وللأسف فإن الدول الكبرى القائمة على تلك المخططات الشيطانية هي في الحقيقة في غاية الضعف..ولا تستطيع تحقيق هذه النجاحات دون "خيانات داخلية".. فالخونة والعملاء والطوابير الخامسة هم من يمهدون الطريق دائما لاضعاف الاوطان وجرها للخراب..ودونما ذلك لما حقق أي مخطط نجاحاته...
ولتنفيذ الفكرة الأمريكية كان لابد من الارتفاع الكامل من التطرف في العالم... فنمو وصعود التطرف هو جزء من الطريق نحو الحرب العالمية الثالثة ..وكان هذا محور وقوف امريكا ووكالات المخابرات الحليفة حول العالم وراء انشاء كل ما نراه من حركات متطرفة عملت على تخليق "الارهاب الاسلامي" من ناحية..واعلاء شوكة الصراع الطائفي بين السنة والشيعة من ناحية اخرى.. لأن الأهدف المعلنة من تلك الحرب الثالثة اقل بكثير من تلك الاهداف الحقيقية الساعي ورائها اتباع الشيطان..
فالمعلن هو ضرورة الحرب كبديل للانهيار الاقتصادي الذي تواجهه امريكا وحلفائها لا محالة..والسيطرة على موارد الشرق الاوسط ومنابع النفط .. وللحد من الهيمنة الروسية على خطوط الغاز وحماية الحدود الإسرائيلية في صورة خطة "الطوق النظيف" والمعنية بتدمير ما بقي من الجيوش العربية المحيطة بها..والتوسع في حدودها وكسر التوريد بين سوريا وحزب الله وحماس وإيران مما يؤدي بالهيمنة الصهيونية على المنطقة بأسرها..
لكن الغير معلن هو ضرورة تلك الحرب كمسار اساسي لتحقيق النظام العالمي الجديد..والذي تسبقه الفوضى الخلاقة وتفتيت المنطقة بأسرها ل "موزاييك" غير متناغم غارق في الصراعات..يكون وقود لحرب كبرى من شأنها في النهاية القضاء على الحضارات..واساسيات الاديان الثلاثة..وتحقيق حجم الابادات المطلوبة قبل قيام المنظومة النهائية وتقبل دينها لشيطاني الموحد الذي تفرضه على ما بقي من البشرية...ولذلك مخطط زمني تم انفراطه اكثر من مرة لتغير المعطيات على ارض الواقع...
وكما يقول كسينجر الثعلب الامريكي ان امريكا قد حددت اطراف الحرب الثالثة ووقودها.. فالحرب ستكون بين الحلف الامريكي والاروبي ضد العالم الاسلامي وايران وروسيا والصين... وسيكون وقودها العرب والمسلمين ..ولم يخف "كيسنجر" خطة الصهيونية العالمية عندما حدد ضرورة احتلال سبع دول عربية علي الفور نظراً لاهميتها الاستراتيجية لانها تحتوي علي البترول وموارد اقتصاد اخري.. فماذا ينتظر العرب بعد ذلك؟؟؟
فبحجة حماية الأمن والسلام.. فإن المخطط الأمريكى بالتعاون مع الصهيونية العالمية.. وخصوصاً بما لديهما من نفوذ فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والناتو.. يلجأ إلى زيادة تواجد القوات المسلحة الأجنبية فى البلاد العربية والإسلامية بمختلف الحجج والذرائع، وقد بدأ بالفعل فى العراق وليبيا واليمن، والشىء ذاته يحدث فى الصومال سعيا لاعلان البحر الاحمر تحت حماية دولية.. والسودان بعد تقسيمها ..وما حدث فى مصر لاسقاط الدولة واستهداف الجيش والشرطة ..وما تمر به سوريا من حرب عصابات وتطرف وشراك متتالية وحرب اعلامية مكثفة..وتهيئة دول الخليج لحرب طائفية قادمة بل وزرع خلايا شيعية مدربة نائمة في الداخل..والعمل المكثف على تأجيج كل صور الصراع التي شهدناها طوال الفترة السابقة وباشتراك الجميع... حتى المواطنين كلاعب اساسي لضرب الشعوب ببعضها تحت عباءة كبرى من الزيف والبروباجندا والفبركة الاعلامية واللعب على وتر "النبوءات" والتوقعات والعمل على تخليقها وتغذية اطرافها وبرمجة العقول لحشد الغضب وابقاؤه في حالة استعداد لاستعار الفوضى وعدم القدرة على تحقيق مسار واحد او هدف حقيقي!!!
وتلك المناهج أمر تم تخطيطه من عقود طويلة..منذ قرره "آدم وايزهاوبت" في دستور المتنورين عام 1776 عن اهمية الحرب الثالثة لموجهة ضد العالم الاسلامي.. وفي عام 1834 اختار النورانيون الزعيم الثوري الإيطالي جيوسيبي مازينيGuiseppi Mazzini ليكون مدير برنامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم.. وفي عام 1840 جيء إليه بالجنرال الأميركي البرت بايك Albert pike الذي تقبل فكرة الحكومة العالمية الواحدة حتى أصبح فيما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية ... وفي الفترة بين عامي 1859 و 1871 عمل في وضع مخطط عسكري لحروب عالمية ثلاث كبرى اعتبر أنها جميعها سوف تؤدي إلى وصول المؤامرة إلى مرحلتها النهائية ...
أما الحرب العالمية الثالثة فقد قضى مخططها أن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الحركات الاسلامية من ناحية..ثم بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي. وبأن توجه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم (العالم العربي والمسلمون ) والصهيونية (دولة إسرائيل) بتدمير بعضهما البعض في النهاية.. وفي الوقت ذاته تقوم الشعوب الأخرى التي تجد نفسها منقسمة أيضا حول هذا الصراع بقتال بعضها البعض حتى تصل إلى حالة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي ..وفي 1871 أخبر الجنرال بايك مازيني أن الذين يطمحون للوصول إلى السيطرة المطلقة على العالم سيسببون بعد نهاية الحرب العالمية الثالثة أعظم فاجعة اجتماعية عرفها العالم في تاريخه!!!!
فاتباع الكنيس الشيطاني هم الذين يوجهون في عصرنا الحاضر حكوماتنا ويجبرونها على الاشتراك في الحروب والثورات ماضين قدما في تحقيق مخططات الجنرال بايك التي ترمي إلى الوصول بالعالم إلى تلك المرحلة من المؤامرة التي تسبق مملكة دجالهم..
ولذا تم الترويج بكثافة لمصطلح "الحرب العالمية الثالثة" ويستخدم بحرية في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت بالرغم من ان هذا المصطلح يعني الصراع العسكري الذي يمتد لأكثر من قارتين.. والتي يشارك فيها 20 بلدا على الأقل في هجوم كبير ضد اعداء مشتركين ويؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح.. فالشرط الوحيد المتبقي لتحقيق بداية WW3 هو حتمية وجود الصراع العسكري الذي يمتد لأكثر من قارتين... ومن هنا تم تهيئة الشرق الأوسط لجعل المنطقة كلها في أتون الحرب.. وليس الدول العربية واسرائيل وحدها بل اطراف مثل إيران وتسليحها ومفاعلاتها واطماعها في الدول العربية و متشددين في باكستان وافغانستان.. وكوريا الشمالية وأسلحتها النووية.. والصين وخلافها مع تايوان وروسيا والضغط لحماية مصالحها..في ظل انهيارالاقتصادات الغربية...والسعي وراء الحد من أعداد كبيرة من السكان وتغيير وجه الارض كما نعلمها باستخدام الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان!!!!
تفاصيل كثيرة تحدثنا بها في السابق ولا يكفي موضوع لاحتوائها..لكن الأهم بها هو اننا "نحن" من نجعل من كل تلك المخططات فاعلة وليس القوى الغربية.. وكما قالها الشيطان من قبل "وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي".. فلا يفقد الانسان ارادته ويسير بمنهج القطيع الا طواعية.. ولا تتأتى هذه الطواعية الا اذا استسلم اولا لتفكيكه داخليا..ولخداعه..ولافقاده ذلك الخط الفاصل بين الخطأ والصواب.. ودفعه دفعا لخيانة وطنه وهو يعتقد انه يفعل صالحا...فعجبا لمن يظن ان دفعه بالتدخل الخارجي من اتباع الشيطان لخراب وطنه سيحقق غد حر ومستقر..عجبا لمن سلم نفسه ليكون اداة للدمار..فخطورة المخطط الغربي وادواته في الداخل باتت بادية للجميع!!!!... ولعلنا نتذكر من حديث ثوبان في سنن أبى داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وإني سألت ربي تعالى لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، ولا أهلكم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وحتى يكون بعضهم يسبى بعضاً، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى"...فالظان ان ما سعى اليه الغرب ورسخه في نفوس اتباعه واقع لامحالة هو ضال..وانما لله مشيئة.. والصراع بين الخير والشر قائم الى قيام الساعة.. ولن ينصر الله الا من ينصره حقا وصدقا!!!!
لماذا احتاجت الولايات المتحدة لاستغلال ثورات الربيع العربي قبل اشعال مخطط الحرب العالمية الثالثة المزعومة وتفتيت الدول وتفكيك جيوشها وابقائها في حالة صراع فوضوي مستعر تنعدم به الرؤى والاهداف الحقيقية الموحدة؟؟؟
إرسال تعليق Blogger Facebook