في امريكا استطاع روتشيلد الأكبر المؤسس أن يكون إمبراطورية حقيقية حكمت العالم قديمًا ومازالت تحكم، بل وطورت نفسها في الأرض الجديدة الأمريكية وأنشأ عائلات على غرارها، وأسست نفسها على أسس ملكية فكان عنصر الوراثة البكر أحد الشروط لوصية مائير أمشل روتشيلد التي جعلها في كل جيل من أجيال أسرته أو إمبراطوريته كي يقود هذا الابن الأكبر العائلة وينمي الثروة كي تزداد نفوذ العائلة على مستوى العالم لصالح الصهيونية اليهودية.
لقد سرت مقولة مؤسسى الأسرة مائير روتشيلد : ((اسمحوا لي أن أسيطر على مال الأمة، ولا يهمني بعد ذلك من يصنع القوانين)).
لقد سرت هذه المقولة وأصبحت القانون الأسمى والأساس لحكم العالم بشكل سري، فالسيطرة على الثروات أهم من الجلوس على كرسي الحكم، وبالتالي أصبح كل الحكام وصانعوا القوانين أداة طيعة في أيدي آل روتشيلد، وأصبح الحاكم الحقيقي للعالم هو من يتحكم في الثروات أو مصادر الثروة في العالم.
وبرهن آل روتشيلد على نفوذهم في مواقف عديدة عبر التاريخ، ولعلها وأخطرها أن أحدهم وهو الصهيوني اللورد ليونيل وولتر روتشيلد الابن الأكبر لناثان روتشيلد قد ساعد في خلق دولة إسرائيل الحديثة عام 1917م وكان عضوًا في البرلمان البريطاني سابقًا، وهو الذي استلم خطاب الوزير الصهيوني البريطاني أرثر بلفور الذي وعد اليهود فيه بالموافقة على تأسيس دولتهم في أرض فلسطين، وأصبحت هذه الرسالة تعرف باسم "وعد بلفور" الشهير، ثم جاءت الخطوة التالية من "عصبة الأمم" وهي المنظمة الدولية السابقة على هيئة الأمم المتحدة وكلتاهما من صنع الماسونية الصهيونية حيث إن العصبة في عام 1922م وافقت على انتداب الإنجليز على أرض فلسطين ومهدت الطريق لإعلان دولة إسرائيل الحديثة والأخيرة.
واستفادت عائلة روتشيلد اقتصاديا من قيام دولة إسرائيل، فقد قام البارون أدموند دور روتشيلد ببناء أول خط نفط من البحر الأحمر وحتى البحر الأبيض يحمل البترول الإيراني إلى إسرائيل ثم أسس بنك إسرائيل العام حتى دعى والد إسرائيل الحديثة.
وأما عن سيطرة عائلة روتشيلد على الولايات المتحدة الأمريكية، فحدث ولا حرج، فمن خلال شارع المال وول ستريت التابع لـ كوهن، لويب أند كومباني وشركة جيه بن مورغان، مؤلت عائلة روتشيلد جون دى روكفلر ليتمكن من خلق إمبراطورية جديدة لهم في أمريكا تسمى "ستاندر أويل"، وقاموا بتمويل نشاطات أدوارد هاريمان ـ قطب السكك الحديدية، وأندروكارينجي قطب صناعة الفولاذ.
وهكذا طور آل روتشيلد أنفسهم وأنشأوا إمبراطوريات صغرى وأذرعة طويلة تكمل سيطرتهم على ثروات العالم، مع تكوينهم المنظمات السرية التي تتحكم في القرار السياسي العالمي أمثال منظمة الهيئة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية والمعهد الملكي للشؤون العالمية ـ الدوائر المستديرة ـ وغيرها الكثير والكثير ، فالكل يخرج من تحت عباءة الماسونية العالمية.
تحكم في الاقتصاد يسيطر على القرار:
منذ وقوع اليهود في الأسر البابلي قبل الميلاد وهم يسعون إلى السيطرة على مصادر الثروات في العالم كي يتحكموا في صناعة القرار السياسي، وحتى لا يفاجأوا "ببختنصر" آخر يقودهم إلى الهزيمة والأسر وضياع الهوية.
لقد تم وضع المخطط اليهودي على الورق منذ ذلك الحين وتم تنفيذه ، وعلى مدار مئات السنين استطاع فريق العمل الصهيوني من تحقيق ما جاء في التلمود الذي كتبوه عوضا عن التوراة، واللائحة التنفيذية للتلمود وهي ما أطلقنا عليه نحن "برتوكلات حكماء صهيون" ومن يقرأ تلك البرتوكلات والتي يزعم اليهود أنها ملفقة ضدهم يجد أن كل سطر منها قد تحقق ويتحقق، ونحن لا نلوم البعض من بنى جلدتنا الذين يرفضون نظرية المؤامرة بل ويدعون أن تلك البترتوكلات لا أساس لها من الصحة، فحرية الرأي كفلها الإسلام للجميع، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..
نحن نؤمن بنظرية المؤامرة الواقعية والواقع يؤكد لنا صدق أعتقادنا!!.
ليس ثمة مجال للشك حول حقيقة أعضاء هذه المنظمات السرية الحديثة التي سيطرت على الكثير من المؤسسات والمصارف الكبرى في العالم، وتسيطر أيضا على مصادر الطاقة والمعادن وتسيطر على المواصلات ووسائل الاتصالات والتسلية والمتعة ووسائل الإعلام، وتسيطر على أسس الحياة الحديثة، نحن لا نشك في ذلك.
في كلمته الواضحة في معهد "بروكينغ" قال مستشار الرئيس كلينتون للأمن القومي والمتابع النضامي لاجتماعات منظمة "بيلدر بيرغرز" قال" ((العولمة عملية تسريع التكامل الاقتصادي التكنولوجي، الثقافي والسياسي، هي ليست مجرد خيار، إنها حقيقة متنامية، إنها الحقيقة التي سوف تتابع بشكل عنيد، بموافقتنا أو بدونها، إنها الحقيقة التي نجهلها في مواجهة أخطارنا.
حقًا إنها الحقيقة المفروضة علينا والتي تنفذ على أرض الواقع بموافقتنا أو بدونها ولن تؤثر فيها تلك المظاهرات التي يقوم بها رافضو العولمة بين الحين والآخر.
العولمة، حكومة العالم الموحدة، النظام العالمي الجديد، كلها أسماء لمعنى واحد هو سيطرة اليهود على العالم، ليس مجرد خيالات لأصحاب نظرية المؤامرة لكنها الحقيقة التي نهرب منها ونضع رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعامة حين تواجه الخطر.
الدارس للمنظمات السرية الحديثة يرى وجود اختلاف كبير بينها وبين المنظمات السرية القديمة، ففي الزمن الماضي نجد أن تلك المنظمة كانت سرية بشكل كامل وجودًا وهدفًا، وتجارب الحكومات والأنظمة الحاكمة المختلفة.
أما المنظمات الحديثة السرية مثل الماسونية الأم وأبنائها مثل الهيئة الثلاثية والموائد المستديرة ومجلس العلاقات الخارجية وغيرها، نجدها منظمات علنية في ظاهرها سرية في أهدافها الحقيقية، وهذا التطور لم يأت من فراغ وإنما هو نتاج العمل الدءوب عبر سنوات طويلة جدًا، حتى إنه يجدر بنا ان نطلق على هذه المنظمات أسمًا آخر غير المنظمات السرية، مثل الإمبراطوريات السرية الحاكمة.
والدليل على أن تلك المنظمات ما هي إلا إمبراطوريات فعلية حاكمة، نظامها والقائمون على إدارتها فهم أشخاص متصلون بالدم، بالزواج والمصاهرة، والشراكة الاجتماعية والتجارية، ورأس نظامها الابن الأكبر للأب مثل الملوك المتوجين.
فالأبن الأكبر في الغالب هو الذي يرث سلطة أبية وكل مؤسساته المالية كما حدث لآل روتشيلد، فقد ورث مائير روتشيلد ابنه ناثان الابن الأكبر ثم الابن الأكبر لناثان وهكذا.
سرية الأهداف هي المفتاح السحري الذي يفتح الأبواب المغلقة، لتحقيق الأغراض الحقيقية لهؤلاء المتآمرين على البشرية عبر سنوات طويلة منذ فجر التاريخ الإنساني.
الحروب أفضل وسيلة لجمع الأموال:
كتب أستاذ التاريخ "هاوارد زين" يقول: إن الرأسمالية الأمريكية كانت بحاجة إلى منافس دولي وحرب دورية، لخلق مجتمع ربوي مصطنع بين الأغنياء والفقراء، مستبدلاً المجتمع الربوي الأصلي بين الفقراء الذي أظهر نفسه في الحركات المتقطعة.
والحقيقة أن المرابين الصغار والكبار لا تنمو تجارتهم ونشاطاتهم إلا وسط الفقراء المحتاجين للمال، هذا على مستوى الأفراد أما على المستوى الدولي، فالدول الفقيرة هي الدول المقترضة بالفوائد الربوية التي تقل اقتصاديات تلك الدول الفقيرة وتزيد الدولة الغنية الكبرى وهي التي تعطي تلك القروض الربوية تزيدها غنى وثراءً.
وحتى تظل الدول الفقيرة فقيرة والدول الغنية أكثر ثروة ومالاً، يجب أن يسود الشقاق والنزاع والحروب على أي شيء بين الدول الفقيرة، حروب حول الحدود، حروب حول مصادر الطاقة، حروب طائفية أو عرقية.
ومن العجيب أن تلك الدول المتحاربة دول فقيرة تحت خط الفقر، ورغم ذلك تجد رجالها يحملون السلاح ويقتلون ويذبحون غيرهم، فمن يعطيهم هذا السلاح رغم فقرهم وعدم امتلاكهم ثمن القوت الضروري لاستمرار الحياة!!.
إنها الدول الكبرى الغنية، التي سيطر عليها أصحاب نظرية المؤامرة، والهدف هو عدم استقرار العالم، حتى يعتقد العامة ويؤمنون بوجوب حكومة عالمية تحكم العالم أو تتحكم في العالم وثرواته وتوزع تلك الثروات بمعرفتها عليهم!!.
في دراسة تم علمها في أوائل الستينيات من القرن العشرين وفي عهد الرئيس جون كيندي، ثم افتراض أن السلام يسود العالم، فماذا يحدث!!.
إنه افتراض جدلى، لكن الأمريكان وضعوا هذا الافتراض تحت الدراسة كعادتهم ووضعوا سيناريوهات وحوارات مختلفة، فهم أصحاب صناعة السينما، وملوك الأفلام الخيالية فيها، واشترك في الدراسة مسؤولي إدارة كيندي أمثال "جورج بندي وروبرت ماك نامارا ودين راسكينا، وكلهم أعضاء في منظمات الهيئة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية، وبيلدر بيرغرز، وكان هدف كيندي هو إنهاء الحرب الباردة التي كانت قائمة في ذلك الوقت، وتم تشكيل مجموعات عمل لهذه الدراسة الهامة التي ضمت نحو 15 عضوا من مختلف التخصصات أساتذة تاريخ وخبراء في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وفلكيين وخبراء في الصناعة، وأجتمعوا مرة كل شهر في مواقع مختلفة، ولكن اجتماعاتهم الرئيسية في مؤسسة "جبل الحديد" وهي مؤسسة أرضية عبارة عن ملجأ نووي، قرب هدسون في نيويورك، موقع معهد هدسون المعروف بأنه مركز الأمان لمنظمة مجلس العلاقات الخارجية في حال الهجوم النووي.
وتم عمل تقرير حول الموضوع أطلق عليه أو عرف باسم "تقرير جيل الحديد"، وبالطبع فإن هذا التقرير كان سريًّا للغاية، إلا أن نسخة منه تم تسريبها بمعرفة رجل من أعضاء اللجنة التي شاركت في كتابته يدعى "جون دو" البروفيسور في جامعة "ميدوسترن" وتم نشره عام 1967م بمعرفة الناشر دبال برس، وقد أخبر "جون دو" الناشر أنه يوافق على معطيات الدراسة، ولكن يختلف مع قرار المجموعة في إخفاء عملهم من الناس، وأضاف: إن الجمهور الأمريكي، الذي قام بدفع أموال ضرائبه لقاء التقرير، كان له الحق بأن يعرف نتائجه المقلقة.
قال "جون دو": ((فتيان جبل الحديد، كما يدعون أنفسهم، يقومون بعمل دراسة غير رسمية، خارج الكتب وسرية، وغير معنية بالتحديدات الحكومية، وقد قدموا تقريرهم في آذار 1966م)).
وقد أوضح التقرير أن الحرب هي النظام الاجتماعي الأساسي الذي تتصارع فيه أشكال وصيغ أخرى ثانوية من المنظمات الاجتماعية وأنه النظام الذي غطى معظم المجتمعات الإنسانية.
ورأى كتاب التقرير أن الحرب هي ضرورية ومرغوبة معًا باعتبارها قوة التنظيم الرئيسية بالإضافة إلى أنها الأساس الاقتصادي للمجتمعات الحديثة.
وأضافوا بأنه لا يمكن أن يسمح النظام الحربي أن يختفي ويجب على الدول الكبرى العمل من أجل ذلك الهدف، لأن إلغاء الحروب يتضمن إلغاء السيادة الوطنية للأمة الأمريكية.
وجاء في التقرير اقتراح يجب فعله بالمحرومين اقتصاديًّا أو ثقافيًّا:ـ
((البديل الممكن لضبط الأعداء المحتملين في المجتمع هو إعادة إنتاج العبودية بشكل يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة والتطور السياسي، إن تطوير شكل معقد من العبودية يمكن أن يكون مطلبًا أساسيًّا وشرطًا مطلقًا للضبط الاجتماعي في عالم يعيش في سلام.
ووضع التقرير بدائل لمهام الحرب تتلخص في النقاط التالية: ـ
ـ برنامج رخاء اجتماعي شامل.
ـ نظام تفتيش لنزع أي سلاح نووي.
ـ قوة بوليس دولية دائمة الحضور مثل قوة حفظ السلام الدولي.
ـ تكوين بيئى عالمي واسع.
ـ خلق بدائل عدوانية خيالية مثل قادة إرهابيين أو رؤساء دول ديكاتوريين مثل صدام وميلوزوفيتش.
ـ خلق أديان جديدة وعقائد أخرى.
ـ تنشيط ألعاب عريقة متألقة أجتماعيًّا مثل كرة القدم.
واقترحوا إنشاء وكالة بحث حرب وسلام دائمة في أعلى مراتب السرية بأمر رئاسي، تكون منظمة بالتوافق مع مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وبالفعل استثمرت الحكومات الأمريكية المتعاقبة منذ الستينيات وحتى الآن الحروب التي أشعلوها في العالم، وامتلأت خزائنهم بالأموال، واستطاعوا مؤخرًا السيطرة على منابع النفط في العالم باحتلال الدول عسكريا واقتصاديا، إنه التخطيط الأمريكي التوراتي المنظم، ولكن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يعيرون اهتماما وهذا هو سر نجاح أصحاب المؤامرة .
إرسال تعليق Blogger Facebook