يستعرض الكاتب الأسلامى"هشام كمال عبد الحميد" آيات من القران وجميع الكتب السماوية على وجود هالة نورانية ,
ـ
أولا ذكر الهالة النورانية بالقرآن الكريم:
ذكرت الهالة المحيطة بجسد المؤمن أو العاصى فى مواضع كثيرة من القرآن الكريم, فقد اشار القرآن إلى ان المؤمنين يحيط بهم نور والعاصين والمجرمين يحيط بهم ظلام أو لو أزرق, مشيرا بذلك إلى اللون الطيفى لهالة كلا من المؤمنين والكافرين والعاصين,
فهذه الآية تشير لوجود نور للمؤمنين يحيط بهم ويمشون به فى الارض بين الناس, ووجود ظلام(سواد او لون قاتم) يحيط بالكافرين ولا يخرجون منه بسبب اعمالهم الشريرة وأكلهم المحرمات وتناولهم الخبائث ومعصيتهم لله.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور)ٍ سورة النور.
وهذه الآيات واردة بسورة النور وهى السورة التى أفاضت فى بيان بعض الحدود وفصلت الكثير من الاوامر الإلهية للبشر , وهى الأوامر التى إذا إلتزمنا بها أخرجتنا من الظلمات إلى النور الذى حملت السورة اسمه , فمن ينفذ هذه الأوامر والنواهى الواردة بسورة النور يزداد نوره ومن يخالفها ويسير وراء التعاليم الإبليسية يظل فى ظلمات بعضها فوق بعض, أى تصبح كل طبقات هالته سوداء مظلمة.
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( سورة البقرة 257)
وهذه الآية تشير إلى ان الله يخرج المؤمنين بعد طاعته له وتنفيذهم لأوامره من الظلمات التى كانت تحيط بهم (الهالة السوداء) ويحيطهم بنور (الهالة البيضاء)
لان هذه الطاعات والعبادات والشعائر والصلوات التى يأمرهم بها تغير سلوكياتهم ومن ثم تقوى نورانيتهم الإيجابية وتذهب عنهم الهالة السلبية المظلمة , أما الكافرين فأوليائهم الطاغوت الذى يأمرهم بالمعاصى والفحشاء والمنكر وأكل الخبائث التى تغير سلوكهم الطبيعى الفطرى فيسقط عنهم لباس التقوى" النور الإلهى" فيظل محيط بهم هالة سوداء تمكن الشياطين من اختراق أجسادهم والسيطرة العقلية والنفسية عليهم.
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ( 13 ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 14 ) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 15 ) سورة الحديد
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
سورة التحريم"
(يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) 102 طه
والآيات السابقة توضح لون الهالة التى ستحيط بالمؤمنين والكافرين فى الآخرة وستكون ظاهرة للجميع ويرونها راى العين بعكس ماكان الحال فى الدنيا من حجب رئية هذه الهالة, فستكون هالة المؤمنين نورانية بيضاء وهالة المجرمين زرقاء مضلمة, وسيحاول الكافرين أقتباس اى نور من نور المؤمنين لكن ستذهب محاولاتهم سدى لأن الله سيضرب بحجاب أو سور بينهم وبين المؤمنين فلا يتمكنوا من أقتباس اى نور منهم لاأنهم فتنوا أنفسهم فى الدنيا وأرتابوا فى الله وغرهم الشيطان بالأمانى الخادعة والوعود الكاذبة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال" كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين طلعت الشمس فقال:
" سيأتى أناس من أمتى يوم القيامة نورهم كضوء الشمس, قلنا: من اولئك يا رسول الله؟ فقال فقراء المهاجرين والذين تتقى بهم المكاره يموت احدهم وحاجته فى صدره يحشرون من أقطار الأرض"(مسند الأمام احمد)
وعن أبى ذر وأبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"
: "إنى لاعرف أمتى يوم القيامة من بين الأمم, قالوا: يارسول الله وكيف تعرف أمتك؟ قال : أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم, وأعرفهم بسيماهم فى وجوههم من أثر السجود, وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم"
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"
وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" المائدة 46
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" سورة المائدة44
والآيات السابقة توضح أن الكتب السماوية المنزلة من الله كالقرآن والتوراة والإنجيل(قبل التحريف فى بعض نصوصها بالتأكيد) فيها نور, وهذا النور بالقطع يتمثل فى العبادات والشعائر والصلوات والأوامر والنواهى الإلهية الموجودة بهذه الكتب, والتى تنير القلوب وتزيد الهالة النورانية فتخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور.
واثبت القرآن الكريم ان هالة الرسل قريبة من ضوء الشمس, ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( 45 ) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ( 46 سورة الاحزاب.
وفى تفسير هذا السراج المنير بكتب السيرة : أنه صلى الله عليه وسلم لم يقع ظله على الأرض ولا رؤى له ظل فى شمس ولا قمر.
ثانيا: الهالة النورانية فى الإنجيل "العهد القديم":
جاء نص صريح بسفر الامثال بالعهد القديم يشير إلى وجود نور للصديقين وأنطفاء سراج "نور" الاشرار يصبحون فى ظلام او سواد: "نور الصديقين يفرح, وسراج الأشرار ينطفئ"الامثال 9:13
" ويمنع عن الاشرار نورهم, وتنكسر الذراع المرتفعة" أيوب 15:38
"هكذا من سب أباه او امه ينطفئ سراجه فى حدقة الظلام" الامثال 20:20
ثالثا: الهالة النورانية بالعهد الجديد:
هناك نص بإنجيل لوقا يشير صراحة إلى ان من يترك العمل الصالح والإيمان يتحول نوره"هالته" إلى ظلام او سواد.
"أنظر إذا لئلا يكون النور الذى فيك ظلمة" لوقا35:11
وفى خطاب واضح تماما للمؤمنين اصحاب الهالات النورانية جاء إنجيل يوحنا النص الأتى: "مادام لكم النور, آمنوا بالنور, لتصيروا أبناء النور" يوحنا36:12
وفى إنجيل لوقا جاءت النصيحة التالية:
"سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا, ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما"
ـ
أولا ذكر الهالة النورانية بالقرآن الكريم:
ذكرت الهالة المحيطة بجسد المؤمن أو العاصى فى مواضع كثيرة من القرآن الكريم, فقد اشار القرآن إلى ان المؤمنين يحيط بهم نور والعاصين والمجرمين يحيط بهم ظلام أو لو أزرق, مشيرا بذلك إلى اللون الطيفى لهالة كلا من المؤمنين والكافرين والعاصين,
فهذه الآية تشير لوجود نور للمؤمنين يحيط بهم ويمشون به فى الارض بين الناس, ووجود ظلام(سواد او لون قاتم) يحيط بالكافرين ولا يخرجون منه بسبب اعمالهم الشريرة وأكلهم المحرمات وتناولهم الخبائث ومعصيتهم لله.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور)ٍ سورة النور.
وهذه الآيات واردة بسورة النور وهى السورة التى أفاضت فى بيان بعض الحدود وفصلت الكثير من الاوامر الإلهية للبشر , وهى الأوامر التى إذا إلتزمنا بها أخرجتنا من الظلمات إلى النور الذى حملت السورة اسمه , فمن ينفذ هذه الأوامر والنواهى الواردة بسورة النور يزداد نوره ومن يخالفها ويسير وراء التعاليم الإبليسية يظل فى ظلمات بعضها فوق بعض, أى تصبح كل طبقات هالته سوداء مظلمة.
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( سورة البقرة 257)
وهذه الآية تشير إلى ان الله يخرج المؤمنين بعد طاعته له وتنفيذهم لأوامره من الظلمات التى كانت تحيط بهم (الهالة السوداء) ويحيطهم بنور (الهالة البيضاء)
لان هذه الطاعات والعبادات والشعائر والصلوات التى يأمرهم بها تغير سلوكياتهم ومن ثم تقوى نورانيتهم الإيجابية وتذهب عنهم الهالة السلبية المظلمة , أما الكافرين فأوليائهم الطاغوت الذى يأمرهم بالمعاصى والفحشاء والمنكر وأكل الخبائث التى تغير سلوكهم الطبيعى الفطرى فيسقط عنهم لباس التقوى" النور الإلهى" فيظل محيط بهم هالة سوداء تمكن الشياطين من اختراق أجسادهم والسيطرة العقلية والنفسية عليهم.
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ( 13 ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 14 ) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 15 ) سورة الحديد
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
سورة التحريم"
(يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) 102 طه
والآيات السابقة توضح لون الهالة التى ستحيط بالمؤمنين والكافرين فى الآخرة وستكون ظاهرة للجميع ويرونها راى العين بعكس ماكان الحال فى الدنيا من حجب رئية هذه الهالة, فستكون هالة المؤمنين نورانية بيضاء وهالة المجرمين زرقاء مضلمة, وسيحاول الكافرين أقتباس اى نور من نور المؤمنين لكن ستذهب محاولاتهم سدى لأن الله سيضرب بحجاب أو سور بينهم وبين المؤمنين فلا يتمكنوا من أقتباس اى نور منهم لاأنهم فتنوا أنفسهم فى الدنيا وأرتابوا فى الله وغرهم الشيطان بالأمانى الخادعة والوعود الكاذبة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال" كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين طلعت الشمس فقال:
" سيأتى أناس من أمتى يوم القيامة نورهم كضوء الشمس, قلنا: من اولئك يا رسول الله؟ فقال فقراء المهاجرين والذين تتقى بهم المكاره يموت احدهم وحاجته فى صدره يحشرون من أقطار الأرض"(مسند الأمام احمد)
وعن أبى ذر وأبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"
: "إنى لاعرف أمتى يوم القيامة من بين الأمم, قالوا: يارسول الله وكيف تعرف أمتك؟ قال : أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم, وأعرفهم بسيماهم فى وجوههم من أثر السجود, وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم"
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"
وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" المائدة 46
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" سورة المائدة44
والآيات السابقة توضح أن الكتب السماوية المنزلة من الله كالقرآن والتوراة والإنجيل(قبل التحريف فى بعض نصوصها بالتأكيد) فيها نور, وهذا النور بالقطع يتمثل فى العبادات والشعائر والصلوات والأوامر والنواهى الإلهية الموجودة بهذه الكتب, والتى تنير القلوب وتزيد الهالة النورانية فتخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور.
واثبت القرآن الكريم ان هالة الرسل قريبة من ضوء الشمس, ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( 45 ) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ( 46 سورة الاحزاب.
وفى تفسير هذا السراج المنير بكتب السيرة : أنه صلى الله عليه وسلم لم يقع ظله على الأرض ولا رؤى له ظل فى شمس ولا قمر.
ثانيا: الهالة النورانية فى الإنجيل "العهد القديم":
جاء نص صريح بسفر الامثال بالعهد القديم يشير إلى وجود نور للصديقين وأنطفاء سراج "نور" الاشرار يصبحون فى ظلام او سواد: "نور الصديقين يفرح, وسراج الأشرار ينطفئ"الامثال 9:13
" ويمنع عن الاشرار نورهم, وتنكسر الذراع المرتفعة" أيوب 15:38
"هكذا من سب أباه او امه ينطفئ سراجه فى حدقة الظلام" الامثال 20:20
ثالثا: الهالة النورانية بالعهد الجديد:
هناك نص بإنجيل لوقا يشير صراحة إلى ان من يترك العمل الصالح والإيمان يتحول نوره"هالته" إلى ظلام او سواد.
"أنظر إذا لئلا يكون النور الذى فيك ظلمة" لوقا35:11
وفى خطاب واضح تماما للمؤمنين اصحاب الهالات النورانية جاء إنجيل يوحنا النص الأتى: "مادام لكم النور, آمنوا بالنور, لتصيروا أبناء النور" يوحنا36:12
وفى إنجيل لوقا جاءت النصيحة التالية:
"سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا, ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما"
إرسال تعليق Blogger Facebook