أن الغرور فى الاسلام افة يعالجها القرآن الكريم ، من حيث تأثيرها على الشخص نفسه وعلى الاخرين ،فهو يوثر على الصحة ، لآن المرض قبلا ،سيكون عقابا أو نتيجة نهائية للغطرسة : (إن الله لايحب كل مختال فخورا ) ...كما أن الصفح والعفو عن الناس يقوى جهاز المناعة لدى الانسان .
قال عز وجل (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) (سورة ال عمران الاية 134) ، لذا يقول الطب : اذا أغضبكم شخص قريب منكم تحبونه واذا كنتم تغارون منه أو تكرهونه أو تخترونه فأن سيتحول مع الوقت الى نظام التدمير الذاتى ، وسيهيمن على تفكيركم ، وإذا كنتم تعيشون فى مجتمع سىء فمن الصعب هنا العثورأو رؤية مذنبين ،والجسم يمكن أن يشعل شرارة الحقد والعدوان ومن ثم فان نظام التدمير الذاتى سيدمره تماما .
والحقيقة المثلى هى الغفران أى الحفاظ على الحب ،بل يتحدد بخبراتنا السابقة ،إذا كنت قادرا على أن تغفر لشخص كان قد أهانك وأستطعت الحفاظ على الشعور بالحب فأنت تبنى سور الحصانة المناسب لك وتحفظ نفسك من فقدان اتصالها مع المحيط فنظام التدمير الذاتى ،يمكن أن ينتج عنه كوارث وحروب وسوف يعيش فى هذا العالم من لديه القدرة على الحفاظ على شعور الحب.
لتتحدث الآن بعبارات أبسط ،شاب أحب فتاة بنطاق الحب الكبير لكن الفتاة خاتنه وأهانته وذهبت إلى شاب آخر وعلى الرغم من فقدانه للحب الانسانى ، فإنه استطاع الحفاظ على الحب الروحى ، لأن هذا الحب لايرتبط بشىء مطلقا وكان شعوره به أكبر من شعوره بحب الفتاة ، يستطيع هذا الشاب أن يعيش سعيدا ... واذا صدم أحد بالحب الأول ،فانه سوف يصدم ثانية فى أحوال مشابهة ،فلا يمكن لاى حب غير حب الله أن يكون منجيا ،فحب الكون وعناصره والمخلوقات فيه ، حينما يأتى فى إطارمحبة الله وخوفه يمنح الانسان طاقة الحياة والوجود الحقيقى (والذين أمنوا أشد حبا لله).
إن مستوى وعينا يعنى إلى قدر ما مستوى اتصالنا مع العوالم الآخرى واذا أرتفع مستوى الاتصال بسرعة ، أى يلحق باحتياط الحب فى الروح ،فان الإرتباط بالمستويات الروحية العليا سيزيد حدة ، وفى الحياة العادية فان الإرتباط بالقيم الانسانية سيولد فى البداية الخوف ، ومن ثم الغضب،وبعد ذلك المرض ، وبعد ذلك الاصرار عليه ومن ثم سيذهب الخوف والغضب من كل العالم ومن النفس .
والانسان اذا ابتعد عن الاهتمامات الانسانية ، يستطيع عبر المنطق الروحى ،ان يعالج المعلومات الضرورية للتفكير الجديد ، وهذا يتيح له القيام بأعمال موجهة فى نهاية المطاف الى انقاذ الأشخاص وليس الى تدميرهم ، فالتقليل من شأن الاخرين واهانتهم والنظر اليهم يعين النقص يسهم من تحويل الصحة الى مسار اخر.
وبقدر ما تكون رغبة كل انسان قوية فى احتقار موظفى السلطة وشحبهم وكرههم ،وكذلك فى احتقار أنفسنا ومصيرنا وبقدر ما تهدر كل الطاقة على البحث عن المذنين وعلى كرههم بقدر ما يبقى القليل فقط لادراك الوضع والتطرف بشكل سليم ،الذى يتيح تغيرذلك الوضع لكى نفهم القصة وتقييم الأحداث بشكل صحيح لابد من تكرار المقولة التالية عشر مرات..
واذا نظرنا فى الوقت ذاته الى الكون لرأيتاه غير متحرك تقريبا ، وكل القيم الانسانية تتالف كذلك من الزمن وبقدر مانحن متمسكين بالمبادىء والمثل العليا والأخلاق وبالمثال والوظيفة ،فنحن لا نستطيع أن نقيم أى موقف بشكل صحيح أو أن نفكر أخلاقيا .
تقبلوا الماضى بحب ،والحاضر بحب ،المستقبل بحب ، وكرروا صباحا ومساءا وانا أعتمد فى كل شىء على الارادة الالهية وعندئذ يتوقف تقييم الوضع والتحكم به،وهذه من احدى وظائف الوعى ، وكيداية قوموا هذا على الاقل ،وهذا سيكون عونا كبيرا جدا لكم ،
قال تعالى (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون ان الله هو الرازاق ذو القوة المتين )سورة الذاريات الاية 57_58)
إرسال تعليق Blogger Facebook