www.globalresearch.ca/
هذه دراسة للمعهد الدولى لبحوث العولمة وهو أكبر المعاهد الدولية المتخصصة فى بحوث الصهيونية العالمية والهيمنة الأمريكية والعولمة
هذا هو ملخص ما فيها
1- أن المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية تقوم بعمليات سرية منذ الخمسينيات لقلب أنظمة الحكم فى بعض الدول من خلال التخطيط لإضطرابات شعبية داخل هذه الدول، وكان من أمثلة هذه المخططات ما حدث فى فرنسا عام 1968.
2- أن ما كانت تقوم به المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية سرا أصبحت تقوم بها علنا منذ إنهيار الإتحاد السوفييتى السابق من خلال بعض المنظمات ومراكز الأبحاث وعلى رأسها مؤسسة "راند" RAND (((الممول من البنتاجون وتحديدا من القوات الجوية))) والمؤسسة الوطنى للديموقراطية NED (((الممول من الكونجرس والمليادير الصهيونى جورج سورس- يترأسه وزير الدفاع السابق ونائب مدير الإستخبارات المركزية "فرانك كارلوس" والجنرال المتقاعد "ويسلى كلارك" من حلف الناتو، والسيد "زلماى خليل زادة" مهندس الحرب على العراق وأفغانستان))).
========================
3- أن المخابرات الأمريكية والبنتاجون ومعهد "راند" قام بإعداد مخططات لتغيير الأنظمة الحاكمة بطرق غير تقليدية تحت إسم "الحشد" أو "الإزدحام" SWARMING، وهى عبارة عن وقوع إضطرابات غوغائية شاملة من قبل مجموعات شبابية مرتبطة بوسائل إلكترونية بإستخدام أساليب الكر والفر (إضرب وإجرى HIT AND RUN ) والتحرك مثل أسراب النحل، وذلك بهدف خلق أنظمة حكم جديدة فى المستقبل تكون موالية للولايات المتحدة.
==========================
4- أن هذه المخططات تم تنفيذها بالفعل فى الثورات الملونة فى عام 2003 – 2004 فى جورجيا وأوكرانيا والثورة الخضراء الفاشلة ضد الرئيس الإيرانى "أحمدى نجاد" فى عام 2009.
==========================
5- أن البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية هى التى دربت ومولت حركة كفاية ، وحركة 6 أبريل، وحملة الأخ البرادعى، ومنظمات شبابية أخرى فى مصر، ولدرجة أن تسمية حركة "كفاية" تعود إلى البنتاجون والمخابرات الأمريكية، وأنها نفس تسمية حركة "كمارا" التى قادت الإحتجاجات فى جورجيا عام 2004، وتعنى باللغة الجورجية "كفاية" وباللغة الإنجليزية "ENOUGH".
==========================
6- أن ما يحدث فى مصر هو الخطوة الرئيسية فى تنفيذ باقى المخطط فى (اليمن – ليبيا – البحرين – السعودية – الجزائر – المغرب)، وأن الهدف النهائى نجاح مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذى يتبناه المحافظون الجدد والصهونية العالمية للهيمنة على العالم الإسلامى وتفتيت الدول العربية إلى دويلات تضمن أن تكون إسرائيل هى السيد المطاع فى الشرق الأوسط،والسيطرة على القدس وإقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى..
ولمن لا يعرف فإن مخططات مشروع الشرق الأوسط الكبير هدفها بالنسبة لمصر هو الأتى:
• • دمج قطاع غزة مع سيناء ووضعهما تحت السيطرة الإسرائيلية.
• =============
• • إقامة دولة قبطية للمسيحيين فى مصر.
• ============
• • إقامة دولة نوبية عاصمتها أسوان ويضاف إليها منطقة النوبة فى شمال السودان.
وقبل أن تقرأ الترجمة الحرفية للدراسة ولمن لا يصدق أن هناك مؤامرة لتفتيت مصر
• • هل تعلم أن أهم مبادرة أمريكية لدعم وتمويل نشطاء الإنترنت فى العالم العربى تسمى "المنشقون الإلكترونيون" cyberdissidents يديرها كل من الإسرائيلى "ديفيد كيس" المساعد السابق للسفير الإسرائيلى بالأمم المتحدة، والإسرائيلى/ الصهيونى "ناتان شارانسكى" وهو واحد من أخطر الصهاينة فى عصرنا الحالى وأحد أصحاب مخططات تقسيم المنطقة العربية، ومعهم بالطبع العميل د"سعد الدين إبراهيم" رئيس مركز بن خلدون، وأن كل مصادر تمويل هذه المبادرة من منظمات يهودية أمريكية وإسرائيلية.
• ==========================
http://
http://
==========================
• هل تعلم أن أعضاء مبادرة "المنشقون الإلكترونيون" cyberdissidents فى مصر هم القيادات الشابة التى قادت وتتكلم بإسم الثورة الآن وعلى رأسهم الأخت "إسراء عبد الفتاح" من حركة 6 أبريل، ووائل عباس، وعلاء عبد الفتاح...إلخ.
http://
==========================
• • هل تعلم ايضاً أن المبادرة الأمريكية الثانية الأهم لدعم نشطاء الإنترنت تسمى "اصوات عالمية" globalvoices وهى ممولة من معهد راند RAND(الذى يمول من القوات الجوية الأمريكية)، والميليادير الصهيونى "جورج سورس" صاحب مؤسسة معهد التعليم المفتوحOPEN SOCIETY INSTITUTE)، وبعض المنظمات اليهودية الأخرى (إفتح الرابط وأنظر الممولين)، وأن هذه المبادرة قد نظمت ندوة يوم 8 يناير 2009 ترأسها قائد المنطقة العسكرية الأمريكية الجنرال ديفيد باتريوس وكبار معاونيه مع بعض مسئولى المخابرات الأمريكية لبحث كيفية قيام نشطاء الإنترنت بتحقيق أهداف الولايات المتحدة بإستخدام حلول "غير عسكرية"، وأن الندوة أوصت بضرورة تقديم مزيد من الدعم المدونين ونشطاء الإنترنت العرب والإيرانيين، وأصدر بعدها الكونجرس قانون "ضحايا الرقابة الإيرانية" الذى خصص 20 مليون دولار لمساعدة النشطاء الإيرانيين والعرب.
• ==========================
http://
http://www.soros.org/
http://
==========================
• وهل تعلم أن كافة مؤسسى جروب "كلنا خالد سعيد" على الفيس بوك هم أعضاء فى مبادرة "اصوات عالمية" globalvoices، ومنهم الإخوانى "عبد الرحمن منصور" الأدمن رقم واحد فى الجروب، والذى إقترح موعد 25 يناير 2011 ليكون نقطة إنطلاق "الثورة"، وهو يقضى حاليا فترة تجنيده العسكرية منذ 17 يناير 2011، وإشتغل مترجم لمبادرة "أصوات عالمية لمدة سنوات.
http://
==========================
http://
http://
==========================
قبل ما أسيبكم تقرأوا الدراسة عاوز أسأل كام سؤال
هو اللى يتلقى تمويل من وزارة الدفاع الأمريكية ومنظمات يهودية وصهيونية عشان يعمل ثورة وإضطراب فى بلده حتى لو كانت مطالبه مشروعه يبقى إسمه إيه؟؟؟؟
==========================
هو اللى يقعد 5 سنوات يبعت وينشر فى كل ما هو سئ فى مصر لمنظمات يهودية وصهيونية (أفلام – صور – ملفات فساد....) مقابل أجر ثابت أو غير ثابت يبقى حكمه إيه ؟؟؟؟؟؟؟
==========================
هيا الناس دى ممكن تكون أمينة على مصر؟؟؟
وخلى بالكم
الخطوات القادمة من المخطط حاتكون كا لآتى:
==========================
حايقولوا: عاوزين نظام برلمانى
(عشان تتحقق الفوضى وينتهى أى مركز حكم فى مصر تمهيدا للفيدرالية اللى موجودة فى العراق)
==========================
حايقولوا: مش عاوزين أى رقابة من الدولة على تأسيس المنظمات والجمعيات
(عشان التمويل الأجنبى يبقى على عينك يا تاجر ومحدش يحسد التانى على الدولارات اللى بتجيله من برة)
==========================
حايقولوا: عاوزين لامركزية فى الحكم
(عشان نبدأ فى تنفيذ مشروع الفيدرالية وكل واحد يشوف حاله فى سيناء والنوبة والصحراء الغربية)
حايقولوا: تسقط الداخلية وامن الدولة ثم الجيش
(عشان نفضل فى الفوضى الأمنية الحالية والبلد تبقى بدون أمن داخلى ويبقى اللى معاه سلاح أو ميليشيات هو صاحب الكلمة العليا، وبالمرة اللى معاه فلوس يبدأ يعمل شركات أمنية خاصة ويشوف حاله والأمريكان جاهزين والحمد لله)
==========================
حايقولوا : عاوزين "نجتث" كوادر الحزب الوطنى من كل مؤسسات الدولة
(عشان يبقى الإنتماء السابق للحزب سيف مسلط على اى معارض لمشروع التقسيم --- وعشان ينتهى اى وجود للتيار الوطنى فى مصر وتصبح المعادلة "إخوانى/ علمانى" --- مسلم/ مسيحى" --- سيناوى/ صعيدى" ----- "عربى/ بدوى" ----- "عربى/ نوبى"---- وتختفى المصلحة الوطنية ---- وكل واحد يحارب على مصلحته مش مصلحة مصر ).
==========================
وحايقولوا : عاوزين المحافظين بالإنتخابات وحتى بياعين البطاطا بالإنتخاب ولازم المحافظين يبقوا من نفس المحافظة مش من حتة تانية.
(عشان كل محافظة تدافع عن مصالحها وعن أبنائها وعن مواردها مش مصالح وابناء وموارد مصر)
==========================
والآن اترككم مع الترجمة الحرفية للدراسة وخليك معاها للآخر
اللهم قد بلغت اللهم فإشهد
"ثورة مصر – الفوضى الخلاقة للشرق الأوسط الكبير"
خريطة مجموعة الثمانى للشرق الأوسط الكبير لواشنطن تمتد
مباشرة على حدود الصين وروسيا وغرباً إلى المغرب
(المركز الدولى لبحوث العولمة)
--------------------------
الدراسة للكاتب "وليام إنجدهل" وهو أحد كبار كتاب مراكز الفكر التى تدعو إلى نشر الديموقراطية فى العالم الجديد، وأصدر كتاب "السيطرة الكاملة: الديموقراطية الشمولية فى النظام العالمى الجديد"، وكتاب "قرن من الحرب: السياسات النفطية لأنجلو/ أمريكية والنظام العالمى الجديد".
--------------------------
* فى أعقاب تغيير النظام مباشرة فى تونس جاءت حركة إجتماع ذات قاعدة شعبية أطلقت فى 25 يناير ضد النظام المتخندق للرئيس "حسنى مبارك" فى مصر, وعلى عكس الإنطباع السائد بأن إدارة "اوباما" تحاول الإبقاء على النظام الحالى للرئيس "حسنى مبارك" قامت واشنطن فى واقع الأمر بالتخطيط المنسق لإحداث لتغيير النظام المصرى وأنظمة أخرى فى المنطقة من سوريا إلى اليمن إلى الأردن وما وراءها، فى عملية يشير إليها البعض على أنها "فوضى خلاقة".
--------------------------
* والنموذج لمثل هذا التغيير السرى تم تطويره بواسطة البنتاجون وأجهزة الإستخبارات الأمريكية ومراكز بحثية عديدة مثل مؤسسة "راند" على مدى عقود إبتداء من زعزعة إستقرار رئاسة "ديجول" فى فرنسا فى مايو عام 1968, وهذه هى المرة الأولى منذ تغييرات نظم الحكم بمساندة أمريكا فى أوروبا الشرقية قبل حوالى عقدين التى تقوم فيها واشنطن بالشروع فى عمليات متزامنة فى الكثير من الدول فى منطقة ما, وهى إستراتيجية تولدت من يأس معين وإستراتيجية - ليست معدومة المخاطر - بالنسبة للبنتاجون وبالنسبة لأجندة "وول ستريت" طويلة الأجل, وليس من الواضح بعد ماذا ستكون النتيجة بالنسبة لشعوب المنطقة وبالنسبة للعالم ومع ذلك ففى حين أن النتيجة النهائية لإحتجاجات الشوارع المتحدية القاهرة وفى أنحاء مصر والعالم الإسلامى تبقى غير واضحة فان الأطر العريضة لإستراتيجية واشنطن السرية واضحة تماما.
--------------------------
* ولا يستطيع أحد التشكيك فى المظالم الحقيقية التى تحرك الملايين للنزول إلى الشوارع مخاطرين بأرواحهم, ولا يستطيع أحد الدفاع عن فظائع النظام "مبارك" وتعذيبه وقمعه للمعارضين, ولا يستطيع أحد التشكيك فى الإرتفاع الجنونى لأسعار الغذاء حيث أن المضاربين على السلع فى شيكاغو و"وول ستريت" وتمويل المزارع الأمريكية إلى الزراعة المجنونة للجنوب الغذائية من أجل وقود الإيثانول أدى إلى إرتفاع جنونى فى أسعار الحبوب, ومصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم وأغلبه من الولايات المتحدة, وقد أرتفعت أسعار قمح شيكاغو بمعدل مذهل يصل إلى 74% فى الفترة بين يونيو ونوفمبر عام 2010 مما أدى إلى تضخم سعر الغذاء المصرى بمعدل حوالى 30% رغم الدعم الحكومى.
--------------------------
* وما يجرى تجاهله على نطاق واسع فى تغطيه "س إن إن", و"بى. بى. سى" ووسائل أعلام غربية أخرى للأحداث فى مصر هو حقيقة أنه مهما كانت تجاوزاته فى الداخل فإن "مبارك" مصر كان يمثل عقبة كبرى داخل المنطقة أمام الأجندة الأمريكية الأشمل والأوسع ولن يكون من المبالغة القول بأن العلاقات بين "أوباما" و"مبارك" كانت فاترة منذ البداية, فلقد كان "مبارك" معارضاً بشدة لسياسات "أوباما" بشأن إيران وكيفية التعامل مع برنامجها النووى وبشأن سياسات "أوباما" تجاه دول الخليج الفارسى وتجاه سوريا ولبنان كذا تجاه القضية الفلسطينية, وكانت شوكة قوية فى أجندة واشنطن الأشمل بالنسبة للمنطقة بأكملها ومشروع واشنطن للشرق الأوسط الكبير والذى أعيد تسميته مؤخراً بإسم "الشرق الأوسط الجديد" والذى لا يمكن تجاهله هو أن واشنطن تقرر الوقت وتحاول تشكيل النتيجة النهائية لزعزعة إستقرار ناجم عن تغيير شامل فى أنحاء العالم الإسلامى، وفى اليوم الذى وقعت فيه المظاهرات الشعبية جيدة التنسيق بشكل لافت للنظر التى تطالب بتنحى الرئيس مبارك كان أعضاء كبار بالقيادة العسكرية المصرية من بينهم رئيس الأركان الفريق/ سامى عنان موجودين بأكملهم فى واشنطن كضيوف فى البنتاجون، وحال ذلك دون تدخل القوة الحاسمة للجيش لوقف الاحتجاجات المناوئة لمبارك فى الأيام المبكرة الحرجة، ولقد كانت الاستراتيجية موحدة فى ملفات عديدة لوزارة الخارجية والبنتاجون منذ عقد أو أكثر على الأقل، وبعد أن أعلن "جورج بوش" حرباً على الإرهاب فى عام 2001 سميت الإستراتجية مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، واليوم معروفة بالاسم الذى يبدو أقل تهديدا "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، وهى إستراتيجية لإحداث انفتاح فى دول المنطقة من المغرب إلى أفغانستان وهى المنطقة التى حددها "صمويل هتنجتون" فى مقالة الشهير عن صدام الحضارات فى مجلة "فورين أفيرز".
--------------------------
الثورات "الناعمة" لواشنطن:
=================
* الإحتجاجات التى أدت إلى الإقالة المفاجئة للحكومة المصرية بأكملها بواسطة الرئيس "مبارك" فى أعقاب الهروب المذعور للرئيس التونسى "زين العابدين" إلى منفى سعودى ليست "عفوية" أو "تلقائية" على الإطلاق كما صورها البيت الأبيض للرئيس أوباما أو وزارة خارجيته "كلينتون" أو وسائل الإعلام الكبرى فى الغرب، أن هذه الإحتجاجات يجرى تنظيمها بأسلوب إلكترونى عالى التكنولوجيا على نمط "أوكرانى" مع شبكات واسعة متصلة بشبكة الإنترنت لشباب مرتبطين بـ"محمد البرادعى" وجماعة "الإخوان المسلمين" السرية - والذين توجد تقارير واسعة حول صلاتهم بالاستخبارات البريطانية والأمريكية والماسونية - وعند هذه النقطة فإن الحركة المناوئة للرئيس "مبارك" قد تعتبر تهديداً للنفوذ الأمريكى فى المنطقة، لكنها على العكس تماماً، فهى تحمل جميع بصمات تغيير نظام أخر بمساندة أمريكا على غرار الثورات الملونة فى عام 2003 – 2004 فى جورجيا وأوكرانيا والثورة الخضراء الفاشلة ضد الرئيس الإيرانى "أحمدى نجاد" فى عام 2009.
--------------------------
* ومن هنا، فإن الدعوة إلى إضراب عام فى مصر ويوم غضب فى 25 يناير 2011 التى أشعلت احتجاجات شعبية تطالب بإستقالة مبارك أصدرتها منظمة على موقع فيس بوك تسمى نفسها "حركة 6 إبريل"، وكانت الإحتجاجات كبيرة وجيدة التنظيم إلى حد أنها أجبرت "مبارك" على مطالبة حكومته بالإستقالة وتعيين نائب رئيس جديد هو اللواء "عمر سليمان" الرئيس السابق لجهاز المخابرات و"حركة 6 إبريل" يرأسها " أحمد ماهر إبراهيم" (مهندس مدنى عمره 29 عاماً - أسس موقع الفيس بوك لدعم ومساندة دعوة العمال إلى أضراب فى 6 إبريل عام 2008).
--------------------------
* وحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز من عام 2009، فإن حوالى (800) ألف مصرى – أغلبهم من الشباب – كانوا بالفعل فى ذلك الوقت أعضاء فى "فيس بوك" أو "تويتر", وفى مقابلة مع مؤسسة "كارنيجى" ومقرها فى واشنطن قال "أحمد ماهر" رئيس حركة 6 إبريل "بإعتبارنا أول حركة شبابية فى مصر تستخدم أساليب الإتصال عبر شبكة الإنترنت مثل فيس بوك وتوتر تهدف إلى الترويج للديموقراطية بواسطة تشجيع المشاركة الشعبية فى العملية السياسية، كما أعلن "ماهر" أن حركته 6 أبريل تساند الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة "محمد البرادعى" كمرشح للرئيس فى إطار الجمعية الوطنية للتغيير, وتضم الجمعية الوطنية للتغيير ضمن آخرين "جورج إسحاق" القيادى فى حركة كفاية و"محمد سعد الكتاتنى" رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين المثيرة للجدل والخلاف.
--------------------------
* اليوم تقف حركة كفاية فى قلب الأحداث الجارية فى مصر, وليس بعيداً عنها بكثير الإخوان المسلمين الأكثر تشدداً، وفى هذا التوقيت يجرى إبراز "محمد البرادعى" كشخصية محورية فى تغيير ديموقراطى برلمانى مستقبلى فى مصر, ومع أنه لم يكن يعيش فى مصر على مدى الثلاثيين عاماً الماضية الإ أنه فاز بمساندة كل جزء يمكن تصوره فى كافة الأطياف السياسية المصرية من الشيوعيين إلى الإخوان المسلمين إلى حركة كفاية و 6 إبريل، ويقدم "البرادعى" نفسه هذه الأيام لمحاورين فى "سى إن إن" على نحو يومى بأنه يتمتع بمساندة جنرالات مصريين بارزين معارضين لحكم "مبارك" لأسباب متنوعة وكذلك بعض الشخصيات ذات النفوذ فى واشنطن.
--------------------------
حرب كفاية/ البنتاجون "غير العنيفة":
========================
* حركة كفاية فى قلب تعبئة المظاهرات الإحتجاحية التى تساند ترشيح "البرادعى" والغريب أن المخططين فى "المعهد الوطنى للديموقراطية" فى واشنطن ومنظمات غير حكومية للثورات الملونة ذات صلة كانوا مفتقرين لى أسماء جذابة جديدة لخلافة ثورتهم الملونة المصرية، وفى ثورة الورود فى جورجيا فى نوفمبر عام 2003 إختارت المنظمات غير الحكومية الممولة بواسطة الكلمة الجذابة "كمارا" KAMARA، وكلمة "كمارا" تعنى أيضاً "كفاية" باللغة الجورجية ومثل كفاية جرى بناء كمارا فى جورحيا أيضاً بواسطة مدربين ممولين بواسطة واشنطن من "المعهد الوطنى من أجل الديموقراطية" وجماعات أخرى مثل مؤسسة "ألبرت أينشتاين" بزعامة "جين شارب" والتى تستخدم ما وصفه "شارب" ذات يوم بـ "عدم العنف كوسيلة للحرب".
--------------------------
* وجرى تدريب شبكات الشباب العديدة فى جورجيا – كما هو الحال مع كفاية – بعناية كاملة كشبكة خلايا فضفاضة غير مركزية مع تعمد تجنب تنظيم مركزى يمكن تقويضه ويمكن وقف الحركة، وجرى تدريب نشطاء على تقنيات ووسائل المقاومة غير العنيفة فى منشآت رياضية مما جعل الأمر يبدو حميداً وغير ضار، كما تلقى النشطاء تدريباً أيضاً فى التسويق السياسى والعلاقات الإعلامية ومهارات التعبئة والتجنيد والإسم الرسمى لكفاية هو "الحركة المصرية من أجل التغيير"، وقد تأسست فى عام 2004 على يد مثقفين مصريين مختارين فى منزل "أبو العلا ماضى" زعيم حزب الوسط وهو حزب أنشأه "الإخوان المسلمين" حسب بعض التقارير، وأنشأت حركة كفاية كحركة ائتلافية توحدها فقط الدعوة إلى إنهاء حكم "مبارك"، وقد إستفادت كفاية كجزء من حركة 6 أبريل بشكل مبكر من وسائل الإعلام الإجتماعى الجديدة والتكنولوجيا الرقمية كوسيلة رئيسية لها للتعبئة، وبوجه خاص تم إستخدام التدوين السياسى ووضع مواد غير خاضعة للرقابة على يوتيوب وصور بمهارة ومهنية عالية، وفى تجمع حاشد فى ديسمبر علم 2009 كانت كفاية قد أعلنت مساندتها الترشيح "محمد البردعى" للإنتخابات الرئاسية المصرية لعام 2011.
--------------------------
مؤسسة راند وكفاية:
=============
* أجرت مؤسسة "راند" دراسة مفصلة عن حركة كفاية، وكانت الدراسة الخاصة بحركة كفاية كما تشير مؤسسة راند ذاتها تحت رعاية مكتب وزير الدفاع الأمريكى والأركان العامة والقيادات القتالية الموحدة ووزارة البحرية ومشاة البحرية الأمريكية "المارينز" ووكالات الدفاع ومجتمع الإستخبارات الدفاعية وفى تقريرهم إلى البنتاجون فى عام 2008 أشار الباحثون فى مؤسسة "راند" إلى ما يلى فيما يتصل بحركة كفاية المصرية:
--------------------------
(لقد أعلنت الولايات المتحدة إهتمامها بمزيد من التحول الديموقراطى فى العالم العربى وخاصة منذ هجمات سبتمبر عام 2001 بواسطة إرهابيين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ولبنان، وكان هذا الإهتمام جزءاً من جهود ومحاولات للحد من العنف السياسى والإرهاب المزعزع للإستقرار، وكما أشار الرئيس "جورج دبليو بوش" فى عام 2003 فإنه "طالما بقى الشرق الأوسط مكاناً لا تزدهر فيه الحرية سوف يبقى مكان ركود و سخط وعنف جاهز للتصدير" "البيت الأبيض 2003"، وقد إستخدمت الولايات المتحدة وسائل متفاوتة سعياً إلى تحول ديموقراطى بما فى ذلك تدخل عسكرى والذى - رغم شنه لأسباب أخرى – يستهدف تنصيب حكومة ديموقراطية كأحد أهدافه النهائية، ومع ذلك فإن حركات الإصلاح المحلية فى أفضل وضع يمكنها من تعزيز التحول الديموقراطى فى بلدها الأم).
--------------------------
* لقد أمضى الباحثين الفنيين فى معهد "راند" العديد من السنوات لبحث تغيير الأنظمة الحاكمة بطرق غير التقليدية تحت إسم "الحشد" أو "الإزدحام" SWARMING وهى الوسيلة التى يتم فيها نشر الغوغاء بطريقة شاملة من قبل مجموعات شبابية مرتبطة بوسائل إلكترونية بإستخدام أساليب الكر والفر (إضرب وإجرى HIT AND RUN ) والتحرك مثل أسراب النحل.
--------------------------
* وقد تزايدت خطوات مراكز الأبحاث الأمريكية ومراكز حقوق الأنسان والديموقراطية والمنظمات الغير الحكومية العاملة على المستوى الدولى خلال العقد الماضى فى مجال دعم وتأييد عدد من المنظمات العاملة فى مجال حقوق الإنسان لخلق أنظمة حكم جديدة فى المستقبل تكون موالية للولايات المتحدة من خلال تطبيق الأجندة الخاصة بالبنتاجون للسيطرة الكونية وقد أشار تقرير لمؤسسة راند حول حركة كفاية:-
------------
"حيث أن الولايات المتحدة تدعم الإصلاح الديمقراطى من خلال منظمات مثل وكالة التنمية الأمريكية وبرامج الأمم المتحدة يجب على الولايات المتحدة الإهتمام بدعم مثل هذه الحركات كوسيلة لإزالة صورة الولايات المتحدة السلبية فى المنطقة من خلال التعاون مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية".
-----------------
* كانت الدراسة التى أعدتها الولايات المتحدة من خلال مركز "راند" عام 2008 تركز بصورة كبيرة على مستقبل الدعم والتأييد من جانب الحكومة الأمريكية للمصريين وحركات الإصلاح الأخرى، حيث ذكرت الدراسة ما نصه:
"يجب على الإدارة أن تشجع عمل المنظمات غير الحكومية من خلال عرض التدريب على الناشطين الإصلاحيين من خلال إرشادهم لأفضل أساليب نشر الديموقراطية والإصلاحات، وعن طريق وجودهم فى المعاهد الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية المرتبطة الأحزاب السياسية فى الولايات المتحدة مثل "المعهد الجمهورى الدولى"، و"المعهد الديموقراطى الوطنى للشئون الخارجية"، بحيث يتم إجراء التدريب فى هذه المعاهد، وعلى أن يتم منح قادة هذه التوجهات الإصلاحية القدرة والمهارة على تنفيذ الإصلاحات بصورة سلمية".
--------------------------
"رابعاً، يجب على الولايات المتحدة أن تساعد العاملين فى مجال الإصلاح على الحصول على تكنولوجيا المعلومات وإستخدامها بصورة تساعد على إستثمار الولايات المتحدة فى مجال الإتصالات والبنية التحتية للمعلومات وتكنولوجيا المعلومات، يمكن أن تساعد شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية فى الإستثمار فى هذه المجالات بقوة، ويمكن تزويدهم بأنظمة حماية من إحتمالية أن تقوم عدد من المنظمات أو الأجهزة الحكومية بالسيطرة على مكتسباتهم وما حققوه فى مجال تكنولوجيا المعلومات والمواقع الإلكترونية من خلال إغلاقها أو السيطرة عليها".
--------------------------
* وقد بدأت حركات المطالبة بالإصلاحات والإستقرار الديموقراطى مثل حركة "كفاية" فى إستخدام تكنولوجيا المعلومات فى عملهم فى إطار المطالبة بالإصلاحات السياسية وقد بدأت فى اللجوء لوسائل الإعلام البحثية المنتشرة حول العالم للتخلص من التعصب وسط الشباب، وعدم المساس بالجمهور وعدم التورط فى أى من أنواع العنف الطائفى.
--------------------------
* فى مايو 2009 - قبل رحلة الرئيس الأمريكى "أوباما" للقاهرة - إستضافت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلارى كلينتون" عدداً من الشباب المصريين الناشطين فى مجال نشر الديموقراطية وحقوق الإنسان فى المنظمات غير الحكومية التى ترعاها الولايات المتحدة وعملت من خلالها على تغيير أنظمة للحكم فى ثورات نظيفة فى دول مثل (أوكرانيا، وجورجيا) كما التقى مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأدنى "هيفرى فيلتمان" بنحو "16" ناشط بعد تلقيهم دورة فى برنامج الديموقراطية.
--------------------------
* إن "فريدم هاوس" والمنظمات الغير الحكومية التى تقوم واشنطن بدعمها للمساعدة فى تغيير أنظمة الحكم غير الشرعية والتى تمارس القمع وترفض نشر الديموقراطية ومنها "المؤسسة الوطنية للديموقراطية" فى واشنطن هى أحد أسباب الإنتفاضات التى تجتاح العالم الإسلامى حالياً، وهم يعملون وفقاً للسياق والإطار الذى أعلنه "جورج بوش" منذ عام 2001 لنشر الديموقراطية فى "الشرق الأوسط الكبير" وتحرير الأسواق الإقتصادية فى دول العالم الإسلامى من أفغانستان إلى المغرب، وعندما تتحدث واشنطن عن الحرية الإقتصادية والإصلاح الليبرالى لأسواق دول الشرق الأوسط يجب أن تراقب هذه الدول الأحوال جيداً لأن هذا الأمر ليس مجرد إرتباط هذه الأسواق بالدولار الأمريكى ولكنه سيكون نظام سوق إقتصادى يتم تطبيقه بالكامل.
--------------------------
أجندة المؤسسة الوطنية الديموقراطية فى واشنطن:
--------------------------
* لو قمنا بعمل إحصاء للدول التى إندلعت فيها إحتجاجات وتظاهرات منذ إندلاع الثورة فى مصر وتونس وقمنا بعمل خريطة توضيحية لهذه الدول، فسوف نجد تشابه كبير بين هذه الدول على الخريطة الحالية والدول التى كانت مدرجة على خريطة الشرق الأوسط الكبير الذى كانت تتبناه الولايات المتحدة، والتى تم وضعها والكشف عنها عام 2001 بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش الأبن.
--------------------------
* كانت أجندة المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن تعمل على الإستعداد لمواجهة عدم الإستقرار التى ستجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2001 – 2003 منذ الإجتياح الأمريكى للعراق وأفغانستان، وبالفعل كانت القائمة التى تمت بصدد الحديث عنها هى نفسها الأماكن التى تنشط فيها أجندة المؤسسة وقد كانت على قائمة المؤسسة كل من (تونس – مصر – الأردن – الكويت – ليبيا – سوريا – اليمن - السودان) ومن المثير للإهتمام أنها تشكل إسرائيل أيضاً، ووهى الدول التى تصادف أن التى نشبت فيها الإضطرابات حالياً تقريباً، حيث أن معظم هذه الدول شهدت إنتفاضات للمطالبة بتغيير أنظمة الحكم غير الشعبية .
* إن "المعهد الجمهورى الدولى" و"المعهد الديموقراطى الوطنى للشئون الدولية" من خلال وثيقة أعدها معهد "راند" حول حركة "كفاية" والمنظمات التابعة لها مدعومة من الولايات المتحدة وتحصل على تمويل من المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن التى تحصل على تمويلها من الكونجرس.
--------------------------
* إن المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن هى الوكالة الأمريكية التى تقوم بالتنسيق ومتابعة أى حالة من الإضطرابات وعدم الإستقرار فى المناطق إلى تقع تحت إطار إهتمام الولايات المتحدة، حيث نشطت فى منطقة التبت فى أوكرانيا، ومن فنزويلا إلى تونس، ومن الكويت إلى المغرب فى حالة من المتابعة لإعادة تشكيل العالم بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى خلال فترة حكم بوش الأب عام 1991، وفى خطابه أمام الكونجرس بهذه المناسبة قال "بوش" أن هذه الفترة هى الفجر الجديد للعالم الجديد بعد إنتهاء خطر الإتحاد السوفيتى.
--------------------------
* من جانبه قال السيد "آلان وينستون" مؤسس وأول مدير للمؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن بهذه المناسبة فى واشنطن عام 1991، أن معظم ما نفعله حالياً أمام الجميع كنا نقوم به "بصورة سرية" خلال الـ25 عاماً الماضية من خلال وكالة الإستخبارات المركزية.
--------------------------
* يتضمن مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للديموقراطية أو كان يتضمن وزير الدفاع السابق ونائب مدير الإستخبارات المركزية "فرانك كارلوس" والجنرال المتقاعد "ويسلى كلارك" من حلف الناتو، والسيد "زلماى خليل زادة" وهو مهندس إجتياح أفغانستان خلال فترة بوش الإبن عام 2001 والسفير الأمريكى هناك بعد الحرب ثم إلى العراق بعد ذلك.
--------------------------
* بالإضافة إلى "فين ويير" وهو مدير البرنامج الأمريكى المستقل لمتابعة الإصلاحات فى العالم العربى فى عهد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "مادلين أولبرايت" وكان أحد مؤسسى مشروع "غلاة الصقور" الخاص بنائب الرئيس السابق "ديك تشينى" ووزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" الذى طالب بتغيير النظام العراقى منذ عام 1998.
--------------------------
* إن المؤسسة الوطنية للديموقراطية هى مؤسسة خاصة وغير حكومية ولا تهدف للربح، ولكنها تتلقى مخصصات حالية سنوية للعمل الخارجى من خلال الكونجرس الأمريكى وبذلك فالمؤسسة تعتمد على أموال الضرائب الأمريكية فى الحصول على التمويل ولكنها لأنها ليست مؤسسة حكومية، فهى ليست خاضعة للرقابة من جانب الكونجرس.
--------------------------
* يتم توزيع المخصصات التى تحصل عليها المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن على أربعة قنوات رئيسية على النحو التالى (المعهد الديموقراطى الوطنى للشئون الدولية /التابع للحزب الوطنى الديموقراطى/ المعهد الجمهورى الدولى التابع للحزب الجمهورى/ المركز الأمريكى للتضامن الدولى المرتبط مع مكتب العمل الفيدرالى الأمريكى ووزارة الخارجية/ مركز المؤسسات الخاصة الدولية المرتبط بغرفة الأسواق الحرة الأمريكية بوزارة التجارة).
--------------------------
* وقد علق السياسى السابق المحلل "بريرا كونرى" التالى:
"إن المؤسسة الوطنية للديموقراطية هى مؤسسة خاصة قادرة على تغيير والتأثير فى نتائج الإنتخابات فى الدول الأجنبية، وخاصة أنها ليست تابعة لوكالة التنمية الأمريكية والحكومة الأمريكية، وقد تكون مجرد غطاء لعمليات وكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية ومثل هذه الأنشطة التى تقوم بها قد تكون غير قانونية بالنسبة لبعض الجماعات الأجنبية العاملة فى الولايات المتحدة" .
--------------------------
* تعمل المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى عدة مشروعات حالياً فى العالم الإسلامى فى دول تتضمن (مصر/ تونس/ اليمن/ الأردن/ الجزائر/ المغرب/ الكويت/ لبنان/ سوريا/ إيران/ أفغانستان)، بالإضافة إلى دول أخرى، وبإختصار فى كل الدول التى قد تتعرض لأحداث مثل التى نراها اليوم فى معظم الدول العربية التى تشهد إضطرابات ومظاهرات للمطالبة بالإصلاحات الديموقراطية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك فهى هدف ومكان خصب لأنشطة المؤسسة الوطنية للديموقراطية التى تتواجد فى واشنطن بالولايات المتحدة.
--------------------------
* فى عام 2005، ألقى الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش" خطاباً فى المؤسسة الوطنية للديموقراطية فى واشنطن وفى هذه الخطاب أكد "بوش" أن الأعداء الجدد بالنسبة للولايات المتحدة هم "الإسلام المتشدد" و"الشياطين الشيوعيين" وإستخدام مصطلح الشرق الأوسط الكبير" الذى يضم معظم دول العالم الإسلامى فى هذا الوقت، وأضاف فى نص الكلمة قائلاً "إن العنصر الخامس فى الإستراتيجية الخاصة بنا فى الحرب على الإرهاب هو منع أى تجنيد مستقبلى فى صفوف الميليشيات من خلال نشر الديموقراطية فى الدول التى تعانى من أزمة فى هذه الحياة والتى أتمنى أن تعم منطقة الشرق الأوسط الكبير، هذا مشروع صعب وطويل المدى، ولكن ليس أمامنا خيارات أخرى، حيث أن مستقبلنا ومستقبل المنطقة حيث أننا لو تركنا الشرق الأوسط الكبير بهذه الأزمات الديموقراطية سوف نعانى من مأساة كبرى، حيث أن التعصب والتشدد يجتذب الملايين، وسوف تكون هذه المنطقة مصدر لعنف غير منتهى، ومصدر خطر كبير بالنسبة لجيلنا الحالى والجيل القادم، ولو تمكن الناس فى هذه المنطقة من إختيار قدرهم، وتمكنوا من توزيع ثرواتهم بصورة عاملة ومشاركة النساء النشاط مع الرجال فى الحياة السياسية بحرية تامة سوف يتم تهميش التعصب والعنف، وسوف يقل إنتشار تيار العنف فى وسط العالم، وسوف تكون نهاية للتشدد، ... نحن نعمل على تشجيع إخواننا فى الشرق الأوسط الكبير بما يشمل مصر والسعودية على المضى قدماً فى طريق الإصلاحات الديموقراطية لكى يقوموا بتقوية مجتمعاتهم فى مواجهة العنف والتطرف، وإحترام الحقوق والمطالب المشروعة من شعوبهم، نجن سنقف بجوار المبعدين والمهمشين فى أى أنظمة حكم قمعية، لأننا نعرف أن المقهورين حالياً سيكونوا هم القادة الديموقراطيين فى المستقبل القريب".
--------------------------
المشروع الأمريكى للشرق الأوسط الكبير:
==========================
* كان هذا المشروع يهدف لإحداث إصلاحات ديموقراطية فى منطقة الشرق الأوسط الكبير من تونس إلى السودان ومن اليمن إلى مصر إلى سوريا، وذلك من خلال خطط محكمة طويلة المدى أعدتها وزارتى الدفاع والخارجية الأمريكيتين للعالم الإسلامى بالكامل بدءاً من العاصمة الأفغانية كابول إلى العاصمة المغربية الرباط.
==========================
* إن الملخص لإستراتيجية واشنطن يعتمد على مدى نجاح الأنظمة للحاكمة فى عمل تعديلات وإصلاحات ديموقراطية فى المنطقة مثلما حدث فى أوروبا بعد إتفاقية وارسوا السابقة والأحزاب والجبهات الشيوعية، وقد كان هذا المشروع معتمدا على إستشارة من جانب المحافظين الجدد ومسئولى إدارة الرئيس "بوش" وعلى رأسهم (ريتشارد بيرل/ دوجلاس فيث) فى ورقة عمل أطلق عليها الورقة البيضاء، وقالوا فى هذا الوقت أن حزب الليكود الذى يتولى رئاسته "بنيامين نتنياهو" هو الذى سيتولى السلطة فى إسرائيل، وكانت هذه الفكرة تحت البحث للتنفيذ منذ عام 1996.
--------------------------
* وكانت الخطة تحت عنوان "بداية جديدة/ إستراتيجية جديدة للأمن المستقبلى"، وكان أول مركز فكرى أمريكى يطالب بتغيير نظام الحكم فى العراق وإزاحة "صدام حسين" من الصورة وطالب بتدخل عسكرى ضد سوريا بسبب تدخلها فى لبنان ومعادتها لإسرائيل والولايات المتحدة، وفى هذا الوقت قالت حكومة نتنياهو" التى كانت فى السلطة عام 1996 أن هذه الخطة شديدة الخطورة وقامت بتجاهلها.
--------------------------
* وبمرور الوقت، وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 وجاء دور المحافظين الجدد فى واشنطن وعادوا بقوة تحت إدارة الرئيس "جورج بوش" الإبن وكان فى هذا الوقت الهدف الرئيسى هو تنفيذ مخططات إستعادة الديموقراطية فى الشرق الأوسط الكبير وفقاً للمصطلح الأمريكى وتم تولى "فيث" منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكى من جانب الرئيس "بوش".
--------------------------
* ومن هذا المنطلق سارعت دول المنطقة للإعلان عن إعتزامها تنفيذ إصلاحات ديموقراطية فى المنطقة بالكامل، وكان الشرق الأوسط الكبير واقع تقريباً بالكامل تحت تهديد الآلة العسكرية الأمريكية، وبدأت التحولات والإصلاحات الإقتصادية فى الظهور من المغرب وحتى حدود الصين وروسيا.
--------------------------
* فى مايو 2009، قبل أن يتضح الموقف الأمريكى من الإنسحاب من بغداد، لم يكن الرئيس السابق "جورج بوش" قد تمكن من نشر الديموقراطية والإصلاحات التى كان يحلم بها أو يعتزم تنفيذها فى المنطقة بالشكل الذى يريده على مدى نحو عقد من الزمان.
* قبل إجتماع مجموعة الدول الصناعية الثمانى الكبرى فى يونيو عام 2004 فى سى أيلند بجورجيا، أصدرت واشنطن ورقة عمل تحت عنوان "شراكة مجموعة الدول الثمانية الكبرى مع الشرق الأوسط الكبير" ومن خلال هذه الدعوة تعمل واشنطن على توفير فرص التحول والإستثمارات الإقتصادية من جانب الدول الصناعية الكبرى فى دول منطقة الشرق الأوسط النامية والتى تعانى من التأخر الإقتصادى بصورة مماثلة للإستثمارات التى تتم فى دول وسط وشرق أوروبا والدول الشيوعية السابقة.
--------------------------
* وقالت الولايات المتحدة فى ورقة العمل أن هذه الطريقة سوف تقوى وتزيد من تأثير القطاع الخاص وقدرته على التأثير على التحول نحو الرخاء والديموقراطية فى البلاد وإدعى أنها ستكون معجزة حيث سيتم وقف للخطة ضخ (100) مليون دولار كإستثمارات سنوية على مدار خمسة أعوام بصورة ترفع مستوى معيشة (1.2) مليون فرد فى هذه الدول منهم (750) ألف سيدة فوق خط الفقر، من خلال منحهم قروض بحد أدنى (400) دولار لكل منهم لتنفيذ مشروعات تنموية، وكان من المخطط أن يتم التعاون بين المجموعة الصناعية الكبرى والمؤسسات المالية والإستثمارية فى هذه الدول ومؤسسات إقتصادية جديدة تتضمن منظمة التجارة العالمية، وكان الهدف بعيد المدى للولايات المتحدة أن يتم الإستثمار فى مشروعات تتعلق بالنفط لكى يتم السيطرة الكاملة على تدفق النفط من المنطقة من المغرب وحتى حدود الصين وكل ما بينهما، وكان هذا المشروع جرئ لدرجة أنه كان من المستحيل تنفيذه.
--------------------------
* عندما تم البدء فى إستخدام مصطلح الشرق الأوسط الكبير أعربت الصحف الكبرى ومنها صحيفة الحياة الواسعة الإنتشار عن المعارضة الشديدة له، وكما علقت عليه أيضا مقالة فى صحيفة الدبلوماسية الدولية الفرنسية أن هذه المنطقة متعددة الطوائف لدرجة كبيرة حيث يوجد فيها عداءات كبيرة لا يمكن توصيفها تحت مصطلح عمل واحد حيث توجد الدول العربية، وأفغانستان، وإيران، وتركيا، وإسرائيل، وهذه المنطقة مليئة بالعداء تجاه الولايات المتحدة، والعالم الإسلامى بطبعه معادى للغرب، ولا يقبل مثل هذه الخطط والجدير بالذكر فى هذه النقطة أن المؤسسة الوطنية للديموقراطية تنشط داخل إسرائيل أيضاً من خلال عدة برامج.
* الجدير بالذكر، أنه فى عام 2004 كانت هناك معارضة ومعاداة قوية وواضحة للغاية من جانب الرئيس المصرى "حسنى مبارك" والعاهل السعودى الملك "عبد الله بن عبد العزيز" لتوجهات إدارة الرئيس الأمريكى "بوش" فى المنطقة، ولمشروع الشرق الأوسط الكبير الذى أسسته وتبنته الإدارة الأمريكية فى هذا الوقت.
--------------------------
هل سيجدى الأمر نفعا؟:
* فى هذه المقالة كان من الواضح بصورة كبيرة أن ما حدث كان للولايات المتحدة دخل كبير فيه، حيث كانت تعمل على نشر الديموقراطية والإصلاحات منذ وقت بعيد، ولكن من غير الواضح ما ستؤول إليه الأمور من عدم الإستقرار الحالى فى العالم الإسلامى وهل ستتمكن الولايات المتحدة من الإستمرار فى قيادة العالم الجديد، وكانت الأجندة تستهدف تكوين الشرق الأوسط الكبير الذى تسيطر عليه الولايات المتحدة وعلى الإقتصاد ورؤوس الأموال فيها، وتدفق الطاقة بصورة تفوق تأثير الصين وروسيا والإتحاد الأوروبى، ولكن الأمر قد يخرج عن سيطرة الولايات المتحدة فى الفترة القادمة.
--------------------------
* إن الأمر يحمل فى طياته العديد من حالات عدم الإستقرار والترقب بالنسبة لإسرائيل أيضاً، وكما علق أحد المحللين الأمريكيين أيضاً قائلاً "أن الحسابات الإسرائيلية تقول إذا رحل مبارك عن الحكم فى مصر، وكذلك فى تونس، والمغرب والجزائر، وقد ذهبت بالفعل تركيا من قبل ذلك (ولاتلوم إسرائيل فى ذلك إلا نفسها)، ومن قبلها سوريا (وذلك بسبب تمسك تل أبيب بالهيمنة على مياة بحيرة طبرية)، ووقوع قطاع غزة فى يد حماس، وذهاب السلطة الفلسطينية المحتمل قريبا إلى حماس أيضاً، كل هذا سيترك إسرائيل فريسة لأنقاض سياسة الهيمنة العسكرية فى المنطقة.
--------------------------
* إن إستراتيجية "الفوضى الخلاقة" الأمريكية فى المنطقة لا تتسبب فقط فى إيجاد ليالى طويلة من الأرق داخل العالم الإسلامى، وإنما أيضا فى كل من تل أبيب، وصولا إلى بكين وموسكو عبر دول وسط آسيا
==========================
إنتهت الدراسة ---- اللهم فإشهد
إرسال تعليق Blogger Facebook