وهذه المعجزة جاءت فى مقدمة سورة الطارق، حيث أقسم الله بنوع من أنواع النجوم، ويقول عنها العلماء أنها آية كونية جميلة، حيث أنها تصف أجمل الظواهر الكونية فى الفضاء الخارجى، فيقول الله سبحانه و تعالى: “وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ”.
فما هى حقيقة هذه النجوم؟، وهل فعلا يوجد فى الكون نجوم تطرق؟، ونفس النجوم هى ثاقبة؟
قد فسر العلماء هذه الآية قديما على أنّها تتحدث عن كل النجوم، فجميع النجوم لها ضوء ثاقب وإشعاع قوى، ولكن فى عام 1967 رصد بعض علماء الفلك موجات راديو “كهرطيسية” التى ظنوها فى البداية رسائل من كائنات فضائية، لكن بعد ذلك تبين لهم أنها مجرد نجوم هائلة تبث تلك الموجات بشكل منظم ودقيق.
وبعدما قام العلماء بدراسة هذه النجوم على مدى أكثر من ثلاثين عاما وجدوا أن هذه النجوم أكبر من الشمس بعدة أضعاف، الأمر الذى يعنى أن جاذبية هذه النجوم وبسبب كتلتها الهائلة أكبر 200 بليون مرة من جاذبية الأرض، وتتشكل نتيجة انفجار النجوم، فعندما ينفجر هذا النجم ويتهاوى على نفسه فإن مادته تتحول إلى نيوترونات.
وشرح العلماء آلية عمل هذا النجم بأنه يبدأ بالدوران حول نفسه بشكل هائل، فيدور مئات الدورات فى الثانية مما يولد حوله مجالا كهرمغناطيسيا قويا جدا، هذا المجال يولد أيضا صوتا يشبه صوت المطرقة، لذلك فإن العلماء وجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هى المطارق العملاقة، إلا أن السؤال يبقى كيف ينتقل الصوت فى الفضاء إلينا؟.
الحقيقة أن الصوت يحتاج مادة ينتقل من خلالها وبالتالى هو لا ينتقل فعليا وإنما تنتقل موجاته إلينا، ومن ثم يتم تحويلها إلى صوت من خلال أجهزة عملاقة، ولكن من رحمة الله أننا لا نسمع تلك الأصوات لأن صوتها لو وصلنا لصم آذاننا على الفور.
كما يؤكد الباحثون أن هذه النجوم تبث إشعاعات هى الألمع من نوعها، فهى تطلق أشعة تبهر الأبصار وهذا يصف تحديدا الوصف الإلهى لهذا النجم بأنه (ثاقب)، وهو ما يعبر عنه العلماء بكلمة hyperflare أى ضوء يبهر الأبصار.
ويقول العلماء اليوم: إن هذه النجوم النيوترونية أو الثاقبة تُصدر هذه الموجات وتصدر هذه الطرقات بدقة مذهلة، حتى إنهم يعتبرونها من أدق الساعات الكونية على الإطلاق، ولا تخطئ فى عملها أبدا، ولذلك تحديدا يقسم الله بها، فكأن الله تبارك وتعالى يخاطب الناس جميعا ويقول لهم: أن هذه النجوم التى خلقتها وحدثتكم عنها وعن عملها ودقتها، وأنها دقيقة فى عملها ولا تخطئ، كذلك فقد وكَّلت عليكم ملائكة لا تخطئ فى كتابة أى شىء يصدر عنك أيها الإنسان أبدا، فكل شىء مكتوب ومحسوب، ولا يخفى على الله من شىء فى الأرض ولا فى السماء، وهذا وفقا لما ذكرته عدة مصادر أهمها “Quran and Science”.
إرسال تعليق Blogger Facebook