5/13/2014 -
ما هى الكارما" من مفهوم علم الطاقة"
الكارما:
هى تعبير عن تصرفات الطبيعة وقوانينها الدقيقة الأبعد والأعلى من كل مفاهيم ومعانى كلمة "قانون" ، فهى المعنى الروحى للعدل الالهى الذى يصعب شرحه ماديا من حيث المبدأ فهو بسيط جدا ، لكل فعل رد فعل ،أو كما تدين تدان ، لكن العملية أكبر من ذلك بكثير وتختلف كليا عن التصور الاول .

كل ما يصدر منك من أعمال وأفكار ونوايا سيعودإليك بنفس المقدار عاجلا أم أجلا ، بطريقة أو بأخرى . فكل شىء جيد أم سىء هو إنعكاس لأفعالك وأفكارك ومشاعرك .

لايمكن لأى حدث فعلى أو فكرى مهما كان صغيرا وعابرا إلا يكون له صدى يرتد بنفس القوة ، حتى الصفاء واللاشىء وتجسدات ما قبل الولادة وما بعد الموت ،وتكون النتيجة بشكل مباشر وربما تأخذ سنين  ، وقد تظهر بشكل مختلف وغير متوقع ،وأحيانا تستبق الأحداث والاسباب وتأتى سلفا .

لكن من جديد تطمس معانى وجواهر الكارما الابعد من حدود الفكر والمنطق البشرى ، فجعلوها قوانين وقواعد مادية محدودة خالية من الحقائق ، وما أكثرهم المتحدثين بشكل معلب ومبرمج وفق اطارات وشروط وخطوات مما يجعل الكثيرون يظنون ان الكارما مثل شبح يلاحقهم ويحاسبهم ويجلدهم على أخطائهم ،ثم يسألون ويهرعون بحثا عن طرق التخلص من الكارما السلبية خاصتهم .



الكارما ليست شىء منفرد بذاته هى اسم لمبادىء كونية ترمز للعدل الالهى تفسر مرور الأحداث بتوازنها الدقيق ويمكن القول أن الكارما هى القدر .

إن أى فكرة أو فعل سيكون موجود وسيبقى موجود فى الزمن ، بما فى ذلك النوايا والطموحات وأيضا الصمت .
لايمكن أن نختصر الكارما برد الفعل فقط او الرد السلبى منه ، فى أعماق الكون يمتزج الفعل ورد الفعل معا " السبب والنتيجة " فالقانون الكونى مختلف كليا عن القانون الأرضى وحدوث الافعال وردودها أبعد من فكرنا المادى المحدود.

يتساءل الكثيرون : كيف نتخلص من الكارما السلبية ؟ الا يعتقدون أنهم بسؤالهم قد قرروا وحكموا على أنفسهم تلك السلبية ! لما لا يتساءلون كيف يمكنهم إحداث كارما ايجابية ؟
الكارما نفسها تخلصك من السلبيات ، فعند رد الفعل السلبى " حدوث الكارما السلبية " هذا يعنى تطهيرك من سلبياتك وليس تعذيبك ، الخوف من ذلك التطهير والهروب بحثا عن سبيل للتخلص من الكارما السلبية بدون أن تزعجك هو مراكمة ما تسميه سلبيات عليك ، لانك بهذا التفكير أنت ترفض القدر وتستنكره لانه لا يتماشى مع رغباتك متوهما أنها عقوبات لا تستحقها وتهطل عليك لتعذبك فقط ...
والحقيقة انه لا يوجد بالكارما سلبيات ،ولا ثبات فى حالة جازمة ، فهى حالة متغيرة بكل لحظة .
انما نظن ونقول عنها سلبيات لاننا نحكم ونجزم حسب نظرتنا المحدودة.

لكل انسان طاقة أثيرية مسؤولة عن كافة قدراته وابداعاته وارتقائه ، وتتأثر نقاوة وصفاوة الطاقة بالتوازى مع نقاء الأفكار والأفعال والنوايا.
وهذه الطاقة تعود وتتحول الى أفعال "رد الفعل " وذلك ما يطلقون عليه كارما سلبية او ايجابية...
لا توجد سلبيات وايجابيات يمرض الانسان ، فهذا أمرسىء للجسد ، لكن قبل المرض هناك خطأ ارتكبه بحق نفسه أو بحق غيره، ونتيجة الاذى يحدث تلوث فى طاقة الانسان ( ما يسمى كارما سلبية ) وبعد فترة يتجسد التلوث على شكل مرض.
بمنظورنا البشرى تحتلل ان الأذى هو الفعل ، والمرض هو رد الفعل ، لكن بالمنظور الكونى فان المرض هو شفاء لطاقة الانسان "على مستوى الفكر والنفس والروح " وحماية له من متابعة الخطا وتلويث الطاقة أكثر.

أما الأذى الذى ارتكبه فهو كان وسيلة فقط ، قد جذبة الشخص الاخر "المظلوم" اليه ليؤذية (كما نعتقد )لكن هذا قد حدث ليساعده دون أن يدرى أحدهما ذلك .

بالمفهوم الكونى لا يوجد ظالم أو مظلوم فهناك اختبارات وامتحانات تأتى ليجتازها ويرتقى الإنسان أو يقع بها ويتدنى
ولكن لما حدث الفعل ؟ ... وكيف لنا نجتاز الاختبارات، ونميز البلاء البشرى من البلاء الالهى ؟

تعتمد الكارما على تصرفات وحالات الطاقة فى الاجسام والنظام الكونى وليس على مبادىء افتراضية جازمة وهى لم توضع أو تبتدع كفكرة ومنطق معين بل هى حقائق الطبيعة الكامنة وراء كل مجريات الأحداث الانسانية والكونية .

يتشكل حول جسم الانسان طاقة أو هالة ذبذبية غير مرئية " الجسم الاثيرى " وهى متغيرة بكل لحظة فيها معلومات الجسم والفكر والأحاسيس كلها، تكون الهالة الاثيرية نقية صافية ولونها فاتح عند الافعال الحسنة والصحيحة، وتكون مضطربة ومشوشة ويميل لونها الى الالوان القائمة عند الأفكار والنوايا والتصرفات السيئة.

لذلك إن أى تصرف او تفكير سيرسم له شكلا ضمن الهالة المحيطة بالانسان على مسارات معينة ... وهذه المسارات تقوم بعملية تصحيح تلقائى لها ، كما يفعل جسم الانسان دائما ببناء نفسه تلقائيا، التصحيح عند الهالة ياخذ وقتا وشكلا مناسبا له فاحيانا يتم التصحيح بنفس اللحظة وأحيانا يمتد لسنين .

وكمثال يخطىء أحدهم فتتلوث الهالة مباشرة ويتشكل ما يسمى ب " الكارما السلبية " وعاجلا أم أجلا ستصحح الهالة نفسيا عندما تتطابق الظروف الكونية والزمانية المناسبة مع قدرتها على تفعيل الحدث المناسب لها وذلك أما بالمرض والآلام أو جذب المشاكل والمصائب وانهيار العلاقات الاجتماعية او تدهور الاحوال المادية وفقدان بعض الممتلكات.

وعند حدوث الرد المناسب ستعود الهالة (المسارات الملوثة منها)الى طبيعتها وتتخلص من السلبيات المتشكلة فيها، وكل ذلك بشكل نسبى لأن الكارما متغيرة بكل لحظة فعند الاعتراف الداخلى بالخطأ وتقديم المحبة بعمق فان قوة المحبة ان كانت كافية ستوقف التصحيح التلقائى العكسى لان تاثير المحبة قد صحح تلك المسارات.

الاحداث ستأخذ الوضع والوقت المناسب ، ربما تكون تراكمية ويأتى الرد دفعة واحدة أو العكس يكون الفعل كبير والاحداث والنتائج تاتى على دفعات ،أن اغلب الاحداث لا تاتى كما تتوقع ( عقوبات ومكافئات) ولن تكون عملية مقابضة ، وبعض السلوكيات والنزعات المتراكمة مع الاستمرار فيها قد يؤثر بشكل مستمر الى أعراض ربما لا يمكن التراجع عنها ، فمثلا الحقد غالبا ما يصيب ضعف النظر ، والغضب والنميمة غالبا ما يسبب تحطم والام الاسنان والكره وعدم حب الاخرين الاخرين غالبا ما يصيب القلب والجهاز التنفسى والتعلق بالمستقبل الزاهر والمجد والشهرة والقوة يصيب الاطراف .

الاحداث تعطينا فرصا لتصحيح ذواتنا ، أو يبدأ التصحيح التلقائى بعد تلك الفرص ،لذلك مشاكلنا بالحياة ليست شرا أو مصائب كما نعتقد انما عمليه لتجاوزات ارتكبناها من قبل .
ان لم نقوم بأنفسنا بالتطهير والحب والارتقاء سيكون ذلك ذاتيا من خلال أحداث تتبهنا باننا على الطريق الخاطىء وان لم ننتبه لها ستزداد المشكلات لتكون هى دواء لاخطائنا بدلا من تصحيحها بأنفسنا.

الاحداث لن تذهب وتختفى ، كل شىء سيبقى موجود ضمن الحقول لكن تأثيرها سيزول عند التصحيح التلقائى أو عند التطهير وبشكل ادق تكون الهالة ضمن طبقات وحقول اشبه بمنظومة المجرة وكل طبقة تمثل جسما اكثر شفافية ونعومة ويتحكم بحالتها بشكل مباشر الفكر والوعى ، وضمن حقولها تخزن كل معلومات الافكار والافعال وحالات الماضى والمستقبل وايضا تصرفات الاشخاص والاشخاص الاجسام المحيطة .هذه الهالات يراها اصحاب الجلاء البصرى والرؤى ما بعد الحسية وكل منهم يراها بطريقة مختلفة وقد يظن الكثير من المختصين بمجال الطاقة ان الصورة واضحة أمامهم عند رؤيتهم للهالة وألوانها والمجالات المختلة أو المتوازنة فيها، فقد تكون الطبقات الاولى سليمة ولكن توجد طبقات عميقة ملوثة وهى الأكثر أهمية، والتى تحتاج لأشخاص متمرسين جدا وذو بصيرة فائقة ليتمكنوا من أستشعارها.

الشعور الأكثر عمقا بالإنسان هو الأكثر تأثيرا عليه أما الأنفعالات السريعة والسطحية نتائجها أرحم بكثير من كبت الشعور بالأعماق لذلك إن التعبير عن الغضب والإنزعاج أفضل من دفنه بالداخل كى لا يصل للأعماق، قمة المحبة توجد فى الطبقات الأكثر نعومة وشفافية، وصول التلويث لهذه المسارات يعمل على إخماد المحبة، وقيمة المحبة داخل الإنسان هى حاجز الحماية الأقوى من التلويث وهى العامل الأساسى للتطهير، بتوجهنا للمحبة نقوم بأكبر عملية تطهير لأنفسنا، وإخماد المحبة يعنى ان على طبقات الهالات أن تقوم هى بالتصحيح التلقائى من خلال الامراض والمصائب.

إرسال تعليق Blogger

 
Top