6/15/2013 -
 
كانت قد صدرت من قبل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، بينما سمحت للشركات فقط بتسجيل براءات اختراع تطويرها للأحماض النووية الاصطناعية.
أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أمس الخميس حكما يحتمل أن يكون له تأثير واسع النطاق، مشيرة إلى أن الحمض النووي في الجينوم (مجموعُ الجيناتِ في الكائِن الحي) البشري هو "نتاج الطبيعة" الذي لا يمكن أن يكون له براءة اختراع. ويلغي هذا الحكم حقوقا حصرية لاستخدام الجينات كانت قد صدرت في العقود الأخيرة من قبل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة، لكنه يسمح للشركات بتسجيل براءات اختراع تطويرها للأحماض النووية الاصطناعية أو ما تسمى بالأحماض النووية المركبة.
وكتب القاضي كلارنس توماس، واضع القرار الذي تم التوصل إليه بالإجماع، قائلا إن "أي جزء من الحمض النووي يتكون بشكل طبيعي هو نتاج الطبيعة ولا يستحق أن يكون له براءة اختراع لمجرد أنه تم فصله". إلا أنه استطرد في الكتابة قائلا إن الحمض النووي المركب "يستحق أن تكون له براءة اختراع لأنه لا يتكون بشكل طبيعي". ويلغي القرار براءات اختراع كانت قد صدرت لصالح شركة "ميرياد جينيتيكس" المعنية بعلم الوراثة والتي كانت قد نجحت في فصل جين نادر مرتبط بمعدلات عالية جدا من سرطان الثدي والمبيض في النساء الحاملات للطفرة الجينية.
وادعت الشركة امتلاكها للحق الحصري في عرض اختبارات لهذا الجين، على أساس امتلاكها لبراءة اختراع له. وكانت نجمة هوليوود أنجلينا جولي، التي توفيت والدتها جراء إصابتها بسرطان المبيض، قد أعلنت الشهر الماضي أنها قد خضعت لعملية لاستئصال الثديين بعد أن أظهر اختبار في معامل شركة "ميرياد" أنها حاملة للجين المسبب للمرض. وتوضح حالتها مدى تأثير الجينات الشخصية على الرعاية الصحية.
"براءة الاختراع تمنح لابتكارات وليس لما يتعلق بقوانين الطبيعة"

ويخول "قانون براءة الاختراع" الأمريكي منح براءات اختراع نتيجة لابتكار أو اكتشاف "أي تكوين جديد ومفيد للمادة" ولكن ليس فيما يتعلق بـ "قوانين الطبيعة والظواهر الطبيعية والأفكار المجردة". وكتب القاضي توماس إن حماية براءات الاختراع "يحقق توازنا دقيقا" من أجل إيجاد حوافز للاكتشاف دون إعاقة تبادل المعلومات التي تغذي عملية الاختراع. واكتشفت "ميرياد" موقع الجين المرتبط بالسرطان، لكنها، كما قالت المحكمة، "لم تحدث ابتكارا أو تغييرا" في المعلومات أو بنية تلك الأجزاء من الحمض النووي. وكانت الشركة قد "اكتشفت جينا مهما ومفيدا، لكن اكتشافا رائدا ومبتكرا أو حتى المعيار" ليس بالضرورة أن يحصل على براءة اختراع.
وأشار الحكم إلى أن وصف شركة "ميرياد" لبراءات الاختراع الخاصة بها يذكر بالتفصيل العملية واسعة النطاق لاكتشاف الجينات: "لكن جهودا واسعة النطاق وحدها غير كافية". وفي المقابل، فإن الحمض النووي الاصطناعي للشركة يتكون برمته من النيوكليوتيدات التي ترمز للأحماض الأمينية – والتي يطلق عليها إكسونات – وتستبعد الإنترونات غير الترميزية. وقال القرار إن "الجزيء الذي يحتوي على الإكسونات فقط ... لا يتكون بشكل طبيعي. وقد يكون ترتيب الإكسونات فيه أمر تمليه الطبيعة، لكن مما لا شك فيه أن فني المختبر يبتكر شيئا جديدا عندما تتم إزالة الإنترونات من تسلسل الحمض النووي لتكوين حمض نووي مركب".

إرسال تعليق Blogger

 
Top