4/02/2015 -
أمور وأسرار لم تعرفها عن سورة الضحى

إن المواظبة على قراءة سورة الضحى تُعد من أعظم طرق الشعور بالطمأنينة والراحة القلبية، فسورة الضحى من أعظم السور في القرآن الكريم , فهي تحثك على أن تكون إيجابيا وتثق بالله عز وجل.

أمور وأسرار لم تعرفها عن سورة الضحى من قبل:
نزلت سورة الضحى على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في وقت لم يكن يتلقى فيه اى وحى من الله سبحانه وتعالى فقد انقطع عنه الوحي في هذه الفترة لمدة ستة أشهر ، ستة أشهر كاملة لم يتلق الرسول خلالها اى وحى ولم ينزل إليه جبريل عليه السلام ولم تأتيه اى رؤى.


في بعض الأحيان يشعر الفرد منا بأن صلاته غير مقبولة .. وإنها لا تترك اى أثر في نفسه أو في قلبه و إن كل ما يقوم به إثناء تأديته للفريضة ما هو إلا مجرد حركات فالسجود و فالركوع دون الشعور بروعة إحساس ولذة الصلاة و القرب من الله, وأن الله غاضب منه.

و الشعور السابق هو نفس الشعور الذي انتاب النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين لم ينزل الوحي لمدة 6 أشهر, لذلك ظن الرسول أن الله لا يريده، أو إن الله غاضب منه, أو انه مقصر في حق من حقوق الله, كل هذه الأفكار كانت تجول في عقله في هذا الوقت وهذه المرحلة العصيبة من انقطاع الوحي.

فنزلت سورة الضحى .. يقول الله عز وجل
" وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
كانت هذه الآيات الكريمة بمثابة المواساة لرسول الله صلي الله عليه و سلم , جاءت إليه لتعلمه إن الله لم و لن ينساه أو يتخلي عنه .. جاءت كي تخفف عنه همه وتكشف عنه غمه ..وإذا تمعنا في الآيات الكريمة ومعناها والمقصود منها .. سنجد أنها تحوى بين طياتها العديد و العديد من المعاني .. فا هذه السورة هل رسالة من الله عز وجل -ليس إلي رسوله فقط- بل لكل مسلم .. فنجد في قوله تعالي
 والضحى والليل إذا سجى
رسالة إلي كل إنسان بائس ومكتئب و آيس من رحمة الله عز وجل أن رفقا بنفسك .. ليست كل الأيام سوداء فهناك أمل بعد الألم .. و دوما بعد الظلام الحالك تشرق الشمس لتنشر ضوئها في الدروب والطرقات وتزيل آثار الظلمات .

ما ودعك ربك وما قلي
تصريح الهي وبشارة من فوق سبع سماوات إن الله لن ينساك أبدا الله .. فهو عز وجل ليس كما تظن انه يكرهك أو يمقتك مهما كنت مقصر في حقه, الله عز وجل لا يعملنا بما نحن أهله .. بل يعاملنا بما هو أهله .. وهو أهل الرحمة والعفو والمغفرة والإحسان .. لا يكره احد ولا يترك أحدا من عباده .. ولو تقرب احدهم إليه شبر .. تقرب الله إليه باعا .. و من تقرب باعا .. تقرب الله إليه زراعا .. و من أتاه يمشي هرول الله إليه ويسر له طريق الطاعة .

وللآخرة خير لك من الأولي
أبشر .. فالقادم سوف يكون أفضل لك إن شاء الله .. وان ما يحفظه الله لك من نصيب في علم الغيب لهو خير وأفضل بكثير مما تختاره انت لنفسك.

ولسوف يعطيك ربك فترضى
الله أكبر! .. يا لروعة تلك الآية الكريمة .. ولسوف يعطيك ربك .. فترضي .. سوف يجزل الله لك العطاء الوفير حتى يرضيك ! .. فلا تقلق ولا تحزن .. فربك لم و لن ينساك وقريبا جدا سوف يعطيك ربك ثوابا عظيما .. وسوف يعطيك حتى ترضي .. حتى تصل لسعادتك وتصل للرضا .

ألم يجدك يتيما فأوى، ووجد ضالا فهدى
في هذه الآية يوجه الله السؤال لنبيه .. يا محمد الم تكن يتيما بلا أم ولا أب  فآواك الله في كنفه ورعايته ؟ .. ووجدك ضالا فهدي .. اى انك كنت لا تدرى ما هو الكتاب ولا القرآن ولا الإيمان فعلمك ما لم تكن تعلم .. و كان فضل الله عليك عظيما
هذا في الخطاب بين رب العباد و خير العباد .. أما إذا أردنا تفسير تلك الآية و استخراج مرادفها بالنسبة لكل مسلم .. هي عبارة عن سؤال من الله عز وجل حول النعم التي من الله بها عليك .. انظر حولك أخي الفاضل .. و ستجد انك غارق فالكثير و الكثير من النعم التي حرم غيرك منها .. ووجدك ضالا فهدى .. هداك الله لدين الإسلام و وفقك لعبادته في حين انه يوجد الكثير والكثير من الناس الذين يحيدون عن الدين .. و لا يعرفون الكثير عن دينهم .

ووجدك عائلا فأغنى
عندما تذكر الله وتدعوه لسعة الرزق وتستعين على ذلك بكثرة الاستغفار .. تجد إن الله يغنيك بفضله ويزيد لك فالرزق ويوسع عليك ويرزقك من حيث لا تحتسب.

فأما اليتم فلا تنهر
كن رحيما باليتيم .. أرفق به .. وأحنو عليه .. فهو لم يعد له في هذه الحياة من يحنو عليه فقد مات أبواه الذين كانوا هم مصدر الحنان والعطف له في هذه الحياة .. فا عامله بالحسنى .. ولا تنهره أو تسئ معاملته واصنع به ما تحب إن يصنع الناس مثله في ولدك من بعدك .

وأما السائل فلا تقهر
لا ترد طلب السائل قدر استطاعتك .. ولا تنهره .. ولتقل خير له أو لتصمت فالكلام الطيب خير من إن تعطيه المال و تجرح مشاعره .. كما علمنا القرآن الكريم في آية أخرى .. "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى" .

وأما بنعمة ربك فحدث
أمر لك إن تذكر النعم العديدة التي وهبها الله إياها، إن تحمده عليها .. فقل دوما الحمد لله .. الحمد لله على نعمة البصر ، الحمد لله على نعمة السمع, الحمد لله على نعمة الكلام، الحمد لله على نعمة الأهل, الحمد لله على نعمة الزوجة الصالحة, الحمد لله على نعمة الأبناء, الحمد لله على نعمة الأصدقاء الصالحين, الحمد لله على نعمة الصحة، الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصي


تلك سورة الضحى .. و هذا هو معناها وفضلها .. ولذلك نقول لكل إنسان يائس وقانط من رحمة الله .. أيها الإنسان اليائس والمحبط .. لا تحزن عندما تشعر بالهم وضيق الحال .. أقرأ سورة الضحى، وتذكر رسول الله عندما نزلت هذه الآيات عليه وهو في شدة الحزن, نزلت مواساة له من خالقه .. و هي أيضا لك الآن مواساة تخبرك بأن كل حزن سيمر إن شاء الله .. و إن لكل ضيق فرجا و مخرجا فقط أحسن الظن بالله .. و اتبع سبل رضاه, وتقرب منه, وادعه, واستغفره, وتذكر دائما إن الله عند ظن عبده به .. فأحسن دوما الظن بالله وتأكد إن خالقك ارحم بك من نفسك .. فهو أرحم الراحمين.

إرسال تعليق Blogger

 
Top