضافة إلى انخفاض عائدات السياحة مع تراجع أعداد السائحين الاسرائيليين إلى تركيا بنسبة تصل إلى 50 % بعد ان نصحت وزارة الخارجية الإسرائيلية مواطنيها بتجنب السفر إلى تركيا لتعلن إسرائيل في صيف 2010م توجيه نحو400 ألف سائح إسرائيلي من تركيا إلى بلغاريا.
استثمارات متنوعة
بالرغم من التوترات التي تشهدها العلاقات التركية الإسرائيلية، إلا أن هناك ما يقرب من 250 شركة إسرائيلية تعمل في تركيا تبلغ استثماراتها نحو 300 مليون دولار ، وذلك في العديد من المجالات أهمها مجالي الصناعة و البنوك فقد أنشئ مصنع للورق الإسرائيلي في تركيا باسم أحد المزودين الرئيسيين للورق في تركيا والدول المجاورة كما أن بنك " هبوعليم" الإسرائيلي استثمر أموالاً، مكنته من شراء 51.5 % من أسهم بنك "بوزتيف" قبل بضع سنوات.
يضاف إلى ذلك الشراكة التركية- “الإسرائيلية” في مشروع "الغاب" الزراعي الكبير والذي تعتمد فيه تركيا على الخبرة الزراعية والمساعدة “الإسرائيلية” .
وعلى الصعيد العسكري تعد تركيا إحدى الأسواق الخمس الأهم في العالم للمنتجات العسكرية الإسرائيلية إلى جانب (الهند، سنغافورة ، الولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد الأوروبي).
وتعد إسرائيل إحدى أهم الدول في تطوير الصناعات العسكرية التركية، فقد قامت بتطوير 170 دبابة تركية قديمة من نموذج m60 بتكلفة 700 مليون دولار منذ بداية عام 2002, انتهت خلال عام 2010، كما وقع البلدان صفقة كبيرة ثانية عندما اشترت تركيا من إسرائيل 10 طائرات بدون طيار من نوع "هيرون" بقيمة 185 مليون دولار.
إن واقع العلاقات والمصالح التركية ـ الإسرائيلية، تشير إلى أن تأثيرات الأزمة الحالية على الاقتصاد التركي ستكون محدودة للغاية، وذلك للعديد من الأسباب أهمها: الدور الأمريكي الساعي لتقليل تلك التوترات وحصرها في أضيق نطاق، وذلك بسبب القلاقل والثورات العربية التي تزيد من أهمية تركيا كحليف استراتيجي لأمريكا في المنطقة خاصة أن معظم حلفاء أمريكا الآخرين يمرون بظروف أضعفتهم وجعلتهم ينكفئون على أنفسهم، مما يجعل الاعتماد الأمريكي عليهم صعبا. ...وحالة عدم الاستقرار في الوطن العربي، مما يجعل إسرائيل في حاجة لحليف استراتيجي قوى في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر تركيا هي الحليف الأقرب لإسرائيل في المنطقة، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان على إسرائيل توتير علاقاتها بتركيا، وهناك مقولة لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن إسرائيل لا يمكن أن تسمح لنفسها بالاستمرار دون علاقة قوية مع واحدة من الدول المحورية في المنطقة مثل تركيا..
الاهم من هذا هو اثبات تقرير مبعوثي الامم المتحدة ان الحكومة التركية تتورط في الأحداث الدموية في سوريا من خلال تأمين الدعم اللوجستي للإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء ومن خلال إتخاذ هذه الحكومة سياسات خطرة على الشعب التركي وعلى الشعب السوري
لماذا يتحدى إسرائيل وفجأة يوافق على وضع الدرع الصاروخي في تركيا؟؟؟ والن صفقة جديدة؟؟؟
من جانب آخر، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج أن أنقرة تجري مباحثات مع واشنطن حول طائرات من دون طيار من طراز بريدايتور يستخدمها حالياً الجيش الأمريكي في العراق، وذلك بهدف وضع هذه الطائرات بعد الانسحاب الأمريكي من العراق بتصرف الجيش التركي لمطاردة المتمردين الأكراد.
وقال بولنت أرينج "أعلم أن وزير الخارجية يعمل من أجل حصول تركيا على هذه الطائرات من دون طيار من طراز بردايتور"، وذلك ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في أنقرة حول إمكانية استضافة تركيا هذه الطائرات على أراضيها.
وأضاف أرينج أن "تركيا تستفيد ويجب أن تستفيد من هذه الطائرات لغايات استخباراتية"، مشيرا إلى أن المساعي التي تبذلها وزارة الخارجية التركية في هذا المجال لم تصل إلى خواتيمها بعد".
وسبق للجيش التركي أن حصل في قتاله ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يتحصنون في جبال إقليم كردستان في شمال العراق، على معلومات استخباراتية من طائرات أمريكية بدون طيار.
والخلاصة لعدم الاطالة...ارجو ان نعمل عقولنا..فاللعبة الحالية ليس بها حليف وعدو اساسي ليس بها ابيض واسود ... ولكن مصالح واوراق ضغط..حتى لو بدت على السطح اخلاقية وتحت السطح لا اخلاق...فهم يعلمون نقاط ضعف تفكيرنا...
إرسال تعليق Blogger Facebook