فصناعة العطور ليست كلها زهور ونباتات عطرية فقط اذ يدخل فيها بعض اجزاء الحيوانات, فمثلا يستعمل في تثبيت أنواع من العطور غدة معينة في رقبة نوع معين من القطط الوحشية .. توضع تركيبة العطور لتثبيت الرائحة, وتختلف صفاتها تماما بعد ذلك, فالعطور تتكون من الزهور والنباتات العطرية وزيوت صناعية ومواد حيوانية وكحول وماء وتتعرض كل المواد لعمليات كيميائية معقده وبسيطة ثم عمليات ترشيح وتبريد تحت الصفر.
فعلى سبيل المثال فإن العنبر ماهو الا نفاية يلفظها احد الحيتان التى توجد في مناطق سيبيريا .. فالحوت عندما يسير وراء السفن يبتلع كل ما تلقي به هذه السفن من نفايات وعلب من الصفيح وغيرها وتكون النتيجه احيانا اصابة الحوت بجراح في جوفه, ويحاول الحوت فرز مادة تغطي هذا الجرح حتى يتم شفاؤه وعند تمام الشفاء يطرد الحوت من جوفه تلك القشرة أو الماده الى البحر وهي تكون على شكل كرة كبيرة زنتها 15 كيلو جرام تقريبا . وتعد هذه ثروة هائله اذا عثر عليها احد الصيادين فهي تباع بألاف الجنيهات.
ومادة الكستوديوم من اهم المواد التى تدخل فى تكوين العطور العالمية وهى تؤخذ من دهن حيوان الكستر الذي يعيش في سيبيريا ويشبه الأرنب. وهناك مادة تدخل فى اغلى انواع العطور العالمية وهى تؤخذ من حيوان السيفت الذي يعيش في اثيوبيا.
المسك : سيد العطــــــــور
اما المسك فهو يؤخذ من نوع معين من الغزال من منطقــــة العمود الفقري. ويعتبر المسك من أشهر العطور الحيوانية يليه "الزباد والعنبر" وقد ورد ذكر المسك في أشعار الجاهليه . قال امرؤ القيس:
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
وجاء في " لسان العرب " المسك ضرب من الطيب.
والمسك من افضل انواع العطور واكثرها قيمة , ويؤخذ من " غزال المسك " الذي وصفه العديد من المؤرخين العرب والمسلمين . قال " المسعودي " : ظباء المسك: في التبت والصين , ويفضل مسك ظباء التبت , لأنها ترعى سنبل الطيب, وظباء الصين ترعى الحشيش , وأهل الصين يخرجونه من النوافج " جمع نافج وهو وعاء يجعل فيه المسك " ويغشونه بالدم وغيره من انواع الغش. وأجود أنواع المسك واطيبه ما خرج من الظباء بعد بلوغه النهايه فى النضج داخل وعائه.
فيتكون المسك فى كيس غشائي يقع قرب سرة الظبي, وعند نضج الغدة المسكية يشعر الحيوان بالضيق منها فيحكها فى احدى الصخور أو سيقان الأشجار فتفجر الغده ويسيل منها فيحها كخروج الخراج من الدمل . فيشعر الحيوان باللذه والراحة وهكذا يستمر الظبي في عمل المسك حتى شيخوخته.
وتشير الإحصاءات إلى أن مقدار المسك الذي يفرزة الظبي فى كل مره يتوقف على عدة عوامل منها عمر الحيوان وقوته الجسميه وغذاءه والطقس ويقول الخبراء ان الكمية التى يفرزها الظبي كل مره تقدر ب 6-20 جراما من المسك.
يعيش ظبي المسك في المرتفعات الشاهقة في سيبيريا والتبت والهيمالايا وكوريا والصين وله شعر خشن بني اللون, وله نابان , ويبلغ ارتفاع كتفه نحو خمسون سنتيمترا. وثمة حيوانات أخرى تعيش في شرق أسيا تنتج ما يشبه المسك:
1 - ثور المسك.
2 - قط الزباد - حيوان يشبه القط العادي لكنه طويل الجسم وضخم البدن, مع قصر ساقيه.
3 - فأرة المسك - تعيش قرب مجاري المياه ويتخذ من جلدها الفراء الثمين. تكثر في امريكا.
4 - فأرة الابل - تشتهر برائحه طيبه, وذلك اذا رعت العشب وزهره, ثم شربت وصدرت عن الماء نديت جلودها, وفاحت منها رائحة طيبة.
المسك والطب:
ذكر المسك في المفردات الطبية وأدخله الاطباء العرب والمسلمون في تحضير وصفات كثيرة, وغالي عدد من الاطباء في ذكر الامراض التي يشفيها, وقد وصفوه جميعا بأنه : سيد العطور.
أهم الكتب الطبيه:
1 - القانون في الطب لابن سينا :
المسك : لطيف , مقوي للعين , ويقوي القلب , وهو ترياق للسموم.
2 - المعتمد فى الأدوية المفردة للغساني :
المسك : مطيب للعرق , مقو للقلب , مسخن للاعضاء ومقوى لها , يقوي الدماغ ويزيل الصداع التاشيء عن البرد , وينفع المعده.
3 - تذكرة داود الانطاكـــــــــــــي :
المسك : يقوي الحواس كلها , ويزيل الظلمة والبياض وضعف البصر , ويزيل اوجاع الأذن.
4 - تذكرة ابن ارمانيوس :
المسك : منظم للدورة الدمويه وللوظائف العصبية , مضاد للتشنج والصرع والربو.
5 - الجامع لمفرادات الادوية لابن البيطار :
المسك : يقوي الاعضاء لطيب رائحته , ويستعمل فى الادويه المقويه للعين وجيد للخفقان وضد ضعف القلب , ويزيل صفرة الوجه.
إرسال تعليق Blogger Facebook