السعادة الزوجية .. ذلك المطلب الذي يسعى إليه كل فرد فى حياته .. و يتعجب الكثيرون من عدم امتلاكه .. و فالحقيقة فقد اصبح هذا الأمر واقعا مريرا نشهده بأعيننا .. و لربما نعيش فيه .. أين هى السعادة الزوجية !؟! .. و كيف السبيل اليها ؟؟
دعنى آخذك فى رحلة قصيرة تبين لك سر السعادة الحقيقية ..
فى بداية الأمر .. دعنا نتفق أنه لا يوجد شخص سعيد إلا هذا الذى أسعده الله و مَنَّّ عليه برضاه .. فإذا اراد الله تعالى أن يُسعد الزوجة و الزوج بزواجهما .. رزقهما الدعاء الصادق قبل و بعد الزواج ..
فالدعاء مخ العبادة .. و هو من اهم العلاقات بين الفرد و ربه .. "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "
ولا تتعجب اخى الحبيب .. فالدعاء قادر و كفيل بإصلاح حياتك الزوجية و كفيل بمنحك السعادة التى تصبو اليها .. وانا لا اتحدث من الفراغ .. يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم " وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ " هذه الآية عن نبي الله سيدنا زكريا عليه السلام .. فالذى اصلح له زوجه , يصلح لك خليلتك و أبناءك و حياتك بأسرها .. فاحرص على ادعيتك اليومية من أجل سعادتك الزوجية ..
و من أهم اركان السعادة الزوجية .. اتباع هدى السنة النبوية و مكارم الأخلاق المحمدية التى بُعث المعصوم صلي الله عليه و سلم ليتممها .. فقط تأمل حياة النبي و تعامله مع زوجاته .. و محبته لهم و تواضعه معهم و هو من هو .. هو نبي الله .. فقد كان صلوات ربي و سلامه عليه .. خير زوج لزوجته .. وقد سن هذا النهج من بعده و امرنا به, قال صلي الله عليه و سلم " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي " .. فكن عونا لأهلك و زوجتك ..
و عندما تتأمل السيرة النبوية .. تجد ان رسولنا الكريم يضرب لنا أروع الأمثال فالحياة الزوجية و كيف يجب ان تكون .. كان صلي الله عليه و سلم يخصف نعله - ينظفه - ويخيط ثوبه ويعمل في بيته .. وكان إذا دخل الى اهله .. تسوك بالسواك كان حريصا على الا يشم اهله منه الا رائحة طيبة ؛ فكن طيبا يطيب ما حولك ..
و كان صلي الله عليه و سلم يعطى كل شئ حقه , كان اذا صعد الى المنبر .. اشرأبت الأعناق و خشعت القلوب لِمَا تسمع , وإذا قادهم فى احدى غزواته .. كان اشجعهم فالقتال و اشدهم فالحق و قائدهم الى نُصرة الله و دينه صلوات ربي و سلامه عليه .. أما إذا دخل الى بيته .. كان خير زوج .. يداعب اهله و يرفق بهم و يحنو عليهم .. يدخل بحنان يفيض على المكان و رحمة و مودة لكل من فالبيت .. لم يتكبر عليهم .. لم يعبس فى وجه زوجته بحكم انه يحمل هم الرسالة و هم الأمة .. فأحرص على عدم الخلط بين عملك و بيتك و احرص ان تضع فاصل بين مشاكل عملك و حقوق أهلك .. و الا تجعل مشاكلك المادية تفسد سعادتك الزوجية
و انظر لسماحته وسمو أخلاقه و شيمه , ما سب ولا شتم امرأة قط ، وهذه من الأمور البديهية في أسباب السعادة الزوجية .. احترم زوجتك ولا تسئ إليها .. فمن أساء يري دوما عاقبة السوء كجزاء لفعله .. فما عُرفت السيئة بهذا الإسم و ما سُميت سيئة إلا لأنها ببساطة تسيء إلى صاحبها ..
كيف لك اخى الحبيب ان تحلُم بحياة مثالية و سعادة زوجية و تريد زوجة مطيعة لك طاعة عمياء دائما ما تتودد اليك و تقدم لك فروض الولاء و الطاعة .. ولكنك لا تنظر ابدا الى ما قدمته انت لزوجتك ؟! .. اين حسن العشرة ؟ اين الكلمة الطيبة ؟ اين الشكر على ما تقوم هى به من اعمال و امور كثيرة تخص حياتك و حياة أبنائك ؟ .. نعم اخى الحبيب .. ان مثل تلك الأمور البسيطة كالكلمة الطيبة والشكر لها ما لها من اثر بالغ فالنفوس .. فتخيل معى عندما تعد زوجتك لك الطعام و تثني انت عليها بكلمات بسيطة امام ابنائك مثل بارك الله فيكِ .. احسن الله اليكِ .. و ما الى ذلك من كلمات الشكر و الثناء , فيعلم ابنائك انك تقدرها فيقدرونها و يجلونها فتبادلك هى الاجلال و التقدير فيحبك ابناؤك و يحبونها و تتنتشر فالبيت المودة والرحمة و الحب بكلمات و تصرفات بسيطة لن تكلفك الكثير .. ولقد اوضح لنا قرآننا الكريم اصول الحياة الزوجية و اصول العشرة و اسس السعادة و كيفية معاملة الزوجات فى آية واحدة تقول " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
و ايضا من اهم السبل لتحقيق السعادة الزوجية هو ان تتذكر دائما انك لست ان صاحب اليد العليا .. انك لست انت دائما صاحب الفضل .. بل انك مدين بالفضل لزوجتك فى كثير من الأحيان فإذا كنت انت تعمل و تشقى من اجل اهلك و من اجل بيتك و تتحمل الصعاب من اجل توفير معيشة كريمة لهم .. فان زوجتك ايضا تعمل على حاجاتك و حاجات ابنائك و كافة امور البيت .. فلست انت وحدك من يتعب .. ولست انت وحدك صاحب الفضل ..
ان الذى يريد السعادة الزوجية يدخل الى بيته بقلب كبير و صدر واسع .. يرى الخير في بيته فيشكره و يثنى على زوجته و يحسن عشرتها .. و تذكر دائما اخى الحبيب .. ان الرحمة اساس كل سعادة و اساس كل شئ .. بل هى اساس الزواج قال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً "
فاحرص كل الحرص على ان تزرع تلك المودة و الرحمة في بيتك و ستنعم بأذن الله براحة البال وبالسعادة التى تصبو اليها فى حياتك .
إرسال تعليق Blogger Facebook