العلاج بالخيال نوع من الوسائل العلاجية الجديدة التي توصل إليها العلماء في مواجهة الأمراض الخطيرة والصعبة، بعد أن أثبتت الأبحاث السيكولوجية أن المخ والجسم يتأثران بالصور التي يشكلها الذهن ويعكسها داخليا، وبالتالي كان للعلاج بالخيال الأثر الفعال في علاج العديد من الأمراض.
استخدام العلاج بالوهم يمكن أن يحقق الاسترخاء التام للجسد والعقل، وذلك من خلال تصور المرض في أي شكل كإشعاع أو جنون وتصور عملية العلاج أيضا.
ويضيف المتخصصون أن تصور المريض نفسه بأنه تحرر من المرض وأنه سعيد بالشفاء مهم جدا، ومرحلة أساسية في العلاج.
ويوضح دكتور أندريا شونج خبير الطب التأملي أن عملية العلاج هذه يجب أن تتم والمريض مستلقى على السرير وفي حالة من الاسترخاء التام، إضافة إلى أن معرفته لطبيعة مرضه تساعد في العملية أكثر.
وحول طريقة العلاج يضرب أندريا مثالا عليه في علاج مرض تصلب الشرايين الذي يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم ،وينجم هذا المرض عن تخزين الشحوم في الشريان وعن تجلط الدم في بعض الأماكن، ومعرفة المريض بهذه التفاصيل يساعد على تصور المرض ورسمه بخياله، وبالتالي تيسير المهمة أمام العقل الباطن بالعلاج وكلما كانت طريقة العلاج غريبة وشاذة كانت أفضل، وبعد هذا يأتي وقت العلاج فندفع المريض، وبعد أن تفهم طبيعة المرض أن يتصور أنه يحمل بيده جهاز اللحام الكهربائي، ويذيب به الشحوم المترسبة في الجسم، ثم يتصور مجموعة من العمال يأتون ليزيلوا تجلطات الدم، حتى يصبح الوعاء الدموي مفتوحا وسالكا ولطيفا، ثم يأتي بعد ذلك من ينظفونه ويزيلون كل الترسبات، كل هذا من خلال الخيال، وبعدها يرى الدم يسير بسهولة وبدون أي مشاكل ويرى أنه تحرر من الأمراض. ويشير دكتور أندريا أنه ومع تكرار هذا الموضوع أثبتت التجارب أن المرضى الذين يعانون من مثل هذه الأمراض قد تخلصوا منها وأصبحوا يعيشون بصورة عادية وطبيعية.
ويشير إلى أن الانسان بمقدوره أن يحقق إنجازات تفوق حدود كفاءته الحقيقية، عمره وقدراته العقلية، العضلية إذا ماقام بتصور الشيء الذي يريد فعله وإذا شارك اكبر قدر من الحواس في عملية التصور، ومن الممكن مثلا للإنسان أن يرى غدده اللعابية ويجعلها تنفعل لتصوراته كأن يتصور نوعا من الطعام الذي يشتهيه مثلا فإذا بلعابه يسيل ويتدفق من جوفه إلى الفم، وهكذا الحال مع باقي أجهزة الجسم فالعديد من الأعضاء يمكنها أن تتأثر بمجرد الخيال أو التأمل.
أما عن رأي الطب في هذا الموضوع فيقول دكتور محمود مازن أستاذ أمراض القلب أن هذه الفكرة قد تكون مفيدة في تهيئه المريض نفسيا فالجانب النفسي له دور لايمكن إنكاره، ونحاول تقويته لدى مرضانا بصفة مستمرة ولكن هذا لا يعني أنه يأتي بمفعول السحر كما يقال فليس لمجرد أن يتصور المريض أنه يعالج من مرض أن يشفى بهذه الحالة وإلا ما كان العلاج، والمراحل الطويلة التي يمر بها المرضى في العلاج، ولايعقل مثلا أن يتوقف مريض الإنسداد الشرياني عن تناول الأدوية التي صارت جزءا من حياته اليومية، ويعالج نفسه بشيء غير مفهوم المعالم، فمريض كهذا يعد امتناعه عن تناول الدواء بمثابة موت محقق له.
أما دكتور كمال الجوجري نائب رئيس الاتحاد العالمي للوخز بالابر والعلاج الكهربائي، والمعالج بالطب البديل فقد اختلف مع د.مازن مؤكدا على صحة هذه النظرية وأكد أن الأطباء والمعالجين في اليابان والصين والعديد من دول جنوب شرق آسيا يتجهون لعلاجات غريبة جدا وفي نفس الوقت لها قيمة وفائدة كبرى في علاج العديد من الأمراض، والتي قد لا يعلم عنها الأطباء في وطننا العربي شيئا وبالتالي يكون الرفض لشيء من هذا نتيجه عدم المعرفة والجهل به ليس إلا.
ويقول دكتور محمد نصر أستاذ الطب النفسي: إن الحالة النفسية للمريض تتحكم في العديد من العمليات الحيوية داخل جسمه وبشكل قد لا يتصوره البعض، وأن مجرد تشبث مريض، في حالة متأخرة من مرض مستعصى، بالحياة قد يساعده في تخطي تلك العقبات المرضية، والحياة اليومية مليئة بمثل هذه الحالات فحين يعجز الطب عن إيجاد طريقة للعلاج ويعلن انتهاء أمر المريض إذا بنا نجده يتحسن، ويصل إلى حالة طيبة بعد العلاج الذي لم يؤد مفعولا بنفس الدرجة.
ويضيف أن العلاج بالخيال هذا هو نوع من أنواع العلاج، والتأهيل النفسي للمريض فالعديد من المرضى بأمراض جسدية يكونون بحاجة إلى متابعة الحالة النفسية التي يكون لها وقع وأثر كبير على شفاء المريض، وهو مالا يعترف به الكثيرون في مجتمعاتنا العربية فرغم ما وصلنا إليه من تقدم إلا أن البعض يعتبر العيادة النفسية عار ويرى أن العلاج النفسي أمر لا قيمة له ومن هنا تنبع المشكلة فمجتمعاتنا بحاجة إلى مايشبه التأهيل النفسي لتقبل العلاح النفسي.
إرسال تعليق Blogger Facebook