8/21/2013 -
 
أحبابي في الله.. هذا الموضوع هام جدا ولذا أرجو منكم قراءته للنهاية...برغم أني أشرت له في مواضيع متعددة إلا انه بات من المهم ان أفرد له نقاش واضح ومحدد وخاصة في الوقت الحالي..

اعلموا احبتي في الله ان أي تعامل بين الإنسي والجني وبكل صوره وسواء بطلب من الإنسي أو بطلب من الجني وبأي نوع من العهود بينهما هو حرام شرعاً وآثم فاعله..ويضل به كلا الطرفين.. وهو حرام في كل االاديان السماوية.. والاخوة المسيحيون يعلمون هذا بأمرهم "لا تقربوا الجن ولا تطلبوا التوابع"... ويستوي في ذلك من يظن انه يتعامل مع جني مسلم أواية طرائق اوشياطين الجن..وهناك من هو مستحوذ عليه بعلمه وهناك من هو مستحوذ عليه بدون علم!!!

وهناك من الجن من يستطيع التجسس واستراق المعلومات بأنواعها وتصنيفاتها.. وهناك من ملوك الجن انواع قادرة على الاختراق بكافة مستوياته وادعاء العلم بالغيبيات ويضلون اوليائهم من الإنس.. ومعنى "الإختراق" هو الصعود واستراق السمع في السماء الدنيا وحتى "قبل" حدود منطقة "الرجم".. والمعني بمنطقة الرجم هي سقف السماء الدنيا والمزين "بمصابيح الرجم" والتي يرجم بها سارقوا السمع بالشهب الراصدة "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير" (الملك 5) .. وهي منطقة بحساباتنا البشرية المادية بعيدة جدا على بعد ملايين السنوات الضوئية... وبرغم من حقيقة ان احد الامور التي كرم بها الله تعالى بعثة رسوله الحبيب المصطفى خاتم الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام بأن مليء سقف السماء الدنيا بالحرس والشهب "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً" (الجن 8-9)..
الا ان هناك انواع معينة من ملوك الجن قادرة على اختراق طبقات متعددة وحتى الطبقات "القريبة" من منطقة الرجم.. وعندما تتنزل الأوامر السماوية للحياة الدنيا والأقدار والمسببات الممهدة لها يسترق سمعها من هذا النوع من الجن.. قد تكون تلك المسببات للأمر القدري تسبقه بأيام..و شهور..او سنوات... ويخلط الجن "بكل انواعه" ما يسترقه من معلومات بمعلومات اخرى مضللة..ويقومون بابلاغ اولياؤهم من الانس ليضلوهم ويضلوا بهم غيرهم من الناس..ويظن كل اولئك المضللون انهم مطلعون على الغيب وخاصة عندما تتحقق بالفعل بعض الامور ويكون بذلك قد حقق الشيطان مراده في أضلال البشر ودفعهم للشركيات والتعدي على ما اختص به الله نفسه من علم الغيب..ويأتي هنا السؤال الأهم.. هل معنى قدرة هذا النوع من الجن على استراق السمع من الطبقات العليا والعلم بالقدريات وبمسبباتها قبل حدوثها انهم قادرون بالفعل على علم الغيب؟؟؟؟؟
وتأتي هنا الإجابة الأهم... ان القدر نفسه متغير..نعم القدر نفسه متغير ونتيجته متغيرة وبقدرة الله الواحد الأحد وحده وعلى هذا ادلة كثيرة في القرآن والسنة الصحيحة.. فقد يتنزل قدر وتسبب مسبباته ثم يبدل بقدر اخر ونتيجة اخرى..وقد تتبدل النتيجة القدرية النهئية بأمر الله تعالى وقدرته وحتى دون مسببات بادية قبلها..وحتى بخرق الأسباب.. وكل هذه التفاصيل القدرية ومسبباتها ونتائجها وبدائلها وتغيراتها وتحقيق النتيجة النهائية بمشيئة الله وحده مدونة في اللوح المحفوظ.. ولم يطلع الله احد من خلقه أبداً على اللوح المحفوظ حتى ملائكته المقربين والذين يتنزلون بالأوامر لتنفيذها.. ومن يقل بغير هذا فهو آثم... وبهذا تظل الحقيقة..أن الغيب بيد الله وحده..وان النتيجة النهائية لأي قدر هو بيد الله وحده "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو".. ومن يتعدى ما اختص به الله نفسه بأية صورة من الصور فهو آثم!!!!

ونأتي الى أمر آخر هام.. اعلموا احبتي في الله أن إبليس وكثير من أعوانه من الجن والعديد من ملوك الجن من كافة الطرائق قادرون على "التهيؤ" ..ولا يهمني هنا الصور المختلفة للتهيؤ...لكن الأهم هو القدرة على الظهور للإنسي بصورة "نورانية" محببة للنفس..قد يظن معها الإنسي ان من معه "شيء إلهي صالح" و يظن بعض الإنس ان من يتواصل معه "ملائكة" من الله.. بل ان من قدرات هذا النوع من الجن هو التأثير على الإنسي وطاقاته حتى يشعر بمشاعر التقبل والرضا والسعادة ويظن أنها طاقات "ايجابية" وهي ليست كذلك.. ثم يساق هذا الإنسي للضلال والفتنة بعدم اعمال عقله والثبات على الحق.. ويظن ان ما يبلغ به "أمور إلهية" اختصه الله بها..وغالباً ما يبلغه من يتواصل معه من الجن بأمور يخلط بها بعض الحقائق بكثير من الزيف حتى يجعله فريسة للتصديق..والجني يهمه ان يصدق هذا الإنسي الجزء الضال المزيف.. ومن هنا يستخدم بضلاله لإضلال غيره من البشر...(وملاحظة لا اغفل عن ذكرها في هذا الصدد ان هذا الأمر ايضا يمكن تحقيقه "تقنيا" باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية كما ناقشنا ذلك سابقا في تجارب "الاستحواذ" التقني.. ومنها على سبيل المثال ما تم تجربته على المدعو "ابو زبيدة" والذي كان من قادة القاعدة ومعتقل في "جوانتانامو" والذي اجريت عليه تجارب الاستحواذ التقني من قبل المخابرات الامريكية بنجاح واعتقد خلال وقت قصير ان الله يحدثه من الداخل..وكذا غيرها من التجارب التي عرضناها من قبل عن استخدام تلك الموجات في السيطرة على العقول وسماع اصوات داخلية.. خلاصة القول..ان نفس اسلوب الجن في الاستحواذ وخداع الطاقة هو نفس او مقارب للإسلوب التقني ونتائجه).. ويجب هنا ان نذكر ان هذا من احدى "حيل" الدجال وحزبه الشيطاني.. ومخطط عند ظهوره ان يتم السيطرة والتهيؤ للبشر بطاقات تبعث على التقبل والتصديق والشعور بالرضا.. لكن علينا الا نغفل ابدا انه مهما بلغت قدرات السيطرة والاستحواذ بكافه انواعها فلا تتعدى ابدا ال 80%.. ويمكن مقاومتها تماما بواسطة الثبات بقوة على الوعي والإيمان الخالص وصدق العقيدة...

وبالعودة لموضوعنا في ما يخص الغيبيات.. فلا بد من ذكر "الرؤى والأحلام"..وهذا موضوع مهم جدا في كيفية تصنيف الحق من الضلال... ويجب بداية ان نعلم اختلاف الرؤى لتصنيفات متعددة وباختصار.. فمنها ما هو إلهي..ومنها ما هو من العقل الباطن ومخزون الإنفعالات الإنسانية.. ومنها ما هو من الجن والسيطرة على قرين الإنسي الذي يعمل "كوسيط" بين الجني والإنسي ومراكز مخ الإنسي وغدته الصنوبرية وعصبه البصري وجهازة العصبي.. ومنها ما يكون من القرين ذاته...ومنها ما يكون من الإنسي للأنسي لبعض الأفراد القادرين على التخاطر والسيطرة عن بعد سواء ايجابيا او سلبيا... والأهم وما عرضناه في السابق في "مشاريع العقل" هو القدرة التقنية في السنوات الحديثة على بث "الرؤى والأحلام" عن بعد..واستهداف فرد ما بواسطة التقنيات الحديثة والموجات الميكروية والموجات الكهرومغناطيسية مختلفة التردد للسيطرة على مراكز محددة في المخ وحتى العصب البصري.. وخاصة بعد تزويد تلك التقنيات ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأقمار الصناعية الجديدة بأجهزة MMG أو قراءة الخريطة الكاملة للنشاطات المغناطيسية للمخ والجسم البشري وغيرها من القدرات التي تناولناها بالتفصيل في مواضيعنا...
اما كيف يتم تسليط ذلك على "شخص بعينه".. فلهذا عدة اساليب..لكن اهمها بمعرفة "أكواد" هذا الشخص.. ومن تلك الأكواد التي ميز بها الله تعالى كل انسان على سبيل المثال لا الحصر..الذبذبة الخاصة بهالة الطاقة التي تحيط به "لأورا"..فهي كالبصمة ولكل انسان ذبذبة خاصة به وحده.. كما ان لكل انسان بصمة خاصة في الآشعة "فوق الحمراء" الصادرة من مخه..وغيرها من الأكواد الخاصة بكل انسان دون غيره.. (ومهم ان أذكر في هذا الصدد ان هذا هو نفس السبب الذي يطلب به السحرة والدجالين "أثر" مما يستخدمه الشخص المطلوب عمل سحر له..حيث يبقى تأثير طاقة الانسان ببصمة ذبذباته الخاصة به في كل ما يستخدمه.. ويحتاج الساحر لمعرفة هذا الكود ليوجه اولياؤه من الشياطين لاستهداف هذا الشخص بعينه)...
لكن المهم في موضوعنا أن "الرؤى والأحلام" متعددة الأسباب وليس كلها سليم أو صحيح وهناك من المضللين الذين يسوقون الناس للإعتماد على الرؤى والأحلام باعتبارها من الأمور الباطنية التي تحمل رسائل ودلالات واجبة التنفيذ..وهذا أمر خاطيء تماما.. أما عن الرؤى "الإلهية" التي تأتي من الله تعالى لعبده والتي وصفها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بأحد درجات النبوة.. فالمقصود بها الرؤى الخاصة التي تأتي للعبد الصالح..إما لتبشيره بأمر ما..أو تحذيره من أمر شخصي أو عام.. أو تهيئته لتقبل أمر آتي.. أو توجيهه...الخ.. لكن مل يهمنا هنا هو انها رسائل وعلامات شخصية للفرد..ولا تعني ابدا انه يطلع على الغيب ولا يعني ابداٍ انه منوط به اخبارها للعامة أوالتبليغ بها كأمر "واجب" الحدوث.. فالمنوط بهم الإخبار والتبليغ وتقرير ما "سمح" به من الله تعالى من الغيبيات هم انبياء الله ورسله فقط..وهم من رؤياهم حق.. وليس دونهم.. اما المقصود بقص الرؤية من عامة البشر هو الاستبشار..

ولا نغفل في موضوعنا الحديث عن القدرات الخاصة البشرية ومنها قدرات التخاطر وقدرات السيطرة عن بعد لمن لديهم تلك الخواص من الإنس..وكما ذكرت قد يكون ذلك "بالسالب" كؤلئك الذين تستخدمهم وكالات المخابرات العالمية.. وبرغم ان المخابرات الروسية الكي جي بي كانت سباقة جدا في هذا الأمر وتجاربة وتدريباته واستخدم عبر سنوات كجزء اساسي من عملها الاستخباري.. إلا ان المخابرات الأمريكية قطعت شوطاً كبيرا في استغلال تلك القدرات وتنميتها وضمها لمشاريع متخصصة.. لعل من أهمهم مشروع "ستار جيت" على سبيل المثال.. ومن الجدير بالذكر أيضاً انها من إحدى حيل "الدجال" وتجنيد أصحاب القدرات الخاصة والسيطرة عن بعد وخاصة مع وجود تدريبات وعمليات تقنية لتنمية تلك الخواص لأتباعه..وقد عرضت من قبل عند الحديث في مشاريع التحول البشري Transhumanism تفاصيل عن تلك التقنيات والتي اطلقوا عليها "صناعة الآلهة" والعياذ بالله عبر التحكم في بعض الامور في الجسد البشري كغدته الصنوبرية وتردد الدي ان ايه...
لكن ما يهمنا ايضا هنا هو الجانب "الموجب" وهم اصحاب القدرات الخاصة من عباد الله الصالحين.. كما ان هناك من عباد الله من يرتقي بصلاحه وتقربه لله وصدق ايمان القلب حتى يصل لمرتبة العبد الرباني.. والتي وصفت في الحديث الصحيح بأن الله تعالى ينعم عليه بمحبته حتى يكون سمعه الذي يسمع به..وبصره الذي يبصر به..ويده التي يبطش بها...أي يكون الله في كل جوارحه بما اكتسب العبد من صلاح!!!!... وفي هذه المرتبة يكون للعبد خواص وقدرات استشفاف لكنه لا يعمل الا بهدي الله وللخير ولا لشيء إلا وجه الله تعالى..ولا يرغب في الدنيا جزاءا ولا شكورا... وهؤلاء لا يعلنون على أنفسهم مهما أوتوا من قدرة أو قوة أو علم..ولا يعلم بخواصهم أحد..لأنه كلما ارتقى الإنسان أدرك ضآلته أمام خالقه...وأدرك قدرة الله عليه.. وبلغ كمال الخشية من الله الواحد القاهر فوق عباده...
وليسوا اولئك بأئمة الضلال من الفرق الدينية "الضالة" الذين يدعون علم الغيب والدعم الإلهي مما نرى أو نسمع عن بعضهم..
خلاصة القول في موضوعنا.. أن الغيب أمر اختص به الله نفسه صراحة..ولا يجب أبدا الخوض به ولا في الغيبيات التي ليس عليها دلالة من القرآن والسنة الصحيحة.. حتى لا يقع الإنسان في الفتن والضلالة.. وعليكم أن تعلموا احبتي في الله ان هذا من أحد مخططات الدجال المسلطة عليكم.. وخاصة بعد مؤامرة كاملة تمت على البشرية لتزييف التاريخ والوعي الانساني... تم بها حجب وتزييف تراث فكري كامل وعلوم لحضارات قديمة..وابراز لمخطوطات وكتب تم تزييفها لخداع الوعي.. وعلوم شيطانية وشركية تم الدفع بها لتأخذ مقام الأهمية.. وللأسف هي موجودة بغزارة في كل وسائل اعلامنا الذي يسلط الضوء عليها.. ودجالون كُثر تم تجنيدهم للترويج لهذه الأمور وترسيخها لدى البشر بكافة اتجاهاتهم وثقافاتهم..وأخذوا مسميات متعددة خاصة في وقتنا الحالي..علماء الفلك..ملوك التوقعات..العرافين..متخصصي الابراج..مفسري الأحلام..الخ.. باستغلال غريزة "الفضول" لدى الإنسان لمعرفة الغيب والإطلاع على احداث المستقبل... ومنها كل هذا السيل من "النبوءات" المضللة التي يتم الترويج لها وليس لها أي أساس سليم من السنة الصحيحة ولا القرآن الذي تعهد الله بحفظه ولا علم ولا منطق.. وما يتم بهذا الصدد ليس بأمر عشوائي..ولكنه أمر مخطط بكفاءة..لتهيئة الناس لما يعده "الدجال" واتباعه من تحقيق لبعض ما تم الترويج له لخداع البشر.. وايقاعهم في الشرك.. واضلالهم عن الأمور الصحيحة التي أنبأنا الله بها وقت حدوثها..وللسيطرة على عقول البشر..وصرفهم عن المنهج السوي.. فكما نكرر دائما ان المعركة موجهة "للإنسان" ووعيه وايمانه الخالص.. فعليكم في كل أمر أن تستبينوا حدود الله به ولا يغرنكم الغرور.. وعليكم ان تراجعوا سيرة أعظم قدوة للبشرية وهو رسولنا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام.. فلو أراد الله لنصره بقدرته وبفتح علوم الغيب له..لكنه علمنا الأخذ بالأسباب والسعي وإعمال العقل..وصلاح القلب وحسن التوكل على الله..وعلى الله قصد السبيل..
وواقعنا الحالي يتطلب من الجميع العمل والبناء والعلم السليم وليس ضياع الوعي والوقت في الضلالات...واعلموا احبتي في الله أن ديننا واضح وصريح وموافق للفطرة السليمة.. الصواب به واضح والخطأ به واضح ونهينا به عن الوقوع في المشتبهات.. عملا بقوله عليه الصلاة والسلام:" إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن الكثير من الناس، فمن استبرأ من الشبهات..إستبرأ لنفسه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.. ألا وإن لكل ملكٍ حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة أذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله..ألا وهي القلب"!!!!!

إرسال تعليق Blogger

 
Top