فرق الموت..هو مصطلح استخدم في العديد من مناطق النزاعات في العالم ومنها العراق وسوريا حالياً.. وكان يشير إلى المنظمات السرية في المناطق الساخنة من المخولة بخلق حالة ما يسمى بـ(الفوضى الخلاقة) وهي عبارة عن سلسلة لا تنتهي من أعمال القتل العشوائي والتفجير والتخريب والسرقات تمارسه هذه الفرق الخاصة في بلدان النزاعات تلك... وأطلق مصطلح فرق الموت مؤخرا على جماعات مسلحة في كل من العراق وسوريا.. حيث نسب لعصابات تقوم بقتل المدنيين والعسكريين على السواء حسب طائفة أو عقيدة او انتماء الضحية .. وبصورة عامة.. ففرق الموت عناصر تنتمي إلى تنظيمات تعمل لحساب اجندات خارجية... ويعتبر توظيف فرق الموت جزءاً من الخطة الاستخبارية-العسكرية المحكمة للولايات المتحدة الأمريكية... فتاريخ الولايات المتحدة الطويل والرهيب في التمويل السري ودعم كتائب الموت والعمليات الخاصة والاغتيالات المستهدفة ...ويأتي تشكيل فرق الموت في سورية استمراراً تاريخياً لما فعلته الولايات المتحدة في العراق، وبناءاً على خبرتها في رعاية كتائب الإرهاب هناك في إطار برنامج البنتاغون لـ "مكافحة التمرد"...
تأسيس فرق الموت في العراق
بدء تأسيس فرق الموت في العراق خلال الأعوام 2004–2005 بمبادرة قادها السفير الأمريكي جون نيغروبونتي الذي أُرسِل إلى بغداد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في يونيو 2004... وفي يناير 2005 أعلن البنتاغون بأنه يدرس:
"تشكيل قوات ضاربة من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة التمرد في نقلة نوعية تحاكي جهود مكافحة رجال العصابات اليساريين في أمريكا الوسطى قبل عشرين عاماً"... ففي إطار ما سمي "الخيار السلفادوري".. ستكلف القوات العراقية والأمريكية باختطاف وقتل قادة التمرد، بل وحتى مطاردتهم في سورية، حيث كان بعضهم يقيمون كلاجئين... ونظراً لما كانت تثيره أعمال فرق الموت تلك من حساسيات، فإن معظمها سيبقى طي الكتمان...
ومثل هذه العمليات السرية عادة ما تدار من قبل الـ CIA بعيداً عن الإدارة القائمة للبنتاجون بما يمنح المسؤولين الرسميين الأمريكيين القدرة على إنكار معرفتهم بالأمر...
وفيما كان الهدف المعلن للـ"الخيار السلفادوري في العراق" هو "القضاء على التمرد".. فإن كتائب الإرهاب المدعومة أمريكياً انخرطت في أعمال قتل روتينية للمدنيين بهدف إثارة العنف الطائفي... وبدورهما.. فإن جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA، والبريطانية MI6 كانا يراقبان عن كثب وحدات "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" المنخرطة في الاغتيالات المستهدفة للشيعة... والأمر اللافت أن فرق الموت كانت مدمجة وتتلقى التوجيه من القوات الخاصة الأمريكية على نحو سري!!!!!
لكن الأجدر بالملاحظة ان روبرت ستيفن فورد –الذي عين لاحقاً سفيراً للولايات المتحدة في سورية- كان عضواً في فريق نيغروبونتي في بغداد في العامين 2004-2005... وفي يناير 2004، عين ممثلاً للولايات المتحدة في مدينة النجف الشيعية التي كانت معقلاً قوياً لجيش المهدي والذي بادر إلى عقد الصلات معه!!!!
في يناير 2005، عين روبرت فورد وزيراً مستشاراً للشؤون السياسية في السفارة الأمريكية تحت قيادة السفير جون نيغروبونتي... وكان شريك نيغروبونتي في التأسيس للخيار السلفادوري. وقد تم إنجاز جزء من العمل التمهيدي في النجف قبل نقل فورد إلى بغداد... وكلف نيغروبونتي وفورد بتجنيد فرق الموت العراقية... وفيما قام نيغروبونتي بإدارة العمليات من مكتبه في السفارة الأمريكية.. عُهِدَ إلى روبرت فورد.. الذي يتقن العربية والتركية.. بمهمة التأسيس لعلاقات استراتيجية مع مجموعات المليشيا الشيعية والكردية خارج “المنطقة الخضراء”... وأشرف على اختيار وتدريب أعضاء من قوات بدر وجيش المهدي، كبرى الميليشيات الشيعية في العراق، وذلك لاستهداف قيادات وشبكات دعم المقاومة التي كان يغلب عليها الطابع السني... ونمت فرق الموت تلك خارج نطاق السيطرة لتصبح مصدراً رئيساً للموت في العراق...
وللأسف فان أعداد الجثث التي تحمل آثار التعذيب والتمثيل التي كانت تلقى يومياً في شوراع بغداد كانت حصيلة لأعمال فرق الموت التي كان يديرها جون نيغروبونتي... وكان من شأن ذلك العنف الطائفي دفع العراق إلى الكارثة الطائفية التي يتخبط فيها اليوم... وتؤكد التقارير أن الجيش الأمريكي حول الكثيرين من المعتقلين إلى كتيبة وولف (الذئب) Wolf Brigade، الكتيبة الثانية المرهوبة الجانب في قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية والتي تولت ضرب وتعذيب السجناء... وفي ظل قيادة نيغروبونتي في السفارة الأمريكية في بغداد، أطلقت موجة من الاغتيالات والقتل المستهدف للمدنيين.. وكذلك استهدف أطباء ومهندسون وعلماء ومثقفون وفظائع مهولة ارتكبت تحت رعاية البرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد!!! وقد أشير إلى ظهور فرق الموت لأول مرة في مايو 2005… حيث عثر على العشرات من الجثث ملقاء بدون اكتراث في مساحات خالية حول بغداد... وكان جميع الضحايا مقيدي الأيادي ومصابون بالرصاص في رؤوسهم، وظهرت على الكثيرين منهم علامات التعذيب الوحشي. …
وكانت قوات مغاوير الشرطة وكتيبة وولف تخضع للبرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد في وزارة الداخلية العراقية.. حيث تم تشكيل مغاويرالشرطة تحت وصاية وإشراف خبراء أمريكيين مخضرمين في مكافحة التمرد.. ومنذ بدايتها قامت بعمليات مشتركةمع نخب سرية للغاية من الوحدات الخاصة الامريكية …كان جيمس ستييل من الشخصيات الرئيسة في تطوير مغاوير الشرطة الخاصة، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة للجيش الامريكي خدم طويلاً في فيتنام قبل الانتقال لتوجيه البعثة العسكرية الأمريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهلية في ذلك البلد. …
كذلك كان الحال مع مساهم آخر في البرنامج.. ويدعى ستيفن كاستيل كبير المستشارين الأمريكيين في وزارة الداخلية، لكون الدور الاسنادي الذي كان يؤديه في تجميع المعلومات الاستخبارية وإعداد قوائم الموت هو من العلامات المميزة لانخراط الولايات المتحدة في برامج مكافحة التمرد، وهو يشكل الخيط الخفي الذي يربط بين أحداث كان يمكن أن تبدو كعربدات قتل عشوائية متفرقة.
سوريا واعادة نموذج التجربة العراقية...
لقد استخدم النموذج العراقي الشنيع للـ”الخيار السلفادوري” بإشراف السفير جون نيغروبونتي كـ"قدوة" في إنشاء كونتراس "الجيش السوري الحر"... فقد كان الهدف في سوريا خلق الانقسامات الطائفية بين السنة والعلويين والأكراد والمسيحيين... وفيما يختلف السياق السوري تماماً عن العراقي، فإن هناك تشابهات مذهلة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتُبِعَت في تنفيذ أعمال القتل وغيرها من الفظائع...
ويؤكد تقرير نشر في مجلة ديرشبيغل حول الفظائع التي ارتكبت في مدينة حمص السورية حصول عمليات منظمة للقتل والإعدامات الجماعية بلا محاكمة على خلفية طائفية تقارن بتلك التي ارتكبتها فرق الموت التي كانت تديرها سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق!!!!
كان الناس في حمص يصنفون كـ"أسرى" (العلويون والشيعة) أو كـ"خونة"... وفئة “الخونة” هذه تضم المدنيين السنة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والذين يعبرون عن معارضتهم أو عدم تأييدهم لحكم إرهابيي الجيش السوري الحر: يقول أبو رامي "منذ صيف 2011 أعدمنا ما يقل قليلاً عن 150 رجلاً، وهو عدد يشكل حوالي 20% من سجنائنا" ..ولكن الإعدامات في حمص كانت أكثر بين الخونة في صفوفهم منها بين أسرى الحرب... ويضيف المقاتل "إذا ألقينا القبض على سُنيّ يتجسس علينا أو على مواطن يخون الثورة فإننا نحسم الأمر بسرعة"... ووفقاً لما يرويه أبو رامي، فإن كتيبة الدفن التي كان يعمل فيها قد نفذت الإعدام في عدد يتراوح ما بين 200 إلى 250 خائناً منذ اندلاع الانتفاضة...(ديرشبيغل، 30 مارس 2012)
ولا ريب في أن التحضيرات الحثيثة لعملية سوريا قد انطلقت بعيد استدعاء فورد من الجزائر أواسط عام 2008 وتعيينه في السفارة الأمريكية في العراق... تطلب المشروع برنامجاً أولياً لتجنيد وتدرب المرتزقة. وقد أدخلت فرق موت تضم وحدات من السلفيين اللبنانيين والأردنيين عبر الحدود الجنوبية مع الأردن أواسط شهر مارس 2011... وكان الكثير من العمل التأسيسي قد أنجز قبل وصول روبرت ستيفن فورد إلى دمشق في يناير 2011.
لقد أعلن عن تعيين فورد سفيراً في سوريا في وقت مبكر من عام 2010... وكانت العلاقات الدبلوماسية قد قطعت في العام 2005 عقب اغتيال رفيق الحريري، حيث القت واشنطن باللائمة على دمشق في ارتكابه... وكان وصول فورد إلى دمشق بالكاد قبل شهرين من اندلاع التمرد...
الجيش السوري الحر
استنسخت واشنطن في سوريا الخصائص الرئيسة للطبعة العراقية من "الخيار السلفادوري"، وهو ما تمخض عن الجيش السوري الحر وفصائله الإرهابية الأخرى بما في ذلك جبهة النصرة التابعة للقاعدة!!!!.. وفيما أعلن عن قيام الجيش السوري الحر في يونيو 2011، فإن تجنيد وتدريب المرتزقة الأجانب كان قد بدء قبل ذلك بوقت طويل..
وبأكثر من معنى، فإن الجيش السوري الحر ليس إلا مجرد ستار دخاني يقدم من جانب الإعلام الغربي على أنه كيان عسكري بريء نشأ كنتيجة لانشقاقات جماعية كبيرة عن القوات الحكومية... بيد أن أعداد المنشقين لم تكن لا كبيرة ولا كافية لتكوين بنية عسكرية متماسكة ذات إمكانيات للقيادة والسيطرة... لكن الحقيقة ان الجيش السوري الحر لا يمثل كياناً عسكرياً احترافياً، بل شبكة مخلخلة من الكتائب الإرهابية، والتي تتشكل بدورها من العديد من الخلايا شبه العسكرية التي تعمل في مناطق متفرقة من البلاد.... وتعمل كل من هذه التشكيلات الإرهابية على نحو مستقل... ولا يمارس الجيش السوري الحر وظائف القيادة والسيطرة بما في ذلك التنسيق بين هذه التشكيلات المتنوعة شبه العسكرية... فهذه الوظائف إنما تمارسها القوات الخاصة وعملاء الاستخبارات التابعين للولايات المتحدة والناتو المدمجين في صفوف هذه التشكيلات الإرهابية المتفرقة...
وتتواصل هذه القوات الخاصة المنتشرة في الميدان (وأغلب عناصرها من موظفي الشركات الأمنية الخاصة) بصورة منتظمة مع وحدات القيادة التابعة للاستخبارات العسكرية للولايات المتحدة والناتو. ولا ريب في أن هذه القوات الخاصة تشارك في عمليات التفجير المخططة بعناية ضد المنشآت الحكومية والعسكرية والمواقع المدنية..الخ..
وتتكون فرق الموت في سوريا من مرتزقة جرى تجنيدهم وتدريبهم من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهم في مجلس التعاون الخليجي... وهم يعملون تحت إشراف القوات الخاصة والشركات الأمنية الخاصة التي تعاقد معها البنتاغون والناتو... وفي هذه الصدد، تؤكد التفارير اعتقال نحو 200 – 300 من موظفي الشركات الأمنية الخاصة المدمجين في صفوف قوات التمرد...
جبهة النصرة
توصف جبهة النصرة -التي يقال بأنها ترتبط بالقاعدة- بأنها الجماعة "المعارضة" الأكثر كفاءة عسكرياً في ميادين القتال، وينسب إليها العديد من أعمال التفجير المحكمة... ومع أن جبهة النصرة تصوَّر على أنها عدو لأمريكا (أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية لدى وزارة الخارجية) فإن العمليات التي نفذتها تحمل بصمات المنهجية الأمريكية للتدريب شبه العسكري على التكتيكات الإرهابية... فالفظائع التي ارتكبتها جبهة النصرة ضد المدنيين شبيهة بتلك التي نفذتها فرق الموت المدعومة أمريكياً في العراق...
وبكلمات أبو عدنان أحد قادة جبهه النصرة في حلب: "تضم جبهة النصرة في صفوفها قدامى المحاربين السوريين في العراق، وهؤلاء يحملون معهم إلى الجبهة السورية خبرات قيمة خصوصاً في تصنيع العبوات الناسفة"...
وكما كان الحال في العراق، يجري التحريض على العنف الطائفي والتطهير العرقي بصورة حثيثة... ففي سوريا، كانت الطوائف العلوية والشيعية والمسيحية أهدافاً لفرق الموت التي ترعاها أمريكا والناتو... وكانت الطوائف المسيحية على وجه الخصوص إحدى الأهداف الرئيسة لبرنامج الاغتيالات... كما توكد وكالة أخبار الفاتيكان:
مسيحيو حلب هم من بين ضحايا الموت والدمار الناتجان عن القتال الذي يدور في المدينة منذ شهور. وقد تعرضت الأحياء المسيحية في الآونة الأخيرة لضربات قوات المتمردين الذين يقاتلون ضد الجيش النظامي مما تسبب بحركة نزوح كبيرة للمدنيين.. كما تقوم بعض المجموعات الشرسة في المعارضة، وبعض المجموعات الجهادية، بـ”إطلاق القذائف على مباني وبيوت المسيحيين لإجبارهم على الهرب منها واحتلالها [تطهير إثني] (وكالة فيدس. أخبار الفاتيكان، 19 أكتوبر، 2012)
والهدف بالطبع الضغط لسرعة التدخل الدولي لاضطهاد مسيحيو سوريا.. خاصة بعد تاكيد التقارير تدفق فرق الموت المرتبطة بالسلفيين والقاعدة وكذلك بالكتائب التي يرعاها الإخوان المسلمون إلى سوريا منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011...
كذلك فإنه وعلى غرار تأسيس حركة المجاهدين لشن حرب الـCIA الجهادية أيام الصراع الأفغاني، فإن الناتو والقيادة التركية العليا أطلقتا حملة لتجنيد آلاف المتطوعين المسلمين في بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للقتال إلى جانب المتمردين السوريين. وسيقوم الجيش التركي بإيواء هؤلاء المتطوعين وتدريبهم وتأمين عبورهم إلى سورية. (ديبكافايل، الناتو يزود المتمردين بأسلحة مضادة للدبابات، 14 أغسطس، 2011).
شركات الأمن الخاصة وتجنيد المرتزقة
وفقاً للتقارير، تقوم شركات أمنية خاصة انطلاقاً من دول الخليج بتجنيد وتدريب المرتزقة... وتشير التقارير إلى إنشاء معسكرات للتدريب في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة... وخاصة في مدينة زايد العسكرية "يجري إنشاء جيش سري" تحت إشراف شركة Xe Services التي كانت تعرف سابقاً بالاسم Blackwater. وكانت الصفقة لإنشاء معسكر تدريب عسكري للمرتزقة في دولة الإمارات قد وقعت في يوليو 2010، قبل تسعة شهور من نشوب الحرب في ليبيا وسوري...
وآخر التطورات في هذا الصدد قيام الشركات الأمنية المتعاقدة مع الناتو والبنتاغون بتدريب فرق الموت التي تاخذ سمة "المعارضة" على استخدام الأسلحة الكيماوية: مسؤول أمريكي كبير وعدد من الدبلوماسيين البارزين أبلغوا برنامج سي إن إن صنداي الأخباري "تستخدم الولايات المتحدة وبعض حلفائها الشركات الأمنية الخاصة لتدريب المتمردين السوريين على كيفية تأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية في سورية" (سي إن إن ريبورت، 9 ديسمبر، 2012)..
خلف الأبواب المغلقة لوزارة الخارجية
كان روبرت ستيفن فورد واحداً من فريق صغير في وزارة الخارجية الأمريكية اضطلع بالإشراف على تجنيد وتدريب الكتائب الإرهابية، إلى جانب كل من دايريك شوليه وفردريك سي. هوف، شريك أعمال سابق مع ريتشارد إرميتاج، والذي عمل كمنسق واشنطن الخاص للشؤون السورية... وعين دايريك شوليه أخيراً في منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي (ISA)... وقد عمل هذا الفريق تحت قيادة المساعد (السابق) لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان...
وكان فريق فيلتمان ينسق عن كثب عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة في تركيا وقطر والسعودية وليبيا (من باب المجاملة، أرسل النظام الذي خلف القذافي 600 عنصراً من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إلى سوريا عن طريق تركيا عقب سقوط حكومة القذافي في سبتمبر 2011)...
مساعد وزير الخارجية فيلتمان كان على اتصال مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم. وكان أيضاً مسؤولاً عن مكتب “التنسيق الأمني الخاص” حول سوريا، والذي ضم ممثلين عن وكالات الاستخبارات الغربية والخليجية وكذلك عن ليبيا. وكان الأمير بندر بن سلطان، الشخصية البارزة المثيرة للجدل في الاستخبارات السعودية ضمن هذه المجموعة.. وفي يونيو 2012، عين جيفري فيلتمان مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، وهو منصب استراتيجي يُعنى عملياً بصياغة جدول أعمال الأمم المتحدة (بالنيابة عن واشنطن) حول قضايا تتعلق بـ”حل النزاعات” في العديد من “النقاط الساخنة سياسياً” حول العالم (بما في ذلك الصومال، لبنان، ليبيا، سورية، اليمن، ومالي)... وللسخرية المريرة فإن البلدان التي تشكل موضوعاً لـ"حل النزاعات" بالنسبة للأمم المتحدة، هي ذاتها التي تستهدفها الولايات المتحدة بالعمليات السرية...
وبالتنسيق بين وزارة الخارجية الأمريكية والناتو ومقاوليه الخليجيين في الدوحة والرياض، فإن فيلتمان رجل واشنطن، هو من يقف وراء "مقترحات السلام" التي يحملها الأخضر الابراهيمي...
وفيما تستمر في ريائها حول مبادرة الأمم المتحدة للسلام، فإن الولايات المتحدة والناتو تعمل على تسريع عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة لتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بقوات المتمردين... ولا يعي أحد إن الهدف النهائي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة في سوريا ليس تغيير النظام.. ولكنه تدمير سورية كدولة وتمزيقها واستخدامها لاشعال الحرب المزمعة في المنطقة... وإن تعبئة فرق الموت التابعة للـ”معارضة” لقتل المدنيين لهو جزء من هذه المهمة!!!!.. حيث باختصار "الهدف غير القابل للتصريح به" لواشنطن في تحطيم سوريا كدولة ذات سيادة على أسس طائفية وعرقية وتحويلها إلى كيانات سياسية "مستقلة" هو امر اكبر من ديكتاتورية بشار الأسد او من قد يأتي بعده.. انها تلك النواة المخططة سلفا لتلك الكارثة التي تم من قبل اختراق الشرق الأوسط من اجلها.. الحرب القادمة على العالم الاسلامي وبأيدينا!!!!!
إرسال تعليق Blogger Facebook