تختلف الفيلة وحيوانات وحيد القرن عن باقي الحيوانات بمجموعة من الأنماط السلوكية المتميزة، لا نزال نتعرف على الكثير منها حتى الآن، فمع غروب الشمس وتحول السماوات الزرقاء في صحاري وغابات أفريقيا، تخرج هذه الحيوانات الضخمة لتمشي بخطوات ثقيلة وتصدر أصواتهما المميزة وهي تتشمم الأرض كأنها تبحث عن شيء ما.
حيث ينطلق حيوان وحيد القرن ثالث أضخم الحيوانات على وجه الأرض في مهمة ليلية يبحث خلالها عن أقران يجتمع بهم ويرافقهم، ويشاركهم لحظات حب فريدة، فيما تحاول الأفيال الذكور التودد إلى إناث الأفيال، ويزيد وزن حيوانات وحيد القرن، التي تضم خمسة أنواع على 3.5 طن، فيما تتراوح أوزان الأنواع الثلاثة من الأفيال ما بين 5.5 طن لذكر فيل الغابات الإفريقي و2.7 طن لأنثى الفيل الآسيوي، وأصبحت هذه الحيوانات هدفا سهلا نسبياً للصيادين بسبب حجمها الضخم. ولا يكف بعض الصيادين عن تتبعها للحصول على العاج من الفيلة والقرون من وحيد القرن.
انقراض وحيد القرن
ويدرس العلماء الفيلة ووحيد القرن بشكل موسع في الغابات والمحميات ومراكز التوالد وحدائق الحيوانات، محاولين الحصول على الكثير من التفاصيل عن حياتها وتطورها غير معروفة، فعلى سبيل المثال، لم يتأكد العلماء إلا في عام 2010 من أن هناك نوعان من الفيلة الإفريقية وهما فيل الأدغال وفيل الغابات، وأشار علماء في نفس العام إلى اختلاف في شكل وجينات وحيد القرن الشمالي والأبيض، ولذا يجب تصنيفهما كنوعين منفصلين، مما يرفع أنواع وحيد القرن الموجودة إلى ستة أنواع.
ونشر علماء آخرون العام الحالي بحثاً خلص إلى أننا لازلنا غير مدركين لمدى الاختلاف بين وحيد القرن الأسود وبقية الأنواع، وتتجاوز هذه الأبحاث نطاق العمل الأكاديمي، فإذا كان وحيد القرن الشمالي الأبيض نوعاً مختلفاً فهو بذلك أحد أندر الأنواع حيث لا تبقى سوى حفنة قليلة على قيد الحياة، وفي القرن الماضي، اختفى وحيد القرن الأسود بوتيرة أسرع من أي نوع آخر من الثدييات نتيجة لأعمال الصيد، ويجاهد العلماء للوصول إلي تلك المعلومات، لأن فهم التنوع الحقيقي لحيوانات وحيد القرن الباقية قد يساعد المهتمين بالحفاظ على البيئة على التوصل إلى أفضل سبل حماية تلك الأنواع.
الفيلة وخدعة الحرارة والتواصل
ويسعى العلماء حالياً إلى اكتشاف السبب وراء امتلاك الفيلة غطاء من الفرو الناعم وليس الشعر الكثيف الذي يغطي أغلب الثدييات، قلة من الثدييات من بينها البشر والحيوانات البحرية، بها هذه الكمية القليلة من الشعر، وطبقا لدراسة نشرتها مجلة (PLoS One)، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ، تكمن الإجابة في أن الشعر الذي يغطي أجسام الفيلة يساعدها على تنظيم درجة حرارة أجسامها، ويساعد هذا الشعر الفيلة على التخلص من الحرارة ويزيد من قدرتها على المحافظة على برودة أجسامها بنسبة تتراوح بين 5 % وأكثر من 20 % عندما تكون سرعة الرياح قليلة وتكون الفيلة بحاجة إلى تبريد أجسامها، وتستخدم الفيلة الإفريقية آذانها للتخلص من الحرارة المرتفعة، بينما تعتمد الفيلة الآسيوية على الخرطوم للقيام بهذه الوظيفة .
وتتفرد أفيال الأدغال الإفريقية في بعض السمات، حيث أظهر العلماء في سبتمبر/أيلول الماضي كيف أن الفيلة الحبيسة تظهر عليها باستمرار أربعة أنماط سلوكية متميزة، وهي الخوف والتآلف الاجتماعي والعدوانية والنشاط، وفي نفس الشهر، توصل الباحثون إلى أن السمات السلوكية لستة من حيوانات وحيد القرن الأبيض الشمالي، الموجودة في حديقة حيوان في جمهورية التشيك، قد تأثرت بعد أن وضعت سوياً في مجموعة جديدة، حيث أن الفيلة لديها قدرة كبيرة على التواصل الاجتماعي.
ولوحظ في أحد المشاهدات أن أفراد قطيع من الفيلة تخلوا عن أمهم المريضة التي كانت تواجه صعوبة في الوقوف على قدميها، ولكن العدسات سجلت اقتراب فيلة أم من قطيع آخر وحاولت مساعدتها لأكثر من مرة على الوقوف مستخدمة أنيابها، ووصف الباحثون مثل هذا سلوك بأنه تصرف عاطفي.. !
الفيل الأفريقي أكبر حجماً من الفيل الهندي ويتميز بشكل أذنيه الأكبر حجماً التي تشبه قارة أفريقيا، كما يمكن تمييزه من ظهره المائل وليس محدب كالفيل الهندي، والفيلة الأفريقية أكثر شراسة ولذلك لم يسهل تدريبه، كما أن هناك سبب آخر وهو أن الفيل الأفريقي لم يحظ بالاهتمام في سبيل تدريبه كما حظي به الفيل الهندي.
إرسال تعليق Blogger Facebook