بصورة عامة , لا يمكن لأي كان ان يدعي اليوم أن هناك من له القدرة على توجيه الآخرين عن بعد و كأنهم روبوتات الاعماق البحرية او روبوتات تفكيك المتفجرات او الطائرات المسيرة بلا طيار ..
فلم تصل التقنيات " الخفية " لهذا المستوى من التحكم بعد ( باعتقادي الشخصي واستناداً إلى ادلة واقعية ) .. لكن مع ذلك هناك مسعى للحصول على تأثير واضح في سلوك الافراد ... خصوصاً المجندين والخاضعين لدورات من التدريب والفحص و المراقبة ، إذ تتهم المخابرات الأمريكية من قبل الكثير من المراقبين والمتابعين حول العالم بالقيام بمثل هذه الاعمال وقد سخرت في سبيلها اقماراً صناعية تغطي عموم الكوكب الارضي ..
فقد وظف العديد من حاصلي براءآت الاختراع منذ السبعينيات وتسعينيات القرن الماضي في مراكز بحوث خاصة لتطوير آليات تجسس وسيطرة على الدماغ لفرد ٍ من الأفراد .. بل قد يصل الحال بمحاولتهم التأثير على جماعات سكانية بأسرها.. وربما فرصهم اضعف في ذلك لأسباب تتعلق بصعوبة إيجاد قواسم " كهربائية " مشتركة بين ادمغة الجماعات ، مع إن القواسم اللغوية قد تجعل من التأثير " الصوتي " أقوى في هذه الحال ، وسندرس هذا مفصلاً في مواضيع قادمة .
هناك تقارير تتحدث عن اقمار صناعية " خاصة " وضعت لتقصي " المجال الكهربائي " و " المغناطيسي " الصادر عن أدمغة سياسيين واقتصاديين وشخصيات هامة تدأب قوى استخبارية عالمية لمراقبتهم ومتابعة تحركاتهم ليل نهار ..
فتقنيات " الليزر " الحديثة المستعملة في هذه الأقمار تتيح لها ليس فقط تحسس التغيرات الكهربائية في حيزٍ معين من المكان , حتى " الصوت " تعيد رسم ذبذباته في مكان معين من على هذه الارتفاعات الشاهقة المقدرة بمئات الكيلومترات ..
هذا التقصي يتيح للقمر الصناعي إعادة رسم التخطيط الكهربائي للدماغ E.E.G عبر قياس المتغيرات المحيطة بدماغ الإنسان حتى دون مجسات .. وعبر دوائر كومبيوتر عالية الدقة .
وعلى الأرجح , أقمار صناعية تعمل بأشعة الليزر بمختلف انواعها المرئية وغير المرئية ، سيما تلك التي تتكون من تشاكهات الموجات المايكروية ( ميزر ) هي من تقوم بدور نقل " التغيرات " في المجال الكهربائي وما تمثله من تغيرات في طبيعة و أفكار الدماغ , وكذلك عمود الهواء الممثل بجزيئات الغازات في جونا الاعتيادي وما تمثله من ذبذبات صوتية ، هذه التغيرات في المجال الكهربائي وجزيئات الهواء في منطقة معينة قد تصل لميلي مترات بحدود دقتها تنقل عبر شعاع ليزر لمسافات بعيدة تصل للأقمار الصناعية لتقوم بتسجيلها وتخزينها كقواعد بيانات يتم حل شيفراتها فيما بعد من قبل مختصين أو بواسطة الكومبيوتر مباشرة ليرسم في ضوئها كلمات و انفعالات وربما " أفكار " غير منطوقة لشخص معين على مدار 24 ساعة..!
مع ذلك ، حتى لو لم تتمكن الأقمار الصناعية من تزويد مثل هذه المعلومات بدقة ، فإن المؤكد بما عندنا من قرائن هو إمكانية سيارة عادية أو طائرة مسيرة مزودة بأجهزة تجسس مثل هذه ، من القيام بمهمة تسجيل دوري لبيانات شخص معين يخضع للمراقبة ..
الإشكالية في الموضوع تتجاوز " التجسس " بمثل هذه الدقة إلى " التأثير " على الدماغ عن بعد ..!
فمميزات أشعة الليزر هائلة ولا تحصى ، ومثلما تقوم بنقل تغيرات في منطقة معينة إلى اجهزة التجسس السايكوترونكي , يمكن لأجهزة خاصة أن تحدث " تغييرات " مشابهة بطريقة معكوسة في الدماغ ، فتتسبب بميول وسلوكيات غريبة ، وغالباً ما تتسبب بهلاوس سمعية بصرية لدى الأفراد قد تصل لدرجة عالية من التناسق ان تظهر كوحي إلهي حتى ..!
فـــ " جورج بوش " الابن سمع " الله " وهو يأمره باحتلال العراق فيما هو جالس على مائدة العشاء مع اسرته في البيت الابيض .. حسبما ادعى هو بذلك ، وشخصياً لا اشك في ما ادعاه .. !
ارجح الظن , المخابرات المركزية الامريكية ( CIA ) وربما الموساد هم من " اوحى " له بذلك باستخدام هذه التقنيات المتطورة الخفية مستغلين ميوله الدينية التي كان عليها في ذلك الحين لتنفيذ حملتهم الكونية الكبرى في الحرب على الإرهاب ..
سيما وقد ذكر سليم مطر في كتابه " الذات الجريحة " تقريراً لصحيفة اسرائيلية تنقله عن " مكتب شؤون العراق " الذي يشرف عليه الموساد ، و يتحدث عن عمل مشابه قام به الموساد في العام 1989 ، التقرير ذكر أن ايحاءً من قبل موهوبين في الباراسايكولوجي دفع صدام لاحتلال الكويت ، واعتقد إن الامر تم باستعمال اقمار صناعية سمي مشروعها باسم " إرادة يهوه " للتأثير على " صدام حسين " ودفعه للتفكير بأعمال تخدم المشروع الصهيوني في المنطقة من حيث لا يدري .. ، وهناك ادلة عديدة تتكشف لنا تباعاً عبر هذه المواضيع .
إن دماغنا لا يتوقف عن العمل ، ينبض بفولتية كهربائية متذبذبة الشدة صعوداً وهبوطاً مع الزمن ، حسب حالة الوعي التي يعيشها المرء ... ماشياً , جالساً , متأملاً .. بل وحتى اثناء النوم التي رغم انخفاض شدة التذبذب فيها ، لكن " فولتية " الدماغ تزداد بشكل يفوق حالة الصحو كثيراً في هذه الحالة ..
يتصور الكثير إن قلبنا هو الوحيدُ النابض فينا , فهو ينبضُ بما معدلهُ 70 نبضة في الدقيقة ..
لكن ، دماغنا نابضٌ أيضاً ، هو قلبٌ آخر ، تتراوح نبضاته بين 1 – 50 نبضة في الثانية ..!
فنبضُ دماغنا غير محسوس لأنه ليس ميكانيكيا كالقلب البطيء نسبياً عند المقارنة ، نبض الدماغ كهربائي.. وواسع طيف الترددات قياساً بالقلب ، اذا يمكن ان يقسم إلى اربعة انواع من الذبذبات :
ذبذبات النشاط الاعتيادي, مثل وضع الحركة الاعتيادية للجسد والعيون المفتوحة..
وتدعى " ايقاعات بيتا Beta Rhythm " .. تتراوح بين 14 – 30 نبضة في الثانية..
واقل منها تردداً ذبذبات ( او نبضات ) الفا في حالة السكون و التأمل والعيون المغمضة ..
واقل منها نبضات ثيتا في حالة النعاس وبداية الدخول في النوم ، تليها " دلتا " في النوم العميق التي تصل حتى نبضة واحدة في الثانية ..
ولو نظرنا إلى بيانات قراءة جهاز تخطيط نبضات القلب E.C.G ... نجدها تشابه من حيث شكلها بيانات قراءة جهاز تخطيط الدماغ E.E.G وكذلك جهاز قياس حركة كرة العين ... والتخطيط السمعي .. إلخ .. الاختلاف فقط في " زمن " التذبذب ليس إلا ..
وهكذا , وبعودتنا لما بدأنا به في المقالين السابقين ، دماغنا وما يرسمه من " خريطة " ذبذبات طوال اليوم يمثل إنكشافاً مهماً عن باطننا الخفي ..
وعلى الرغم من ان شيفرات هذه الخريطة المتغيرة مع الزمن هي في غير المتناول كاملة اليوم ..
لكن ، يمكن محاكاتها حتى مع الغموض الذي يكتنفها عبر تمثيل دالة ذبذبة كهربائية لانفعال معين صادر عن مخ فردٍ ما ، بدالة مصطنعة كهربائياً ومحاولة انتاج نفس التأثير الانفعالي على الشخص المطلوب التأثير عليه بمحاولة تسليطها عبر وسائل مختلفة على دماغه ..
فدالة القياس الاسطواني المجرد اللاواعي التي ذكرناها في مقالاتنا السابقة التي تشفر كل نشاط وصورة مجسمة إلى شكل " تموجي " نبضي على نمط قراءآت هذه الأجهزة هي الدالة القياسية الأساس في تعامل أي مختص بحقل السايكوترونك ..
في علم السايكوترونك يتم تدوين كافة البيانات " السمعية " و " البصرية " و " الانفعالية " بصورة تموجات بيتا والفا وثيتا ودلتا , تضاف لها تموجات اعلى من الطبيعية ، اي فوق بيتا ، وتسمى " جاما Rhythm Gama " أو " ايقاعات جاما " , وغالباً ما تؤشر على وجود الصرع Epilepsy في الفرد أو حالة من الهياج والغضب و الانفعال الشديد .. ( بصورة عامة سندرس علاقة هذه الايقاعات الدماغية بالموجات الكهرومغناطيسية مستقبلاً )..
ويلعب الكومبيوتر والبرمجيات الحديثة دوراً أساسياً في التعامل مع هذه " اللغة " الاعماقية المشتركة لللاوعي , حيث يتم تفسير تموجات معينة سمعية إلى كلمات ، وكذلك تحويل تموجات كهربائية للدماغ إلى " حالة " معينة من الانفعال مثل الفرح والحزن والكآبة ..
كذلك تظهر اجهزة التصوير المقطعي بالرنين لأنشطة المخ نشاط أماكن معينة فيه , مثل الجزء القحفي البصري الذي يعني نشاط في أجهزة البصر أو نشاط " تخيلي " إذا كان الشخص مغمض العينين ( حسب ما هو معروف في علم الأعصاب ) وهكذا بالنسبة لنشاط المناطق المعروفة عن أنشطة الكلام أو الشم أو الحركة ...إلخ ..
مع ذلك , لا يعني إن هناك تموجات واضحة ودقيقة بما يتعلق بالأفكار أو " الكلمات " التي يفكر بها الإنسان لأسباب سنتطرق لها تباعاً في هذه المواضيع .
يمكن لأجهزة التجسس النائي ( السرية ) هذه عبر أشعة الليزر ( المايكروية غالباً ) أن تنقل اهتزازات الذبذبات الصوتية لتقوم اجهزة الكومبيوتر فيما بعد من فك شيفرة الذبذبة إلى كلمات مسموعة ، وتقوم بالعكس ايضاً ، اي تقوم بتحويل ذبذبات محملة في الشعاع إلى اشارة يستلمها العصب السمعي مباشرة دون الاذنين لتصل المخ وكأن المرء يسمع صوتاً ... وما هو بصوت حقيقي ..!
كذلك الحال بالنسبة للبصر , يمكن إرسال تأثيرات محملة على الاشعة من مسافة بعيدة يمكن ايصالها لمراكز الإبصار والاعصاب الناقلة لإشارات الرؤية مباشرة دون ان تمر بالعينين ، ( نفس الحال يمكن مع الاذنين والانف ) ، اي توصلها للدماغ و كأنها وقائع فعلية بالنسبة لبعض الاشخاص , او وكأنها احلام يقظة بالنسبة لآخرين ... وهناك استثناءات لقلة من البشر من لا تؤثر فيهم مثل هذه التأثيرات المحمولة عن بعد لأسباب تتعلق بتكوينهم العصبي والنفسي ، وعموماً ، هناك عقاقير مساعدة تكيف المخ ( تستخفه ) لتقبل مثل هذه التأثيرات ..
و اُرجح ان غسل ادمغة بعض الإرهابيين ودفعهم للانتحار بأمل دخول " جنة " تصنعها هذه الهلاوس يتم بهذه الطريقة من قبل جهات دولية نافذة خفية ، مع إنني لا انكر دور الفكر الإسلاموي المتطرف المجرد من دور اساس في هذا .. لكن .. تقاطع مصالح هذه الحركات مثل بعض حركات " السلفية الجهادية " مع الصهيونية في الوقت الحالي ضد الشيعة وايران يمكنه تفريخ انتحاريين على مستوى عالٍ من ادمغة مغسولة .. وهذا طبعاً موضوع آخر..
إن تحويل سلوك وافكار شخص معين إلى دوال موجية كهربائية عبر تسجيلها بأجهزة التخطيط الكهربائي السمعي والدماغي والقلبي والبصري يعني بناء ارشيف " ذاكرة " رمزي يمكنه ان يفيد حتى في التأثير على ذكريات هذا الشخص ... كيف ذلك ؟
لا اعلم تحديداً ما اذا كانت خبرات الاميركان الخفية في هذا الجانب قد وصلت إلى مستوى بلوغ الذاكرة الفردية ام لا ..
فالمعروف إن الذاكرة البشرية كمكون صلب ليس لها وجود حصري في الدماغ , علاقتها بالدماغ هي علاقة عرض وليس تخزين بالمعنى الفعلي للتخزين كما تقوم الحواسيب بتخزين الذاكرة بشكل شحنات كهربائية بنظام الصفر واحد مثلاً في الذاكرة الصلبة Hardware , الدماغ لا يعدو أن يكون شاشة عرض Monitor في هذه الحال ليس إلا ..
الذاكرة البشرية لا تزال غامضة وغير معروف " مكانها " , لكن .. ( وهنا تكمن المفارقة في الموضوع ) :
تسجيل الذاكرة بادٍ وواضح عبر نشاط المخ نفسه ، فمسارب هذا التسجيل " الحسية " عبر البصر والسمع وانشطة مراكز معينة من المخ معروفة ..
جهاز تخطيط الدماغ اذا ما تمكن من رسم ذبذبات مخ فرد معين طوال حياته ... فهذا يعني إن ارشيف هذه التموجات يحمل " صورة اولية " عامة عن ذاكرة هذا الشخص ..!!
نعم , لم نصل لمكان الذكريات بعد , ولكن , اجهزة التخطيط الكهربائي للمخ المرتبطة بالكومبيوتر يمكنها ان تؤرشف لنا " نسخة copy " عن ذاكرة شخص معين عبر تسجيل نشاط مخه الكهربائي لفترة معينة من الوقت ..
فاستخدام رقاقات تسجيل الكترونية تربط مع المخ بعمليات جراحية مستقبلاً ( وربما يحدث هذا فعلياً اليوم ) ترسل بياناتها لأجهزة كومبيوتر يمكنها تحليل انماط هذه الإشارات وحل شيفراتها لتعطينا صورة عن افكار شخص وكلامه في وقت معين وبنفس الوقت يمكنها ان تعطينا نسخة اولية وإن كانت غير دقيقة مئة بالمئة عن ذاكرة هذا الشخص ..
خصوصاً لو عرفنا ان " عالم الذكريات " كما اشارت إليه تجارب حديثة يخضع لقوانين وخصائص الهولوغرام ، وهي خصائص تسجيل " الليزر " ...!!
فليس صدفة ان ينجح " الليزر " في تحسين وتطوير تقنيات السايكوترونك ، فخصائص الليزر العامة من تشاكه وتوحد اطوار المويجات الجزئية المكونة لها تشابه تماماً عمل خلايا المخ الكهربائي وكذلك الاجهزة الحسية المغذية للدماغ بالمعلومات ..
فالهولوغرام هو لوح تسجيل المعلومات من صور ثلاثية الابعاد بواسطة اشعة الليزر ، وقد وجد عالم الاعصاب كارل بريبرام في سبعينيات القرن الماضي إن خصائص الذكريات تتطابق لحد كبير مع خصائص الهولوغرام ثلاثي الابعاد ..
وعليه ، لكي نفهم " الوعي " و " الذاكرة " بصورة اعمق وبطريقة سلسلة غير معقدة ، نحتاج ان نفهم " الليزر " والشعاع الازرق بالتفصيل
وهو ما تحدثنا وسنتحدث عنه مفصلاً في بوستات لاحقة
ويبقى ان نذكر , إن التقنيات المعروفة تتيح لنا تسجيلات مؤقتة لانشطة المخ , يمكن لهذه التسجيلات المحدودة إذا ما قمنا باعادة إرسالها او تزويد المخ الذي صدرت عنه مرة اخرى , اي نحاول ادخالها من جديد في دماغ ما قام بها قبل سنوات ، من شأن هذا ان يستثير المخ استثارة كبيرة ويحفزه على تذكر اشياء لم يكن بالإستطاعة تذكرها ، مع إن مثل هذه التجارب بالغة الخطورة وغير معروفة الاضرار الجانية لحد الآن ..
ورغم قتامة صورة المستقبل الذي ينتظر الإنسان , لكنه " الإنسان " .. قاهر الصعاب والمستحيل
إرسال تعليق Blogger Facebook