يقول الدكتور عبد الرحمن النجار - أخصائي طب الأطفال وحساسية الصدر -: إن الصفراء مرض شائع إلى حد ما في الأطفال حديثي الولادة خصوصًا الأطفال المبتسرين - أي الذين تمت ولادتهم قبل إتمام 38 أسبوعا - وأيضا الأطفال الذين يتم رضاعتهم رضاعة طبيعية.
ويضيف: "مرض الصفراء عبارة عن حدوث اصفرار ببياض العين والجلد للمولود، وذلك نتيجة زيادة نسبة البيليروبين بدم المولود، والأعراض غالبًا ما تظهر بين اليوم الثاني والرابع من الولادة وهي عبارة عن: اصفرار بجلد الطفل، واصفرار ببياض عين الطفل.
وعادة تلاحظ الأم اصفرارا بالوجه أولا ثم اصفرارا ببياض العين ثم اصفرارا بباقي الجسم؛ للتأكد من وجود الصفراء عند الطفل تقوم الأم بالضغط بإصبعها على أنف أو جبهة الطفل سترى زيادة اللون الأصفر مكان الضغط، ويفضل فحص الطفل في ضوء الشمس وليس في أي إضاءة أخرى للتأكد.
وعن أسباب إصابة الأطفال بالصفراء يقول النجار: إن مرض الصفراء يحدث نتيجة زيادة نسبة "البيليروبين" بدم الطفل وهي المادة المسببة للون الأصفر لمرض الصفراء وهي منتج طبيعي من تكسير خلايا الدم الحمراء؛ حيث إنه من المعروف أن خلايا الدم الحمراء تتكسر بعد عمر نحو 120 يوما فينتج عن ذلك أن يصبح هيموجلوبين الدم طليقا والذي يتكسر إلى مادة جلوبين ومادة الهيم ثم تتكسر مادة الهيم إلى حديد وبيليروبين.
ويشير النجار إلى مضاعفات مرض الصفراء قائلا: "إذا ترك مرض الصفراء بدون علاج يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة البيليروبين بدم الطفل بما يسمى النسبة الحرجة في هذه الحالة تترسب مادة البيليروبين في أجزاء من مخ الطفل فتسبب مضاعفات عصبية خطيرة مثل الشلل أو فقدان البصر أو فقدان السمع أو حدوث حمى وتخلف عقلي لا قدر الله.
أما خطوات علاج الصفراء فيحددها النجار فيما يلي: الصفراء البسيطة لا تحتاج إلى علاج، أما الصفراء نتيجة الرضاعة الطبيعية يتم علاجها بمنع الرضاعة الطبيعية لمدة 3 أيام فتقل نسبة الصفراء بسرعة وعند الرجوع للرضاعة الطبيعية لا ترتفع نسبتها مرة أخرى، والصفراء المتوسطة أو الشديدة يتم العلاج بالضوء؛ حيث يتم تعريض الطفل لضوء معين فيغير من تركيب البيليروبين ويخرج مع البول أو البراز أو يتم العلاج بحقن معينة بدم الطفل وإذا فشلت هاتين الطريقتين يتم العلاج بتغيير دم الطفل.
إرسال تعليق Blogger Facebook