3/17/2014 -

قانون الجذب

يلخص الكاتب"عمرو محمد حسام الدين" "قانون الجذب "في بضع كلمات ,"نحن نتيجة لأفكارنا وما نحن على يقين به", "كل ما نفكر فيه, نجذبه إلينا", كل شيء نفكر فيه بقوة وإقناع على يقين بحدوثه يأتينا بأمر الله سواءاٌ كان جيداٌ أو سيئاٌ, عاجلاٌ أم أجلاٌ, فإذا كنا نفكر دوماٌ بسلبيه ( أنا أخسر دوما, إني لا أستطيع, أنا فاشل) ,فلن نجد في حياتنا إلا السلبية (سنفشل ولن نستطيع), وإن كنا نفكر بإيجابية (إني ناجح, أستطيع بإذن الله) فسوف ننالها (سننجح ونستطيع بإذن الله), قال الله عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي, إن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله" .



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تفائلوا بالخير تجدوه", إن كل ما في الكون مسخر لأمر الله, فإن أمنا وأيقنا بأن ربنا سيعطينا, فلنا العطاء بإذن الله , إن أمنا أننا لن ننول ما نريد, فلنا سوء ظننا بالله, ومن أساء الظن بالله كان من الخاسرين, وأشهر الأمثله لذلك هو الدواء الوهمي, يحدث في كثير من الحالات أن يصف الدكتور دواء لا ضرر أو فائدة منه لمريض ما, وعندما يتناول المريض الدواء تبدأ حالته بالتحسن, لأن المريض كان على يقين أن الدواء سيعالجه, وأدى هذا التفكير والشعور الإيجابي لتحسن حالته بالفعل, وهكذا هو الحال في كل فكرة تتطرق ببالنا ويصبح قلبنا على يقين بها, إذا ظننا أننا لن نهدأ إلا إذا شربنا القهوة , فلن نهدأ إلا إذا شربناها, وإذا ظننا في كل سوء حدث لنا أنه سحر وشعوذه ولن يذهب إلا إذا فعلنا هذا أو ذاك, فإن هذا السوء حقاً لن يذهب إلا إذا حدث ما أيقنا به, بل وإننا سنجتذب إلينا كل ما يؤكد لنا ما نتيقن به, فيزداد وضعنا سوءاً, إلا إذا غيرنا منهجية تفكيرنا إلى منهجية صحيه وصحيحة, قد نكون محقين فيما ظننا في بعض الحالات (للأشخاص المتطورين طاقياً وروحياً فقط ) ,
إلا أنه في معظم الأحيان تكون أفكارنا وأفعالنا ومشاعرنا سبب نكستنا ومتاعبنا, لسوء منهجية تفكيرنا, او لفعلنا الكثير من المعاصي.

إن قلبنا هو حقل خصب, وأي شيء نفكر به بيقين أنه سيتحقق وبكثرة, هو كبذرة توضع في حقلنا وتنضج مع الوقت حتى تتحقق بأمر من الله, فإن الله عز وجل دوماً يسبب الأسباب لتحقيق ما نحن على يقين به, وكلما زادت درجة نمونا الروحي والطاقي, يصبح تحقق ما نحن على يقين به أسرع, روى الإمام أحمد في المسند بسند حسن عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله -صاى الله عليه وسلم-قال: "القلوب أوعية, وبعضها أوعى من بعض, فإن سألتم الله عز وجل أيها الناس, فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة, فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل",

وكلما زاد عدد الناس الذين هم على يقين بنفس أفكارنا, كلما كان الأثر أكبر وأقرب بإذن الله, عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-يقول:"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها إذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره."رواه أحمد والبخاري, والمقصود هنا أنها لن تضرنا إن لم نذكرها لأحد, حتى لا يزداد يقين الناس من حولنا بها فيكون إجتذابها لتتحقق بأمر الله أكثر قوة وفاعلية, هذا لمن رأى ما يكره في منامه, أما لمن رأى ما يحب , فليحمد الله ثم يُحدث به مَن أحب مِن الناس.

(كذب المنجمون ولو صدقوا ) كم سمعنا هذه العبارة, فكيف يصدق المنجمون مع أنهم دوما كاذبون؟ الرد على هذا هو "قانون الجذب", قد يتحقق ما قالوا ليس لأنهم على حق , بل لأننا أخذنا ما قالوه لنا بيقين أنه سيتحقق, وبالتالي قد يسبب الله ما هو لنا خير لنا, دون الإستعانة بأي من الدجالين أو المنجمين الكاذبين, أو بمن يوهموننا بأنه لا علاج أو مخرج من سوءِ نحن فيه, فإن الله على كل شئ قدير.

الأسباب التى تؤدى لإجتذاب السوء إلينا:
-لأننا منشغلين طوال الوقت بسلبيتنا (أنا فقير, أنا غير قادر, أنا كسول).
-لأننا منشغلين بنفي مخاوفنا أو محاربتها وهذا يعطي مخاوفنا قوة أكبر (لست فقيراً, لست كسولاً) بسبب وضع إهتمامنا الشديد عليها وبالتالي إنشغالنا اكثر بوجودها مما يؤدي إلى غجتذاب المزيد منها, أو مما ينتجها, أو من يثبت وجودها فينا.

هناك ثلاث خطوات لكي يتحقق ما نريد :
إسأل ربك عم تريد.
 كن على يقين أن الله أجاب دعواك, }وقال ربك ادعوني أستجب لكم{ غافر:60
 أشعر بأن ما سألت قد تحقق بالفعل لكي تستقبل ما سألت تدريجياً وفي الوقت المناسب.

*قد نتساءل, إذاً كيف نحرص على إجتذاب الخير والنجاح والراحة؟
جـ: لكي نجتذب ما نحب علينا بـ:
-التفكير الإيجابي
: يجب أن نفكر دوماً بأفكار إيجابية, خالية تماماً من كل السلبيات, وأن نحيط أنفسنا بكل من وما يدعم هذا الشعور والتفكير الإيجابي ويشجعنا ويرفع من قدرنا, مثلاً بتعليق صور في غرفنا تذكرنا دوماً بلحظات سعيدة ومبهجة, وإن كان من الصعب الإبتهاج لأي سبب كان, ينقلنا هذا الى الخطة التالية.

-الرضا والشكر
: روى أحمد من حديث محمود بن لبيد يرفعه "إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط", وقال تعالى: }وإذ تأذن ربكم لئِن شكرتم لأزيدنكم ولئِن كفرتم إن عذابي لشديد{ (إبراهيم), فإن تذكرنا ما أنعم الله به علينا ورضينا وشكرنا عليه يزيدنا الله عز وجل منه, وإن رضينا بما إبتلانا الله به يعوضنا الله بما هو خير منه.

-اليقين والصبر:
اليقين ليس فقط أن نعلم بأن الله سمعنا واستجاب لنا, بل أن نتصرف وكأن دعوتنا قبلت بالفعل, فمثلاً إذا كنا نريد أن ينجح عملنا فعلينا أن نستحضر شعور هذا النجاح يومياً وأن نعيش في هذا الشعور, فالله عز وجل ينظر إلى قلوبنا, فإذا كان نبض القلب ممزوج بشعور النجاح فسيأتي المزيد من النجاح, وإذا كان ممزوج بالمحبة سيأتي المزيد من المحبة, وإذا كان ممزوج بالقلق سيأتي المزيد منه, فما ينبض القلب به من المشاعر هو ما سيأتي المزيد منه نحو هذا القلب، بنفس مبدأ صدى الصوت، والذي يحدث ظروف معينة عندما نصدر موجات صوتية فتعود إلينا كما أصدرنا تقريباً , وكلما إرتفعت أو إنخفضت نبرة الصوت الصادرة, تعود في صدى الصوت بنفس الإرتفاع أو الإنخفاض, لذا كلما زاد يقيننا بتحقق ما إبتغينا، كلما كان تحققه أقرب إن شاء الله, وعلى أي حال علينا بالصبر أيضاً, فالصبر واليقين وجهين لعملة واحدة.

-النية
 طاقتها كلها تتجه نحو ما ننوي , فالنية هي المسؤولة عن توجيه طاقتنا, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها, أو امرأة ينكحها, فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما, فكما ذُكر في الحديث إننا ننول دوماً ما نسعى إليه, فإن أخطأ سعينا فقد أخطأت نيتنا.

-السعي والأخذ بالاسباب
التحرك نحو ما نريد, والعمل الجاد والهادف لتحقيقه.
فإذا كنا نريد إجتذاب الخير فعلينا أن نتخلص من مخاوفنا وسلبيات تفكيرنا, أو بمعنى أصح, علينا أن لا ننشغل بها, فكثرة إنشغالنا بها وسوء ظننا بقدرة الله على تغييرها فينا, أدت إلى سوء حالنا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيالحديث القدسي: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم, وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب, ولا يعطي الإيمان إلا من يحب" (رواه أحمد), فإن قانون الجذب للبشر أجمعين من كل الأديان, رحمة من الله بخلقه أجمعين, من يحب ومن لا يحب, من أمن بالله ومن أشرك وكفر, من إتبع أسس قانون الجذب قد يفلح في دنياه, إن شاء الله , والأسس هي: (وعيك بقوة أفكارك وإيمانك برحمة ومحبة الخالق للخلق أجمعين وقدرته على تهيئة الكون وتسبب الأسباب لتحقيق طموحاتك وأمانيك), من عمل سيئة سينول مثلها إلا من رحمه الله أو أجل عقابه للآخرة, الكافرين يأخذون رزقهم في الدنيا كاملاً لأن ليس لهم في الآخرة من شئ, فلاتنظر إلى ظاهر الأمور دائما, إنما الآخرة خير وأبقى, ومن عمل حسنة سينول مثلها ويزيدها الله أضعافاً مضاعفة لعبادة المسلمين المؤمنين إن شاء لينعموا بها في الدنيا والآخرة.

علماً بأن الله عز وجل جعل القوة الطاقية للمشاعر السلبية في الجذب أضعف من قوة المشاعر الإيجابية وكما قال الله تعالى في سورة يونس }وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ{, فكل ما علينا هو فقط أن نذكر الله في السراء وفي الضراء }الابذكر الله تطمئن القلوب{, وعلينا أن نحسن الظن بالله وأنه عز وجل قادر على كل شئ وعدم إعطاء الكثير من الوقت للأفكار السلبية وأن نأخذ بالأسباب في السعي بجديه لما نريد تحقيقة.





























إرسال تعليق Blogger

 
Top